-1-
من زمانٍ، نهضَ تلميذٌ باكراً من نومه ،في مدرسة الحكمة، بيروت.
جمعَ كتبه ،وحقيبة السفر، وخبَّأ فيها إزميله، ثم نزلَ إلى الصف.
جلسَ على مقعده دقائقَ، وكتبَ على اللوح الأسود كلمة وَداع لمعلمه، ورفاقه.
ودَّعَ المطران مقبِّلاً يده ،ووقفَ أمام التمثال النصفي المزروعِ في وسط الملعب.
مدَّ اليه يداً حنوناً، َ نفضَ عنه الغبار، وبكى.
قالَ لناطور المدرسة: أرجو منك أن تهتمَّ به، قبَّلَ الناطور، والتمثال، وغادرَ مدرسة الحكمة
وغادرَ بيروتَ صوبَ الشمال...
كانَ ذلك من زمان، من أربعين سنة.
-2-
عادَ بدوي إلى ضيعته الشمالية.
شاركَ في جنازة والده.
في المساء تقررَ أن يتركَ المدرسة ،وينزلَ ميدان العمل مع أخيه الأكبر. فربُّ العيلة ماتَ فجأة تاركاً أولاداً صغاراً، ولقمة الخبز غالية.
خبَّأ تلميذ الحكمة كتبه في الخزانة العتيقة ،وخبَّأ ازميله، وراحَ يشتغل بالأجرة طوال النهار:
فالعيلة محتاجة اليه.
وكانَ يسرقُ في الليل الإزميل، وينكبُّ على حجر بعينه، وهو يتذكرُ وعود المطران، وايطاليا
والحلم الذي ضاع من يديه، ويصيرُ الحجر تمثالاً جميلاً.
-3-
تعبَ الفتى الفنان من الشغل، والقيام من النوم مع صياح الديك، في الصيف، وفي الشتاء على
السواء. دقَّ أبواب مديري الشركات، والبنوك ،لوظيفة ،مقدِّماً لهم بعضاً من أعماله الفنية. لم
يوفقْ في الوظيفة فهذه تُعْطى في لبنانَ لمن له "ظهر" قوي، وصاحبنا لا حولَ له ،ولا قوة!
عادَ ذات مساء إلى البيت منهوكاً، والدمعة في عينيه. تذكرَ مدرسة الحكمة ، تمثاله، وعود
المطران ، ايطاليا ، وعود أصحاب البنوك: أحلامٌ كاذبةٌ كلُّها. كاذبةٌ قالَها بصوت عالٍ....
دخلَ القبْوَ العتيق، أخذَ معوله ،وراحَ يكسِّرُ تماثيله الصغيرة ،والكبيرة ،وهو يبكي، ويضحك.
وجهه فيه شيء من الجنون، شعره مبعثر!
ثم أخذَ الازميل، لعنه ورمى به ،في الوادي المجاور لبيته، وهو يقول:
اذهبْ عني، اذهبْ إلى الجحيم.
تحررتُ منك لن أذهبَ إلى روما من اليوم. سأبقى هنا في سبعل. مع الأرض ،والحقل ،والبيدر. المعول خيرٌ منك ،أيها الإزميل الشرير، وسبعل أكرمُ من روما.
ثم قعدَ بين تماثيله المكسَّرة لا يُبدي حراكاً.
تلك الليلة خافَ عليه أهلوه. وظنُّوهُ أصيبَ بالجنون.
-4-
مرَّتِ الأيام ،والسنون. تزوجَ خلالها بدوي، ورزقَ أولاداً، ذكوراً ،واناثاً. وظلَّ يجاهدُ الجهاد
الكبير لإعالتهم ،وتعليمهم.
