قصة ريتا النمساوية ودور النساء في حكم سورية
واكتشاف علاقة قائد سلاح الجو اللواء حافظ الأسد ب"جورج طومسون"
وزير الدولة لشؤون الأمن القومي البريطاني
واكتشاف علاقة قائد سلاح الجو اللواء حافظ الأسد ب"جورج طومسون"
وزير الدولة لشؤون الأمن القومي البريطاني
نتابع في هذه الحلقة مع الرفيق أحمد أبو صالح حكاية الأرتيست النمساوية "ريتا" والدور الكبير الذي لعبته النساء في حياة قادة البعث وقادة الجيش العقائدي الذين ألحقوا بسورية الهزائم والانكسارات.
أحمد منصور: لكن كان لك دور ولك صلات ولك علاقات، أيه حكاية ريتا النمساوية؟ حكاية ريتا النمساوية؟
أحمد أبو صالح: هاي بعد طبعا ما يعني انقطعت علاقتنا بالحزب تنظيميا وطبعا بالسلطة أيضا أنا وآخرين، ففي الحقيقة شكلنا نحنا مكتب مؤلف من ستة أشخاص: 3 عسكريين و3 مدنيين، العسكريين: سليم حاطوم، بدر جمعة، يوسف عرفة. المدنيين: أنا، محمود نوفل، خالد الحكيم، الستة هؤلاء مسؤولين عن التهيئة للإطاحة بالنظام من أساسه..
أحمد منصور: بأمين الحافظ بكله.أحمد أبو صالح: كله بلا استثناء.. بلا استثناء، ولكن قررنا أنه إذا أمين الحافظ مستعد يتجاوب معانا بنؤجل أمين الحافظ على ضوء ما يمكن أن يتمخض عن ذلك من مواقف، في يوم من الأيام أنا وزوجتي وأولادي في مقهى قصر العظم في الربوة مطعم ومقهى وقاعدين العصر تقريبا وإذ قريبا مني موجود سليم حاطوم ويوسف عرفة وبدر جمعة.
أحمد منصور: سليم حاطوم كان طبعا قائد المغاوير.
أحمد أبو صالح: قائد أيوه سرية مغاوير.
أحمد منصور: سرية المغاوير نعم.
أحمد أبو صالح: في حراسته نعم، وهو المسئول عن الإذاعة والتليفون (التلفزيون)..
أحمد منصور: القوات الخاصة والإذاعة مسئولة عن حراسة الإذاعة والتلفزيون.
أحمد أبو صالح: أيوه، ومكتبه.. إله مكتب في نفس بناء الإذاعة والتلفزيون وإلى آخره، فخجلوا مني لأنه شباب يحترموني وإنه أنا وزوجتي وبيعرفوها كلهم أم طموح والأولاد كذا، خجلوا إجا واحد منهم سليم.. المهم قال لي همس بأذني قال لي: أستاذي، ما عندك مانع تيجي تقعد معنا دقائق؟ قلت له ما عندي مانع، استأذنت أنا من أم طموح ورحت بعد شوية.. قعدنا حكو بالعربي طبعا وقالوا لي تعرف من هي ريتا؟ قلت له أنا شو عرفني فيها..
أحمد منصور (مقاطعا): كانت واحدة معاهم يعني؟
أحمد أبو صالح: هي ريتا.. ريتا النمساوية الأرتست اللي كانت تعمل في إحدى الكبريهات في دمشق.
أحمد منصور: هم كلهم ومعاهم واحدة بس؟
أحمد أبو صالح: 3 ومعاهم واحدة، بس هي صديقة واحد منهم اللي هو يوسف عرفة هذا الشاب الأسمر، شواربه..
أحمد منصور: يوسف كان وضعه أيه بالضبط؟
أحمد أبو صالح: كان هو قائد.. ما عدت أذكر الأسماء، قائد يعني قطعة فاعلة فعلا ومتمركزة بالراموسة قريبا من حلب على بعد كيلو مترات محدودة من حلب، بدر جمعة (رئيس مخابرات حلب وضواحيها) سليم حاطوم..
أحمد منصور: قائد..
