** هل يمكن أن تعود مصر إلى الوراء ؟ .. هل يمكن أن نتصور أن إرادة الشعب المصرى والجيش والشرطة التى تآلفت على قلب رجل واحد ، لتحقق أعظم نصر للإرادة المصرية فى 30 يونيو 2013 .. بل وأعظم ثورة على حكم الإخوان ، وأعظم إنتصار على المؤامرة الأمريكية القذرة .. هل يمكن أن نتصور أن تتنازل هذه الإرادة عن هذا النصر العظيم لتعود مصر إلى زمن الظلام والفوضى والبلطجة والإرهاب ؟ ..
** نعم .. هناك الكثير من المصريين الكارهين لهذا الوطن .. وهناك الكثير الذين تحالفوا مع الشيطان الأمريكى ، وباعوا ضمائرهم وأعراضهم وشرفهم من أجل حفنة دولارات ..
** نعم .. هناك مصريون يكرهون مصر أكثر من كراهيتهم لإسرائيل .. ربما الفقر أحد الأسباب الجوهرية .. ولكن القادة المتآمرين أصحاب ثروات كبيرة ومعظمهم خريجي جامعات مصرية ..
** لا أتصور أن أعود لكى أدق ناقوس الخطر من جديد ، ونعود لنفس المقالات ونفس النغمة السابقة بأننا نعيش فى اللادولة .. نفس نغمة اليأس والإحباط بعد أن شعرنا بأننا إمتلكنا إرادتنا ، وإمتلكنا حريتنا وإمتلكنا كرامتنا .. ولكن يبدو أنه إحساس أصابه الخيال .. فهل كتب علينا أن نظل فى هذا القهر وهذه العبودية والإنكسار حتى أخر العمر ..
** لم أتصور أن يكون هناك سفلة وكلاب يحملون كل هذه الكراهية لوطنهم مثل ما أراه من بعض المصريين ورجال الأعمال والإعلاميين المنتميين تارة لأحزاب قذرة تسعى للتحالف مع إبليس للوصول إلى أهدافهم ، وتارة ينتمون للإخوان المسلمين الذين أدمنوا حمل الكراهية لوطنهم والشعب المصرى .. وتارة يطلقون على أنفسهم ثوار ، وإنهم أصحاب هذه الدولة مما جعلونا نكره هذه الكلمة .. فهؤلاء لم يكونوا إلا مجموعة من الخونة والمرتزقة والعار على هذا الوطن ..
** نعم .. لم أكن أتصور أن يكون هناك من يكرهون هذا الوطن بهذه البشاعة .. لقد تذكرت إحدى مقالاتى التى أعادت لى نفس السيناريو الذى نعيشه الأن ، ولكن منذ كتابة المقال .. فقد إختفت وجوه ، وظهرت وجوه جديدة .. ولكن يتبقى الكراهية ..
** دعونا نقرأ بعض فقرات المقال سويا .. ربما نتذكر الماضى القريب بكل ما حدث من مساوئ لعلنا نفيق قبل فوات الأوان ... عنوان المقال "مصريون فاقوا الإسرائيلين فى كراهيتهم لمصر" بتاريخ 14 مايو 2012 ..
تقول بعض فقرات المقال :
** لم أرى بين كل شعوب العالم .. شريحة كبيرة من هذا الشعب المصرى ، يحمل كل هذا الحقد والكراهية والغل فى القلوب والنفوس تجاه وطنهم .. يتفننون فى الكذب والتضليل والكيد لأنفسهم ، والكيد للأخرين ... كراهية ملئت الصدور والقلوب ، والجميع لا يبالون إلا بالبحث عن مصالحهم ، حتى لو سقطت مصر .. وذهب الوطن إلى الجحيم !!! ... (((ومازال هذا الحقد والكراهية مستمرة حتى هذا اليوم))) ..
** لم أرى فى العالم كله .. إعلام مضلل ، يحمل لوطنه كل هذا الحقد والغل والكراهية والشماتة .. إلا الإعلام المصرى .. المقروء والمسموع ... (( ومازال حتى اليوم هذا الإعلام يمارس دوره وكأننا لم نقم بثورة ، وكأن الشعب لم تكن له إرادة بالإطاحة بكل هذا الفساد)) ..