وتفتحتْ عنده مَلكاتٌ في الأعمال الدقيقة. فهو الماهر في البناء ،والكهرباء، والميكانيك،وجميع
الأعمال التي تتطلب دقة ،وذوقاً. ومشهور بدوي في الضيعة بأنه لا يضيعُ دقيقة واحدة. فالوقت
مقدس عنده، حتى أنه لا يحضرُ أحيانا قداس الأحد، وهو من المؤمنين، وشعاره:
العمل أشرف صلاة يحبُّها الله.
-5-
كبرَ أولاده ،وكبرَ اللوز، والتفاح في بستانه.
ذات يوم رأى ابنه البكر، طوني، يخربشُ بريشة على ورقة، وطلعَ رسم جميل. ثارَ عليه أبوه وسرقَ الرسم، وصرخَ به قائلاً:
ارمِ هذا من يدك. لا أريدُ أن أرى هذه الريشة.
أنا لا أستطيعُ أن أرسلك إلى إيطاليا، هذا لا يطعمك خبزاً، ارجعْ إلى دروسك. أنا لا استطيع.
نامَ طوني باكياً. ووقفَ أبوه طويلاً على شرفة الوادي.
وبعد نحو شهر من هذه الحادثة ،أخذَ طوني بيد أبيه، وأدخله غرفته الخاصة، حيث كانتْ لوحاتٌ
وهي تحملُ توقيع: طوني بدوي فرح!
ذُهلَ الوالد. انهمرتْ دموع على وجنتيه. ضمَّ ابنه ضمة اعتزاز ،وتمتمَ :
أنت فنان يا ولدي. انت فنان ،وراحا يتحدثانِ عن الأصباغ، والألوان ،والأظلال.
بوَّسَ الولد يد ابيه، وقال:
أنت الفنان ،يا أبي، أين ازميلك العتيق؟ أين ازميلك؟
ثم توجها صوب الوادي...
-6-
تركَ طوني مدرسة الضيعة ،واتجَه نحو الرسم، والموسيقى.
وشهدَ لريشته رجال عتاق في الرسم. وأقيمتْ له معارض ناجحة، وتحدثتْ عنه الجرائد والمجلات الفنية، كما تحدثَ عنه التلفزيون الفني، وأصبحَ استاذاً في الرسم ،والموسيقى في مدارسَ معروفة ،وصارَ له استديو في سبعل، ومحترفٌ يؤمهُ طلاب الفن من مختلف مناطق الشمال.
وحنَّتْ أصابع بدوي إلى الازميل العتيق. اكتسحهُ الحنين إلى تمثال مدرسة الحكمة ،وإلى تماثيله المكسرة.
ذات صباح، قال لابنه: خذْني إلى بيروت، إلى مدرسة الحكمة، أريدُ أن أرى التمثال، وأن
أعرِّفكَ اياه. سوف تحبهُ يا طوني. انه أول تمثال صنعته منذ أربعين عاماً.
تغيرتِ المدرسة كثيراً، وتغيرَ تلميذها القديم. ما عادَ بدوي يعرفُها ،ولا هي تعرفُهُ.
التمثال ليس هنا. أين هو؟
الإدارة لا تعرفُ شيئاً عن بدوي، وعن تمثاله.
الناطور سعيد ماتَ من سنين.
عادَ بدوي وطوني إلى الضيعة حزينين.
سرقت بيروت التمثال!
-7-
العام الماضي رجعَ الازميل إلى بيت فرح ،وراحَ يتبارى مع الريشة ،والغيتار.
التماثيل تفرِّخُ في حديقة البيت، وكانَ شيءٌ من "الحسد" الفني بين الأب، وابنه.
وأمضى الفنان العتيق ليالي طوالاً في محترفه ساهراً هو والحجر، والازميل.
وكانَ تمثاله الرائع: "الطوفان" الذي نفضَ يده منه.
نامَ معه الليلة الأخيرة في المحترف ،والإزميل في يده!
طلعَ عليهما طوني في الصباح وراحَ يعانقُ والده ،ويبوِّسُ أصابعه السحرية.
وعانق التمثال قائلا : سلمَ ازميلك يا أبو طوني.
