رأيتُ حمورابي الرهيب في بابلَ،مسقط رأسي
معلّقاً بين الأرضِ وجنّاتِ السماءِ،
قالَ خذْ عريضتكَ إلى أبي جعفر المنصورِ،
وجدتُ الرجلَ مستلقياً على قفاه
يمسحُ دجلةَ بزورقٍ من ذهبٍ وجواهر
وفي يدهِ اليمنى رأسَ أبي مسلم الخراساني
وفي يسراه
رأسَ عمّهِ علي.
جفلتُ من نومي فزعاً
فرأيتُ قدّامي ألأمينَ ذاهلاً
يبحثُ عن سمكةٍ علّقَ في زعانفها الدرَ
هربتْ من بركةِ قصرهِ إلى دجلةَ
_ دجلة الخير وأم البساتينِ _
قلتُ له : سيّدي أميرَ المؤمنين
بغدادُ تحترق.قالَ صهْ
_ بغدادُ تموتُ وتأكلها الكلابُ
قالَ صهْ يا إبنَ الزنيمةِ
_ أمينَ اللهِ !!!
بغدادُ تحاصرها جيوشُ أخيكَ المأمون،
قالَ إغربْ عن وجهي ....
ليس لديَ وقت أضيعه في السخافات....
طزْ فيكَ وفي المأمون.
نمتُ ثانيةً فرأيتُ هولاكو يتناولُ السمكَ المسكوفَ على شارع أبي نؤاس،
قال تفضّلْ،كلْ ما قسمَ اللهُ،
قلتُ لا يطيبُ لي المسكوفُ إلاّ على
ضفافِ نهرِ السينِ في باريس !!
قالَ لماذا ؟؟؟
قلتُ لأنّا حملناهُ يوماً بالطائراتِ الخاصةِ الى
شيراك في باريس ،
قالَ ومن هذا ( الشراك )
قلتُ إسألْ عنه حفيدكَ أبا طبرْ
قالَ لكنَّ أبا طبرَ قد أُعدمَ
قلتُ كلاّ،ذاكَ كانَ شبيههُ
أما أبو طبر الحقيقي فما زالَ حيّاً
يمارسُ فلسفةَ الطبر ليلاً ونهاراً
ويسمونه المنصور حيناً
وحمورابي أحياناً أُخرى.
صرخَ هولاكو فيّ : أفزعتني يا رجلُ ...
فأفقتُ من نومي مذعوراً
ورأيتُ دجلةَ طوفاناً من دمْ.
0 comments:
إرسال تعليق