طالعت بشغف مقالة "قلش طبيعى" في زاوية اقلام زائرة في صحيفة بوابة روز اليوسف، و أنا أعلم في قرارة نفسي ان ما كُتِبَ فيها هو الحقيقة و الواقع، فهنالك ترهل واضح بجودة المنتج الذي يتم عرضه بالسينما المصرية في الأوقات الحالية، فهذه الكلمات التي انتقاها من فلم "مطب صناعي" نتمنى بصدق ان لا نسمعها بأي فلم على الإطلاق مع محبتنا و احترامنا للفنانين الذين شاركوا بهذا الفلم،
لا أدعي أنني شيكسبير قرن الواحد و العشرين...و ما عمري قلت عن قلمي انه من فولاذ او يرمي الرصاص الفتاك حتى...و لكنني تعرضت لظروف قاسية و أنا أعرض هذه المعالجة الدرامية على شركات الإنتاج بالقاهرة، فراسلت الشركات بهذه المعالجة كثيرا منذ ديسمبر من عام 2011 الى عامنا الحالي هذا 2014، و هدفها نبيل جدا و أسطرها تشرح عنه و عن هدفها الذي يرمي لزيادة التوعية من خلال أحداثها عن اهمية الاثار و منع سرقتها...لتزيد من الوعي بضرورة مكافحة ظاهرة سرقة الاثار...فطرقت باب العشرات من شركات الإنتاج الكبرى بالقاهرة لأجد الصمت و عدم المبالاة سيد الموقف...لذلك قررت عرضها على الجمهور لكي يكونوا هم الحكم بامرها، و بإجاز المعالجة الدرامية هي السرد العام لأحداث اي فلم او مسلسل حيث سيبني عليها الكاتب السيناريو و الحوار للعمل الدرامي،
معالجة درامية لمسلسل "مشكلة أمنية" الذي يتالف من ثلاثين حلقة :
معالجة سيناريو شاملة لمسلسل"مشكلة أمنية"
(هذه القصة بكامل مشاهدها و محتوياتها الأدبية من وحي خيال كاتبها و بعض من احداثها مستوحاة من احداث تاريخية فأي تصادف بين شخصياتها و احداثها مع شخصيات و احداث واقعية غير مقصود إطلاقا)
قصة للكاتب الاردني فراس الور
سنة 31 ما قبل الميلاد – مصر خلال حكم كليوبترا :
تبدأ احداث بعض حلقات هذه القِصَة في الماضي لتُمَهِد للمُشاهد عن المُجريات اللاحقة بها التي تجري في ايام مصر اثناء ثورة الخامس و العشرين من كانون الثاني لعام 2011، ففي ايام مصر الفرعونية في ايام كليوبترا (كليوبترا VII التي حَكَمَت المملكة الفرعونية من سنة 69 – 30 قبل الميلاد) تكون مَعارِك المَصالح في أوجها، فثِقَة الشخصيات القيادية في روما تكون معدومة بماركوس أنطونيوس عشيق لكليوبترا، فتُبَيِن لنا احداث الحلقات الأولى التَوَتُر الشديد الذي يشوب انطونيوس مع اوكتافيا النبيلة لأن قَلبُه قد اصبح مُلك كليوبترا عشيقته و كيف ان التوتر و فُتور حُبِه لها يدفعه لإعلان نِيَتَه الطلاق منها، فَيُجَن جُنون اخيها اوكتافيون و يهدده علانية لتبدأ رياح الحرب الأهلية بالهُبوب على المملكة الرومانية العِمْلاقَة، و بعد لقاء انطونيوس و اوكتافيون لمُحاولة الحديث و تهدِئَت الأوضاع حيث يحاول اوكتافيون إقناع انطونيوس بطلاق كليوبترا ليَرْفُض رفض قاطِع و يُعْلِن نيته اقتطاع اجزاء مِنْ الإمبراطورية كوَريث شرعي لهذه الاراضي و توكيلها أمر ولايتها لأولاده من كليوبترا فيُحَمٍلُه اوكتافيون المَسؤلية الكامِلَة لهذا القرار، فيأخُذ انطونيس المُتَيًم بِحُب عشيقَتَه المصرية الجذابة ألوِيَة جيشه الموالية له و سُفُنِه الحَربية و يُعْلِن سُلطانه على مصر مع بعض اجزاء من أسيا و يُسافِر الى المملكة الفرعونية ليَرقُد بجانب عشيقته، و بِجَبَروت غير مسبوق يُطَلٍق زوجته الرومانية و يُعْلِن سُلطانه على بعض من اراضي الامبراطورية الرومانية العِملاقة و يوكل بعضها الى ولاية اولاده الذي قد انجبهم من كليوبترا،
يُجَن جٌنون اوكتافيون عندما يسمع بما فعله انطونيوس و خُصوصا كيف ان بعض من قادة الجيش الروماني قرروا الإنشقاق و تحويل ولائهم الى انطونيوس فيَخاف ان يُضْعِف هذا من قدرات الجيش الروماني الذائِع الصيت و ان تَصِل الاخبار لأعداء الإمبراطورية و يبدأوا بترتيب حَمَلات عسكرية عليها مُدرِكين كم إنشقاق أنطونيوس أضعف الجيش و الدولة الرومانية، فيَعِد العُدة و يُرسِل اكفأ الألوية لقتال جيش انطونيوس، و في هَذِهِ الأثناء نرى المَشاهد الرومانسية بين انطونيوس و كليوبترا و كم نتيجة حُبِهِم لِبَعْض استطاعوا تحدي اقوي امبراطورية تاريخية في عالمهم فبعد ان كانت كليوبترا صديقة البلاط القيصري في السالِف أصبحت عَدُوَتَهُم اللدودة و قد أصبح انطونيوس الخائِن الأول لبلاد الحاكم الروماني و مع مُرور الأيام يَصِل خَبَر الجيش الجرار و السُفُن القِتاليٍة المُتَجِهَة لِمِصر لأنطونيوس و كليوبترا، فيلتقيا بِمَشْهَد حُب مُعَبِر و يتناقشا بالأوضاع الراهنة و يَحْدُث بينهم كلام رومنسي حَنون و لكن يملئه الخوف و الرهبة من الغَضَب القادِم اليهم و حيث تَعِد كليوبترا انطونيوس بأن سُفُنَها و جيشها سيقاتلا جنب الى جنب مع شُجْعان أنطونيوس و إنها سَتَبْقى مُخْلِصَة لِحُبِه عاشَت كَمَلِكة ام ماتت، فيتفقا ان يَثْبُتا معاً في هَذِهِ المِحْنَة و إن خَسِرا النِزال سيدعا حُراسَهِم يأخذا روحهم ليلتقيا بالآخرة عاشقين مدا الدهر، و بعد هذا المَشْهد الحَميم تُقَرِر كليوبترا تَحَسُباْ لأي خَسارة حَفْر لها بعض من الغرف لها تحت الارض كمَدْفَن و مكان لتُخفي بها كُنوزَها الثمينة و فورا يبدا العُمال بِحَفر هَذِهِ الغُرَف و المَدافن و بعد ايام معدودة ينتهي