لكم الله وصمودكم وصبركم ومقاومتكم يا مقدسين،فلا عرب ولا مسلمين تنتظرون،فستملون وتيأسون من طال الإنتظار،فهذه أمة لم يعد فيها لا عمر ولا علي ولا خالد ولا الظاهر بيبرس ولا المعتصم ولا صلاح الدين ولا عمر المختار ولا عبد الناصر.....أمه يستدخل قادتها الهزائم ويحتفلون بها على انها إنتصارات عظيمة...امة يجلب قادتها أعداء الأمة من اجل إحتلال بلدانهم وإغتصاب عواصمها،ويشاركون في تلك العمليات بالمال والسلاح وكل أشكال الدعم السياسي والإعلامي،ويرقصون طرباً ويفرحون ويقيمون الولائم والعزائم عندما تحتل بلدانهم وتنهب خيراتها وثرواتها،اوعندما تقتل أو تعدم امريكا والغرب الإستعماري قادتها،ممن يرفضون او لا يسيرون في الركب الأمريكي .....فهم من أعدموا صدام في ليلة العيد....وهم من قتلوا القذافي،وهم من يريدون اغتصاب وتدمير الشام،شام الحضارة والعروبة والمقاومة،وهم الذين ظلوا يحرضون اسرائيل على قتل شيخ المقاومة سماحة الشيخ حسن نصرالله،لأنه يرفض ان يكون مثلهم خانعاً ذليلاً،ويريد ان يجعل لهم قيمة ووزناً بين الأمم،ويثبت لهم بأن الإرادة والثبات على الموقف والمبدا تصنع نصراً،وعندما فشلوا في ذلك شيطنوه ووصفوه بحسن اللات وحسن الشيطان والمجوسي والرافضي،وصاحب الأجندة الإيرانية والفارسية....أمة يدنس ويغتصب أقصاها ومسرى رسولها واولى قبلتها من قبل غلاة المستوطنين ويشاركهم ويدعمهم في ذلك كل قادة اسرائيل واجهزتها ومستوياتها السياسية والأمنية والقضائية والدينية والتشريعية من اجل تنفيذ خطتهم الرامية الى تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانياً بين المسلمين والمستوطنين،ولا يتحركون او على رأي الشاعر العربي العراقي الكبير مظفر النواب"تتحرك دكة غسل الموتى،اما انتم فلا تهتز لكم قصبة"،وكأن الذي يجري لا يهمهم ولا يعنيهم من قريب او بعيد ولا يتعلق بمصيرهم ووجودهم ومقدساتهم؟؟،كيف سيتحركون؟؟،وهم نعاج،أذلاء خانعين،حرفوا وزوراً كل معاني النضال والجهاد والكفاح،فلم يكتفوا بتشريع الدعارة تحت يافطة وذريعة جهاد النكاح في سوريا ومصر،بل حرموا الجهاد وعطلوه في فلسطين،وشرعوه في سوريا ومصر،فكأن تحرير فلسطين،لن يتحقق إلا بتدمير سوريا ومصر.كما دمروا وشاركوا في إغتصاب وإحتلال العراق من قبلهما.
الإحتلال يشن حربه الشاملة على المقدسين يومياً،ويستهدفهم حتى في صغائر وتفاصيل الحياة اليومية،حيث شرطه ومخابرات الإحتلال تداهم أي مؤسسة مقدسية او قاعة او فندق،تقيم أي نشاط له علاقة بالقدس والوطن،ندوة،محاضرة،حفل لأطفال او حتى عرس وطني او مأتم،او مخيم صيفي لأطفال،او عمل إغاثي لفقراء ومحتاجين،او نشاط رياضي،وتمنع إقامتها،وتهدد باغلاقها إذا لم تستجب لأوامرها،وتغلقها بالقوة،إذا لم تنصاع لها وتعتقل القائمين عليها.
