حتى الأطفال في لبنان وسوريا يعرفون أن جبهة النصرة التي أعلنت مسؤوليتها عن انفجار الثلاثاء 21 كانون الثاني/14 في حارة حريك (داخل دويلة حزب الله في الضاحية الجنوبية من بيروت) هي تجمع من شبيحة المخابرات السورية ومن تفقيس حاضنتها أقله منذ العام 2005 حيث صدر عنها يومذاك على لسان أبو عدس أول بيان لها وتبنى عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
غابت جبهة النصرة من يومها عن السمع والبصر والساحات لتعود وتظهر فجأة في منطقة القصير السورية المحاذية للحدود اللبنانية البقاعية حيث برر وجودها المشبوه والإجرامي والإرهابي وارتكاباتها الوحشية لحزب الله ونظام الأسد الكيماوي ذبح الناس هناك وتهجير من بقي منهم حياً.
بعد ذلك ركز نظام الأسد عليها في الداخل السوري مع تقدم الثورة ضده لمحاربة الجيش السوري الحر وتشويه صورته مضيفاً لها مجموعة جديدة من الشبيحة المخابراتيين المحترفين الإجرام والإرهاب تحت مسمى داعش.
المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كشفت الأسبوع الماضي حقيقة جبهة النصرة وعرت النظام السوري من كل أوراق توته وفضحته مبينة بما لا يقبل الشك أن النصرة فريق من الشبيحة الأسديين لا أكثر ولا أقل وأن مرجعيتها هي المخابرات السورية.
من هنا فأن الاحتمال أن يكون حزب الله والمخابرات السورية هما وراء الانفجار الذي وقع في حارة حريك الثلاثاء الموافق 21 كانون الثاني/14، وليس غيرهما كبير جداً وذلك لعدة أسباب منها:
أولاً: إبقاء حزب الله لهيمنته الإرهابية الضاغطة بقوة على بيئته التي يدعي أنها حاضنة له، في حين هي بالواقع رهينة ومخطوفة من قبله ويرسل شبابها ليموتوا في سوريا دفاعاً عن نظامها الكيماوي.
ثانياً: تظهير وتكبير الخطر التكفيري والإرهابي لتبرير استمرارية وجود حزب الله المسلح في لبنان وسوريا وهي الحجة التي تُستعمل زوراً وبهتاناً من قبل محور الشر السوري-الإيراني لتبرير قتل الشعب السوري الثائر وإبقاء نظام الأسد المجرم في السلطة، والاستمرار في احتلال لبنان وتعطيل قيام الدولة فيه.
ثالثاً: وفي التحليل، ربما لمساعدة من يريد أن يشاركهم في الحكومة من قوى 14 آذار اللبنانية والتعمية على هذه المشاركة الخطيئة شعبياً داخل مؤيدي ثورة الأرز الذين يعارضون بقوة دخول ممثليهم في حكومة واحدة مع القتلة من حزب الله وإعطائهم شرعية لكل ارتكاباتهم في لبنان وسوريا والعديد من الدول العربية.
نشير هنا إلى أن النائب خالد الضاهر كان اتهم حزب الله رسمياً ومن خلال مؤتمر صحفي بأنه المسؤول عن الانفجار السابق الذي وقع في نفس الشارع، (في حارة حريك من الضاحية الجنوبية) وأيضاً داخل دويلة حزب الله في الثاني من كانون الثاني الجاري، وأسفر عن سقوط 5 قتلى وأكثر من 80 جريحاً.
يوم الثلاثاء الموافق 21 كانون الثاني وفي نفس اليوم الذي وقع فيه انفجار حارة حريك نشرت صحيفة التلغراف البريطانية تحقيقاً تقول فيه إن نظام الأسد يمول فروع القاعدة في سوريا، التي هي جبهة النصرة وداعش عن طريق مساعدتهما مخابراتياً في بيع النفط من الآبار التي يسيطران عليها بتسهيل من النظام نفسه.
هذا وتفيد عشرات التقارير الصادرة عن الجيش السوري الحر والموثقة أن كل سلاح جبهتي النصرة وداعش يأتي من مخازن نظام الأسد، وأن كل عمليات الإجرام المقززة التي يرتكبانها في مناطق سيطرتهما هي من تخطيط ورسم المخابرات الأسدية.
في هذا السياق التمويهي والإستغبائي المخابراتي فإن النصرة وداعش لم يحاربا ولو معركة واحدة الجيش الأسدي، بل أن كل معاركهما كانت ولا تزال مركزة ضد الجيش السوري الحر.
في الخلاصة نعتقد في سياق التحليل المبني على المنطق والأحداث السابقة والإثباتات وأيضاً على معطيات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وعلى تقرير التلغراف أن حزب الله هو من قام بتفجير حارة حريك.
0 comments:
إرسال تعليق