العَمل بهذا المَشروع الكبير بالرُسومات الفرعونية الفنية الجميلة عَن حياة الآخرة و يُدَشًن بوجود الكَهَنة، و بعد بِضْعَة ايام تَصِل الجيوش الرومانية و تَلْتَحِم مع التَكَتُل العَسكري المصري الروماني و تَغلي الارض بِدِماء شُهداء المَعارِك و تَتَزلزل السَماء العتيقة بصيحات فُحولة القتال و البُطولات العَسكرية و لِتَتَعَكًر صَفوَة المياه المصرية و هدؤها بِضَرَبات مجادف السفن الحربية و بِدِماء الجَرْحَة و القتلى الذين سقطوا من على ظهر هذه السُفُن و بعد هذا الأتون المُسْتَعِر و المَشحون للقتال تَرْجَح كَفًة المَعْرَكة لصالح الجيش الروماني الذي زَحَف على الاراضي المصرية، فيَهْرُب انطونيوس مع قائد له مِنْ وَجْه عَدُوِه حيث لا يستطيع ان يَتَخَيًل نفسه و هو بين يداي عَدو لدود حَطًم جيشه و هيبته كقائد روماني، فَيَطْلُب من ساعِدِه الأيمن تخليص نفسه من عار الهزيمة و غَرزْ سيف الرحمة بجسده، فيعارضه القائد و لكن بعد إلحاح شديد مِنْ انطونيوس يُلبي طلبه ثم يَتْبَعُه القائد و يقتل نفسه ليبقيا جثتين هامدتين على مقربة من الخليج الذي حَدَثَة به المعركة و حينما تصل فرقة مطاردة ورائهم يَجِدوهم بِلا حَراك و روح على الارض، و تَصِل الأخبار كليوبترا و تبكي بكاءا مرا على عشيقها و تَهْرُب هي و أولادها الى المَدافِن المُجَهًزَة مِنْ قَبْل و التي تَحتوي على كُل كُنوز الذهب التي بِمَمْلَكَتِها و ليَحْموا كرامَتِهِم كمُلوك تأمر كليوبترا وصيفتها بإحضار أفاعي لتلدغها هي وأولادها و تأمرهم بعد موتِهِم بتحنيط اجسادهم و ليتركوهم بَعْدَها في حُجَر نومِهِم الابدية، فتُنَفِذ الوَصيفة ما أمَرَتْها مَلِكَتُها و يعيش ثلاثة كهنة بِهَذِهِ المَدافِن مُدَة التَحنيط و يَدْفِنوهُم حَسَب الأصول الفرعونية و يتلوا الرُموز السِحرية على باب القَبْر مِنْ الداخل ليَضِل كُل مَنْ يَبْحَث عَنْ المَلِكة و الكُنوز المِصرية و لكن ليموتوا بعدها من سوء التَهوِئَة و قِلًة الطَعام إذ يخافوا من الظُهور بين عامَة الناس مِنْ الجُند الرومانين حيث أنهم شديدي البَئْس بحثاً عَنْ كليوبترا و يَسْتَجوِبوا الأسرى و الموقوفين المصريين بخشونة فيعرفوا الجنود عن المَدافِن مِنْ ما يتداوَلُه عامًة الناس و لكن لا ينجحوا بِمَعْرِفَة مَوْقِع المَدافِن لأن العُمال الذين اشتغلوا بالغُرَف فروا الى البلاد المُجاوِرَة للمَمْلَكة الفرعونية فَمَع مُرور الزَمَن يَنْتَشِر خَبَر هَذِهِ المَدافِن و الكُنوز الخَفية في داخِل مصر و خارجها و تَتَوارَثُها الأجيال من جيل الى جيل، و لكن لا ينجح بِرَسْم خارِطَة للقُبُور إلا اشخاص إثنين مِنْ الكَهَنَة حيث يَرسُموا خارِطَة للمَوْقِع على وَرَق البَرْدي و يَقْسِموها الى جزئين فيحتفظا بكل جزء من الجزئين بقبرهم وقت وفاتهم.
الخامس عشر من كانون الثاني عام 2011 :
تمضي الايام و تدخُل الحَضارَة الفرعونية السُكون لِمُدَة ألفي عام لتَبْقى اثارَها الشامِخَة صامِدة في غُضون هذا الدَهْر القَهًار برياحِه و عواصِفِه العاتية لتنجو بنجاح و تُخْبِر عَنْ امجاد صانيعيها، و اسْتَكْشَفَ هَذِهِ الحَضارَة بِنَجاح إنسان قَرْن العِشرين و الواحِد و العِشرين و فَكً رُموز لُغَتِها و فَتَح قُبور موتاها الراقدين بسلام ليَتَعَرًف على مُعْتَقَداتِهِم الدينية و قرأ لُغَتِهِم الهيروغليفية المَرْسومة على جُدران المَعابِد و القُصور و الأبنية الشامِخَة لِتَتَكَلًم حَضارة الفارعنة معنا، و مَعْ هَذِهِ المُكْتَشَفات تُعَرِفُنا الرِوايَة قَبْل ثورة الخامِس و العشرين من كانون الثاني ببضعة ايام بجاكلين ساويرس مُديرَة المُتْحَف العام بالقاهرة و الذي يقع بالقرب من ميدان التحرير، و تكون إمرأة بالخامِسَة و الخَمسين مِنْ العُمْر ذات خِبْرَة و اسعة بِعُلوم الأثار المِصرية و الإدارة و تكون جَميلة حَسْناء الطَلًة و جَذًابَة و ذات شَخْصية إجتماعية و لَكِن قَوِيَة و حازِمَة فالمُتْحَف يُدار بِكُل كفائة و إنضباط كما يَسْتَقْبِل المأت مِنْ الزُوًار يوميا و الوفود السياحية في مواسِم السياحة و الشَخصيات المَرْموقة و ضيوف الدَوْلة مِنْ سياسيين و مُسْتَثمِرين الذين يريدوا التَعَرُف على تاريخ البَلَد القديم و مُشاهَدَة الأثار النادِرَة و النفيسة فكانَت تَحْتَك جاكلين بِطَيف واسِع مِنْ المُجْتَمَع المَحلي و العالمي لِذَلِك كانت شَخْصية مَعْروفَة و تَسْتَضيفَها القنوات الفضائية من وَقْت لآخر عندما تُسَلِط الضوء على المُكتَشَفات الأثرية النادِرَة، و تعيش جاكلين مع زوجها سليمان غبور رجل الاعمال المِصري المَعْروف و مالِك مجموعة إستيراد و تصدير كبيرة إسمها غبور جروب التجارية، و يكونان بِسَعادَة تامة بالرُغْم مِنْ عَدَم وجود اولاد بينهم و يتمتعا بِعِلاقَة مليئة بالحُب و الحَنان و الهُدوء، و تكون جاكلين في هذه الفَتْرَة بِصَدَد عَمَل ترتيبات داخل المَتْحَف لإستقبال مجموعة مِنْ الأثار مِنْ قَبْر تم اكتشافه جديدا في وادي المُلوك و مُنهمكة بإختيار مواقِعَها داخل خَزائِن عَرْض المَتْحَف قَبْل وصولها و لتَضُمًها عَنْ قريب الى المجموعة الثمينة القائمة ضِمْن جُدران هذا الصرح الكبير.
و تَكْشِف احداث المُسَلسَل النِقاب عَنْ عصابة كبيرة يرأسها شخصيتان كبيرتان بعالم الإجرام هما عبد الجبار ايوب و روماني بحار، فيكونان بواقِعِهِم رجال اعمال كبار و لكن تكون شركاتهم بالواقع سِتار لمرابِحِهِم التي يجنوها من وَراء تِجارَة المُخَدًرات و تهريب الأثار الى خارج مصر، فعبدالجبار يرعى تجارة مُخَدَرًات نشيطة مِنْ قُبْرُص الى مصر عبر خطوط البواخر التي يمتلكها و هي بإسم البِحار الهادِئَة للنقل و الشَحن و كذلك الحال مع روماني فيرعى مَصانِع تصنيع مواد غِذائية و بالخِفية شَبَكة تهريب اثار الى اوروبا عَبْر نفس خط البواخر، و يمتلكان حسابات مالية خيالية في البُنوك السويسرية و هما بالواقع إمتداد لعِصابَة كبيرة في اوروبا تُعْطيهِم التَسهيلات لِشِراء المُخَدَرًات و تَشْتَري ما يُهَربون مِنْ اثار مصرية فالمُخَدَرًات مِنْ قِبَل اصدقائهم في بلاد امريكا الجنوبية و الأثار تذهب الى تُجَار السوق السوداء في بريطانيا و أسيا، و تَدْخُل المٌخَدَرًات البِلاد عن طريق شُحنات المواد الغِذائية فالمُخَدَرًات تكون موجودة بأكياس سُكَر حَلَل مِنْ وَزْن خَمسين كيلو غرام على مَتْن سُفُن الخَط الذي يَمْتَلِكُه عبدالجبار و مَعْ كُل شُحْنَة تَدْخُل مصر يسْتَلِم عبدالجبار مائة كيلو كوكايين مِنْ النَخب الأول و عندما تُغادِر الباخِرة يكون على مَتنِها قِطْعَة اثار نفيسة تُساوي الملايين بالسوق السوداء.
و في خِضَم هَذِهِ المُجريات يكون العَميد عادل فهيم مُدير مَكْتَب مُكافَحَة المُخَدَرًات في الداخلية حيث تَصِله مِنْ حين لآخر إخباريات عَنْ هذه الشَبَكَة و لكن ليغدو غير قادر على ضَبْط الدليل عليهم لأن اعوانهم حريصون كل الحِرْص على بيع هذه المواد بالخِفية و ظلام الليل، فالطريقة التي تُوَزًع عن طريقها المَمْنوعات بالحارات الموبوؤة عن طريق عصابات خَطِرة جداً لها القُدْرة على ذَبح حتى عناصِر الشُرطَة فلِذَلِك تَتَحَرًك الشُرطَة داخل هَذِهِ الأحياء بِمَجْموعات لتحمي بعضها البعض و لذلك تَهْرُب المجموعات التي تُهَرِب الممنوعات و تختبئ بكل يسر من امامها، و في هذه الاثناء تَكْشِف لنا احداث القِصَة عَنْ نية عادل فهيم زَرْع عميل له في حي الباطنية ليراقب الوضع من الداخل و يقع اختياره على ضابط ذو كفائة عالية مِنْ أحسن رجاله لهذه المِهْنَة فيَتَشَجًع عادِل و يستأجر له غُرْفَة متواضِعَة داخل الحي بكل سلاسة و يتَخَفى العميل بِشَخْصية صبي مسكين و يَجِد عَمَل في الصباح بِقَهوة شعبية بهذا الحي القديم المليئ بالمشاكل و مع مرور الايام ينجح بِكَسْب ثِقَة عَدَد كبير من أهل الحي فيَتَعَرَف على الناس الغلابة الذين هم كما يُسَموهم بِحالِهِم يذهبون الى العَمل كُل يوم بسلام و يعودوا بسلام الي ذويهم كما يَتَعَرًف على العائلات الموبؤة بمشاكل الإدمان و همومها.
