اعزي بالضحايا البريئة والبريئة فقط التي سقطت نهار أمس في انفجار الضاحية في بيروت قرب سفارة ملالي ايران، وذلك وبلا ادنى شك بسبب انغماس هؤلاء الفاضح بقتل السوريين، واحتلالهم عبر ميليشيا حزب الله للبنان، وسيطرتهم على العراق، وتدخلاتهم الاجرامية المخابراتية العدوانية الوقحة في الشأن العربي. فهم اي الملالي وبحق كابوس ثقيل حط رحاله على قلب شرقنا العزيز، وورم سرطاني شرير خبيث لا يمكن ان تتم معالجته بالمسكنات وانما بالبتر او من خلال عملية جراحية استئصالية لا تبقي من شرورهم المستطيرة شيئا ولا تذر.
الكل دان تفجيري الضاحية الارهابيين ونحن بشدة ندين! خاصة وان هذا الارهاب الدموي الاسلامي قد غسل دماغ المسلم المتطرف وحوله من انسان محدود عاقل الى جاهل فاشل بحزام ناسف وسيارة مفخخة وقنبلة متفجرة وساطور وسكين.
نحن والكل ندين ولكن ماذا عن تفجيراتهم هم التي طالت كل المدن والأرياف السورية؟
وماذا عن مجازرهم البشعة بذبح الأبرياء الآمنين السوريين المساكين بالسكاكين؟
وماذا عن ممارساتهم الارهابية القذرة، وحربهم العدوانية المتمادية في قمع الشعب السوري وقتله بكل انواع الأسلحة حتى الكيماوي المحرم دوليا؟
ماذا عن ارهاب ايران وميليشياتها الاجرامية المتمثلة بحزب الله ضد لبنان المغلوب على أمره دولة وشعبا وجيشا ؟
وماذا عن التفجيرات والاغتيالات ومحاولات الاغتيال التي ضربت لبنان وأودت بحياة شهداء ثورة الأرز والمتهمين الوحيدين فيها هم الحرس الرجعي الايراني من جماعة حزب الله.
ونحن هنا ندين كل انواع القتل والارهاب ونقول:
لا لاجرام القاعدة وكتائب عبد الله عزام، ولا لاجرام حزب الله والميليشيات الطائفية العراقية بأوامر من ملالي ايران!
فبضاعتهم المذهبية القذرة االتي رفعوا راياتها باسم الحسين على اشلاء السوريين وأنقاض مساجدهم المدمرة في القصير وحمص وبكل بساطة ترتد عليهم وسترتد عليهم بعنف اكثر واكثر ونحن في بداية المشوار.
لا بد هنا من التوقف قليلا للتذكير بأن الملالي هم أول من اسس لهذا الارهاب الدموي المذهبي البغيض والذي اوصلنا الى ما نحن فيه من حرب مذهبية مستعرة من قبل المحور الايراني ضد الشعب السوري وكل الدول العربية.
فمنذ قيام ما يسمى بالثورة الاسلامية في ايران والمنطقة بأكملها تتعرض لحروب وازمات ونزاعات لخلاياهم التجسسية الطويلة الباع والمتغلغلة وبشكل تآمري ومخابراتي خبيث ومقيت النصيب الاكبر فيها. فهم من اشعلوا الحرب ضد العراق ايام صدام. وهم من هدد باحتلال البحرين والكويت وتابع احتلال الجزر الامراتية الثلاث وهم من يحتل اليوم لبنان ويخرب في العراق واليمن وسوريا.
هدفهم تفكيك دولنا العربية واضعافها لتقع فريسة الواحد بعد الاخرى في حضن ملالي الظلام والثأر والحقد والانتقام. وهذا ما حدث للبنان والعراق وسوريا وكاد ان يحدث لليمن. حيث تعاني الدول الاربع وشعوبها من السيطرة الإيرانية الاستعمارية عبر أدواتها الاجرامية، والمعطلة لأي حراك ديمقراطي تحرري حقيقي.
فهم الماضي الدموي المظلم بكل تفاصيله. حيث يعتاشون سنويا من اعادة احياء ذكرى عاشوراء بمظاهرات صاخبة ولطميات دموية استفزازية تحريضية غير بريئة البتة. تعيد فتح جروح الماضي بين المسلمين وتزرع الأحقاد بين الناس وتلهب مشاعرهم وتلعب بعواطفهم الدينية باستعادة ذكرى مآس وآلام عفا عليها الزمن وتسببت بكثير من سفك الدماء بين الأهل والأشقاء.
