وفاة الرُّوائي والقاص الدُّكتور سعدي المالح في إحدى مشافي أربيل/ صبري يوسف
توفي يوم الجمعة 30 . 5. 2014 على أثر أزمة قلبية مفاجئة في إحدى مشافي أربيل القاص والروائي والباحث الكبير الدّكتور سعدي المالح، مدير عام الثَّقافة والفنون السِّريانيّة في حكومة إقليم كردستان، عن عمر يناهر الثَّالثة والسِّتين، وهو في أوج عطائه الإبداعي في الرِّواية والقصّة والبحوث الأدبيّة والفكريّة والثَّقافية الَّتي كتبها وأعدّها عبر مسيرته الإبداعيّة الغنيّة، والمعروف بنشاطاته الثّقافيّة والأدبيّة والفكريّة والَّتي كان يعدُّها ويشرف على إقامتها في مدينة عينكاوا من خلال إدارته النَّاجحة والفعَّالة في مديرية الثّقافة والفنون السِّريانيّة منذ تبوئه مدير عام لهذه المؤسّسة الثّقافية الفنِّية حتّى وفاته يوم أمس، والَّتي أصبح لها حضوراً قويّاً على السَّاحتين العراقيّة والكردستانيّة عبر نشاطاته المتعدِّدة وأسابيعه الثَّقافية الرَّاقية!
الدُّكتور الرَّاحل سعدي المالح، مواليد عينكاوا، إحدى ضواحي أربيل عام 1951.
تخرَّج المالح من دار المعلِّمين الإبتدائية في أربيل سنة 1970 وأكمل دراسته العليا في موسكو وحصل على ماجستير في الإبداع الأدبي (النَّثر الفنِّي) من معهد غوركي للآداب التَّابع لإتِّحاد الكتَّاب السُّوفييت في موسكو وقدّم موضوع الرِّسالة الابداعيّة بعنوان: (حكايات من عنكاوا) وهي مجموعة قصص قصيرة.
حصل على دبلوم لغة روسيّة (سنة دراسيّة كاملة) من الكلّية التَّحضيريّة بجامعة فارونيش في الاتِّحاد السّوفييتي السَّابق ثمّ أكمل دراسته العليا للحصول على الدّكتوراه في فقه اللُّغة والأدب ومجال اختصاصه الأدب العربي المعاصر من معهد الإستشراق التَّابع لأكاديميّة العلوم السُّوفييتية سابقاً (الروسيّة حاليّاً) في موسكو وموضوع الاطروحة الأكاديميّة: الأدب العراقي المعاصر في المنفى.
له العديد من المجاميع القصصيّة، إضافة إلى أنّه باحث أكاديمي كبير في اللِّسانيات والأدب، وقد ترجم خلال مسيرته الأدبيّة عدداً من الأعمال الكلاسيكيّة عن الرُّوسيّة، وكتب في الصَّحافة العراقيّة والعربيّة والصَّحافة الغربيّة أيضاً.
عمل كخبير استشاري في وكالة (أصوات العراق)، ثمَّ عُيِّنَ عام2007 مديراً عامَّاً لمديريّة الثَّقافة والفنون السّريانيّة في وزارة الثّقافة والشّباب في حكومة إقليم كردستان.
درس لمدّة سنة دراسيّة كاملة 1989 – 1990 في كلِّية فانيية في مونتريـال بكندا للحصول على دبلوم لغة فرنسيّة، وكذلك حصل على دبلوم لغة إنكليزيّة في عام 1990 من كلِّية بلاتون في مونتريـال بكندا خلال سنة دراسيّة كاملة، وخلال السَّنوات 1983 – 1986.
عمل أثناء دراسته في موسكو في إذاعة موسكو معلِّقاً سياسيّاً ثمَّ مترجماً في بعض الصُّحف والمجلات السُّوفييتيّة الصَّادرة آنذاك بالعربيّة وعمل مراسلاً لعدد من الصُّحف والمجلات العربيّة.
عمل خلال السَّنوات 1983-1987 كمترجم للأدب من الرُّوسيّة إلى العربيّة في دار قوس قزح رادوغا في موسكو وفي طشقند (أوزبكستان)، كما عمل أستاذاً للادب العربي في كلّية الدِّراسات الشَّرقية في جامعة طشقند خلال السَّنوات 1986-1987، ثمَّ عمل في جامعة الفاتح في طرابلس كأستاذ في الأدب واللُّغة الرُّوسية والتَّرجمة في مركز اللُّغات (كلِّية التَّربية) للسنوات 1987-1989.
ترأس سنة 1990 مجلس إدارة وتحرير جريدة المرآة الاسبوعيّة الصادرة في مونتريـال ولمدة عشر سنوات. كما ترأس تحرير مجلّة عشتار عام 1999 الثَّقافية الصَّادرة في كندا.
كتب في العديد من الصُّحف العربيّة والغربيّة كالشَّرق الأوسط، الزَّمان، الاتِّحاد الاماراتيّة، لابرس الفرنسيّة في كندا، وكتب في الصَّحافة الالكترونيّة كإيلاف وكيكا وغيرها من الصُّحف الالكترونيّة.
عمل مستشاراً إعلاميّاً خلال 1999–2001 في الوزارة الدَّاخلية في أبو ظبي/ الإمارات العربيّة المتّحدة.
عمل كمدرِّس لغة عربية للأجانب خلال الأعوام 2003-2005 (النّاطقين بالفرنسية والانكليزية وفق منهاج خاص من تأليفه في المدرسة العربية في مونتريـال ومترجم معتمد من الحكومة الكندية (عربي – إنكليزي – فرنسي – روسي – كردي) في مونتريـال بكندا.