أحمد أبو صالح: مغاوير وإذاعة وتلفزيون إلى آخره، فرحت أنا..
أحمد منصور: يعني ناس من اللي بيحكموا بشكل أساسي..
أحمد أبو صالح: بيحكموا فعلا.. بيحكموا فعلا فرحت أنا قالوا لي إنه بالعربي طبعا، الآنسة ريتا وكملوا إن هاي صديقة كان مقدم.. المقدم حسين ملحم كان قائد الشرطة العسكرية نحنا.. بعثي، قلنا لهم طيب وين كان حسين؟ قالوا هون المشكلة؟ يعني هي ما عاد بدها حسين لأنه حسين أشقر وعيونه زرق، وهي شقراء وعيونها زرق..
أحمد منصور: فعايزه تغير.
أحمد أبو صالح: ففضلت يوسف لأنه أسمر طويل وبشوارب سود، فضلته، لكن بالسر يعني ما قالت له حسين ملحم ونحنا طبعا ما قلنا له، ما فيه مصلحة، طب والقصة شو بالضبط؟ قال لك حسين ملحم ومسلط أجهزة المخابرات تبع الشرطة العسكرية بأنه بمراقبتها، قد يكون..
أحمد منصور: آه طبعا، لا إسرائيل ولا أي حاجة.. وإنما كله من أجل ريتا.
أحمد أبو صالح: ما إنا فاضيين، ما إنا فاضيين لها الشغلة، المهم اكتشف بعدين حسين ملحم علاقة ريتا بيوسف عرفة، فهو كان معنا يعني هو من الجماعة اللي مرتبطين فينا نحنا كتنظيم مستقل، راح لعند أمين الحافظ بعد ما كنا نحنا متصلين بأمين الحافظ وأمين الحافظ موافق لدرجة إنه أنا هلأ قبل بكرة مستعد أروح أجيبهم من جنب نسوانهم، لها الدرجة، هلأ أنا مستعد يعني أروح أجيبهم من جانب نسوانهم وقبل بكرة، فطبعا بعثنا له خبر نقله رسالة حسين، وقال لأ هذا ما يصير يعني هيك بها السرعة بها البساطة، المهم شكرا على أنه موقفه إلى جانبنا وإلى آخره، فحسين ملحم راح قال له، قال له هادول كذابين عم بيضحكوا عليك بدهم يجندوك ليصفوا هادوليك ويبطشوا فيك فلا تصدق، أنا بصراحة أنا بعدما حكيت معهم اكتشفت أنهم غير صادقين، طبعا ما راح يقول لأمين لحافظ بسبب ريتا إنه لأنه صفت إلى جانب يوسف عرفة هذا أو كذا، أمين الحافظ يعني إجا بأول مؤتمر عسكري انعقد في (القابون) كل البعثيين في الجيش من رتبة معينة فما فوق عقدوا مؤتمر في القابون ومن..
أحمد منصور: ما تفتكرش تاريخه؟
أحمد أبو صالح: وقت؟ كنا نحنا مفصولين طبعا من الحزب وأنا مستقيل وإلى آخره يعني نقدر ما نقول..
أحمد منصور: قبل كوهين أم بعديه؟
أحمد أبو صالح: لأ، قبل كوهين.
أحمد منصور: آه يعني نقدر نقول..
أحمد أبو صالح: قبل أصلا ما كانت معروفة قصة كوهين.
أحمد منصور: في ديسمبر/كانون الأول بداية يناير/كانون الثاني 65.
أحمد أبو صالح:.. أيه، فالمهم عقدوا المؤتمر، لأنه كان فيه فكرة إنه يحاسبوه لحافظ الأسد.
