على
مدار السنة هناك احتفالات وقداديس بذكرى استشهاد رجال دولة كبار واجهوا الوحش
القاتل الغدار، الذي اراد باغتيالهم اغتيال فكرة لبنان كبلد عربي وحيد مميز بحريته
وديمقراطيته ورسالته الانسانية في التعايش الأخوي التاريخي بين المذاهب والاديان.
هؤلاء
الشهداء الفرسان واجهوا المجرم بصدور عارية ليبقى لبنان الرسالة وطنا للحرية
والديمقراطية وحقوق الانسان.
هم
كوكبة كبيرة من شهداء لبنان، حيث دفعوا ثمن مواقفهم الوطنية السياسية السيادية
الصلبة " التي لم تعجب القاتل" حياتهم من اجل ان يبقى لبنان سيدا حرا
ديمقراطيا مستقلا.
وسيحيا
لبنان الى الأبد في وجدان شعب انتصر على الحروب ونشر الفوضى والمحن وسينتصر على كل
الاغتيالات ومحاولات الاغتيال والفتن.
وكلما
احتفل لبنان بشهدائه الكبار تعملق بشهادتهم في العلاء وطنا للبهاء!
فالشهادة
هنا ليست نهاية للإنسان، بقدر ما هي قيامة للأوطان وتحرر للشعوب من نير الظلم
والقهر والاستبداد والطغيان.
والشهادة
ليست وجهة نظر ، بقدر ما هي قمة في التفاني بالروح والتضحية بالجسد من أجل القضية
الوطنية العادلة، وهي بحد ذاتها انتصار على العدو والقدر.
والشهيد
لا تنتهي حياته بالشهادة، بل تتحول الى ذكرى وعيد وظاهرة حية سرمدية ازلية وطنية ترددها
الأجيال أغان وأناشيد. تماما كاستشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
والشهادة
هي في الوقوف بشجاعة البطل في وجه آلة الشر والقتل دون خوف أو وجل. تماما كما فعل
شهداء الصحافة الشجعان سليم اللوزي وسمير قصير.
والشهادة
هي ان تؤمن بلبنان ال 10452 كلم2 ، كما فعل الرئيس الشهيد بشير الجميل، وقدم الروح
وهو مبتسم.
والشهادة
هي ان تشعر بأن القاتل يتربص بك على المنعطف ولا تتراجع خوفا على حياتك ولا تنحني
ولا ترتجف، بل تتابع السير بخطى ثابتة على
طريق الجلجلة والآلام، تماما كما فعل شهداء الواجب الوطني الرائد وسام عيد واللواء
وسام الحسن.
والشهادة
هي وجدان شعب وسيادة وطن، وروح متمردة للدفاع عن لبنان متوقدة للعطاء بأغلى ثمن تتوق
للحرية وترفض الخنوع للاستبداد والظلم والفساد والعفن. الشهيد المقدام الشاب هاشم
السلمان الذي تم اغتياله امام سفارة الملالي على ايدي شبيحة حزب الله هو مثال حي
لروح الشباب اللبناني.
والشهادة
في لبنان تتمثل في شهداء استقلاله الكثر من الشهيد رياض الصلح ...... الى كل شهداء
انتفاضة الاستقلال وثورة الأرز الذين اغتالتهم أيدي الحقد وابناء الظلام.
والشهادة
هي ان نموت بفخر لكي يحيا الآخرون، لا ان نفطس بعهر ومجون لكي ينتصر الطغاة والقتلة
والمجرمون.
والشهادة
تفقد قيمتها ورمزيتها ومعناها عندما تصبح بثمن، كمفتاح جنة من هنا ووعد بحورية من
هناك، هيهات ان يتم قبضه بعد موت وعدم!
وهنا
نأتي الى قضية الاتجار بأرواح البشر والتغرير بالسذج والمغفلين لتحقيق مشاريع
دنيوية دنيئة قذرة وأوهام لا علاقة لها بالأخلاق والانسانية والدين، وليس لها
علاقة بالتضحية والعطاء، بقدر ما هي انتحار وقتل ونهاية وفناء.
لقد
ولت مشاريع التوسع الاستعماري والغزوات القبلية والعدوان، والحروب الثأرية الحاقدة
على الجيران وبث الجواسيس لنشر الفتن والحروب والاجرام، من كل حكام العالم ما عدا
ملالي ايران، حيث ما زالت ترفع شعارات دينية عاطفية تدغدغ بها مشاعر السذج
والعوام، وهي في الحقيقة أكاذيب تهدف فقط لاستعادة امجاد امبراطورية بني ساسان،
ومن يمت من اجل هكذا مشاريع فهو تابع للقطعان، وقد خسر حياته ولن تعرف روحه السلام.
اين
الامبراطوريات العظام قديما وحديثا لقد ولت جميعا ولم يبق منها أثر.