وتحت شعار تحرير القدس وازالة اسرائيل استطاعت ملالي الظلام ان تجد من يسير معها الى حد الخراب كما فعلت حماس بدعم ايراني أدى الى تشويه القضية الفلسطينية وتحويلها الى قضية معبر من هنا وحصار من هناك. والنتيجة ان ايران واذرعها المسلحة في المنطقة لم تقدم للفلسطينيين الا المؤتمرات الشعبوية بالشعارات الجوفاء والخطابات النارية الخرقاء.
المهم ان ايران هي من أنشأت عبر حرسها الرجعي ميليشيا طائفية مذهبية تعيث فسادا بلبنان تسمى حزب الله. والملالي هم وليس غيرهم اول من أسس لكل الممارسات الارهابية الدموية البربرية البشعة ولما يسمى الاستشهاد اي الانتحار. فمرشدهم خميني هو اول من افتى بثقافة الانتحار ووزع المفاتيح على المنتحرين ليدخلوا الجنة فرحين بلقاء الحور العين.
وهم من أسسوا للتفجيرات الارهابية الأولى في الثمانينات بتفجير السفارات الأمريكية والفرنسية والعراقية في بيروت. وهم من أسس لأعمال الخطف الارهابية في لبنان بخطف الصحفيين الأجانب وابتزاز دولهم ومقايضة تحرير رهائنها في الحصول على صفقات سياسية ومادية.
وهم من أنشأ المتطرفين السنة ايضا لضرب خصومهم في لبنان والمنطقة. فكتائب عبد الله عزام أسسها صالح عبد الله القرعاوي، الذي كان يتخذ من إيران مركزاً له. ولماذا ايران لأنها راعية الارهاب السني والشيعي الدموي المتطرف الى ابعد الحدود. ولا عجب ان يهرب الكثير من جماعة القاعدة بعد سقوط طالبان الى ايران ويجدوا هناك الملاذ الآمن والحضن الدافئ والداعم لاجرامهم.
لقد نسي ملالي الحقد والجهل والثأر وقلة العقل والتكبر والاستكبار، بأن من يلعب في النار المذهبية القذرة سيحرق ليس فقط اصابعه، وانما سيتلظى بلهيبها ويحترق في آتونها. خاصة وانها نار دينية عاطفية حماسية جارفة لا ترحم أحدا وتتخطى الحدود والدول وتسري عند اشتعالها بسرعة كسريان النار في الهشيم.
هم ايقظو الفتنة عن سابق تصور وتخطيط وتصميم واخرجو المارد المذهبي البغيض من قمقمه. ولن يستطيو الى القمقم بسهولة اعادته.
هم لم يتركو من شرورهم احد لا في فلسطين فتدخلوا بها سلبيا وخربوا قضيتها العادلة وقسموها بأموالهم النجسة بين الضفة وغزة، ولا في العراق فتغلغلوا فيه عبر مخابراتهم فسادا وخربوا ديمقراطيته اليافعة وقسموه بين سنة وشيعة، ولا في لبنان فزرعوا فيه جسما ارهابيا بربريا غريبا واغتالو الحريري لانه كان زعيما سنيا وسدا منيعا في وجه مخططاتهم بالسيطرة على لبنان. ولا في سوريا ولا في البحرين ولا في الكويت ولا في الامارات. ولو وجد هؤلاء في كل الدول العربية ادوات تنفذ مشاريعهم على العماء، وعملاء صغار كحسن نصرالله والمالكي وبشار، لكنا اليوم خاضعين لإمبراطورية ظلامية فارسية تمتد من العراق الى موريتانيا.
فمنذ انتصار ثورة الخميني ودولة الملالي تمارس تحت عباءة التقية الفضفاضة حربها الخفية الاجرامية على العالم العربي. على الدول العربية ان تستعد للحرب الكبرى القادمة وعلى مصر ان تستيقظ من غفلتها لما يحدث حولها.
برلين 23. 11. 2013
0 comments:
إرسال تعليق