ثم اعطى الوالد ابنه الإزميل العتيق قائلاً له:
اعملْ فيه يدك. فأعطى الإبن شفتي المرأة الجميلة ابتسامة شكر.
وما اعترضَ الأب.
-8-
صديقي بدوي فرح اخبرني قصته مع الازميل ،وهو بعدُ تلميذ صغير في مدرسة الحكمة. أعجبَ بفنه المطران مبارك ،وشجَّعهُ كثيراً ،وزيَّنَ له فكرة السفر إلى ايطاليا.
صنعَ بدوي تمثالاً نصفيا للمطران ،زرعته المدرسة في وسط الملعب.
أخبرني قصته مع جورج السلو ،وميشال بصبوص.
قالَ لي: أنا مشتاق إلى تمثالي القديم ،ولا بد أن أراه يوماً في بيروت.
انه يحملُ توقيعي: B.T.F.S. (بدوي طنوس فرح سبعل) !
تأملتُ المرأة العريانة .أجمل ما في الظن ،وفي الخيال.
وتمتمتُ على مسمعه بيتين من الشعر للأخطل الصغير:
تعَرَّتِ الشمسُ على وجْنتها
وانْشَقَّ- لو تعلمُ- أينَ القمرُ!
والوردةُ البيضاءُ ،أو قلْ نَهدُها
كأنهُ منْ خُيَلاءٍ يَسْكرُ
الفنان العتيق قال:
" حلمي أن تتعرى أمامي امرأة جميلة لأسرقَ منها الجمال.
وكانتِ البراءة في عينيه.
تنقلتُ معه بين التماثيل المزروعة في اللوز، والعرائش، وكانَ بدوي يغطِّيها واحداً ،واحداً بشرشف أبيض.
قال لي: ما أصعبَ أن تتعرى امرأة جميلة أمام جماعة العميان، والخصيان!
سابيعُ هذه التماثيل، يا استاذ ،لأرسلَ طوني إلى ايطاليا...
من زمانٍ، نهضَ تلميذٌ باكراً من نومه ،في مدرسة الحكمة، بيروت.
جمعَ كتبه ،وحقيبة السفر، وخبَّأ فيها إزميله، ثم نزلَ إلى الصف.
جلسَ على مقعده دقائقَ، وكتبَ على اللوح الأسود كلمة وَداع لمعلمه، ورفاقه.
ودَّعَ المطران مقبِّلاً يده ،ووقفَ أمام التمثال النصفي المزروعِ في وسط الملعب.
مدَّ اليه يداً حنوناً، َ نفضَ عنه الغبار، وبكى.
قالَ لناطور المدرسة: أرجو منك أن تهتمَّ به، قبَّلَ الناطور، والتمثال، وغادرَ مدرسة الحكمة
وغادرَ بيروتَ صوبَ الشمال...
كانَ ذلك من زمان، من أربعين سنة.
-2-
عادَ بدوي إلى ضيعته الشمالية.
شاركَ في جنازة والده.
في المساء تقررَ أن يتركَ المدرسة ،وينزلَ ميدان العمل مع أخيه الأكبر. فربُّ العيلة ماتَ فجأة تاركاً أولاداً صغاراً، ولقمة الخبز غالية.
خبَّأ تلميذ الحكمة كتبه في الخزانة العتيقة ،وخبَّأ ازميله، وراحَ يشتغل بالأجرة طوال النهار:
فالعيلة محتاجة اليه.
وكانَ يسرقُ في الليل الإزميل، وينكبُّ على حجر بعينه، وهو يتذكرُ وعود المطران، وايطاليا
والحلم الذي ضاع من يديه، ويصيرُ الحجر تمثالاً جميلاً.
-3-
تعبَ الفتى الفنان من الشغل، والقيام من النوم مع صياح الديك، في الصيف، وفي الشتاء على
السواء. دقَّ أبواب مديري الشركات، والبنوك ،لوظيفة ،مقدِّماً لهم بعضاً من أعماله الفنية. لم
يوفقْ في الوظيفة فهذه تُعْطى في لبنانَ لمن له "ظهر" قوي، وصاحبنا لا حولَ له ،ولا قوة!