أحمد منصور: على؟
أحمد أبو صالح: على سفره للندن وعلاقته (بجورج طومسون) وزير الدولة لشؤون الأمن القومي في ذلك الحين. (حدثني زميل وصديق لي عملنا معاً في جريدة العرب اليوم الأردنية وهو الكاتب المعروف أسعد عزوني وهو من أصل فلسطيني نقلا عن شاهد عيان أن حافظ الأسد انتقل من لندن في تلك الزيارة إلى نيقوسيا في قبرص حيث التقى السيدة "جولدا مائير" رئيسة وزراء إسرائيل، وكان بصحبتها وزير الدفاع الإسرائيلي "موشي ديان" الذي كان على علاقة سابقة مع حافظ الأسد، وهو من عرّف جولدا مائير على حافظ الأسد وقال لها بالحرف الواحد: "هذا البطل هو من سيحمي حدود إسرائيل الشمالية")، و(أكد لي هذا الزميل أنه التقى بخالة حافظ الأسد وهي يهودية تقيم بالناصرة وكانت تزين غرفة الجلوس بصورة الرئيس حافظ الأسد، وعندما سألها كيف تضعين صورة هذا الذي يهدد بتدمير إسرائيل ويدعم المقاومة والإرهابيين لقتلكم؟ فضحكت وقالت له: هذا ابن اختي وهو من سيحمي إسرائيل).
أحمد منصور: دي اتكلم عنها باتريك سيل في كتابه..
أحمد أبو صالح: فعندما أثير الموضوع هدد حافظ الأسد بأنه هو مستعد يدمر مكان الاجتماع ويدمر دمشق، إذا بيستمروا بذلك، لأنه هو ما هو موضع اتهام وما بيسمح وإلى آخره، فقام بدر جمعة - الله يرحمه - صفعه لحافظ الأسد، قال له جاسوس وصوتك عالي بها المعنى، وهو رتبته كانت أعلى من رتبة بدر جمعه لكن قلت لك بدر جمعه كان يعني محسوب علينا وعضو في المكتب اللي نحنا شكلناه.
أحمد منصور: في صفحة 167 من كتابه "الأسد، الصراع على الشرق الأوسط" يقول باتريك سيل: أثناء الصراع ذهب الأسد إلى بريطانيا بدعوى المرض ومعه ناجي جميل أحد كبار ضباط سلاح الجو، والطبيب يوسف صايغ وآخر.. وآمر الشرطة العسكرية حسين ملحم وأقاموا في شقة في منطقة (كنجستون)، والذي عرف حتى الآن رسميا - كما قال باترك سيل- أن زيارة الأسد كانت زيارة رسمية لوزير الدولة للشؤون الخارجية جورج طومسون، وقال إن أوجاع الأسد ربما كانت من نوع المرض الدبلوماسي وهذه هي الزيارة اللي أثارت علامات استفهام.
أحمد أبو صالح: أعتقد لأنه حسين ملحم في الحقيقة ما.. لم يذهب مع حافظ الأسد، ذهب بعد حافظ الأسد، جاء إلى القيادة..
أحمد منصور: دي رواية باترك سيل.
أحمد أبو صالح: نعم، أيه.. جاء إلى القيادة واحتج على الموافقة على سفر حافظ الأسد للاستشفاء على حساب الحكومة وإنه هو مريض أكثر منه لابس هذا الحزام تبع (الديسك) وإلى آخره وما به.. قلنا له طيب روح، راح رجع قدم تقرير عن ها الواقعة هاي قصة طومسون..
أحمد منصور: طومسون.
أحمد أبو صالح: وإلى آخره، فطبعا يعني كل..
أحمد منصور: الأسد هددكم طبعا إذا..
أحمد أبو صالح: هدد بالمؤتمر هذا العسكري كمان إن هو مستعد يدك مكان الاجتماع ويدك دمشق على من فيها إذا بيستمروا باتهامه بأنه هو عميل أو له علاقات أو.. أو، إلى آخره، وعاد صفعه بدر جمعه وإجا أمين الحافظ وقام الأفندي وقال إنه عقلي مع جهة وعواطفي مع جهة أخرى، عواطفي مع الضباط الصغار اللي قاموا بثورة 8 آذار وعقلي مع الحزب، فهادولا طلبوا مني يعني أشارك بعمل ضد الحزب، وأنا رفضت ذلك، نحنا كنا متوقعين ناخد اللجنة العسكرية منه شايف، إنه بالانتخابات نأخذ حتى اللجنة العسكرية اللي عم تحكم من خلف ستار، لأنه انكشفت وهذا الوقت اللي الأفندي ها الحكي يعني لاحظنا بنجاح صار قريب من الصفر، فصار مثل بين الطرفين فنجحوا ناس للجنة العسكرية ناس يعني يعتبروهم حياديين أكثر منهم طرف..
