كلنا يعلم معنى الآية الكريمة إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم ... وقد كنا جميعا نعتقد أننا قد تغيرنا عندما ثرنا على النظام القديم الذى فسد وبغى وطغى ونشر ظلمه فى الأرض .. قد كنا نظن أننا رغم عدم إطاعتنا للآراء الإسلامية وقت قيامنا بهذه الثورة والتى كانت تشير وتؤيد بأن الخروج على الحاكم كفر , كنا نظن أننا لأن الله أخذ بآيادينا ونصرنا على الظالم وأسقط حكما جائرا وسجن نظاما فاسدا , كنا نظن وقتها أننا قد تغيرنا فغير الله قدرنا وأبدلنا حكما صالحا بدلا من حكما جائرا .
ولكن على مدار الفترة القليلة جدا فى عمر الزمن والتى تكاد أن تطاول الدهر كله بالنسبة للإنسان العادى وهى فترة حكم الإخوان لمصر برغم أنها لم تتعد شهور السنة الواحدة إلا أنها أذاقتنا كافة ما عانينا منه فى عصر ظالم مضى ثرنا عليه ... فبرغم قصر المدة إلا أنها لم تترك موبقا إلا وحازته فبداية من إنعدام الأمن فى الشارع وإستخدام رجل الأمن ضد المواطن وسفك الدماء والإعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية سواءا بسواء وإهدار دم المسلم والمسيحى وهتك عرض السيدة والعجوز والرجل أيضا لم يكن بالبعيد عن هذه الإعتداءات .. غلاء الأسعار وإنتشار الأوبئة والأمراض مثل عودة شلل الأطفال والتايفويد وأنفلوانزا الخنازير والغدة الدرقية وإعلان الحكومة بكل صلف وغباء إنعدام الأمصال التى يجب توفيرها لمعالجة هكذا أوبئة وكأنها حكومة لشعب واء الواء ... إنتشار البطالة وزيادة أسعار السلع البسيطة الضرورية للحياة مثل الخضروات واللحوم وما شابه وزيادة أسعار الغاز والمياه والكهرباء وتحدى الحكومة للشعب فى عرض غبى ومغرور وكأن الحكومة ترى بأن الدنيا تزينت لها فتعلن على الشعب بأنها وحدها المنوطة بتحديد سعر الغاز ومشتقاته لأنها ببساطة هى المسئولة عن إستيراده وكأن هذه الحكومة المنتمية لجماعة الإخوان لم تكن فى زمن بعيد مجرد أفراد تعارض نفس ذات السياسة التى كان ينتهجها النظام البائد الفاسد , نعم أيتها الحكومة أنت المسئولة – الآن - عن الإستيراد فهذه هى مهمتك الأولى ولكن أنت تفعلين ذلك بتكليف من الشعب وليس منة عليه , أنت تخدمين الشعب ولا تحتلينه , أنت تابعة للشعب ولست وصية عليه فالشعب ليس بالقاصر ولا هو بالمحتاج الى ولى لكونه أبله إلا لو كنت تعتقدينه هكذا لإختياره إياك !!!!!!
ولكن وللأسف الشديد يبدو أن الحكومة بأثرها تعتقد السوء بهذا الشعب فعندما يتحدث المستشار السابق لرئيس الجمهورية ووزير العدل المستشار محمود مكى لإحدى القنوات الفضائية معلنا أن الشعب هو من يفعل بنفسه ذلك مستشهدا بالآية الكريمة ... إن الله ليس ظلام للعبيد .. موضحا أن الشعب يستحق ما يفعل به لأنه ظلم نفسه ,, ويستمر ليوضح سيادته بأن الشعب يحكم نفسه بنفسه فإذا أراد خيرا لنفسه لكان هذا الخير وإن لم يرد فليكن ما يريد الشعب ,, نعم هنا يكون ما نقرأه بتفسير السيد المستشار لهذه الآية الكريمة بأننا فعلا ظلمنا أنفسنا عندما ولينا أمرنا لجماعة لا تدرى شيئا عن الإدارة السياسية ولا عن الحكم ,, نعم ظلمنا أنفسنا عندما سلمنا أمرنا لجماعة كل ما تجيده هو التعامل بمنطق الجماعة ولم تع أن إدارة الجماعة التى بنيت على السمع والطاعة تختلف تماما عن إدارة وحكم شعب أراد لنفسه الحرية وكل مطلبه كان الكرامة والعدالة الإجتماعية التى لا يتأتى لها التواجد ولا التعايش مع منطق الصم والبكم أو منطق الطاعة العمياء .
قالها السيد المستشار .. إن الله ليس بظلام للعبيد ,, وهى آية كريمة تتماشى مع غيرها من الآيات والأحاديث التى نحفظها كلنا عن ظهر قلب مثل ,,,, وإن من أعمالكم سلط عليكم ,, وكيفما تكونو يول عليكم ,, قالها ولا أدرى ماذا يعنى بها فالعلم عند الله وحده هو العالم بخبايا النفوس وإنما أراها مقولة حق يراد بها باطل ,, فعلا إن الله ليس بظلام للعبيد ولكن الظلم فى هذه الحالة يا سيادة المستشار لا يكمن فى محاولة التخلص من حكم الإخوان غير العادل بل غير المرئى أساسا إلا من خلال الظلم والجور للإنسان المصرى خاصة وللإنسانية جمعاء إنما تدل عليه مؤشرات أفعال ندم عليها من إجترفها كثيرا حينما قالو نعم للإخوان , فقد كانو جهلاء ومن منا ليس بهذا الجاهل !! فالله جل وعلا لم يعطى علمه لأحد ولم يكشف الحجاب عن أينا ليرى الغد ماذا يخبىء له , ولذلك كان هذا الغد الذى هو يومنا وواقعنا من فعل أيدينا ولابد علينا أن نتحمل وزره ونحاول جاهدين تخطيه بل والتغلب على آثاره السيئة وعلينا أن نستغفر الله كثيرا من ذنوب أنفسنا وسيئات أعمالنا عله يرفع مقته وغضبه عنا فهو أهل ذلك والقادر عليه .
ولا يتخيل من يحكمنا بظلم أن الدنيا قد إزينت وراقت وأنها سوف تدوم له مصداقا لقوم المولى جل وعلا .... حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ .. صدق الله العظيم
ألا هل بلغت اللهم فإشهد
0 comments:
إرسال تعليق