عمل في جامعة صلاح الدِّين في أربيل أستاذاً للأدب المقارن ورئيس قسم اللُّغة الانكليزيّة في كلِّية اللُّغات منذ عام 2005.
عُيِّن عام 2007 مدير عام للمديرية العامة للثقافة والفنون السّريانيّة في عنكاوا التَّابعة لوزارة الثّقافة في إقليم كردستان العراق.
كتب عن أدبه الكثير من النُّقاد والبحاثة والأدباء لما تحلّى من رؤية عميقة في بناء القصّة والرِّواية من إبداع خلاق.
أصدر العديد من المجاميع القصصية والرِّوايات والبحوث منها:
الظِّل الآخر لإنسان آخر مجموعة قصص بغداد 1971.
مدائن الشَّوق والغربة، مجموعة قصص بغداد 1973.
أبطال قلعة الشَّقيف رواية وثائقية القدس 1984.
يوميات بيروت رواية مذكرات موسكو 1983 بالروسيِّة.
حكايات من عنكاوا مجموعة قصص عنكاوا 2005.
الأدب العراقي في المنفى 1976-1986 .
دراسة نقديّة موسكو 1986.
مدن وحقائب قصص مختارة مونتريـال كندا 1994.
عنكاوا في الأصل والفصل وملاحظات أخرى، أربيل 1997.
الكلدان من الوثنيّة الى الإسلام أربيل 1998.
مدخل لدراسة تاريخ عنكاوا بحث في مجلّة عشتار 1999 كندا.
الآشوريون من سقوط نينوى حتى دخولهم المسيحيّة، بحث في مجلة عشتار حويوديو 1997 ستوكهولم.
في انتظار فرج الله القهَّار رواية بيروت 2006.
عمكا، رواية، منشورات ضفاف/ بيروت 2013
أما ترجماته من الرُّوسية فهي: الإخوة والأخوات فيودور ابراموف رواية موسكو 1983.
بحار التّايغا يوري كافليايف قصص طشقند 1983.
السَّيل الحديدي آ. سيرافيموفيتش رواية طشقند 1984.
كينتو ريتشي دوستيان قصص طشقند 1985.
وثلاث مسرحيات سوفييتية. اربوزوف سالينسكي موسكو 1986.
أجمل السُّفن يوري ريتخيو قصص طشقند 1986.
وناموس الخلود- نوادر دومبادزه رواية طشقند 1988.
يطول اليوم أكثر من قرن- جنكيز ايتماتوف-رواية موسكو 1989.
يوري يلتسن 2000، وقصائد لاسكندر بوشكين ورسول حمزاتوف ويفتوشِنكو وآنا اخماتوفا ومارينا سيفتايفا واندريه فيزنسينسكي وغيرهم، وقصص وقصائد مترجمة لانار رسول رضا ونوادر ومبادرة ومارينا تسفيتايفا وفاضل اسكندر من الرُّوسية.
وله ترجمات من الإنكليزية إلى العربيّة مثل أدب الأطفال السُّويدي والأدب السُّويدي اليوم ومقالات أخرى نشرت في جريدة المرآة الَّتي كانت تصدر في مونتريـال وكذلك ترجمات من الكردية وهي عشرات القصص والقصائد والمقالات لكتاب أكراد مثل عبد الله بشيو وشيركو بيكس ولطيف هلمت ورفيق صابر وأحمد دلزار ومحمد عارف ومحمد مولود وغيرهم، كما أنَّ هناك عدّة مئات من المقالات والتّحقيقات والدِّراسات واللِّقاءات والمواضيع المختلفة عن الأدب الكردي والثّقافة الكرديّة وحقوق الإنسان في الصُّحف والمجلات مثل الفاكهة والرَّاصد والثّقافة والتَّآخي وطريق الشَّعب والفكر الجَّديد وغيرها من عام 1970 وحتى مغادرته للعراق عام 1977 ومئات المقالات الأخرى والتَّحقيقات والدِّراسات والتّعليقات واللِّقاءات الفكريّة والسِّياسيّة عن الثّقافة والأدب والوضع السِّياسي العراقي نشرت في الصُّحف والإذاعات والمنتديات السوفييتية والعربية عندما كان في الاتحاد السوفيتي من عام 1977 وحتى عام 1989.
وشارك في عدّة مؤتمرات منها مشاركته في مهرجان الثّقافة العراقيّة في فلورنسا بإيطاليا عام 1980 وفي مؤتمر إتِّحاد الكتّاب الأفرو آسيا في طشقند في 1982 وفي مؤتمر إتِّحاد الشَّباب للدول النَّامية في قرغيزيا في 1983 وفي مهرجان القصة العراقية في لندن عام 1996 ومهرجان الثقافة الآشورية في السُّويد عام 1998 وفي مؤتمر نظَّمته الجَّامعة السِّريانيّة في بيروت في 1998 تحت شعار الآشورية لغة وشعب وحضارة.
وداعاً يا صديقي المبدع، أيّها اليراع الشَّامخ نحو أبهى مروج الأدب والثَّقافة العراقية المعاصرة، وأحد أبرز مبدعي الكلدو آشور السِّريان المعاصرين، القاص والرّوائي المبدع الدَّكتور سعدي المالح، مدير عام المديريّة العامة للثقاقة والفنون السريانيّة في إقليم كردستان!
وداعاً أيُّها القامة الإبداعية السامقة في دنيا من بكاء!
صبري يوسف
أديب وتشكيلي سوري مقيم في ستوكهولم
0 comments:
إرسال تعليق