قرأتُ عشرات عشرات، بل مئات مئات الأخبار المتعلِّقة بالمطرانَين المخطوفَين من قبل جهات إرهابيّة، قطّاع طرق، معارضة سوريّة، .... ، الطَّريف بالأمر أنَّ ردود أعلى الهيئات الدِّينيّة في العالم، ابتداءاً من قداسة بابا الفاتيكان، ومروراً بكلِّ الهيئات الدِّينيّة المسيحيّة في العالم وإنتهاءاً بقداسة بطريرك السِّريان الأرثوذوكس الجالس محتاراً ومحيِّراً، لم يكُنْ أكثر من شجب واستنكار لما قام به هؤلاء الإرهابيين، ولكن الأروع من كلِّ هذا هو أنّهم وضعوا كلّ ثقلهم لأن يلغوا مراسيم الفرح والمعايدة في عيد الفصح، تضامناً مع المطرانَين، واكتفوا برفع الصلوات والقداديس كي يعودا سالمَين! حلول جبّارة!!! جبّارة جدَّاً، يا لطيف! هزّوا الكون بهذا الموقف الجّبار!!!
لقد هَزُلَتْ فعلاً!!!
كلّ هذا الَّذي شاهدته، وسمعته وقرأته فعلاً يبعث السخرية إلى حدِّ لايطاق! وهو ردٌّ ضعيف وسخيف لا يرقى إلى المستوى الذي تتبوَّأه الكنيسة البابوية والأرثوذوكسية وبقيّة كنائس العالم، وهذا يؤكّد لي ولغيري، أنَّ الحلول الكنسيّة وموقع ووزن الكنيسة على مستوى العالم لا يرقى إلا إلى مستوى الشَّجب والاستنكار، وهذا الموقف المهزوز، لا يختلف عن موقف الدُّول العربيّة أيام زمان والآن عندما تشجب وتستنكر موقفاً ما لا يعجبها، وغالباً هي أي الدُّول العربيّة تقوم وقامت مراراً بمواقف سخيفة عديدة، وتشجبه بقيّة الدُّول الأخرى، وهكذا نكون أمام مواقف كوميديّة طريفة، أعلى سقف لهذه المواقف هو الشّجب والاستنكار!
كلّ هذا الَّذي شاهدته، وسمعته وقرأته فعلاً يبعث السخرية إلى حدِّ لايطاق! وهو ردٌّ ضعيف وسخيف لا يرقى إلى المستوى الذي تتبوَّأه الكنيسة البابوية والأرثوذوكسية وبقيّة كنائس العالم، وهذا يؤكّد لي ولغيري، أنَّ الحلول الكنسيّة وموقع ووزن الكنيسة على مستوى العالم لا يرقى إلا إلى مستوى الشَّجب والاستنكار، وهذا الموقف المهزوز، لا يختلف عن موقف الدُّول العربيّة أيام زمان والآن عندما تشجب وتستنكر موقفاً ما لا يعجبها، وغالباً هي أي الدُّول العربيّة تقوم وقامت مراراً بمواقف سخيفة عديدة، وتشجبه بقيّة الدُّول الأخرى، وهكذا نكون أمام مواقف كوميديّة طريفة، أعلى سقف لهذه المواقف هو الشّجب والاستنكار!
سؤالي إلى متى سيبقى الكرسي البابوي وكراسي عديدة أخرى، وأديان سماوية وأرضية لا تحصى، ودول وسياسات وهيئات دوليّة ومنظَّمات حقوق الإنسان، مجرَّد أسماء كبيرة على قُرى خرابة؟!
نعم، مجرّد أسماء كبيرة على قُرى خرابة، لا تَعْدُوا مواقفها أن تكون مواقف كراكوزيّة في غاية الطّرافة والنّكتة السَّمجة، لأنَّ الشَّجب والاستنكار في مثلِ هذه الحالات هو دليل ضعف ما بعده ضعف، ويذكِّرنا كما قلنا بمواقف الدُّول العربيّة العتيدة في الشَّجب والاستنكار منذ قرون وستبقى مواقفها ربّما إلى قرون أخرى من دون أي وزن دولي لهذا الشَّجب والاستنكار.
