لا يجوز ان يصل الإختلاف بالرأي والنظرة الى الأمور وكيفية إدارتها الى حد العدائية المطلقة التي تلغي كليا الحسنات على وفرتها وتجعلها أسيرة الكيدية الشخصية التي تغلبّ السلبيات على قلتها.. فمن المفروض إعطاء الحق والإشادة حيث يجب، وكذلك توجيه الملاحظات مهما كانت لاذعة حين يتعين ذلك.. وهنا تبرز أهمية حرية التعبير التي ترمي الى المساهمة في تطوير المجتمع خارج إطار النظرة الضيقة وإخفاقاتها المتكررة.
*****
نداء نشرناه في 5-7-2008: تزخر الجالية اللبنانية في استراليا بوجود المؤسسات الاعلامية ومئات الاحزاب والتيارات السياسية والمؤسسات الدينية والاجتماعية والمجالس والجمعيات والروابط والاتحادات والتجمعات واللقاءات والنوادي ومراكز توفير الخدمات والارشادات التي تتلقى بغالبيتها علاوات ومساعدات من الحكومة الاسترالية وحكومة الولاية، بالاضافة الى عشرات المدارس المسيحية والاسلامية والكنائس والجوامع والموظفين والمرشدين الاجتماعيين.
لكن اكثر ما تفتقر اليه جاليتنا هو مكتب بسيط للتوثيق والابحاث والأرشفة، تتفرغ للعمل فيه مجموعة من أصحاب المهارات ويحظى بدعم من مؤسسات الجالية والدولة الاسترالية. اما مهمات هذا المكتب فينبغي ان تقتصر على توثيق تاريخ الجالية اللبنانية في استراليا وطباعة ونشر انتاج الجالية الثقافي وأرشفة تاريخ تأسيس كل المؤسسات والجمعيات الاساسية ومراحل عملها وتسجيل اسماء كل الذين خدموا في صفوفها، وطبعاً بالتنسيق مع العاملين في تلك المؤسسات والجمعيات ولا سيما وان معظم الذين خدموا ما زالوا على قيد الحياة. والاهم ان لا يكون للمكتب المذكور اية علاقة بأحياء الحفلات وجمع التبرعات وما شابه.
منذ مدة احتفل نادي ميريلاندز للمحاربين القدامى بيوبيله الذهبي فقامت ادارته باعادة طباعة النشرة الاصلية بعددها الاول ووزعته على الآلاف من اعضاء النادي. فضلاً عن ذلك، يستطيع كل انسان يعنيه الامر ان يراجع كل ما يتعلق بتاريخ النادي من اسماء المؤسسين و كل الذين خدموا النادي منذ لحظة تأسيسه حتى اليوم. وهذا الامر نراه في كل الدوائر الحكومية والمؤسسات العلمية والاجتماعية والثقافية والرياضية الاسترالية حيث العمل هو تواصل في مسيرة تستند الى تقدير من سبقوا في الخدمة وليس الى محاولات التعتيم على انجازاتهم وكأن المسيرة تنطلق فقط مع كل رئيس أو عضو جديد.
جاليتنا الكريمة لا تفتقر الى الطاقات التي بوسعها احداث هذه النقلة النوعية في الحقل العام الهادفة الى أرشفة وتوثيق الانتاج الفكري في تاريخ الجالية لعل ذلك يشق الطريق للمزيد من العطاءات على هذا الصعيد مما يحفظ تاريخنا الاغترابي في هذه الديار من الضياع والتشويه. فلا مستقبل زاهر من دون حاضر يقوى بذاكرته ويحترم التاريخ وعطاءاته.
*****
تعازينا الحارة الى أخواننا أهالي الشهداء الذين سقطوا في جارتنا العزيزة مدينة طرابلس الفيحاء ورحم الله شهداء التفجيرات الإرهابية التي أستهدفت طرابلس والضاحية الجنوبية لبيروت ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى.. ونصلي ليحمي الله لبنان وكل اللبنانيين الى أية طائفة او فئة انتموا ويبعد عنهم شبح الفتنة..
0 comments:
إرسال تعليق