قبل رحيل سعادة سفير وطننا الغالي سورية في جمهورية الصين الشعبية وعميد السلك الدبلوماسي العربي الدكتور المناضل جبر سليمان عبدي الاطرش الى دنيا الخلود كان رحمه الله قد اهدانا ديوان والده الطيب الذكر الشاعر المجاهد سليمان عبدي الاطرش «افديها بالشمس والقمر» وكنا قد كتبنا عنه في حينه والان نظراً لقيمة هذا الديوان وصاحبه الشاعر والمجاهد الكبير الذي تولى مهام السكرتير للثورة السورية الكبرى التي قادها البطل العظيم سلطان باشا الاطرش حيث تضمن الاهداء «الى بنات وابناء جبل العرب» ورسالة التعزية من الاديب والشاعر والنائب المناضل الكبير الاستاذ سلامه علي عبيد الذي عرف الفقيد منذ طفولته اثناء الثورة الى اللقاء في بكين اثناء زيارة ابنه السفير والاستاذ سلامه الذي كان يترأس قسم اللغة العربية في جامعة بكين مردداً :
قد يكون الغيب حلواً
انما الحاضر احلى
ويكتب الاطلالة المؤثرة نجله السفير الدكتور جبر الاطرش معدداً مزايا والده المميز شاعراً ومجاهداً وفارساً فيقول «وحسبنا ان يكون هذا المجهود المتواضع مساهمة في اغناء المكتبة العربية والتعريف على لون جديد من الشعر الشعبي الغنائي الذي تولده عبقريات شاعرة فنانة، كثيراً ما تبقى مغمورة ويطويها النسيان. فالى بنات الجبل الاشم اللواتي الهمنه قصائده والى ابناء الجبل الذين احبوا شعره وتغنوا به ..والى كل مطالع عربي ...اهدي هذه المجموعه».
ويقول الدكتور السفير جبر واترك الكلمة لاخي سعيد ابو الحسن رفيقه في الدراسة ليكتب عن والده البطل مذ عرفه مجاهداً وثائراً وشاعراً الى اللقاءات المستمره في ربوع الجبل الاشم وزيارة انجاله الدكتور جبر والدكتور فارس اللذين كانا رفيقي القاضي والمحامي والشاعر والاديب والمؤرخ الاساذ الكبير سعيد ابو الحسن وهم بكل فخر واعتزاز اخوة واصدقاء للمرحوم والدي واجدادي رفاق السلاح والكرامة الوطنية بقيادة ابو الثورات البطل سلطان باشا الاطرش فيقول الاستاذ المناضل سعيد ابو الحسن «اجل ياصديقي الراحل ابا حسن ما اجمل ان اقرأ لك هذا الشعر الصافي ،ما اشد سروري وانا اراك تطل على افاق المستقبل اللانهائية، عبر حفدتك ،فتعلم ان الانسان يتجدد بابنائه وحفدته جيلاً بعد جيل ،وان اعلى مركز للانسان في وطنه هو المركز المحفوف بالتعليم والتثقيف وانت قد اسعدك الله برؤيتك اولادك يحصلون على اعلى الدرجات العلمية وابرز المراكز الاجتماعية ...وانت لست خالداً بابنائك وحفدتك فقط بل انت خالد بهذا الشعر المشرق الوضاء، الذي يكفي لاضفاء اسمك وذكرك وعطائك على الكثير من الاجيال» وما اجمل هذا الشعر:
الله يعزك ياجبل سلطان
يا منبت الابطال والفرسان
كل الشجاعة والكرم بيهيلك
حييت يا شامة عرب بستان
حييت يا عالي الذرى يا شامه
يا سور اوطان العرب والشاما
كل الخلق تتقلدك بالشامه
انت الذهب منقود بالميزان
ديوان شاعرنا البطل سليمان عبدي الاطرش موسوعة وحديقة غناء يتضمن القصائد الوطنيه والغزلية والرثاء .
كثيرون هم الذين شهدوا واشادوا بشعره حيث قال الاديب فؤاد افرام البستاني «الشاعر ذو الابتسامة الدائمة».. وقال الشاعر سعيد ابو الحسن «الذي اخترق جدار الصوت او التقية».. وقال الشاعر والاديب سلامه عبيد «كان اسمه يملأ شغاف الجبل بأغاني الحب والجمال وبتحديه التقاليد الصارمة العجفاء ..».
وما اروع الشاعر حين يكتب الغزل:
لبست تنورة صيني وردت عالبير
خده ياورده جنيني بأول تزهير
حملت عاكتفه الجره لتملي المي
سبحان اللي صورها ابدع تصوير
نحتار بأي كلام نكتب وبأية قصيدة نختم هذا المقال المتواضع عن الديوان وصاحبه المجاهد العريق والشاعر الكبير ابن الجبل الاشم وابن بني معروف الاشاوس وابن عائلة الاطرش البطلة التي اغنت العروبة بالابطال والقادة العظام ويكفي فخراً قائدنا الغالي وامير الابطال وسيد المجاهدين الابرار الطيب الذكر سلطان باشا الاطرش ورفاقه الاشاوس الميامين :
سلطان ورفاقه الينا عادوا
من بعد ما اكبر عراضي عادوا
اهل الجبل يوم ان لفوا له عادوا
عيد السعاده والعلا والشان
عيد الفرح لا صبرهم وجهادي
والعز خيم بعد طول حداد
المصطفى خير البرايا الهادي
بي ريدنا على الدخيل اعوان
وفي ختام هذا المقال المتواضع كما اسلفنا لا يسعنا الا نحيي روح شاعرنا البطل ابا حسن سليمان عبدي الاطرش لينقل لنا اروع التحيات الى رفاق دربه القائد الاول سلطان واخوانه وابناء عمه واجدادنا وكافة الابطال الذين صنعوا الاستقلال:
شفنا المجد والعز دون لباس
واعلام تخفق بالشرف مزداني
واعلام تخفق للعلا منصوبه
والنصر نسمات الشرف من صوبه
اغراس جهاد ابطالنا المنصوبه
اليوم باثمار الزكية داني
ويقول:
ثوارنا وابطال منا هلي
غابوا وقمرهم بعد غيبة هلي
ب (صياح ) وبكل النشامى نهلي
عادوا برعاية خالق الاكوان
عادوا وزمان الي بعدهم داري
وبعد العرى لبسوا ثمين الداري
ومن فضل ربي ما بخاف وداري
عادت لنا حرية الاوطان
1 comments:
اجدادي رحمكم الله واسكنكم فسيح الجنان
إرسال تعليق