انتهت أحداث البرنامج الأسبوعي محبوب العرب ،و كانت نهايته سعيدة بالنسبة لملايين من المتابعين, بفوز المتسابق الفلسطيني محمد عساف ،و هي المرة الأولى التي يفوز فيها متسابق فلسطيني في أحد البرامج الغنائية على صعيد الوطن العربي ، تعالت الأصوات تهليلاً بفوز هذا الصوت الجبار ، فعندما نسمع هذا الصوت،فإننا نسمع الصوت الجبلي و صوت الساحل و صوت الماضي و الحاضر ،تذكرنا في صوته الحَدّا الفلسطيني الذي انقرض مع الزمن وهو لمن لا يعرف معنى كلمة حدّا فهو يشبه إلى حد كبير" الزجل الشعبي"هذا الصوت الذي لا يمتلكه إلا من كان فلسطيني و أنعم الله عليه بنبرة قوية و صوت جبليٍ ضخم ،لكن مايميز هذا الشاب أنه بالإضافة إلى ذلك فهو أيضاً صوت شجي و" نظيف يخلو من أي شوائب "يستطيع أن يطرب كل من يستمع إليه و يؤدي كل أنواع الطرب.
صنع هذا الشاب الفلسطني معجزة تاريخية فقد جمع العرب جميعا على حب صوته فاكتشف الجميع أن فلسطين لازالت في قلوبهم ،و اكتشف الفلسطينيون أنفسهم بان التراث لازال يسكن أعماقهم بالرغم من تواتر الأجيال لكنهم أحبوا تراثهم و أيدوا عساف إكراماً لأصالته و جُرأته في الوقوف على المسرح والقول للجميع أنا فلسطيني بقوله المواويل الفلسطينية وغناء التراث .
"محمد عساف" في لحظة تحول من محبوب الفلسطينيين إلى محبوب لجميع العرب بالاضافة الى منصبه الجديد سفيراً للنوايا الحسنة .
بالرغم من أنني لست مهتمة بهذه البرامج الغنائية ،و لكن أُذني لا تقاوم سماع الأصوات المميزة فمنذ اللحظة الأولى لفت هذا البرنامج انتباهي و انتباه الجميع لما فيه من مواهب مميزة و من ضمنهم "محمد عساف" حتى أعضاء لجنة التحكيم أعجبو بكل ما قدمه ،و لكنهم لم يتمكنو من تحديد ماهو المختلف في صوت هذا الشاب و ما هو الذي يميزه عن بقية المتسابقين،هو بالاضافة إلى كل ذلك فهو يمتلك حضوراً على المسرح ساعده على اختراق القلوب قبل أن يخترق صوته آذان الملايين .
في الأيام القادمة سنرى عساف ولكن سيبقى السؤال هل سيستمر عساف في تقديم التراثي الفلسطيني و نقله إلى العالم ، لتصبح الأغاني الفلسطينية مرغوبة و تتحول إلى محبوبة العرب أيضاً ؟ أم سيقدم ما يرغب في سماعه الأغلبية ،وهل سيتمكن محمد عساف من تقديم التراث الفلسطيني بشكل يتقبله العالم العربي أم سيقتصر هذا التراث لمحبيه من أبناء الشعب الفلسطيني ،لا أحد يستطيع التكهن ولكن سنترقب ونشاهد أعماله القادمة.
محمد عساف كان ضيفاً على كل منزل من منازل العالم أجمع، في الشرق و الغرب يتابعه الصغير قبل الكبير و السبب هو احترامه لأصالته و تواضعه الشديد، ظهوره بهيئة الفلسطيني الحقيقي غير المصطنع،فاليستمر هذا التواضع و لتبقى الأصاله هي الأداة التي توجهه نحو القمة ،و ليظل هدفه هو نشر التراث و توصيل أصوات من لا صوت لهم.
0 comments:
إرسال تعليق