بدأتُ رويداً رويداً أفقد ثقتي بكلِّ الَّذين يقودون الأديان، وبكل الَّذين يقودون السياسات على وجه الدُّنيا، إذ تبدو لي نتائج الَّذين يقودون الأديان والسِّياسات مجرّد مصالح سخيفة، غالباً ما تصبُّ في غير صالح الإنسان كإنسان وبغير صالح المجتمع البشري ولا تصبُّ في أهداف الأديان الكبرى، بل هي لصالح فئة معينّة من الفئات الَّتي تقود الأديان والسِّياسات على حساب السَّواد الأعظم من بقيّة الفئات، وهم أي الَّذين يقودون الأديان والسّياسات مجموعة عصابات، أو بتعبير أدق لا يختلف أغلبهم عن العصابات، إذ يبدو لي واضحاً كيف يعبِّر هؤلاء عن مواقفهم بحسب مصالحهم العصاباتيّة، وأرى من الضّروري أن يقف مفكِّرون عالميون، متخصِّصون بالأديان والعلوم السياسيّة والفلسفيّة والعلوم بكل تفرُّعاتها وتخصُّصاتها ومن كافّة الأطراف المتعلّقة بالأديان والسّياسات وقيادة الأوطان ويسقطوا كلّ الَّذين يقودون الأديان والبلدان بشكلٍ سقيم وعقيم، لأنّ أغلبهم قادونا إلى الجَّحيم والهلاك الذَّميم. وأن يسنّ المفكّرون والعلمانيون ورجالات الدِّين الجدد قوانين دينية جديدة ودساتير دولية وعالمية ومحلّية جديدة، تفيد المجتمع الإنساني ككل، وليس لفائدة فئة على حساب فئات أخرى، بحيث أن تكون القوانين والشرائع والدساتير المسنونة الجديدة أرقى بكثير من الدساتير التي نراها اليوم، والتي أودَت المجتمع البشري إلى أعماق الجّحيم ولا يحرّك المجتمع البشري بكلِّ هيئاته الدِّينية والسِّياسية ومنظّمات الحقوق الإنسانيّة سوى الشجب والاستنكار؟!
نعم، مجرّد أسماء كبيرة على قُرى خرابة، لا تَعْدُوا مواقفها أن تكون مواقف كراكوزيّة في غاية الطّرافة والنّكتة السَّمجة، لأنَّ الشَّجب والاستنكار في مثلِ هذه الحالات هو دليل ضعف ما بعده ضعف، ويذكِّرنا كما قلنا بمواقف الدُّول العربيّة العتيدة في الشَّجب والاستنكار منذ قرون وستبقى مواقفها ربّما إلى قرون أخرى من دون أي وزن دولي لهذا الشَّجب والاستنكار.
بدأتُ رويداً رويداً أفقد ثقتي بكلِّ الَّذين يقودون الأديان، وبكل الَّذين يقودون السياسات على وجه الدُّنيا، إذ تبدو لي نتائج الَّذين يقودون الأديان والسِّياسات مجرّد مصالح سخيفة، غالباً ما تصبُّ في غير صالح الإنسان كإنسان وبغير صالح المجتمع البشري ولا تصبُّ في أهداف الأديان الكبرى، بل هي لصالح فئة معينّة من الفئات الَّتي تقود الأديان والسِّياسات على حساب السَّواد الأعظم من بقيّة الفئات، وهم أي الَّذين يقودون الأديان والسّياسات مجموعة عصابات، أو بتعبير أدق لا يختلف أغلبهم عن العصابات، إذ يبدو لي واضحاً كيف يعبِّر هؤلاء عن مواقفهم بحسب مصالحهم العصاباتيّة، وأرى من الضّروري أن يقف مفكِّرون عالميون، متخصِّصون بالأديان والعلوم السياسيّة والفلسفيّة والعلوم بكل تفرُّعاتها وتخصُّصاتها ومن كافّة الأطراف المتعلّقة بالأديان والسّياسات وقيادة الأوطان ويسقطوا كلّ الَّذين يقودون الأديان والبلدان بشكلٍ سقيم وعقيم، لأنّ أغلبهم قادونا إلى الجَّحيم والهلاك الذَّميم. وأن يسنّ المفكّرون والعلمانيون ورجالات الدِّين الجدد قوانين دينية جديدة ودساتير دولية وعالمية ومحلّية جديدة، تفيد المجتمع الإنساني ككل، وليس لفائدة فئة على حساب فئات أخرى، بحيث أن تكون القوانين والشرائع والدساتير المسنونة الجديدة أرقى بكثير من الدساتير التي نراها اليوم، والتي أودَت المجتمع البشري إلى أعماق الجّحيم ولا يحرّك المجتمع البشري بكلِّ هيئاته الدِّينية والسِّياسية ومنظّمات الحقوق الإنسانيّة سوى الشجب والاستنكار؟!
وإلى أين قادتنا مواقف الشَّجب والاستنكار؟
قادتنا بحسب ما نرى إلى مواقف أشبه ما تكون بتجارة جحا، أو الضّحك على اللُّحى! وكلّ اللُّعبة لا تعدو فعلاً عن ضحْكٍ على اللُّحى! لُحى مَنْ؟ لُحى المجتمع البشري برمّته!
