الطفل هو القاصر صاحب العقل المحدود بمداركه المعرفية وقدراته التجريبية وتأملاته الفكرية وتحليلاته النظرية والذي على العموم لم يبلغ بعد سن الشباب العشريني، او الرشد الثلاثيني، او النضوج الأربعيني . ومنهم من يصل الى الثمانين ويبقى في قدراته العقلية المعرفية وتأملاته النظرية التحليلية قاصرا محدود الأفق وبحاجة لمن يأخذ بيده ويرشده الى طريق الصواب أو ربما الخطأ. وهنا الطامة الكبرى!
واطفال الاخوان ليسوا هم هؤلاء الصبية المساكين الذين كانت أعضاء الجماعة بعيونهم الزائغة تغريهم بالحلوى وبعض الدراهم للمشاركة في مليونياتهم الفارغة ومظاهراتهم الصاخبة والصراخ في رابعة من اجل انتصار قضيتهم المصيرية الرائعة: لا ، لا! ليس أبدا لنهضة مصر وعودة القدس وفلسطين، وانما بانتصار الاخوان المسلمين على الكفرة والمرتدين من علمانيين وليبراليين وبعودة المعزول مرسي الامين الى متابعة حكمه الفاشل لشعب مصر الحزين وتفريقه للمصريين بين إخونجيين وكافرين. حيث ساهم مرسي خلال سنة من حكمه بتمزيق الشعب الى فئات ومصر الى امصار ليسهل عليه احتلالها على طريقة المقبور حافظ الاسد باحتلال سوريا وتسليمها الى المعتوه بشار مطبقا شعار الاستعمار "فرق تسد". وبالطبع حسب تعليمات المرشد المُجد الذي اراد تحويلها الى دولة اخوانية شمولية دكتاتورية فاشية متخلفة رجعية فاشلة على الطريقة الطالبانية العنيفة او الايرانية الخبيثة، او ما بينهما من مؤامرات واساليب إخوانية خسيسة.
وبالطبع أمريكا والسيد أردوغان .. واسرائيل والسيدة ايران
لا يناسبهم أبدا نهضة مصر العملاقة بديمقراطيتها الحديثة بعد ثورة شبابها المجيدة، بل يناسبهم جدا ان تتشرذم مصر وتتخبط تحت نير الاخوان لقرون عديدة في غياهب الظلام. الا ان جيش مصر العظيم وقيادته الحكيمة كانت لهم بالمرصاد فأنقذت الديمقراطية الفتية من براثنهم الغبية واعادت الأمل الى الشعب المصري بنهضة الدولة المصرية العريقة المتجددة الحديثة.
واطفال الاخوان ليسوا هم هذه الملايين البائسة الساذجة والمضللة التي انتخبتهم لكي يحكمو مصر ويقودوها الى الامام فركبوا على ظهر الديمقراطية ليعيدوها مئات السنين الى الوراء حسب نظريات حسن البنا والمرشد وباقي المرشدين في تحقيق احلامهم في القمع والاستبداد من خلال شعارات شعبية عاطفية وردية ودينية مسيسة وهمية ليس عليها رباط ينثرونها عبر المنابر في الهواء فيتلقفها السذج والغوغاء كأنها الدواء الشافي والترياق كشعار " الاسلام هو الحل". الذي لم يكن حلا ولا يمكن ان يكون: لا اليوم ولا غدا ولا بعد غد، ولا في أي مكان وزمان، ولا في تجربة ملالي ايران حيث الشر يترعرع تحت عماماتهم والخبث يحكم والاجرام، ولا في تجربة افغانستان حيث الحكم الدموي البائد لشريعة طالبان، ولا في تجربة السودان المسكين الذي قطعته شعارات الاسلاميين وتطبيقاتهم القهرية للشريعة بالسكين. ولا في تجربة الصومال الذي قتلو فيه الانسانية وكل الآمال. وقارنو بين دولة الإمارات الفتية الصغيرة ودولة السعودية الغنية الكبيرة كيف ان الامارات بسبب نظرتها المتزنة والمعتدلة الى الاسلام والحرية التي تأسست عليها تحولت الى درة من درر العالم، وكيف ان السعودية بمضاجعتها للوهابية المتشددة المتطرفة فرخت جماعة القاعدة وآلاف الانتحاريين وتتخبط اجتماعيا وفكريا بين فكر الدولة الواقعي وتحجر فكر الوهابيين الهجين. وأليس من المعيب والمخجل على الدولة والمجتمع السعودي ان تمنع المرأة من ابسط حقوقها بقيادة السيارة، بينما نساء العالم تقود حتى الطائرات وتصعد بالمركبات الفضائية الى السماء؟
ولو ان السعودية لا تحكمها حكومة رشيدة واعية عاقلة لحولها الوهابيون بلحظة غافلة الى دولة هزيلة سقيمة فقيرة فاشلة.