عادَ ذات مساء إلى البيت منهوكاً، والدمعة في عينيه. تذكرَ مدرسة الحكمة ، تمثاله، وعود
المطران ، ايطاليا ، وعود أصحاب البنوك: أحلامٌ كاذبةٌ كلُّها. كاذبةٌ قالَها بصوت عالٍ....
دخلَ القبْوَ العتيق، أخذَ معوله ،وراحَ يكسِّرُ تماثيله الصغيرة ،والكبيرة ،وهو يبكي، ويضحك.
وجهه فيه شيء من الجنون، شعره مبعثر!
ثم أخذَ الازميل، لعنه ورمى به ،في الوادي المجاور لبيته، وهو يقول:
اذهبْ عني، اذهبْ إلى الجحيم.
تحررتُ منك لن أذهبَ إلى روما من اليوم. سأبقى هنا في سبعل. مع الأرض ،والحقل ،والبيدر. المعول خيرٌ منك ،أيها الإزميل الشرير، وسبعل أكرمُ من روما.
ثم قعدَ بين تماثيله المكسَّرة لا يُبدي حراكاً.
تلك الليلة خافَ عليه أهلوه. وظنُّوهُ أصيبَ بالجنون.
-4-
مرَّتِ الأيام ،والسنون. تزوجَ خلالها بدوي، ورزقَ أولاداً، ذكوراً ،واناثاً. وظلَّ يجاهدُ الجهاد
الكبير لإعالتهم ،وتعليمهم.
وتفتحتْ عنده مَلكاتٌ في الأعمال الدقيقة. فهو الماهر في البناء ،والكهرباء، والميكانيك،وجميع
الأعمال التي تتطلب دقة ،وذوقاً. ومشهور بدوي في الضيعة بأنه لا يضيعُ دقيقة واحدة. فالوقت
مقدس عنده، حتى أنه لا يحضرُ أحيانا قداس الأحد، وهو من المؤمنين، وشعاره:
العمل أشرف صلاة يحبُّها الله.
-5-
كبرَ أولاده ،وكبرَ اللوز، والتفاح في بستانه.
ذات يوم رأى ابنه البكر، طوني، يخربشُ بريشة على ورقة، وطلعَ رسم جميل. ثارَ عليه أبوه وسرقَ الرسم، وصرخَ به قائلاً:
ارمِ هذا من يدك. لا أريدُ أن أرى هذه الريشة.
أنا لا أستطيعُ أن أرسلك إلى إيطاليا، هذا لا يطعمك خبزاً، ارجعْ إلى دروسك. أنا لا استطيع.
نامَ طوني باكياً. ووقفَ أبوه طويلاً على شرفة الوادي.
وبعد نحو شهر من هذه الحادثة ،أخذَ طوني بيد أبيه، وأدخله غرفته الخاصة، حيث كانتْ لوحاتٌ
وهي تحملُ توقيع: طوني بدوي فرح!
ذُهلَ الوالد. انهمرتْ دموع على وجنتيه. ضمَّ ابنه ضمة اعتزاز ،وتمتمَ :
أنت فنان يا ولدي. انت فنان ،وراحا يتحدثانِ عن الأصباغ، والألوان ،والأظلال.
بوَّسَ الولد يد ابيه، وقال:
أنت الفنان ،يا أبي، أين ازميلك العتيق؟ أين ازميلك؟
ثم توجها صوب الوادي...
-6-
تركَ طوني مدرسة الضيعة ،واتجَه نحو الرسم، والموسيقى.