** لم أرى فى أى دولة فى العالم ، سواء كانت متخلفة أو متحضرة .. أن تستمر الفوضى فى كل الشوارع والميادين ، ليتحول البلطجى والقواد والعاهرة ، إلى ثوار ومناضلين وحرائر .. وقد إحتلوا أكبر ميادين القاهرة ، ونصبوا الخيام ، ومارسوا الدعارة ، وتعاطوا المخدرات ..
** لم أرى فجور لإسقاط وتدمير دولة كبيرة وعظيمة ومحورية مثل مصر .. كما أرى من بعض المنتميين لهذه الجنسية المصرية .. والذين يدعون أنهم ثوار ، وأن هذا حقهم الثورى ، أن يقرروا مصير أمة كبيرة ، مثل هذه الدولة المصرية !!! ..
** كل هؤلاء .. بل المزيد .. أفسحوا الطريق إلى وصول مصر إلى هذا المستنقع من الفوضى والإنهيار .. لتحقيق أهداف إسقاط مصر .. وتقسيم سيناء بين حماس وإسرائيل ، بمباركة الإخوان المسلمين .. وصمت رهيب من الجيش المصرى ، المسئول عن أمن وسلامة هذا الوطن داخليا أولا .. ثم الحدود ثانيا .. الجميع يتحدثون عن مؤامرة خارجية .. الجميع يعلمون أن هناك مخطط لتقسيم مصر والإستيلاء على سيناء .. ومع ذلك يصمت الجميع ..
** لم يكن يتصور ألد أعداء مصر أن يساهم أبنائها فى إسقاطها ، أكثر من أعدائها .. فقد فاقت كراهيتهم ، كراهية أشد الأعداء لمصر ...
** نعم .. لقد مللنا ، وكرهنا أنفسنا أن نكتب ونصرخ فى جتت أصابتها لعنة النحس والبلادة ، وعقول
أصابها الغباء .. ومع ذلك لو إفترضنا أننى أفكر بمفردى ، وأننى فى وادى والجميع فى وادى أخر .. وإننى على خطأ ولست على صواب ، وأنه ما كان ينبغى أن أبحث عن مصالح هذا الوطن .. بل كان يجب أن أبحث عن أى طريقة للحصول على أموال مثل الأخرين ، وهى طرق كثيرة جدا ..
** ونتيجة لكل هذه الفوضى التى ندعى فى وسائل إعلامنا أن العالم مبهور بها .. وهو نفس سيناريو الإنبهار بالفوضى والإعتصامات التى تحدث فى التحرير ، وتسببت فى سقوط مصر ، وإنهيارها إقتصاديا ، وسياحيا ، وأمنيا .. ضبطت الأجهزة الأمنية بالصدفة ، وأكرر ، بالصدفة .. شحنة أسلحة ومعدات ثقيلة ، وصواريخ "أر بى جى" ، وصواريخ بعيدة المدى ، ومدافع صاروخية مداها 3 كم ، تحمل على الكتف .. هذه الشحنة كانت متجهة إلى سيناء لتنفيذ الخطة الإسرائيلية بمشاركة حماس ، ومباركة أمريكا ، والإخوان .. ربما تغير أسلوب التنفيذ بعد رحيل النظام السابق .. ولكن ما يتم الأن على أرض سيناء هو عودة فرض الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة للأبد .. وعودة الشعار الإسرائيلى "الجيش الذى لا يقهر" !!! ...
** هذا ما كتبناه بتاريخ 14 مايو 2012 .. وللأسف لا أشعر بأى تغيير ، رغم إدراكنا جميعا لما ستتعرض له مصر من كوارث إذا سقطت .. ومع ذلك مازال الفساد يتربع على عرش هذا الوطن ، ومازال الإرهاب يمارس كل صنوف البلطجة فى الشارع المصرى .. فهل من عاقل يخرج بهذا الوطن إلى بر الأمان .. أم سنعود للمقالات بأسلوب اليأس والإحباط ؟ ...
صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق