قصيدة رثاء نظمتها من قبل ، وأنشدتها على روح صديقي وزميلي سفير الإنسانية الإعلامي الشاب فراس حمودي الحربي ، رحمه الله ، بعد أنْ طعمتها بأبيات (من البحر البسيط) /
ما كانَ - يــــا دهرُ- هذاالشبلُ يُلتهمُ **لولا الردى قرّبتْ من شـــأوهِ القممُ
إيهٍ أخا الخلدِ في الجلّى لقد فُقدتْ *** *تلكَ الشمائلُ والأخلاقُ والشّــــــيمُ
كنتَ البشاشةَ وجهَ الصبحِ منشرحاً *** كيفَ التقى عندكََ الإشراقُ والغسمُ
لقدْ رحلتَ كــــــأزهار الربيع وما ******خلّفت إلا شــــــــذى الأعمالِ تُغتنمُ
ريحُ الحياةِ ولا يَســـــتحكمُ العدمُ
فاستلهم ِالوحيَ حتى ينصفَ القلمُ
ما كانَ - يــــا دهرُ- هذاالشبلُ يُلتهمُ
لولا الردى قرّبتْ من شـــأوهِ القممُ
لقد طـــــــواه الثّرى منّا فزعزعه
وحارتِ الأرضُ كيف النجمُ يُستلمُ
لا يدركُ العقلُ ما بيــنَ الحياةِ ومـا
بينَ المماتِ صـــراعاً كيــفَ يُختتمُ
فالأرض مــــــائدةٌ والنـّاسُ مآدبـة ٌ
منْ فوقها والمنـــــايا آكـــــــلٌ نهمُ
بلْ هكذا حدّثتني النفـــسُ قائلة ً
إنِّ المنايا على الأخيـــار ِتزدحمُ
إنِّ الرزايا أرتنــــــــا كــلَّ صافيةٍ
نبع ِ الزلال ِقتـــاماً همّها الغـُمــــمُ
لو كانً للموتِ أنْ يُفدى لِمــا بخلتْ
تلكَ الأنـــــــامُ لأهل ٍهزّها الذ ِّمـــمُ
لكنْ إرادة ربٍّ شــــــاءَ نجرعــــها
شـــأنُ الحياةِ كومض ٍثـــــمّ تنعدمُ
لقدْ رحلتَ كــــــأزهار الربيع وما
خلّفت إلا شــــــــذى الأعمالِ تُغتنمُ
إيهٍ أخا الخلدِ في الجلّى لقد فُقدتْ
تلكَ الشمائلُ والأخلاقُ والشّــــــيمُ
كنتَ البشاشةَ وجهَ الصبحِ منشرحاً
كيفَ التقى عندكََ الإشراقُ والغسمُ
***************
أرى الحياة َ كسرٍّ، لطــــفُ بارئها
أعيى العقول َ، بـــــما تحويه ينكتمُ
إنّ التـــــوازن َ- جــــــــلّ اللهُ مقدرة -
من الخليـة ِ حتى الكـــــون منتظـــمُ
سبحان منْ أبدع التكوينَ فــــي نسق ٍ
لاينبغي أنْ تحيدَ الشمــــــسُ والنجـمُ
وتـــــــارة ً قد نرى في طيشها عجباً
لا العـــــــدلُ بيـــــــن ثناياها ولا القيمُ
تــــــأتي المنية ُللصبيان ِتغصبهمْ
روحَ الحياة ِ, ويُعفى العاجزُ الهرِمُ
أنّى ذهبـــــــتَ لتسعى في مناكبها
هـــــــــــي المظالم ُ مَلهومٌ ومُلتهِمُ
فالضرغمُ السبعُ عدّ الأرض ساحتهُ
والكلبُ مــــا نالّ من عظم ٍ وينهزمُ
والغيثُ يهطلُ فوق البحر من عجــز ٍ
ولا تدرُّعلــــــــــــــــــى تربائها الديمُ
دع ِ المقـاديرَ تجري في أعنّتها"(1)"
لا العلم ُ يدركُ مغزاها ولا الفهِــــــــــــمُ
***********************
من ذا الذي تـُرتجى الآمالُ يقظتهُ؟
صلـْبُ العقـــيدةِ والآراءُ تضـــطرِمُ
فلا يغرّكَ مـــــا في الأمر ِظاهرهُ
قد يشبــــــــــــهُ الدّرَّ إلاّ أنـّهُ فحمُ
ما كانَ يا موطني هذا الرجاءً ولا
مما حسبنا سيأتي الطارقُ الإزمُ
ما لي أكتـّمُ ما في القلبِ من ألم ٍ
عمَّ البلاءُ وسادَ الظـَّلمُ والظـُّلمُ
لـُفَّ العراقُ بضيم ِالدّهر ِمُكتئباً
زغبُ الحواصل ِأطفالُ لنا هُضموا
*****************
لقد حصدتُ من الأيّــــــام مظلمة ً
حتى ذويتُ فحلَّ العارضُ الوصمُ
تكفيكَ كرعة ُ مـــاءٍ أنت شاربها
أن تجزلَ الشكرَ وهو الباردُ الشّبمُ
والغيرُ أغراكَ بالنعمى فما انزلقتْ
تلكَ الشّهامة ُ تأبى الشـــعرَ يُنتظمُ
خلفتَ خلفكَ مــن باعوا ضمائرهمْ
وضيّعوا رشــدهمْ إذ ْحلــــّتِ الدّهمُ
وفرقوا الشـّملَ عن نقص ٍبشيمتهمْ
وسابقوا الريـــحَ حتى لاءهمْ (نعمُ)
فلنْ تســــــــــــاومَ إغراءً بموهبةٍ
ولو أحاطكَ ضنكُ العيـــش ِوالسأمُ
مع البســـــــاطةِ عزّ النفس تملكهُ
"وشرُّما يكسبُ الإنسانُ ما يصمُ" (2)
عزَّ الألهُ بلحدِ المـــرءِ خاتمــــــة ً
وكــــــــلُّ شيءٍ لـــــهُ حدٌّ ويُختتمُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الصدر : صدر لبيت مسفر بن مهلهل الينبعي
2 ) تضمين لعجز بيت مشهور للمتنبي )
0 comments:
إرسال تعليق