وشهدَ لريشته رجال عتاق في الرسم. وأقيمتْ له معارض ناجحة، وتحدثتْ عنه الجرائد والمجلات الفنية، كما تحدثَ عنه التلفزيون الفني، وأصبحَ استاذاً في الرسم ،والموسيقى في مدارسَ معروفة ،وصارَ له استديو في سبعل، ومحترفٌ يؤمهُ طلاب الفن من مختلف مناطق الشمال.
وحنَّتْ أصابع بدوي إلى الازميل العتيق. اكتسحهُ الحنين إلى تمثال مدرسة الحكمة ،وإلى تماثيله المكسرة.
ذات صباح، قال لابنه: خذْني إلى بيروت، إلى مدرسة الحكمة، أريدُ أن أرى التمثال، وأن
أعرِّفكَ اياه. سوف تحبهُ يا طوني. انه أول تمثال صنعته منذ أربعين عاماً.
تغيرتِ المدرسة كثيراً، وتغيرَ تلميذها القديم. ما عادَ بدوي يعرفُها ،ولا هي تعرفُهُ.
التمثال ليس هنا. أين هو؟
الإدارة لا تعرفُ شيئاً عن بدوي، وعن تمثاله.
الناطور سعيد ماتَ من سنين.
عادَ بدوي وطوني إلى الضيعة حزينين.
سرقت بيروت التمثال!
-7-
العام الماضي رجعَ الازميل إلى بيت فرح ،وراحَ يتبارى مع الريشة ،والغيتار.
التماثيل تفرِّخُ في حديقة البيت، وكانَ شيءٌ من "الحسد" الفني بين الأب، وابنه.
وأمضى الفنان العتيق ليالي طوالاً في محترفه ساهراً هو والحجر، والازميل.
وكانَ تمثاله الرائع: "الطوفان" الذي نفضَ يده منه.
نامَ معه الليلة الأخيرة في المحترف ،والإزميل في يده!
طلعَ عليهما طوني في الصباح وراحَ يعانقُ والده ،ويبوِّسُ أصابعه السحرية.
وعانق التمثال قائلا : سلمَ ازميلك يا أبو طوني.
ثم اعطى الوالد ابنه الإزميل العتيق قائلاً له:
اعملْ فيه يدك. فأعطى الإبن شفتي المرأة الجميلة ابتسامة شكر.
وما اعترضَ الأب.
-8-
صديقي بدوي فرح اخبرني قصته مع الازميل ،وهو بعدُ تلميذ صغير في مدرسة الحكمة. أعجبَ بفنه المطران مبارك ،وشجَّعهُ كثيراً ،وزيَّنَ له فكرة السفر إلى ايطاليا.
صنعَ بدوي تمثالاً نصفيا للمطران ،زرعته المدرسة في وسط الملعب.
أخبرني قصته مع جورج السلو ،وميشال بصبوص.
قالَ لي: أنا مشتاق إلى تمثالي القديم ،ولا بد أن أراه يوماً في بيروت.
انه يحملُ توقيعي: B.T.F.S. (بدوي طنوس فرح سبعل) !
تأملتُ المرأة العريانة .أجمل ما في الظن ،وفي الخيال.
وتمتمتُ على مسمعه بيتين من الشعر للأخطل الصغير:
تعَرَّتِ الشمسُ على وجْنتها
وانْشَقَّ- لو تعلمُ- أينَ القمرُ!
والوردةُ البيضاءُ ،أو قلْ نَهدُها
كأنهُ منْ خُيَلاءٍ يَسْكرُ
الفنان العتيق قال:
" حلمي أن تتعرى أمامي امرأة جميلة لأسرقَ منها الجمال.
وكانتِ البراءة في عينيه.
تنقلتُ معه بين التماثيل المزروعة في اللوز، والعرائش، وكانَ بدوي يغطِّيها واحداً ،واحداً بشرشف أبيض.
قال لي: ما أصعبَ أن تتعرى امرأة جميلة أمام جماعة العميان، والخصيان!
سابيعُ هذه التماثيل، يا استاذ ،لأرسلَ طوني إلى ايطاليا...
0 comments:
إرسال تعليق