بدل جُمع اسقاط الأسد وايران وحزب الله في سوريا،ليتنا سمعنا ونسمع منكم يا دعاة"الثورة"و"الثوار"والإسلام والخلافة جمعة من أجل فلسطين أو من اجل الدفاع عن الأقصى،وبدل المليارات التي تضخها عربان الخليج باوامر أمريكية من أجل تدمير سوريا وتقسيمها،لو ان الجزء اليسير منها يحول لدعم صمود القدس والمقدسيين،وحماية الأقصى،فدمشق ليست محتلة يا دعاة "الجهاد"و"المجاهدين" ويراد "تحريرها"،بل دمشق هي من صمدت وتصمد في وجه من يحاولون تدمير العروبة والقومية العربية،دمشق هي من وقفت أمام المشاريع الصهيونية والأمريكية في المنطقة،دمشق من كانت وما زالت المظلة والحضن الدافىء الذي يحتضن شعبنا ومقاومتنا دون أية شروط وقيود.
يا من شوهتم صور ومعاني الجهاد في الاسلام والقرآن،فلم نسمع عن ما يسمى بجهاد "النكاح"، إلا على زمن "ثوراتكم"؟.
كم مرة ناشدناكم وخاطبناكم واستصرخناكم من أجل القدس والأقصى؟؟!!، ولكن يبدو ان وجهتكم وقبلتكم وبوصلتكم ليست لا القدس ولا الأقصى ولا فلسطين،بل وجهتكم تكون حيث تصدر لكم الأوامر والتعليمات، تنفقون أموال شعوبكم على الخراب والتدمير للبلدان العربية التي تتعارض مواقفها وسياساتها وأهدافها مع المواقف والسياسات والأهداف الأمريكية والصهيونية والغربية الاستعمارية في المنطقة،وتشغلون مصانع الأسلحة،مصانع الموت والدمار في أمريكا والغرب الاستعماري، تشترون منها أسلحة بمليارات الدولارات وتكدسون تلك الأسلحة في المخازن والمستودعات، وهي ليس من أجل تحرير الأوطان العربية المغتصبة ولا من أجل الدفاع عن الأمة ووجودها وحقوقها، بل لكي تقمعوا بها الشعوب ويصدأ أغلبها في المستودعات والمخازن،أو يذهب قسم منها لجماعات وعصابات تمولونها وفق الإرادة الأمريكية والغربية من أجل خلق فتن وحروب طائفية ومذهبية في البلدان العربية،وإشاعة الفوضى فيها.
اليوم مخططات تقسيم المسجد الأقصى،لم تعد نظرية وشعارية،بل دخلت حيز التنفيذ العملي،ولم تعد المسألة مقتصرة على الحفريات حول المسجد الأقصى وحوله،وبناء الكنس المحيطة به أو إقامة المراكز التجارية الملاصقة له،وعمليات الإقتحام المتكررة له،ليس فقط من قبل المستوطنين،بل قادة احزاب ووزراء صهاينة يشاركون في تلك الإقتحامات، وها هي عضو الكنيست الاسرائيلي عن حزب"الليكود" الصهيوني ميري ر يغب،تقول وبكل عنجهية وصلفب أنه حال فوزها في الإنتخابات كرئيسة للجنة الداخلية في الكنيست فإنها تنوي القيام برفقة أعضاء اللجنة في المستقبل ،زيارة الحرم القدسي لدراسة إمكانية تأدية اليهود للصلاة فيه.
وهي تقول"لا أفهم لماذا لا يسمح ليهودي بالصلاة في المكان الأكثر قدسية لنا،في جبل الهيكل"؟
على حد تعبيرها وأكدت بانها ستضع موضوع ترتيبات الصلاة في حائط البراق على رأس جدول أعمالها في حال إنتخابها وفوزها.
