1ـ الدخول في النفق
تتكلّمُ موتانا في صوتٍ من ضَجَرٍ أو صَخرِ
تتكلّمُ في جُرْفٍ من عظمٍ أو كسرٍ في عظمِ
بغدادُ ؟
بغدادُ السلّةُ والسِكّةُ في فُوضى من ماءٍ في وَحلِ
بغدادُ جسورٌ يعلوها ماءٌ يتبخّرُ لا يغلي
تنفخها ريحٌ في صُورِ
الكوكبُ فيها مخسوفٌ
ديكُ الصبحِ المذبوحُ منارةُ طُوفانِ التكبيرِ المكبوتِ
2ـ ساحة الأندلس
[ 7/3/2014 ]
لا أسمعُ في الضجّةِ نأماتٍ من صوتِ
حُرّاسُ التضليلِ حِرابُ
ومِجسّاتٌ من وَهَجِ التنويرِ الشمسيِّ العكسي
ألوانٌ فيها أعلامٌ شتّى
دربُ السالكِ فيها ضَلاّلٌ شكّاكُ
الماشي يتلاشى في الماشي
تَبّاً للصائمِ تَبّاً للصامتِ والفاشي
الطقسُ مناجيلٌ سودٌ ـ حُمْرُ
لوحاتٌ في السرِّ وفي الرمزِ القُطباني
لا أثرٌ فيها لا مأثورٌ في نقشِ العِهنِ المنفوشِ
حاملها إبهامُ
ما بالُ الجُندِ المتربّصِ بالزحفِ بلا جدوى
يترقّبُ دقّاتِ الساعةِ في الطَرْقِ على حافاتِ الصِفرِ
الرهبةُ آثارُ الفردوسِ ِ
يرتابُ الداخلُ فيها شِبْراً شِبْرا
يمشيها أشواطاً في الطينِ
عينٌ تظلّمُ وأخرى تتخفّى
البرقُ محطّاتُ سقوطِ الرعدِ الآتي
إنذارٌ مرصودُ
يتدرّعُ بالنارِ وأجهزةِ التأثيرِ العالي
يُحصي أنفاسَ الناسِ
الناسُ الفأسُ الراسي
راياتٌ تتحدّى
راياتٌ تخنقُ أنفاسَ عبورِ الجسرِ
3ـ الجسر
نهرٌ فوق الجسرِ يمرُّ خفيفاً
بشرٌ من تحتِ الماءِ
شمسٌ في اُفُقِ الشرقِ غروبُ
اللوحةُ تمّتْ أو كادتْ
الصرخةُ صاروخٌ مخنوقُ
بغدادُ كسورٌ تتكسّرُ أضعافا
ماشيها لا يمشي
ماءٌ لا فيها
لا جدولُ كُحْلٍ في عينيها
الكرخُ رصافتُها ليلاً
أرأيتَ البغدادا ؟
لم أَرَها
لم أشهدْ " عينَ مهاةِ " رُصافتها
لا أثرٌ للنُصبِ التذكاري
لمْ أعبرْ جسرا
هل مرّتْ بغدادُ أمامَ " الجنديِّ المجهولِ " ؟
هل عزفتْ في سوحِ التحريرِ سلاماً جُمهُوريّا ؟
كلاّ .. كلاّ ..
عثرَ الجسرُ بساحِ الفردوسِ وفجّرَ ألغاماً فيها
4ـ الطقسُ في بغداد
يتربّعُ فصلُ مليكِ الموسمِ في الشمسِ الخجلى تاجا
زخّاتُ رذاذٍ من برقٍ يخطفُ أحيانا
إهراماتُ خيامٍ سودٍ تمشي
تدفعها قوّةُ أحكامِ طباعِ الأرياحِ
تخنقُ أولاعي هذي الريحُ
تُجِهضُ أشواقي في النهجِ الصاعدِ للجسرِ
مِنشارٌ يُحصي إيقاعَ دروجِ ثباتِ الوقتِ
ثانيةً بعدَ الأخرى تكبيرا
أتمنى ...
أتمنى الأوبةَ أدراجي
يتمنى جُرحٌ في جُنْحِ شرودِ الطيرِ الطاغي
تكسيرَ قيودٍ في المهجةِ قُضبانا
أتمنّى الأوبةَ أدراجي !
5ـ مُدن
مُدنٌ تطفو
مُدنٌ تجثو
مُدنٌ تسهرُ لا تغفو
مُدنٌ تحلمُ بالفوضى
خلطتْ ماءَ البئرِ المُرِّ بماءِ العينِ
نهرٌ إنْ مرَّ فسمُّ سرابٍ في الماءِ
نَفقٌ يظلمُّ ويرتدُّ
يتعثرُ باللغوِ المتمددِ أطرافا
ليتَ الكائنَ ما كانا !
رؤيا ؟ كلاَ ..
0 comments:
إرسال تعليق