ليست الكارثة فى محاولة تفجير معبد الكرنك فمن المتوقع أن يحاول متطرفى مصر وما أكثرهم أن يسيروا على نهج داعش فى تدمير الأثار والحضارة فهم من داعش وداعش منهم وزيتهم فى دقيقهم لكن المشكلة فى التعامل الإخبارى معه فحتى لو فشل التفجير وقتل كل منفذيه وحتى ولو لم يخدش سائح لكن هذا الحدث يساوى مذبحة الأقصر فى القيمة والحدث والذى زلزل مصر والعالم وإقحام معبد الكرنك فى اللعبة القذرة للإرهاب تعيدنا إلى المربع صفر فاليوم هو 11 سبتمبر المصرية فهذا المعبد من أعظم المعابد الأثرية على وجه الأرض وهو خسارة فى الشعب الحالى الذى لا يقدر تلك الكنوز ويعتبرها البعض أصنام تستحق التدمير ويهملها الإعلام ولا يهتم بمحاولة تدميرها ويتغاضى عن الحادث لأن الأجندة الحالية لا تتضمن أى حادث ممكن أن يعكر بإحتفالاتنا بشهر يونيو وما تلاه
أتذكر وقت أن كنت طالبا بالجامعة وذهبت إلى معبد الكرنك وعندما شاهدت عرض الصوت والضوء وقبل أن يبدأ أحسست بأننى فى مهرجان عالمى وكأننى أحضر مهرجان الأوسكار أو حضور إفتتاح الدورات الأوليمبية وشعرت بالفخر ببلدى وما تمتلكه من كنوز و شعرت بفخر أكبر أننى فرعون ينتمى لهؤلاء الفراعين الذين بهروا العالم بحضارتهم وتفوقوا على كل البشر فيما تركوه لنا من أثار خالدة ولذلك كان إنزعاجى شديدا اليوم بأنه جاء الدور على تلك الأثار ليتم تدميرها على يد مغول وتتار وبربر هذا العصر وهالنى أكثر أن إعلامنا لا يقّدر الكارثة فهو بذلك مشارك بسلبيته فى تقزيم حدث جلل يفوق كل ما سبق من إرهاب.
لقد تركنا الإرهابيين على مدار 40 سنة يغذون فكرة أن الأثار أصناما وأن هدمها شيئا ضروريا ولم نحاسب من حاول أن ينشر تغطية الأثار بالشمع حتى تفقد ملامحها ولم نهتم ونحاسب من أصلح دقن الملك توت وكأنه يصلح قاعدة التواليت فى مراحيض عمومية ولم نحاسب من تسبب فى إنهيار هرم سقارة ولم نحاسب من داس بالبلدوزر على أثار الأسكندرية ولم نحاسب من تساهل فى سرقة الأثار ولم نحاسب من سرق ودمر متحف ملوى فإذا كنا أهملنا كل ذلك فماذا سيزعج هؤلاء جميعا من مسئولين وإعلاميين ومشاهدين إذا جاء فى شريط الأخبار أن معبد الكرنك الوثنى قد تم تدميره فنجد أن البعض سعيدا والأخر غير مهتم والباقى غير منزعج فهل تتوقعون أن يكون الإرهابيين أحن على الأثار منكم وقد سددت أذانكم عن التحريض وتغالفتم عن عقاب المدمرين للأثار فلماذا لا يقوم الإرهابيين بتحقيق أمال الكثيرين والذين يحلمون برؤية مصر بدون حضارة وبدون تراث وبدون أثار؟
اليوم هو الحادى عشر من سبتمبر المصرية حتى ولم تسقط مسلات الكرنك وحتى ولم تغرق بحيرة الكرنك بدماء السياح والزائرين وحتى لو تفرغ التليفزيون المصرى فى الحديث عن كل شيئ إلا حادثة التفجير و صدقونى قد تجدوا الرعب على وجه توت عنخ أمون وهو يحلم بكابوس وهو يدخل فى نار بوتقة لصهره لتحويله إلى شويه دهب يتم عمل بها حلقان وغوايش ولو نطق أبو الهول اليوم لصرخ إنقلونى من هنا أريد أن أذهب وأكون جنب رأس نفيرتيتى فهناك لن يحرق ولن يدمر ولن يلف أحد وسطه بحزاما ناسفا ليحوله إلى كومة أحجار ويتحول إلى أثر من بعد عين
0 comments:
إرسال تعليق