قلة هم في لبنان المحتل من لا يريدون الاعتراف بأن حزب الله هو جيش إيراني يحتل البلد وأن لا صلاحية أو حتى هامش لقياداته اللبنانية في اتخاذ أي قرار دون الرجوع إلى القيادة الإيرانية، وبنفس الإطار السؤال الذي يراود كل المؤيدين ل 14 آذار حالياً هو هل هي حرة في اتخاذ قراراتها الكبيرة من مثل مشاركة حزب الله في حكومة واحدة كما هو متوقع خلال أيام وبالتالي لحس كل وعودها واللاءات التي كانت روجت لها إعلاميا؟
بالعودة إلى محطات سابقة مشابهة الجواب يأتي صارخاً في غير مصلحة 14 آذار!!
وفي حال شاركت 14 آذار حزب الله في حكومة واحدة لن تكون المرة الأولى التي تنحرف فيها 180 درجة وتنقلب على عهودها ووعودها والأمثلة كثيرة وكلها صادمة.
في حال شاركت 14 آذار حزب الله في أي حكومة من أي شكل وتحت أي ظروف وطبقاً لأي تركيبة تكون قد أعطت فعلاً الحزب ما يريده على طبق من فضة، ولم تأخذ منه أي شيء عملي ومحسوس بالمقابل، فهو لن ينسحب من سوريا، وحتى لو قبل وتخلى عن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة في البيان الوزاري وعلى الورق فقط، فالسلاح باق معه. من هنا سوف ترتكب 14 آذار خطيئة مميتة بحق الوطن وسيادته واستقلاله ومستقبله لن يكون بمقدورها فيما بعد تصحيحها في حال تنازلت عن لاءاتها وشاركت الحزب في الحكومة.
التمني كل التمني أن لا ترضخ 14 آذار لأية ضغوطات أكانت داخلية أو إقليمة أو دولية وتتمسك بلاءاتها وأن لا تعطي حزب الله الغطاء الذي يريده في ظرف حرج جداً يواجهه أجبره على تقديم تنازلات وأن بدت كبيرة إلا أنها شكلية وغير قابلة للصرف عملياً.
من وجهة النظر التحليلية قتلت إيران الدكتور محمد شطح لأنه تمكن من معرفة الموقع الأساس لقرار حزب الله الذي هو إيران وحدد كيفية مقاربته والاستفادة منه لمصلحة لبنان وسيادته، وهو كان في طريقه إلى محاولة فتح قنوات مباشرة مع هذا الموقع من خلال الرئيس الإيراني نفسه. ولهذا أعد رسالة مطولة ومفصلة ووطنية بامتياز استعداداً لرفعها إلى الرئيس روحاني. لم يتحمل حزب الله ومعه القيادات العسكرية الإيرانية هذا الانكشاف فقتلوا شطح. من هنا وبما لا يقبل الشك ليس في بمقدور ولا من صلاحية حزب الله الإجابة على أي من الأسئلة التي طرحتها عليه 14 آذار قبل الدخول معه في حكومة مشتركة.
الأسئلة هذه تدور في الأطر التالية كما أفاد كل من النائب نهاد المشنوق والإعلامي علي حماده وغيرهما من قيادات 14 آذار:
1 – هل حزب الله مستعد لإعلان انسحابه رسمياً من سوريا، ومباشرة عملية الانسحاب تزامناً مع إعلان الحكومة؟
2 – هل حزب الله مستعد لقبول بيان وزاري لا يتضمن نصه الإشارة إلى ثلاثية الجيش الشعب والمقاومة"؟
3 – هل هو مستعد للقبول بحكومة من دون ثلث معطّل ولا ما يسمى وزيراً ملكاً؟
4 – هل هو مستعد للقبول بمداورة كاملة في الحقائب الوزارية بما فيها وزارات الطاقة والاتصالات والخارجية، مع التسليم بحصرية اختيار رئيس الجمهورية لوزيري الدفاع والداخلية؟
5 – هل حزب الله مستعد لتقديم تعهّد يعرّف باعتباره تنظيماً أمنياً - عسكرياً، كيف يقوم بوقف الاغتيالات والاعتداءات الأمنية ضد الفريق الآخر؟
6 – هل هو مستعد للعودة بعد تشكيل الحكومة وفق هذه المعايير إلى طاولة الحوار الوطني للبحث في مصير سلاحه بتقديم ورقته النهائية في ما يخص الاستراتيجية الدفاعية لتجري مناقشتها ضمن سقوف زمنية؟
7 – هل هو مستعد لإعادة الاعتراف الكامل بإعلان بعبدا الذي يفتح الباب أمام تحييد لبنان عن أزمات المنطقة والمحاور؟
لماذا ليس بمقدور حزب الله الإجابة على أي من هذه الأسئلة؟
ببساطة متناهية لأنه عبد مأمور، وليس سيداً ينهي ويأمر. فهو جيش إيراني كامل الأوصاف وطبقاً لكل المعايير الموجبة، ولهذا لا حرية قرار لقياداته اللبنانية بمن فيهم السيد حسن نصرالله نفسه، لا في الأمور الكبيرة ولا في الأمور الصغيرة، وأوامره 100% تأتيه مباشرة من القيادات الإيرانية وتحديداً من فيلق القدس والحرس الثوري. هو ينفذ دون سؤال وكل كلام في غير هذا الإطار هو ضرب من الأوهام.
ليس بمقدوره اتخاذ قرار للانسحاب من سوريا لأن قرار ذهابه إلى هناك لم يكن منه، وليس بمقدوره أن يفاوض على سلاحه لأنه ليس ملكه، وتطول قائمة الارتباطات بإيران وكلها تبين أن هذا الحزب هو جيش إيراني أفراده لبنانيون ولكن مرجعيتهم ليست لبنانية، بل إيرانية بالكامل.
من هنا المطلوب من 14 آذار إن كانت حرة في قرارها، وهذا ما نتمناه رغم كل الصدمات والخيبات السابقة، أن لا تدخل مع حزب الله في أية حكومة قبل عودة هذا الحزب إلى حضن الدولة اللبنانية كتنظيم سياسي وليس عسكري وبشروط الدولة وطبقاً لدستورها وقوانينها وبعد تخليه عن دويلته وسلاحه والأهم عن فك ارتباطاته العضوية بإيران.
نرى أنه على 14 آذار تشكيل وفد من قادتها والذهاب إلى إيران مباشرة للتباحث مع حكامها وعسكرها حول كل ما يحص المطلوب من حزب الله لاستعادة سيادة واستقلال لبنان لأن إيران هي الأصل وحزب الله هو الفرع.
هذه حقيقة عرفها وكشفها محمد شطح وعلى كل المنضوين تحت راية ثورة الأرز أن يلتزموا بها ويتابعوا العمل عليها لترتاح روح شطح في قبره وإلا يكون دمه سقط هباء ودون هدف.
وفي حال رفضت إيران التجاوب مع 14 آذار، وهذا أمر محتمل، عندها يبقى الخيار الآخر والوحيد وهو الذهاب إلى الأمم المتحدة والعمل على إعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة والطلب من مجلس الأمن تولي حكم لبنان طبقاً لقوانين الأمم المتحدة التي تطاول الدول الأعضاء فيها، وذلك لإعادة تأهيل وطننا المحتل حتى يصبح قادراً على حكم نفسه بنفسه. كل ما عدا هذا هو تضيع للوقت وخداع للذات ولحس للمبرد.
0 comments:
إرسال تعليق