فالاسلام هو دين وعبادات وغيبيات فقط. ومن يقول الاسلام دين ودولة يعتدي بذلك على الدين ولن يستطيع بناء دولة. والتجارب الاسلامية الفاشلة خلال العصور وفي عصرنا هذا هي اكبر دليل على صحة ما نقول. ولو ان تجربة الخلافة كانت ناجحة لما انقرضت واصبحت علميا فاشلة وعمليا ساقطة.
واطفال الاخوان ليسوا هم ايضا هذه الجموع المنتسبة الى جماعة الاخوان على امل قيام دولة الخلافة الوهمية من الرميم والتي اكل عليها الزمن الاسلامي العثماني وشرب، واستفرغها الزمن التركي العلماني دون رجعة والى الابد.
انما اطفال الاخوان الحقيقيين فهم هؤلاء المغرورين الذين لم يبلغو بعد لا سن البلوغ ولا الرشد ولا النضوج ولن يبلغوهم وسينقلبون على اعقابهم خاسرين الدنيا وما بعدها!
وهم وبكل بساطة على شاكلة محمد بديع، ومحمد مرسي وخيرت الشاطر وصفوت حجازي والكتاتني والعريان وغيرهم من هذه القيادات التي وبعد اكثر من ثمانين سنة من الصراع العبثي الدائم والتناحر المستمر وحتى هذه اللحظة مع الدولة المصرية لم يستطيعو ان يستوعبو بعد ماذا تعني كلمة دولة وشعب ووطن ودستور.
فكيف سيستطيعون اذا بعقولهم المحدودة استيعاب فلسفة وقيم ومبادئ الديمقراطية ومراميها الانسانية السامية، وأنها ليست فقط عبارة عن اصوات ترمى في الصناديق الخشبية؟
هؤلاء الأطفال بفكرهم المتزمت الارهابي والمتشدد الضال خطرين جدا على الديمقراطية وعلى مستقبل الاجيال وعليهم ان يبقوا في السجون الى يبلغو سن البلوغ ويعتذروا من الشعب والدولة على ممارساتهم الصبيانية القاتلة.
ويا للعجب! اذا كان المرشد المعظم طفلا قصير النظر بمداركه المعرفية وقدراته التجريبية وتأملاته الفكرية وتحليلاته النظرية ومتمرس في جلباب القوة والعضلات والتحريض على العنف والجريمة والارهاب فكيف سيقود القطيع الى طريق الصواب؟
فالربيع العربي نهض بهمة الشباب وتضحياتهم من اجل الحرية والكرامة الانسانية وحقوق الانسان وبناء الدولة الديمقراطية العربية الحديثة العادلة. فهذا الربيع لن ولن يتحول خريفا على ايدي خرفان الاخوان وجهلاء الوهابية وفتن ودسائس واحقاد ملالي ايران الذين هم اصل المآسي والبلاء، وقتل الابرياء وسفك الدماء، ومنبع للارهاب الاسلامي الظلامي الدموي المتطرف في كل الأرجاء.
الربيع سينتصر بثقافة الحياة ويزهر ديمقراطية وأزهار ياسمين، والخريف بثقافة الموت الاصفر ستتساقط اوراقه على رؤوس القتلة والمجرمين الارهابيين وسيتساقطون معه الى مزابل التاريخ.
0 comments:
إرسال تعليق