الموضوع الَّذي نحن بصدده هو بسيط جدَّاً، ويتم حلّه بدقيقة واحدة، ولا يحتاج إلى أيّة صلوات ولا إلى إلغاء مراسيم الأعياد ولا إلى كلّ هذا الحزن الكوني الكبير! الحزن وارد من منظوري بسبب ضحالة الموقف الكوني على كلِّ الجّبهات، وليس من منظور الاختطاف كحالة لأنَّ حلّها بسيط وكما قلت ممكن أن يتمَّ بدقيقة واحدة وذلك من خلال اتصال هاتفي من البيت الأبيض (أو الأصفر!) لأنّني أراه أصفراً فاقعاً وعقيماً! ولو لم يكُنْ فاقعاً وعقيماً لما رأينا ما رأيناه وما نراه. مع هذا بإمكان هذا البيت أن يطرح نفسه فعلاً أبيضاً وصافياً ونقيَّاً ولو لمرّة واحدة! ويتّصل مع أردوغان وبقيّة العصابة المتفشّية في مفاتيح الشّرق، ويقول لهم، صحيح نحن دعمناكم وندعمكم ولكن ليس إلى درجة اختطاف مطارين وقتل رجالات دين في مساجدهم، لقد تجاوزتم الحدود ووضعتم رأسنا في التُّراب.
سيردُّ أردوغان قائلاً، بماذا تأمرنا يا سيّد البيت الأبيض؟
سيقول له سيّد البيت "الأبيظ"!، عيب، أعيدوا المطرانَين إلى كنائسهما لقد شحّرتم وجهي!
سيردُّ أردوغان بكلِّ طاعة، تكرم عينك.
أعتقد أن هذه المكالمة لا تستغرق أكثر من دقيقة! وأعتقد جازماً أن هكذا مكالمة تحلُّ المشكلة من جذورها!
سيتصل أردوغان مع أصحاب اللّحى الَّذين اختطفوا أصحاب لُحى، ولكن شتّان ما بين لحية ولحية! لحية تجزّ الرُّؤوس على الإسم، ولحية تسامح حتّى النِّخاع، ولا أظنُّ أنَّ أيَّة لحية من هذه اللُّحى تصلح لقيادة الأديان والأوطان في هذا الزَّمان!
وهكذا سيخرج المطارنان معزّزين مكرّمين من قبضة الخاطفين عبر طريقة سلسة ورومانسيّة وكأنَّ اللُّعبة كلّها مجرّد تمثيل فيلم سينمائي من إخراج خيال هندي بارع في ستوديوهات هوليود!
هذه كانت وجهة نظر، أشبه ما تكون وجهة نظر كوميديّة في بعض تفرُّعاتها!
ولِمَ لا تكون وجهة نظرنا كوميدية، الكون برمّته يرزح تحت كوميديا ساخرة وسافرة ومريرة، وكوميديا لا تخطر على بال الجَّن!
أليس من العار ونحن في القرن الحادي والعشرين أن نرى البشر يقتلون بعضهم بعضاً وكأنّهم وحوش ضارية؟! إني أرى الوحوش الضَّارية غير ضارية وغير مفترسة مثل الكثير من بشر هذا الزَّمان! بشر آخر زمن!
وصلت تفاهة المجتمع البشري إلى حدِّ لا يطاق ولهذا أرفع شعار: أنا أطالب بإسقاط المجتمع الدَّولي وسياسات الكون برمَّتها، وقياديي رجالات الدِّين في الكون عن بكرة أبيهم، لأنَّ الجميع فشلوا في قيادة البشر، والجَّميع بنسبة ما مجموعة عصابات يتسلَّون في دماء البشر لمصلحة سياسات سخيفة وكراسي تافهة أقل ما يمكن أن أقول عنها بعيدة كلّ البعد عن أخلاق البشر الأقحاح وليس البشر المطعّمين بالسُّموم، والمفخّخين بأنياب أشرس الضَّواري، والكثير منهم لا يحلُّ ولا يربط، فما فائدتهم إذاً!
يبدو لي أن الكثير من البشر يحتاجون إلى إعادة صياغتهم كبشر، لأنّهم دخلوا في مرحلة ما بعد افتراس أشرّ حيوان!
عشنا وشفنا حضارة القرن الحادي والعشرين، حضارة مشنفرة بالتّرهات والعذاب والآهات!!!
خطف، ودمار وخراب، وقتل وعذاب، وألم مفتوح على جبهة الرُّوح، وكل واحد يطرح نفسه عبقري عصره وإذ به من أسقط السَّاقطين!!!
هل خطف مطران هو رجولة أو سياسة أو حضارة أو عدالة أو تطوُّر أم غباء سياسي وديني بإمتياز؟!
هل قتل رجل دين كبير في جامع هو سياسة أو معارضة أو عدالة أو تغيير أو تطوير أو حرِّية رأي؟!
الكارثة الكبرى أنَّ كلّ هؤلاء الَّذين يعتقدون انّهم يفهمون لا يفهمون شيئاً لا في السياسة ولا في الأديان ولا في أبسط أبجديات الأخلاق، فإلى متى سيبقى المجتمع البشري يعاني من انتهاكات هؤلاء المجانين؟!
أقول مجانين والمجانين منهم براء، لأنَّ المجانين على الأقل هم مرضى ومجانين ولكن هؤلاء ليسوا على الأساس مرضى ولكنّهم يتصرّفون بحماقة وصفاقة أكثر من مرضى ومجانين هذا العالم!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولمsabriyousef1@hotmail.com
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولمsabriyousef1@hotmail.com
0 comments:
إرسال تعليق