أين أنتم من هذا الأعمال ليس فقط يا عربان الخليج واللجان المشكلة عربياً وإسلامياً للدفاع عن القدس والمقدسات؟؟،بل يا من وقعتم الإتفاق الأخير بشأن القدس والأقصى، وأكدتم على الولاية الأردنية والمسؤولية عن الأقصى،لم نسمع عن طرد سفير اسرائيلي او توجه الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإستصدار قرار دولي،يلزم اسرائيل بإحترام القانون الدولي،فحماية القدس والمقدسات،لا تحتاج الى اتفاقيات توصف بأنها "تاريخية" وهي ليست اكثر من حبر على الورق، فالأقصى الان دخل مرحلة الخطر الجدي والحقيقي،وبما يهدد قدسيته كمكان خاص بالمسلمين دون غيرهم، وعمليات تقسيمه زمانياً ومكانياً جاهزة، وقيد التنفيذ، فالحرم الإبراهيمي قسم، ولم تخرج ردات الفعل العربية والإسلامية عن بيانات الشجب والإستنكار والندب والبكاء، والان الأقصى يقسم فعلياً،ولا نريد لشعار رئيس وزراء الاسرائيلي السابقة"غولدا مائير" أن يتحقق،فهي قالت بأنه بعد أن أقدم أحد المتطرفين الصهاينة على حرق المسجد الأقصى في آب/1969،بأنها لم تنم الليل خوفاً على مصير دولة اسرائيل من ان تجتاحها الجيوش العربية والإسلامية، ولكن عندما وجدت بان ردة الفعل العربية والإسلامية لم تتعد الشجب والإستنكار والعديد من المسيرات والمظاهرات المدجنة تحت سقف الأنظمة، إطمئنت الى ان اسرائيل تستطيع أن تفعل ما تريد بالشعب الفلسطيني دون أية رد فعل عربية واسلامية خارج بيانات الشجب والاستنكار والدعاوي على اليهود بالموت في المساجد والندب والبكاء في الشوارع،أو إمتصاص غضب ونقمة الجماهير الثائرة،وتفريغ عواطفها ومشاعرها عبر مسيرات ومهرجانات تلقى فيها خطب رنانة"و"جعجعات" حماسية ليس لها أية ترجمة عملية على أرض الواقع.
الإحتلال يجهز على القدس يا عرب ويا مسلمين،ويضخ المليارات من اجل تهويدها وأسرلتها،والأقصى قبلة المسلمين الأولى مصيره يقترب من مصير الحرم الإبراهيمي في الخليل حيث التقسيم، ولربما الأمور تصل الى ما هو أبعد من ذلك هدم المسجد الأقصى، وإقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم مكانه،والحور العين لن تنالوهن من خلال "جهادكم" المزعوم في بلادالشام، بل هن ينتظرن من يجاهد ويناضل في سبيل فلسطين والقدس والأقصى،إلا إذا كانت قد أصدرت مرجعياتكم الدينية،مرجعيات الحكام والمال والسلاطين فتاوي بتحريم وعدم شرعية الجهاد في العراق وفلسطين، وإستعاضت عنه ب"جهاد"المناكحة" والمتاجرة بأعراض حرائر الشام، ونحن نعرف انه لم يعد فيكم لا خالد ولا علي ولا معتصم ولا صلاح الدين،ولا عمر المختار ولا عبدالناصر ولا نصر الله، بل أصبحتهم "تستنعجون" وتستدخلون الهزيمة وتصفقون وتطبلون لها على انها نصر عظيم، وتحاربون كل من يقول بالنضال والمقاومة والجهاد الحقيقي في البلدان العربية المغتصبة.
الأقصى يا عرب ويا مسلمين،نحن في فلسطين والقدس،سنبقى نحميه وندافع عنه ونصونه في حدقات العيون، ولنا الفخر والعزة ان نحمل الراية، وندافع عن شرف هذه الأمة وكرامتها ومقدساتها،امة أغلبها كغثاء السيل،اما نحن في فلسطين فنحن ملح هذه الأرض وما ينفع هذه الأرض،سنبقى صامدين ومناضلين ولأقصانا حارسين.
0 comments:
إرسال تعليق