أحمد منصور: أنا موضوع ريتا بيخليني أفتح ملف دور النساء عندكم وكيف كانوا بيلعبوا دور خطير في تسيير كثير من الأمور..
أحمد أبو صالح: طيب، أنا راح أفيدك يا سيدي بدر جمعه - رحمه الله - وعبد الغني برو، ومصطفى الأذن وآخرين وقت اللي صار عصيان حلب أيضا ضد 23 شباط وفشل، أنا اللي فتشت عن مكان كمخبأ لهؤلاء الناس قبل تسفيرهم إلى لبنان أو خارج سورية..
أحمد منصور: وأنت كنت في السلطة.
أحمد أبو صالح: لأ، أنا ما كنت في السلطة 23 شباط.
أحمد منصور: 23 شباط.
أحمد أبو صالح: المهم لمياء الجابري زوجة مصطفى طلاس عرضت إنهم يختبؤوا في قريتهم القريبة من عزاز، بعيدة عن حلب 30 كيلو متر، نحن وافقنا وأخذناهم فعلا لقرية حسن.. باظن اسمه حسن الجابري، هي اسمها لمياء طبعا معروفة واختبؤوا عندها، وكانت في كل يوم أو يومين تاخد لهم الفواكه والويسكي والعرق والأكل والكذا للقرية اللي هم مختبئين فيها، حتى قررنا إنه نطلعهم بره البلد، فعلا جبتهم أنا بسيارتي.. سيارتي تعطلت بالطريق تركناها رحنا على أقرب ناس بنعرف إنه جماعة يعني قاموا بكل واجب، والمهم بعدين سافروا إلى لبنان، وقت اللي نحنا بدأنا بقى نتآمر أيضا اتصلنا بمصطفى طلاس عن طريق شخص اسمه سامي الويسي من عزاز القريبة على قرية بيت الجابري الي كانوا هادول الشباب مختفين فيها، فراح على البيت وأخذ معه هدايا، باعتبار فيه علاقات عائلية بين بيت الويسي وبين بيت الجابري، فراح على البيت قبل ما يروح عند مصطفى على قيادة المنطقة وأخذ معه الهدايا ففتحت لهم الست لمياء البيت واستقبلته على الرحب والسعة ورجل بسيط هو، بس يعني قوي وحدوي ونشيط وملتزم معانا، يبدو أشار إليها بأنه نحنا ما نعمل، ما نترك بدنا نغير وأنا جاي أحكي مع أبو فراس حول الموضوع، راحت معه على المطبخ بالفاترينة اللي بيحطوا فيها الكاسات أو الصحون أو كذا، وشدت صورة أمين الحافظ جذبتها من خلف الفاترينا وقالت له شوف هاي صورة أمين الحافظ نحنا معكم، بمعنى إنه هي يعني محتفظة فيها حتى إذا انتصرنا نحنا بتعلقه.
أحمد منصور: مين الي روى لك الرواية دي؟
أحمد أبو صالح: هو سامي، بعدين راح قابله لمصطفى طلاس، ومصطفى طلاس قال له أن راح أدرس الموضوع، وكان أحد الذين وشوا بنا، وبمحاكمتي أنا قلت له، قال وقت اللي نكرت أنا.. وأنا بقفص الاتهام يعني صار بزاوية قال يا أخي ما أنت اللي بعثت لي سامي الويسي ونزار نابلسي ونبيل الشويري، أنت.. أنت، قلت له خلاص أنت ما عاد لك حق تنظر بالدعوى، ما عاد لك حق، يعني أنت الآن عم تقول إنه أنا بعثت لك هؤلاء الناس، وبالتالي أنت صرت طرف بالموضوع، مع العلم قد تكون هاي مؤامرة أخرى أنا ما لي علاقة فيها.
يتبع
0 comments:
إرسال تعليق