ما من شك أن النظام السعودي الحاكم بالحديد والنار هو نظام رجعي بائد ، ويتبع الحكم الفردي الديكتاتوري أو الشمولي ، ويمارس ضد شعبه القمع وكبت الحريات وتكميم الأفواه وتغييب العقول والبلطجة بكل صورها وأشكالها المختلفة ، عدا عن اضطهاد المرأة . وهو يقوم بدور مشبوه بدعم قوى وحركات وجماعات الإرهاب التكفيرية الظلامية وتسليحها ودعمها ومدها بالسلاح وبالمال النفطي ، ويقوم بدور الخادم الأمين للولايات المتحدة الأمريكية في الخليج والمنطقة العربية للحفاظ على مصالحها ، ولم يقدم على إشعال نار الحرب على اليمن وشعبها إلا بضوء أخضر أمريكي لأنه لا يملك الصلاحية ، والقرار ليس بيديه .
وفي الحقيقة والواقع ، أن العدوان السعودي المتواصل على اليمن هو عدوان همجي جائر ومدان ، ويمثل انتهاكاً واعتداءً صارخاً على سيادة واستقلال وأمن ووحدة هذا القطر العربي ، وكذلك تدخلاً سافراً في شؤونه الداخلية . وهو غير مبرر، ويفتقد لأي شرعية ولا لمشروعية شعبية ، ولا يستهدف إجهاض الثورة اليمنية التحررية فحسب ، وإنما يستهدف أيضاً ضرب وتصفية قوى وحركات المقاومة والتحرر العربية واغتيال ثقافة المقاومة ، حيث أن الحلف العربي – الخليجي الذي تقوده السعودية وتدعمه لوجستياً ومخابراتياً الدوائر الأمريكية ، يسعى إلى إدامة الهيمنة والسيطرة الاستعمارية الأمريكية في المنطقة ، ومنع الشعوب العربية من التقدم والنهوض والازدهار ، والتخلص من التخلف والتبعية والفقر والحرمان ، وإبقاء الأقطار العربية في أتون ودوامة الصراعات الدينية والطائفية والمذهبية ، فضلاً عن تفكيكها وتجزئتها وتقسيمها واستنزاف قدراتها وطاقاتها وإمكانياتها والسيطرة على ثرواتها الطبيعية وتدمير جيوشها .
لقد تجاهلت السعودية دعوات ونداءات القوى السياسية الفاعلة على الساحة اليمنية بضرورة اللجوء للحوار وإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية ، ولم تكترث لها ، وبدأت بشن حربها العدوانية الظالمة وإطلاق صواريخها وطائراتها ، واقتراف أسوأ جرائم الإبادة والتدمير والرهيب والترويع والتجويع والتشريد بحق شعب اليمن المظلوم لأنه تجرأ وقال "لا للسعودية " .
واتسعت الأهداف العسكرية باتجاه الحرب الشاملة لتدمير الجيش اليمني ومقدرات الدولة اليمنية ، وبهدف فرض الحل السعودي المنحاز لطرف الرئيس هادي منصور ، الذي تقف وراءه ، ويعد من أزلامها .
المخرج الوحيد للازمة اليمنية هو وقف هذه الحرب المدمرة المجنونة وانسحاب القوات الحربية السعودية ، وإيقاف الأعمال العسكرية من جميع الأطراف ، والتوصل لحل سياسي وسلمي برعاية عربية ، يضمن استقرار اليمن ووحدة شعبه وأراضيه ، وحقه في اختيار من يحكمه بإرادته الحرة وخياره الديمقراطي . لتخسأ السعودية ، وليعش اليمن السعيد حراً أبياً .
0 comments:
إرسال تعليق