من القدس اطلقنا وطيرنا لكم الصرخات والرسائل والمناشدات،ولم نترك أي وسيلة إلا وخاطبناكم فيها شعوباً وجماهير وقادة وزعماء ولجان ومنظمات مشكلة اسماً وزوراً بإسم القدس،وكذلك قمم عربية،وقلنا لكم فيها،الإحتلال يجهز على القدس،يهودها عبر الإستيطان الذي بلغ أعلى مستوياته، وبشر تجري أسرلتهم عبر إحتلال وعي طلبتهم،والسيطرة على قطاع التعليم في القدس،وتمارس بحقهم أفظع أشكال التطهير العرقي،التي لم يعرفها التاريخ البشري،بغرض طردهم وأبعادهم وتهجيرهم خارج وعن مدينتهم التي ولدوا وترعرعوا فيها.وأنتم لم نسمع منكم سوى بيانات الشجب والإستنكار الخجولة،وحتى هذه أصبحتم غير قادر على فعلها وممارستها،وكأنكم في إحساسنا وشعورنا،أصبحتم جزء من المؤامرة على القدس والأقصى،واحياناً عندما تثور عليكم الجماهير،وحتى تمتصوا غضبها وتفرغوا مشاعرها وعواطفها المشحونة،تسمحون لها بمسيرات ومظاهرات مدجنة تحت اعين جنودكم وشرطتكم ومخابراتكم.
قلنا لكم مليون مرة لا نريد منكم لا سلاحاً ولا حتى مالاً،فاموالكم التي تقررونها للقدس في قممكم ولجانكم،عدا عن كونها مسيسة،فهي في أغلب الأوقات تبقى حبراً على ورق،ولا يصل المقدسيون منها شيئاً،بل تساهم في زيادة حالة الإحباط واليأس بينهم،وتضعهم في خانة الإتهامات والإتهامات المتبادلة بالفساد وسرقة اموال لم تصل.
نحن نريد منكم ولو لمرة واحدة،أن تقفوا مواقف رجولة وشرف،مواقف تعيد لهذه الأمة عزتها وكرامتها وأمجادها المسلوبة،نحن نريد منكم إرادة،نريد منكم موقفاً عندما تتخذونه تصممون على تنفيذه وتطبيقه،حتى تشعر اسرائيل والعالم،بأنكم امة لها قيمتها وإحترامها،ودورها وتاثيرها وفعلها،ليس فقط في قضاياكم،بل في كل القضايا الإقليمية والدولية،فالعالم بات مدركاً ومقتنعاً،بأننا ليس اكثر من ظاهرة صوتية،نكثر من "الجعجعة" والصراخ والندب والبكاء والبلاغة والطباق والجناس،وأفعالنا تقارب الصفر،إن لم تكن معدومة،وهذا جعلنا مطية للكبير والصغير،ليصل الأمر حد ان تقدم دولة مثل اثيوبيا،على بناء سد على منابع نهر النيل،لكي تمنع تدفق مياه النيل لمصر.
القدس يا عرب ويا مسلمين في الربع الساعة الأخيرة،الإحتلال يسابق الزمن،ويعمل ليل نهار من اجل حسم امرها،من اجل جعلها عاصمة مزعومة ليس لدولته،بل لكل يهود العالم،فالعرب في القدس من كثرة المستوطنات فيها،مهددة احيائها والوجود العربي والإسلامي فيها، بأن تصبح جزر في محيط اسرائيلي،وشوارعها وازقتها "تعبرنت"أسماؤها،وتاريخها يسطى عليه ويزور وتراثها يسرق علناً وجهراً،حتى أكلاتها الشعبية تسرق أيضاً.
أليس عندكم ذرة من إحساس او شعور بالكرامة؟؟؟،فهل ماتت فيكم كل معاني الرجولة والنخوة؟؟أقصاكم ومسرى رسولكم علناً وجهراً تجري استباحة ساحاته،وتقام فيها الصلوات التلمودية وكل أشكال وانواع الشذوذ،وتقام الكنس والمدارس التلمودية من حوله،وانتم يا من تدعون انكم سدنة وحماة الأقصى،لا تحركون شيئاً،بل تواصلون "الجعجعة"و"الهوبرات" الإعلامية و"الطحن بدون طحين"،فالحيوانات تستفز وتستنفر عندما يعتدى على اولادها،أما انتم فقد أصبحتم فاقدي الرجولة وكل معاني الكرامة، لا تجيدون سوى لغة الإستجداء والإنحناء.
0 comments:
إرسال تعليق