و في هذه الاثناء تتلقى جاكلين و زوجها سليمان عزومة لأمسية بتاريخ الرابِع و العشرين مِنْ كانون الاول بمناسبة عيد ميلاد نادية زوجة صديق العائلة رؤوف رستم و يكون رؤوف مِنْ اصحاب الذوات في القاهرة و له قَصْر كبير في جاردن سيتي، و في ظهيرة يوم العُزومَة تَحْدُث المفاجئة مع جاكلين ساويرس إذ تستلم القِطَع الجديدة النادِرَة و تُحْسِن عرضهم بطريقة جميلة داخل خزائن المَتْحَف و بصورة ذكية تَكْتَشِف شيئ جديد و الذي لم يستطيع اي عالم اكتشافه في مصر، فَعِنْد انهِماكِها مع مجموعة مُهِمَة جدا امريكية كانَت بِصَدَد زيارة المَتحَف حيث رافقتهم بين أروقة المعروضات و شَرَحَت لَهُم عن بعض مِنْ اعروضات الفخارية و الأثرية التي كانت بقبر وزير من وزراء البلاط الفرعوني ايام كليوبترا و من ضِمْن المُكتَشَفات كانت هُنالِك نِصْف خارِطَة مكتوبة على ورق البردي تروي تفاصيلها عن موقع معين لم يستطيعوا العُلَماء فَهْمُه بِسَبَب عَدَم وجود النِصف الآخر و قامَت بالتجوال مَعَهُم في ارجاء المَتحَف حيث قامت بالشَرح لهم عن الاثار المعروضة و عن طرق التحنيط بالنسبة للجُثَث الفرعونية المعروضة و احسنت الحديث عن السلالات الفرعونية المُختَلِفَة التي تنتمي الاثار المعروضة لها حيث نالت الجولة على استحسان المَجموعَة و غادروا المَتحَف و الابتسامات مرسومة على وجوهِهِم، وبعد جولتها مع المجموعة وَقَفَت على المَدْخَل لبُرْهَة مِنْ الزمان و التَوَتُر يُخَيٍم عليها فسألت نَفْسَها إذا كان الإحتمال الذي تُفَكِر به مُمْكِن ام لا، تسارَعَت دقات قلبها مِنْ التوتر و السرور و هَرَعَت الى الرُكْن الذي يحتوي على نِصف وَرَقَة البردي التي شَرَحَت عنها للتو للمجموعة و نظرت اليها، كانوا الضيوف يَتَجولوا مِنْ حولها بسَلام و أمان و لكِن كانت جاكلين بعالم آخر و بعد ان تأملت النِصْف المعروض ذَهَبَت الى رُكن آخر و نَظَرَت الى النِصف الخارِطَة الثاني المَصنوع مِنْ وَرَق البردي ايضا و تتفاجئ ان المَعلومات الواردة عن هذين الوَرَقتين مُتَشابِهَة تماما إذ أكَدَ اختبارات الكاربون 14 (carbon 14 dating tests) انهم يعودوا الى القَرن الأول ما قَبْل الميلاد و قد إكتُشِفَتا الوَرَقتين في قُبورٍ لِنُبَلاء في هذا العَصْر الذي حَكَمَت بِهِ كليوبترا عَشيقة انطونيوس الروماني، فتقرر ان لها مِنْ الخِبْرَة ما يَكْفي لِفَتْح الخَزائِن و مطابقة الخارِطَتين بِمَكْتَبِها، فَتَمْضي بِقَرارها و تَصْعَد بالنِصفين الى مَكتَبِها بعيد عن نَظْر مُساعيديها الاثنين في المَتحَف الذين كانوا مُنْهَمكين مع ضيوف المَتحَف، و تَجْلِس على مكتبها بِكُل صَبْر وتَلْتَقِط النِصفين و يَلْهَث لسانَها من مفاجاة إكتمال الخريطة امامها...خريطَة عُمْرَها بِحُدود ألفي عام تروي باللغة المَصرية الهيروغليفية القديمة موقع تُسَميه كُنوز كليوبترا القديمة و تُخْبِر الخريطَة بوجود غُرَف ملعونة مليئة بالعَقَبات و اللعنات تتقدم المَدْفَن الذي تَرْقُد بِهِ بسلام كليوبترا و اولادها الثلاثة الذين هُم اولاد انطونيوس و بعد القَبْر غُرفَة الكَنز الكبير الذي يحتوي على كُنوز تَسْتَطيع إعادة الإمبراطورية الفرعونية الى مَجْدها مِنْ كثرتها.
تَضَع جاكلين الخارِطَة بِغِلاف يَحْفَظها مِنْ التَلَف و تَحْتَفِظ بها في خَزْنَة مَكْتَبِها ثُم تَذْهَب الى مَنْزِل الذي تَسْكُن بِهِ و تُخْبِر زوجها بِهذا المُكْتَشَف الباهِر، فيُثني عليه و يُحَيِها و يُشْجَعِها على إبلاغ وزير الاثار المصري بهذا المُكْتَشَف المُذْهِل، و يذهبا لِحَفل عيد الميلاد ليَحْتفلا مع بيت آلرستم و يجدوا لفيف مِنْ الاصدقاء و وُجَهاء البَلَد في الإحتفال مِنْ رجال اعمال و سياسيين و فنانين و يكون الاحتفال في صالات القَصْر البَرِحَة حيث إسْتَقْبَلَهُم اهل الإحتفال بالاحْضان و القُبَل و حيث احاطَت بِهِم ضَحِكات الضيوف الذين يَقْضون اوقات مُمْتِعَة و الوجوه المُبْتَسِمَة و عَبَقَت بِهِم روائح العُطور الثَمينَة المَمْزوجَة مع رائحة الكُحول الحادة التي كانت تفوح مِنْ صواني الضيافة بيد المُضيفين و كان وَميض الجواهِر المُبْهِرَة يملئ المكان مِنْ حولَهُم و هُم يبحثون عَن اية وجوه مالوفة لديهم ليَنْسَجموا في اجواء الإحتفال، و سُرعان ما وجدوا بَعْض مِنْ الأصدقاء فانْخَرَطا بأجواء الإحتفالات بِيُسْر و في خِلال الاحتفال الذي تَخَلله الاغاني الصاخِبَة و الرَقْص تعرفوا على روماني بحار و عبد الجبار ايوب فَقَدَمَهُم اصحاب الاحتفال بِصِفَتِهِم المِهنية كأصحاب خُطوط بواخِر و اعمال تُجارية و يبدأ حوار وُدي دبلوماسي مُتَنوع بينهم عن الاوضاع العامة في مصر و السياسية التي تَشوبُها التَوَتُر في هَذِهِ الفَتْرَة و يَتَطَرًقوا لمواضيع بعض مِنْ المُكتشَفات الأثرية فَتَتَذَكًر اكتشافها في المَتحَف و تُحَدِث الجَمْع عَنْهُ بِكُل إفتِخار لِتَلْهَث الألسن مِنْ حولها بِعِبارات الإعجاب...و لكن لتكسب انتباه المافيا الخَفية التي تَسْمَعها، و بعد منتصف الليل بساعتين ينتهي الإحتفال ولكن لتَصْطَبِح القاهرة بالأوضاع المتوترة و يُعانِق ميدان التحرير الإعتِصامات الجَبًارة التي تُزَلزِل كيان القيادة العُليا للبِلاد و تَشُل الحياة السياسية بالكامِل لجُمهورية مصر العربية، فيُسَيْطِر الذُعْر على بيت جاكلين و سليمان فالمَتحَف يَضُم قِطَع اثرية نفيسة و يُحاوِل سليمان تَهْدِئَة زوجته و لكن ولائها الوَطني لبِلادِها يَدْفَعْها للإنطلاق في الخامِس و العشرين من كانون الأول بِكُل جُنون و دُموع الخوف بِعينيها لتَخْتَرِق الشوارِع المؤدية للميدان حيث تَصْطَدِم بالجُموع الغاضِبة الهاتفة بعبارات الغَضَب و إرادات التغيير و رُغْم عَدَم مَقْدِرت سياراتها اختراق شوارِع الميدان إلا انها تَتَرَجًل و تسير بِسُرْعَة بين الجُموع الغَفيرة غير مُفَكِرة بشيئ سوى هذا الصَرْح الثقافي الكبير الذي يُعَد واجهة مِنْ واجهات جُمهوريتها العَريقة، فَتَصِل اليه لِتَجِد الحُراس موجودين فتَسْتَريح قليلا و تَدْخُلُه و لَكِن لتُغْلِق ابوابه مِنْ ورائها و تَتْجَه الى مكتبها و تَجْلِس على كُرسيه لبعض الوقت خائفة مُتَحَيِرَة مِنْ رياح التغير التي تَعْصِف بِرُبوع بلادها، و بعد مضي ساعة مِنْ الزَمَن يَنْسَحِب الأمن من امام مداخله لِتَبْقى المُؤَسًسَة مِنْ دون حِراسة و حِماية.
