....هل يُؤتَى الأشرار ثِمار شُرورهم أم يُؤخَر وقتَ الحصاد إلى حين ؟ أم يٌؤجل إلى أمدٍ بعيدٍ جداً, تساؤُل يطرح نَفسه فى لحظة شِرُود للعقل , ووجدته يُلح بِشدة للحصول على إجابة شافية مِن كَثرة ما وَجَدت مِن شِرورٍ حولى , قد كثرت واستفحلت وطالت الجميع ولم ترحم أحداً صِغاراً كانوا أم كبار , نِساء أم رِجال .... الشَر لم يستسنى أحداً فى طرِيقه ولم يَرحم غَير صاحبه الذى عقد إتفاقية توأمة وشَراكة مع إبليس , الذى سيحين وقتَ إعتزاله أمام شرور البشر !!! الرجُل يخونُ زوجته ويتنازل عن أطفالِه وعن عِشرةَ العُمر وينسى فى لحظة من يحمِلُون إسمه ودَمِه يجرى فى عِرُوقِهِم ,يخون ويخون ثم بِكُل بساطة يتنازل عن رَعِيته , لحظة أكبر مَن أن تصِفها الكلمات وتعجز أمام قسوتها الحُروف ... الإبن يجور على أُمه على مَن اقْترن بِرَها بعبادة الله سبحانه وتعالى وذُكِرَ ذَلِك فى القُرآن , نجد الإبن يُسئ إلى أُمِهِ ويعلو َصوْتَه بالسُباب وقد يتحول الأمر إلى الإساءة الجسدية دونِ حَسيب أو رقِيب ولا ِقيَم ولا أخلاق , ينسى فى لحظة مَن أضاعت شبابها وأفنت صِحتها فى سبيل أن يشب ويصيرُ رجُلا تستند إليه مع الأيام ,ولكنه ينسى وينسى فى لحظة أكبر مِن أن تصِفها الكلمات مَن سهرت الليالى وحملت ومازالت تحملَ الهموم , والإبنة التى مازالت فى حُضن أُمِها ترفل فى الحُب والحنان وتظُن أنها شَبَت عن الطُوق مما يجعلها تعصى الأُم وتهِينَها, ولا تعترف بوجُودِها وتنسى أنها مازالت طِفلتها الصغيرة ,وإنها لاشئ بدونِ تِلك الأُم لحظةٌ تعجز الكلمات عن وصفها .. الأخُ الوحيد والأبُ لإخوتِه بعدِ رحيل الأب هو أيضاً نراه لايفكر فى هؤلاء الذينَ يحتاجُونَ أباً بديلا عن أباهُم, وسندٌ آخرَ فى الحياة فيتنازل عن تلك المسئولية دون أدنى إحساس بحاجتهم إليه فى لحظةٍ تعجز الكلمات عن أن تصف عدم النخوة ولا المِرُءة ولا الجُحُود , هانت الدماء كما هانت الأعراض هانت ماكانت تضيع بسببِه أرواح وأصبح مايربط بينهم مُجرد ورقة فقط هى القَيْد العائلى , ,, وذلك الحبيب الذى تلاعب بِقَلب امرأة سَلّمت له مشاعِرها وأحاسِيسَها , وحلمت به ومعه وجالت الأمانى بخَيالِها قبل بصرِها , وكبُرت تِلك الأمانى وفى أقل مِن ثانية يتنكر لها ويطئ قلبِها بأقدامِه وينسى إنها إنسان له مشاعر وأحاسيس , ويذهب إلى غيرها ضحيةٌ أُخرى وقلبٌ جريح آخر يترُكَه ويدميه بجراحٍ لن تندمل ...ونأتى إلى مَن نست الفطرة التى فطرها الله عليها نأتى إلى الأُم التى تنازلت عن أمُومتها ولفظت فَلَذّة كبِدَها , وتذكرت فقط أنها أُنثى ولها إحتياجات ذهبت لاهثة وراء تلك الرغبات وباحثة عن إشباعِها , و... ذلك الحاكم الذى نسىَ شَعبَه ولم يتذكر إنه فى يوم كان فردا مِنه , ومات ضميرَه ولم يُراقب الله فى أعماله ولم يُؤَدى الأمانة التى أُؤتُمن عليها , سرقَ ونهب وخانَ وباع شعب بأكمله وأضاع وطن له تاريخ , لم يُحافظ على عهد قطعه على نفسِه فى يومٍ مِن الأيام , مات الضميرُ عِند الجميع واختفى الوازع الدينى وضاعت القِيَم والأخلاق , ولم تعُد هناك مبادئ ضاع الخُوفُ من رب العباد وسط صراعات الطمع والجشع وسياسات وأفكار غريبة عنّا , إلى متى يستمر مُسلسل الشر ؟؟ متى نرى الضمائر اليقِظه التى تُحاسِب صاحِبها قبل أن تُحَاسَب أمام رب العباد , متى نرى القلوب التى تبارت مع الحِجَارة فى قساوتِها متى تلين وتصفو و تصبح راضية , متى نتذكر إنسانيتنا وكرامتنا وعِزّتنا حتى نستردها؟؟؟ إلى متى لا نرى الأشرار يأتون ثِمار شرورِهم , إلى متى ؟؟؟
إقرأ أيضاً
-
هَذَا يَرْثِي نَفْسَهْ،هَذَا يَرْثِي ابْنَهْ،للهِ الْبَقَاءُ ،عَ الدّنْيَا الْعَفَاءُ...!! حكم المنية في البرية جـــارِ **** ما هذه ا...
-
أم حسام في ثلاث صور من مراحل مختلفة من حياتها هي صاحبة تجربة تمتد لنحو نصف قرن، قدمت خلالها عطاءات لا حدود لها في قيادة الحركة الطلا...
-
جلستْ على صخرة بالقرب من شاطئ البحر والحيرة تسبقها، تفكر ولا تحس بماء البحر وهو يضرب نفسه بقدميها من أجل أن يفيقها من السفر البعيد الذي ...
-
أنا...! غادرني والدمع الأحمر في عينيهِ منطقه الحزن الساكن فيهْ يدرك أن الغيم التائه لا يرويه! غادرني بعد دقائق عشرْ من حد...
-
أجد نفسي في أغراء شديد للكتابة عن شخصية ثقافية مرموقة، إنه ذلك العراقي الرائع والشاعر الرفيع الشأن، الذي تعود بدايته في نظم الشعر إلى...
-
تعلمت من دراستي لمناهج البحث أن دراسة أية ظاهرة اجتماعية دراسة مجدية تستوجب أخذ كل من العامل الذاتي والموضوعي بعين الاعتبار، وإلا بقي ال...
-
25- التجديد في الشعر العربي - العصر العباسي ما بين الجديد والتجديد : الجديد: مع إطلالة بدايات العصر العباسي يجدّ ُ الجدّ ُ مع التجديد ، ...
-
في أغنيتها الخالدة ( شادي ), هذه الحكاية التي أثرت فينا وتأثرنا بها في سنوات صبانا الأولي , وبكينا مع فيروز طفلة حين ضاع منها حبيبها شا...
-
الكاتبة والرِّوائيّة السُوريّة لينا هويان الحسن مواليد بادية حماة، الزَّاخرة بتجربة بدويّة عميقة، المنتمية إلى قبيلة الجْميلة القيسيّ...
-
قبل رحيل سعادة سفير وطننا الغالي سورية في جمهورية الصين الشعبية وعميد السلك الدبلوماسي العربي الدكتور المناضل جبر سليمان عبدي الاطرش الى...
0 comments:
إرسال تعليق