ماذا يعني
أنكَ في الأُفقِ البحريِّ الغربي
جوّابُ سواحلَ ما في الدنيا من نهرٍ أو بحرِ
تسألُ لا يأتيكَ جوابُ
تتقلّبُ رأساً ـ عَقِبا
الشمسُ تعاكسُ أمواجَ المدِّ البحري
فوقَ وتحتَ سطوحِ الماءِ المتقلّبِ أطوارا
تهزأُ بالعَبثِ المجهولِ ولُعبةِ نردِ الأقدارِ
ما زالَ البحرُ يمدُّ عيونَ الرهبةِ نحو الشمسِ
ما زالَ يُغيّرُ أطيافَ اللونِ فيغدو الماءُ صفيحَ هواءِ
يقفُ البحرُ أمامي طوداً يشمخُ جبّارا
أكتبُ فيه خوفي أشعارا
أتوسّلُ أنْ لا يسحبَ أقدامَ الرملِ
حيثُ الريحُ الغضبى أشرعةٌ تمتدُّ إلى أعلى رأسِ الصاري
زوبعةٌ كاللولبِ تنشرُ أمواجَ الطوْفانِ الطاغي
القلبُ المتوحِّدُ يبقى ظمآناً موجوعاً خفّاقا
لا مطرٌ يهبطُ من أعلى أركانِ السقفِ المهزوزِ
لا ماءٌ يتسوّرُ جدرانَ البيتِ
أنبوبُ الماءِ خفيفُ
يتفنّنُ في تقليبِ وريقاتِ السِفْرِ المختومِ
مهما كانت حالاتُ الدنيا
الليلُ نهارٌ أعمى
والطبلُ الأجوفُ منطادٌ مثقوبُ
الكونُ يدورُ يظلُّ الكونَ الدوّارا
لا يعرفُ مَنْ يتحرّكُ في ساعاتِ النومِ على أسنانِ دواليبِ العُمْرِ
طاحونُ الميلادِ يقضُّ مضاجعَ ناموسِ الدورانِ
أصواتُ الغربانِ تعالتْ
[ ستموتُ غريباً ]
تنعاكَ ضِباعٌ تمشي حَذَراً في ساعاتِ الليلِ
الحَجَرُ القاتلُ في عينيها شرراً قدّاحُ
أتموتُ غريباً حقّا
يلفُظكَ الصَخَبُ الموجيُّ القتّالُ
الغربةُ ـ قالوا ـ وطنٌ إنْ طالتْ
فأطِلْ حتى تقتلكَ الأوطانُ
البحرُ غرابُ
ينعقُ تحتَ قصوفِ الرعدِ وجُنحِ بريدِ الأغرابِ .
0 comments:
إرسال تعليق