بعد مضي ساعة مِنْ الوَقْت يَصِل إليها زوجُها و يوَبِخها على تَسَرُعِها و خروجها المُتَعَسِف بهذه الاجواء فتقول له بحزم أن الخوف دفعها لإرتكاب ما إرتَكَبَتْه فيقول لها ان هذا صرح كبير و تقع مسؤلية حِراسَتِه على الجيش و الامن و ليس عليها فتَقول لَهُ انها سَتَحيا و ستَموت و هي تدافع عن إرث بلادها العَريق و تقوم بالإتصال بوزير الاثار المَصري و إخباره ان المَتْحَف يغير حِراسة فيَعِدْها بالتَصَرُف بالرغم مِنْ هَذِهِ الأجواء المَشْحونَة، و بعد هذا بِخَمْسَة دقائق تبدأ الشَمْس بالغياب و ليُخَيٍم سواد الليل علي الدنيا مِنْ حولهم و شوراع الميدان تَغْلي غَضَبا على القادة السياسية و فجاة تَسْمَع اصوات كَسْر بأرجاء المَتْحَف فيَهِم زوجها بالخروج مِنْ المَكتب لتَمْنَعه جاكلين مِنْ الخُروج مِنْ شِدَة الخوف عليه و لكنه ينهاها عن مَنْعِه ليقول لها انه رأى من موقفها بالقدوم الى المتحف مُحاولَة نبيلة و شُجاعَة لحراسَة شؤون هذا الصًرْح الراقي و عيب عليه كرَجُل ان تكون زوجته شُجاعَة أكثر مِنْهُ فيَمْنَع زوجته مِنْ الخُروج ورائه و يأخذ مُسَدًسُه و يمضي بإتجاه الضوضاء فتعلو صيحات سليمان زوجها مع قوم من الناس و تُدَوِي بأروقة المَتْحَف أصوات عيارات نارية تَتْبَعَها اصوات عيارات رشاشات فَتَصْرُخ جاكلين مِنْ الخوف و تُنادي زوجها ليُجاوِبها صوته و هو يصرخ من الألم و يأتيها زاحفاً على الارض و بذلته مُلَطَخة بالدِماء، فَتَرْكُض اليه ليَدْخُل مِنْ الباب ثلاثة رِجال مُدَججين بالسِلاح مع رَجُل رابِع لئيم التعابير، فيَسألها عن الخرائط التي تَكَلًمَت عَنْهُم بالاحتفال بالامس فَتَرْكَع بجانب زوجها النازِف و تَصْرُخ بِوُجوهِهِم سائلة عن هويته فيلتقطها مِنْ ذراعيها عن الارض و يَصفَعْها صَفْعَة حادة على وجهها لتصرخ من الآلم و يُكَرِر أمره لها، فَتَرْفُض التَجاوب مَعَهُ فَيَصْفَعْها عدة صفَعات حادة لِتَرْضَخ لإرادَتِه و تَفْتَح الخَزْنَة و تُعْطيه الخارِطَة، يُطْلِق الرجال عيارات نارية على زوجُها ليَقْتُل امام اعيُنْها و يُصَوِب احَدَهُم المُسَدَس عليها ليَصْرُخ الرَجُل صاحِب النَظَرات اللئيمة بأن مَقْتَلَها لن يجدي نفعاً، فيَتْرُكوها تَتَألم مِنْ الضَرْب المُبْرِح فَتَتْجَهِ صوب زوجها صارِخَة مِنْ شِدَة الخوف عليه لِتَجِدْه يَنْزِف بِشِدًة و لَكِن يَتَنَفًس بِصُعوبَة، فتَرْكُض الى الشارِع صارِخَة و طالِبَة النَجْدَة فيُجاوبها جَمْع بِهِ طبيب عام كانوا مارين بإتجاه الإعتِصام فتَصْرُخ الى الجَمْع بأن زوجها يَحْتَضِر فيَرْكُض الطبيب الى المَتحَف فتَلْحَقُه و يعاين زوجها و لكن ليكتشف انه يلتَقِط انفاسَهُ الأخيرة فيَنْظُر سليمان الى زوجَتُه و الدكتور يَفْتَح حقيبَتُه ليُخْرِج ادوات الإسعافات الأولية ليوقِف نزيف الجُروح و قال بصوت ضعيف مُنْهَك - حمى الله مصر من اعدائها و اثارها يجب ان تبقى أرث مُشَرِف يُزيِن متاحفها - ثم يُسْلِم الروح، إمتَلَئَت أروِقَة المَتحَف مِنْ بُكاء جاكلين على زوجها حُزنا على فراقه للحياة فإبتعد عَنْهُم الطبيب ليُبَلِغ مستشفى قريب مِنْهُم عن حالة الوفاة التي حدثت منذ قليل.