ليست
الشهادة ان نفجر الأبرياء وننتحر، او نذبح الاطفال الصغار ونفتخر، وانما هي قتال
شرس في وجه عدو غاصب ومعتد او موقف شجاع وكلمة حرة تدفع القتلة الى سلاح الاغتيال القذر.
والشهادة
الحقيقية ليست واجبا جهاديا للاعتداء على الآمنين الأبرياء ودعم المفسدين الطغاة وذبح الأطفال والرجال
والشيوخ والنساء، كما يفعل حزب الله في سوريا بلا رحمة ولا انسانية او ضمير.
عار
ما بعده عار على كل من يذهب الى سوريا ليذبح اطفالها بالسكاكين!
البارحة احتفل لبنان بذكرى اغتيال شهيد الكلمة
الحرة والموقف الشجاع فارس الصحافة
اللبنانية ابا عن جد المفكر جبران تويني.
الذي
هوى عملاقا من اجل ان يستعيد لبنان استقلاله وسيادته واصالته الديمقراطية التي
تقزمت بوجود مخابرات وعصابات الاسد الاجرامية.
هي
لحظة احتفال بانتصار ثقافة الحرية امام قوى الغدر والشر والاغتيال.
وعندما
يتعملق لبنان بشهداه الكبار تتجلى شجرة الارز الخالدة مبتسمة بحنان كملكة الزمان والمكان
على قمم جبال المجد والعنفوان ملامسة السماء باطمئنان لتتلألأ على أغصانها أسماء
زعماء شهداء قادة ومفكرون وصحفيون أبرار قدموا أرواحهم الزكية على مذبح الحرية
ليبقى لبنان السيد الحر الديمقراطي التعددي المستقل مشعلا لها في هذا الشرق المنكوب
بآفة القمع والظلم والاستبداد، ووطنا أبديا سرمديا واحدا بشعبه موحدا بجميع مذاهبه
وأطيافه وعرقياته، مشرقا ببناته وأبنائه مقيمين ومغتربين. تحية هنا لابن لبنان الأديب
الكبير امين معلوف الذي زرع لنا ارزة الخلود في فرنسا مذكرا بجبران خليل جبران
الذي زرعها في بلاد الأمريكان.
ويبقى
لبناننا الصغير بهمومه الثقيلة ومشاكله المعقدة في القلب ومهما ابتعدنا عنه
وتغربنا في مشارق الأرض ومغاربها وباعدت بيننا المسافات. وكلما ابتعدنا عنه زادنا
الفراق والبعد حنينا وحبا الى بلاد الأرز التي ما خضعت لعدو منذ ابد الدهر، وقاومت
كل موجات الغزو والحرب، ولن تخضع اليوم لمحتل فارسي خبيث بلباس العفة الدينية والطهر
هو في الحقيقة محور شر عدواني متطرف كافر بالقيم الاخلاقية والانسانية طائفي مذهبي
عنصري ليس له رب.
وعندما
يتعملق لبنان بشهدائه الكبار يتقزم امام عظمتهم القتلة الصغار.
استشهاد هؤلاء الأبطال اعطانا القوة والعزيمة
والاصرار على الحفاظ على لبنان كما حلمو هم به. شهداء لبنان يحتفل بهم سنويا
وكأنهم احياء في وجدان الشعب. أما القتلة فهم أموات حقيقيين حيث تنهال عليهم اللعنة
من كل حدب وصوب.
ومنذ
ايام كانت ذكرى استشهاد الرئيس الشهيد رينيه معوض. الذي اغتاله المجرم حافظ الاسد
يوم عيد الاستقلال في 22 تشرين ثاني عام 1989 كهدية العيد للبنانيين. ولماذا
اغتاله؟ وبكل بساطة لانه دكتاتور حقير لا يستطيع ان يسمع كلمة لا.
ولأن
الرئيس معوض لم يتنازل عن السيادة الوطنية وتطبيق اتفاق الطائف بجمع شمل اللبنانيين
الذين فرقتهم الحرب المفروضة عليهم من عصابات الاسد الحاقد.
ولأنه
رفض تسليم القرار اللبناني الحر لحافظ الأسد. وان يشكل هذا المجرم حكومة لبنان.
ولأنه
كان وطنيا لبنانيا سياديا، احب لبنان واللبنانيين الى الأبد ومن اجل خلاصهم من
نظام القتل والاستبداد الاسدي استشهد. وروى بدمائه الزكية ارض لبنان المقدسة.
وهنا
نصل الى الخاتمة المرة وهي أن كل شهداء لبنان الكبار هم ضحية اجرام وغدر وخسة ولؤم
وحقارة ما يسمى بمحور الممانعة والمقاومة، لأنهم قالو لا لهذا المشروع الايراني الاسدي
الشرير. وحزب الله ينفذ اوامر اسياده لاغتيال قادة لبنان وإلغائهم من المعادلة
السياسية ليستتب له الأمر ويسيطر على لبنان يحوله الى ولاية من ولايات الولي الخرفان.
العدالة
قادمة وقريبا ابواب المحكمة ستفتح!
0 comments:
إرسال تعليق