في السادس و العشرين مِنْ كانون الاول تُشيِع جاكلين جُثْمان زوجها في الكنيسة وَسَط حَشْد مِنْ الاقارب و الاصدقاء و اجواء حُزن خانِقَة لم تَختَبِرها مِنْ قَبَل فكان سليمان غبور خير رفيق لها بعد مَسيرَة زوجية دامت خمس و عشرين عاما تَخَللتها لحظات السعادة و الهناء و السرور و الفرح المُسْتَمِر، و بعد صلاة الجناز وَدًعَتْهُ مِنْ الكنيسة الى مثواه الأخير بِبُكاء مرير حيث حَمَلَهُ اقارِبَهُ الى المدافن العائلية فحَوطها الاقارب و الاصدقاء بِهَذِهِ اللحظات الصَعْبَة و توجهوا بها الى المنزل حيث باشرت بِتَجْهيز ترتيبات العَزاء لزوجِها، و مضت بحياة جاكلين أطول ثلاثة ايام شَهِدَتْها على الإطلاق و سُرعان ما مَكَثَت بمُفْرَدِها ببيتها تبكي تارة على ما قَتَلَتْهُ ايادي الإجرام الحقيرة بحق زوجها الذي حاول حماية المَتحَف المصري و تُوفي اثناء تأدية واجب وطني مُقَدًس و تارة تُتابِع اخبار الإعتصمات وسط حالة من الضياع و تَرَقُب للمستقبل المجهول و بكت حينما تم احراق المَتْحَف و سَرِقَة مُحتواه فَشَعَرَت ان قَلْبَها قد سُرِقَ منها فكانت تعلم كم الاثار التي تُسْرَق مِنْ داخله نفيسة و لا تُعَوًض،
و في هَذِهِ الاثناء افادت المعلومات التي جَمَعَها العَميل السري العميد عادل فهيم ان مافيات عملاقة وراء المُخدَرات التي تَنْتَشِر في العديد من المناطق المصرية و بالذات منطقة الباطنية و لاحظ عادِل ان هذه الشُحنات تَنْتَشِر بعد قدوم شُحنات البحار الهادئة بفترة اسبوعين فيكون على وَشَك إستِصدار مُذَكًرة تفتيش بحق هذه الشُحنات التي ترسي في ميناء بور سعيد مرتين في الشَهر كما نَجَح باخذ أفادت شاهِد عيان تَعَرًف على أحد الاشخاص الذي يَجلِب له المَخدَرات للتعاطي و هو سيد فتحي و قد تَحَرًى عَنْهُ ليَجِدْهُ مُقَرَب مِن جَماعَة تَعْمَل عِنْد عبد الجبار بِشَرِكَتِه فاستَصْدَر مُذَكِرة توقيف بِحَق سيد فتحي و لكن لينجح سيد بإخفاء نَفْسُه بِنَجاح عن عيون الشرطة و لكن الشيئ الذي بقي خفي عنه لبضعة ايام هو ان عبد الجبار شعر بِتَحَرُكات الشرطة و تفاجئ عادل بمحاولة إغتيال عندما صَعِد بسيارته امام منزله في الصباح الباكر في يوم قبل الثورة فمَرًت سيارة مُسرِعة بجانبه و قام الذين يستقلوها بإطلاق العيارات النارية و لكن ليتفاجئوا بجرئة لم يتوقعوها و أطلاق نار من قبل عادل بالمقابل فهربوا مُسرِعين بعيدا عن المكان، و بالرغم من التَقَدُم بالتحريات قَطَعَت الإعتصامات في ميدان التحرير عَمَل التحقيقات الجارية و عَمَل الشُرْطَة و أي إجراء بِحَق هَذِهِ المافيات التي كان يُطارِدها و عندما هجموا الحُشود الغاضبة على مراكز الشرطة و وزارة الداخلية ضَعُفَت إمكانياته و أصْبَحَ بغير نفوذ ليُكْمِل عمله و يمسك بالذي حاول قتله.
تمضي عَشَرَة ايام ثانية تَشْعُر جاكلين خلالهم بِغَضَب و قهر شديد و رَغْبَة بمعرفة من قتل زوجها و مِنْ شدة الألم التي تَشْهَدُه تُصاب بأرق دائم يَمْنَعُها مِنْ النوم في الليل، فَتُقَرِر الذهاب الى مكتبها بالمَتحَف لعلها تتذكر او تجد دليل يدلها على هوية مَنْ سَرَق و قتل زوجها و لأنها لم تَدْخُل المَكان مُنْذ زَمَن بِسَبَب ظُروف وفاة زوجها و حيث انه تَمْ توكيل إدارَتَه الى نائبها تَتًصِل بصديقتها لتذهب معها لأنها لا تشعر بالراحة بالذهاب لوحدها و لكنها تَعْتَذِر منها بسبب إرتباط مع زوجها، فتخبرها انها تريد الذهاب وحدها و بالرغم من معارضة صديقتها إلا ان الضَغْط الشَديد الذي تَشْعُر بِهِ جاكلين يَدْفَعها الى النُزول بالشارِع للمُضي بقرارها فتسير بسيارتها في وقت بعد الظهيرة و تَنْطَلِق مِنْ بيتها بالزَمالِك لِجِهَة ميدان التحرير و من خلال كبري 15 مايو الى شارع كرنيش النيل و لكن تكون بالحقيقة شاردة الذِهْن فيديها تُحَرِك المِقوَد مِنْ دون تركيز و بَعْد وَقْت مِنْ القيادة تَكْتَشِف انها بِمِنْطَقَة السيدة زينب في وَسَط شوارِعها و ابنيتها العتيقة فتتوقف مُسْتَغرِبَة من الذي فعلته، و عند جامِع قديم و مع صيحات آذان المَغْرِب تُدير سيارتها للرجوع بإرتباك شديد و تنجح بِضَرْب رَجُل كان يريد الدُخول الى الجامِع، يَقَع الرجل على الارض مُتألِم بعض الشيئ و يَتَجَمًع الناس مِنْ حولها و تَخْرُج جاكلين مِنْ السيارة لتَطمَئِن على صِحَة الرَجُل فيقِف و تَتْضِح انها كَدَمَة بسيطة جدا حيث كانت تستدير بالشارع ببطئ، فيُطَمْئِنها و يقول لها ان تسير بدربها و لكن تصر ان توصله الى مشفى للإطمئنان عليه، فتأخُذَهُ بسيارتها و في الطريق تَتَعَرًف عليه انه العميد عادل فهمي من الشرطة فتُصْعَق لِهَذِهِ المعلومة و تَشْكُرُه على نُبْل أخلاقِهِ مَعَها و بِما أنًهُ رَفَضَ تقديم بلاغ رسمي بالحادِث، فيَحْدُث بينهم تعارف حَسَن و يُعطيها كَرْت العَمَل الخاص بِهِ و ارقام تلفوناته و يَطْلُب مِنْها ان لا تتأخر بالإتصال بِهِ إذا احتاجَت لِذَلِك و بَعْد الفَحْص الطبي تَتْطَمِئن جاكلين على عادل و تُصِر على ايصاله الى بيته حيث تَكْتَشِف انه يَسْكُن على بعد شارعين مِنْ مَنْزِلها في الزمالِك و لأجل الصُدفة كان في حي السيدة زينب يزور بعض من اقاربِهِ للإطمئنان عليهم في هذه الظروف الصعبة التي تمر ببلادهم.
في هذه الاثناء يكونان البحار و أيوب في غاية السعادة فإكتمال عناصر الخريطة أسْعَدَهُم كثيرا فيَجْتَمِعا في مَنْزِل ايوب لِبَحْث تفاصيل الخريطة و كيف سيُنَقِبون عن هَذِهِ الاثار المَدفونة مُنْذ ألفي عام تَحْت الارض و بما ان جِهاز الشُرطة في وضع ضعيف نتيجة الثورة و الجيش مَشْغول بِضَبط الاحياء و المُحافظات في مصر فيرون فُرْصَة سانِحَة للهو قليلا و التنقيب عن كنزهم، و تكون الخريطة بدائية و كبيرة بِحَجِم ثلاثة اضعاف راحة اليد و مكتوب عليها علامات تَدُل على مُدُن رئيسية و لكن تكون اللغة غير مفهومة، و يكون حاضر بالإجتماع ذراع ايوب الايمن حَسَنين الذي قَتَل سليمان زوج جاكلين فَعِنْدَما لا يفلحا ايوب و البحار بِفَك رُموز الاحرُف يَقْتَرِح عليهم خطف جاكلين و إرغامْها على ترجمة الرُموز، فيَصْرُخ بِوَجْه ايوب و يقول لماذا لم يَقْتُلها مع زوجها، فقال له انه لم يرى فائدة من قتلها فيَصْرُخ عليه و يُوَبِخُه بِقَسْوَة على تقصيره و يُصِر على ضرورة خطفها و احضارها الى بيته لئلا تُبَلِغ عناصر الجيش عن ملامح وجهه و يُصْبِح حسنين مطارد مِنْ الجيش، فينطلق حسنين بصوب بيت جاكلين و يراقبه لفترة من بعيد ليجد سيارتها موجودة داخل كراج الفيلا و لا وجود لأي حراس او بوابين و الفلا في حال سكون و بعض غرفها مضأة و الوضع هادئ تماما، فيتسلل الى الفيلا و يسير ببطئ في الحديقة ليسمع اصوات نباح كلاب على مسافة منه، فلا يكترث لها لأنها بعيدة و لكن عندما يتجه الى صوب المدخل تقوى اصوات الكلاب و يسمع حراك ببيت الحارس القريب منه و تنطلق نحوه ثلاثة كلاب فيندم انه لم يتنبه لهذا الأمر و يحاول الركض لينقض احد الكلاب عليه و يعضه من يده فيصرخ من الوجع، و تخرج جاكلين من الفيلا صارخة الى عثمان الذي يكون مُنْهَمِك بطلب عناصر الجيش الامينة للمُساعدة، فينجح حسنين بطلب المساعدة و يحاول أبعاد الكلب عن حسنين ليستفهم مِنْهُ عن سبب اقتحامه للفيلا فترتبك جاكلين و تطلب عادل على الهاتف، و خلال دقيقتين يصل عادل و يجد حسنين ينزف من عراكه مع الكلب و يستجوبه بخشونة لينطق بإسماء ايوب و البحار ثم يسلم الروح.
تأتي العناصر الطبية للجيش و تأخد إفادة البواب و العميد عادل و جاكلين و تضع حراسة على فيلا جاكلين بطلب من العميد عادل فتخبر جاكلين عادل بكل ما جرى لها و كيف قُتِل زوجها بالمتحف و عن سَرِقَة الخارطة، فيقول لها ان بينه و بين هذه الجماعة ثار قديم إذ حاولوا اغتياله فيجمعهم هدف واحد هو جمع الأدلة التي سَتُقْنِع جهاز الجيش بضرورة القبض على هذه العصابة، و لا يتنبه اللواء الذي وضع الحراسة ان هذه العصابة بِنيًتِها تحطيم كل المُعَوِقات في دربها بُغْيَة الوصول الى هدفها و يجتمع معه عادل في نفس الليلة و يطلب منه السعي وراء القبض على هذه العِصابَة و لكنه يقول انه بحاجة لأدلة ملموسة للقبض على البحار و ايوب فهذه الشخصيات لها نفوذ بالبلاد و لا يستطيع اقتحام قُصورها لمُجَرًد الشَك بأنهم وراء تجارة المخدرات و سرقة الاثار و لكنه سيضع مراقبة على تحركاتهم من باب الإحتياط، فيترك عادل مكتب اللواء بِحُزن شديد و يَتًجِه الى فيلا جاكلين و يقول لها انه لم يَفْلَح بإقناع اللواء بإلقاء القبض على العصابة و يقول لها عن نِيًتِه بمطاردتهم شخصيا و تخليص المجتمع من شَرِهِم و تقديمهم للعدالى بيديه، فتُحاول اقناعه بالعُدول عن رأيه فيقول لها انهم لن يتركوها بسلام و من الواضح ان بِنيًتِهِم سَرِقَة اثار و تهريبها الى خارج البلاد، فيسألها إذا كانت تَذْكُر أيًة معلومات عن موقع دَفْن الكُنوز فيستطيعوا التنقيب عن هذه الكنوز و محاولة الوصول اليها قبل هذه العصابة و إذا كانت هذه الكنوز موجودة بالفعل سيُبَلًغوا الجيش بذلك، فتقول له انها تَتَذًكر الخارِطة بالكامل و تُصِر جاكلين على القدوم مَعَه بالرغم من عدم ترحيبه بهذه الفكرة إلا ان اصرارها يدفعه للقبول.
يستشيط عبدالجبار غضبا عندما يعلم بوفاة ساعده الايمن و ينجح بالضغط على عالم اثار مصري ثاني و يقوم بقرأت الخارطة له ثم يتخلصوا منه و يقتولوه، و يشد الرحال مع ايوب نحو مدينة ابوسير البحرية جنوب غرب اسكندرية و بالمقابل كذلك عادل و جاكلين فيشدوا الرحال نحو الاسكندرية حيث ستحدث آخر صراع على كنوز كليوبترا،
بعد سفر طويل يصل عادل و جاكلين الى ابوسير و يَنْجَحوا بالإتفاق مع مجموعة من العُمال ليبدأوا عمليات الحَفر في اثناء ليل اليوم التالي، فيزور عادل و جاكلين المكان الذي تَدُل عليه الخارطة و يكتشفوا ان المكان فعليا يشير الى معبد إزيس المعبد الذي تم تدميره و بنيا فوق انقاضه كنيسة في القرن الرابع الميلادي، فتسير جاكلين الى داخل المعبد و تقف عند نقطة بأحد زوايا سور من اسواره المُهَدًمة و تقول انه كانت هنالك إشارة موضوعة عند هذا المكان، فيُسَر عادل و يقول لها انهم في الغد سيحفروا في هذه المنطقة و في الليلة التالية في الظلام الدامس و المعبد مهجور تماما من الجنس البشري و المدينة التي تقع بجانبهم في سكون النوم يحضروا العمال بكل هدوء و تبدأ عمليات الحفر بحذر شديد فالهدف هو عمل سلسلة من الحفر بالعُمْق المطلوب و لكن بِكُل حَذَر خوفا على الجدران من السقوط، و يستغرب جاكلين و عادل من عدم ظهور البحار و ايوب في هذه المنطقة بالرغم من امتلاكهم للخريطة و لكن يصلوا الى نتيجة انهم ربما لم يستطيعوا قرأت اللغة الهيروغليفية للخارطة او ربما ذهبوا للحفر بالمكان الخاطئ، و يصادف عادل و جاكلين بعض من المتاعب اثناء الحفر اذ يتضح لهم بعد ان حفروا بمكانين متتاليين انهم قد حفروا بالمنطقة الخطأ و يتناقشوا بإمكانية العدول عن اية محاولة ثالثة إلا ان رأي عادل بالنهاية يَرْجَح لمُحاولة ثالثة قبل ان يُبارِحوا المكان، و فجأة و في اثناء المُحاولة الثالثة بمنطقة قريبة مِنْ الزاوية التي اختاروها في بدء الحفريات تعلو هتافات العُمًال بأن هنالك سلسلة مِنْ الادراج ظاهرة فيُسَر عادل و جاكلين، و يبدا العمال بالحفر لحين اخراج الرمال و الحجارة المُكَسًرة و لِمُدَة ليلتان متتاليتان يعملوا بالموقع لحين التنقيب كليا على مدخل القبر، و كان في نهاية الادراج باب حديدي موصَد و كان بطول انسان مثالي الطول، و فجأة يُسْمَع هدير سيارات بالقُرْب منهم و يدخلوا الى المعبد مجموعة من الرجال مسلحين و يُصَوِبوا اسلِحَتِهِم على عادل و جاكلين و العُمال، فتحدث مواجهة إذ يَتَبين انهم كانوا مراقبين من قِبَل هَذِهِ العِصابة منذ ان سافروا من القاهرة، فتقوم جاكلين بشتم ايوب و عبدالجبار لأنهم وراء قتل زوجها و ترفض التعاون معهم فيُمْسِك أحد رجال المافيا و يقتل عامل من العمال مُسَبِبا الخوف لعادل و جاكلين و العمال، و يفتحوا الباب و يدخلوا الى الغُرْفة فتستقبلهم رسومات هيروغليفية و لعنات بكلمات هيروغليفيا موجهة للشخص الذي يريد الدخول للسرقة و النهب، و يَحِجز بينهم و بين غُرْفَة ثانية باب مِنْ الطين المجفف فيترجوا العمال البحار و ايوب بعدم الدخول لهذه الغرف لأنه قد تلحقهم اللعنات و لكنهم يتجاهلوا هذه الطلبات و يأمروا العمال بكسر الباب و يدخلوا الى الغرفة الثانية، و تكون غرفة اكبر من التي سبقت و تحتوى على ثلاثة نعوش فرعونية مليئة بالرسومات الجميلة و ادوات الفخار و الذهب و الكنوز النفيسة فيلهث لسان الحضور من شدة اعجابهم بهذه النفائس و تُذَكِر جاكلين هذه الغرفة بمدفن توت عنخ أمون الاثري، و بعد دقيقة من الصمت يأمر المافيا الرهائن بالتقدم لكن نتيجة بعض الخوف المبطن الذي يشعروا به نتيجة اللعنات التي كانت مكتوبة على الجدران في الغرفة السالفة يطلب اعضاء المافيا من العمال المضي قدوما امامهم بإتجاه الباب الثالث الذي من المفترض ان يحتوي على الكنوز الملكية، و لكن حينما يقتربوا من الباب تتزلزل منطقة هشة تحت اقدام العمال عند باب الطين الثاني و يصرخوا و لكن قبل ان يستطيعوا الهَرَب يَسْقُطوا مسافة و يرتطموا بالارض، فيقترب ايوب و البحار من الحفرة فيجدوا الاربعة عمال على ارض الحفرة العميقة بغير حراك و قد اخترقت اجسادهم حراب حديدية، و تحدث مشادة كلامية بين عادل و جاكلين من جهة و بين ايوب و البحار من جهة و لكن ليصوبوا سلاحهم بوجههم طالبين منهم السكوت، و بعد مكالمة هاتفية يأتيهم معاون من معاونيهم و معه خشبة عريضة و طويلة يضعها فوق الحُفْرَة و يكسر باب الطين المُجَفًف الثاني و يدخلوا و لكن من شدة طمعهم يتركوا عادل و جاكلين رهينة عند معاونهم المدجج بالسلاح و بالرغم من ان الغرفة الثالثة مظلمة يدخلوها و يشعلوا المصابيح ليبدأوا بالصراخ فتَتَهاوى من ايديهم المصابيح فتضيئ الارض من تحتهم ليَتَبيًن لعادل و جاكلين ان الارض مليئة بالافاعي الكبيرة و السامة فعندما دخلوا ايوب و عبدالجبار الغرفة لم ينتبهوا انهم داسوا على افاعي سامة فغرزت انيابها السامة بارجلهم، فيخرجوا من الغرفة بذعر و يطلبوا من المعاون احضار حقن بها مصل من سايرتهم و لكن تحدث معركة شَرِسَة بين عادل و المعاون إذ يحاول منعه من الخروج و يتعارك مع الثلاثة رجال ببسالة كبيرة و ينجح بإخذ سلاح المعاون ليطلق عيار ناري عليه و يصيبه بيده، و لكن في هذه الاثناء بدء مفعول السم في جسد ايوب و عبدالجبار فيشعروا بتعب و رغم ذلك يتعارك معهم عادل و جاكلين و يحاولوا اعضاء المافيا الزج بهم الى غرفة الافاعي و لكن ينجح عادل بشل حركتهم بالاعيرة النارية و بالهروب من القبر الملعون و يطلب قوات الجيش ليجدها فعليا بالطريق اليهم.
يصل اليهم الجيش و يكتشف ان الافاعي قد خرجت من جحرها بالغرفة الثالثة و أجهزت كلياً على ايوب و عبد الجبار، و تُصَادَر الغُرْفَة بمحتوياتها و تصبح ملكا للدولة فيُسَر عادل و جاكلين بأن حهودهم قد نجحت بمنع سرقة هذه الاثار و إخراجها من مصر و يُكَرِمُهُم رئيس الجيش بأوسمة من المُستوى الرفيع و ينتهي هذا المسلسل بنداء من البَطَلَة التي تُجَسِد دور جاكلين بِنِداء إنساني مِنْ القَلْب و تقول ان كل قطعة من القطع الاثرية المعروضة في مصر و حتى التي لم يتم إكتشافها بعد في باطن الارض ورائها تاريخ عريق من الاحداث و على كل إنسان مصري ان يَعي أن الأثار جزء من هوية مصر السالفة و إرث عريق مقدس و جزء من القومية العربية العريقة و يجب المحافظة عليها و ان تبقى معروض بسلام في المتاحف المصرية و الاثار امتداد لتاريخ بشري عتيق يجب ان يصان و لا غنى عن الضمير الحي لحماية هذه المقدسات فالضمير و حب الوطن هما حماية مصر الحقيقية من الذين يسرقون هذه الاثار و حتى بغياب الامن القوي اثناء الثورة الضمير الحي و حب الوطن سياج تحمي المتحف و الاثار من التخريب و السرقة و الدمار،
0 comments:
إرسال تعليق