عبّر الكاتب والمحلّل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل عن أسفه لاستشهاد مصوّر تلفزيون "الجديد" علي شعبان أثناء تأديته واجبه المهني في منطقة وادي خالد الحدودية، لافتاً إلى أنّ المنطقة التي حصل فيها الحادث هي منطقة ملتهبة، مطالباً الدولة السورية بكشف ملابسات هذا الأمر وتوضيح أسباب إطلاق النار على الفريق التلفزيوني، مشدداً على أنّ شعبان هو شهيد للصحافة والإعلام في لبنان.
وفي حديث لبرنامج "المشهد العربي" عبر تلفزيون الـ"NBN" أدارته الإعلامية مهى شمس الدين، اعتبر أبو فاضل أننا أمام مرحلة جديدة إما الحرب الشاملة وإما الحل، متوقعاً أن تطول العملية في سوريا، مستبعداً اندلاع حرب أهلية في الداخل السوري، مفضّلاً وصف ما يحصل بالحرب الباردة.
وفيما أكد أبو فاضل أنّ النظام السوري وافق على خطة المبعوث العربي الدولي كوفي أنان في المبدأ، تحدّث عن إشكاليات تعترض التطبيق، مشدّداً على عدم جواز ترك الجيش العربي السوري للشوارع والعودة للثكنات بظلّ وجود المسلحين واستغاثات الشعب. وتوقع ازدياد العمليات ضد الجيش العربي السوري في المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أنّ على الجيش السوري التحرك لإنهاء هذه المظاهر.
وفيما استبعد حصول حرب عالمية على خلفية الأزمة السورية كما يحاول البعض أن يهوّل، جدّد أبو فاضل القول أنّ الرئيس السوري بشار الأسد لن يقبل أن يفاوض الإخوان المسلمين لأنه يعتبرهم قتلة، مشدّداً على أنّ حمايته جسدياً وشخصياً ضرورية جداً في هذه المرحلة، متحدثاً عن رسائل بالغة الأهمية وجّهها من خلال الجولات التي قام بها مؤخراً في بابا عمرو والسويداء والشام.
شهيد الصحافة والإعلام في لبنان
أبو فاضل علق بدايةً على الحادث المؤلم الذي تمثل باستشهاد الزميل المصوّر في تلفزيون "الجديد" علي شعبان، فلفت إلى أنّه حادث مؤسف لا يمكن إلا التوقف بإجلال أمامه باعتبار أنّ المصوّر بريء وفريق التلفزيون الكريم كان يقوم بعمله المهني الصرف وبالتالي فلا دلالات أمنية وسياسية له. ورأى أنّ ما تعرّض له هذا الفريق أمر مستنكَر، معتبراً أنّ من واجب الدولة السورية كشف ملابسات هذا الأمر لمحاولة توضيح أسباب إطلاق النار على الفريق التلفزيوني الذي كان يقوم بمهمته الإعلامية. وأشار إلى أنّ الشاب علي شعبان هو لبناني ومن عائلة كريمة ويُعتبَر شهيداً للبنانيين والإعلام ولأهله ولمحطة "الجديد" الكريمة، وهو يُعتبر شهيداً للصحافة والإعلام في لبنان.
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ المنطقة التي وقع فيها الحادث المؤسف هي منطقة ملتهبة، مشيراً إلى أنّ كلّ المناطق المحيطة بسوريا ملتهبة أيضاً، معتبراً أنّ فريق الرابع عشر من آذار في لبنان يدفع باتجاه التهاب المنطقة تحت شعار حق يُراد به باطل ألا وهو الموضوع الإنساني. لكنّه شدّد على أنّ إطلاق الرصاص على الحدود بين لبنان وسوريا كان ينطلق خلال الفترة الأخيرة من لبنان كما كان ينطلق مسبقاً من منطقة بعلبك على القرب من عرسال.
يجب أن نعرف الأسباب.. ونصوّب الأهداف
ورأى أبو فاضل أنّ الشهيد علي شعبان دفع الثمن فيما نجا زميلاه حسين خريس وعبد خياط، لافتاً إلى أنّ ذلك أمر مستغرَب، "لكن في لبنان هناك أناس يلجأون إلى الحقن بشكل دائم ويوجّهون الأمور نحو المزيد إن كان بالتصاريح أو بالتحريض ضدّ النظام في سوريا وضدّ الدولة السورية التي هي دولة شقيقة".
ورداً على سؤال آخر، جدّد أبو فاضل مطالبته الدولة السورية بكشف ملابسات الحادث، معتبراً أنّ الدولة السورية حريصة وهي بالنتيجة دولة وليست ما يسمى "جيش حر" فهي بالنتيجة جمهورية ودولة لها نشيد وعلم وحدود وكل شيء، داعياً إياها لإجراء تحقيق سريع لتعلن للملأ لماذا استشهد هذا الشاب المناضل خاصة في هذه الظروف التي يغطي فيها حدثاً هاماً جداً عبارة عن قضية إنسانية وإعلامية. وقال: "أنا لا أبرر أبداً قضية القتل وأنا ضدها لكن يجب أن نعرف ما هي الأسباب وبالتالي يجب أن نصوّب أيضاً الأهداف خصوصاً أنّ هذه المنطقة ملتهبة جداً وحما الله الجميع هناك".
انسحاب الجيش السوري من الشوارع مرفوض
بالانتقال إلى الملف السوري، اعتبر أبو فاضل أننا أمام مرحلة جديدة إما الحرب الشاملة وإما الحل وذلك ربطاً بموعد العاشر من نيسان المفصلي الذي أعلنه المبعوث العربي الدولي إلى سوريا كوفي أنان لوقف إطلاق النار ونزيف الدم في الداخل السوري. وفيما استبعد أن تكون الحرب المحتملة حرب عصابات كما يظنّون، أشار إلى أنّ المعارضة السورية تضمّ مسلّحين، لافتاً إلى أن المسلح حتى يستطيع الفوز على الجيش النظامي يجب أن يلجأ لحرب العصابات، متسائلاً كيف يمكن أن تنتهي الأمور في 10 نيسان ولا يزال الدم في الشارع. واعتبر أنّ انسحاب الجيش السوري من الشوارع وترك المسلحين في الشوارع مستغرَب ويضم دعوة مبطنة للمسلحين لاحتلال المدن، مشدّداً على أن هذا الأمر مرفوض. وقال: "لا يحق للرئيس السوري بشار الأسد ولا يستطيع الرئيس بشار الأسد أن يسحب جيشه من الشوارع وسط استغاثات الشعب السوري". ولفت إلى أنّ الشعب السوري بأكثريته يطالب بنزول الجيش العربي السوري إلى الأرض، وقد استطاع هذا الجيش عندما نزل السيطرة على الأوضاع في عدة مناطق ملتهبة وتمكن من إعادة الوضع إلى طبيعته.
وتعليقاً على خطة المبعوث العربي الدولي كوفي أنان وخصوصاً مادتيها الأولى والثانية، تساءل أبو فاضل من يمكنه أن يكون وسيطاً بين أنان وبين النظام في سوريا، وأشار إلى أنّ هذه الخطة مفخخة بمعنى أنّ ما عجزت عنه القوات المحيطة بسوريا أي تركيا والجزيرة والخليج العربي وأميركا وأوروبا يحاولون أخذه بالحيلة عبر أنان. ورداً على سؤال، أشار إلى أنّ سوريا وافقت على الخطة في المبدأ لكنها لم تعطِ التاريخ، وأوضح أن سوريا تبحث الآن أمرين وهما قضية انسحاب الجيش والوسيط، مشيراً إلى أن سوريا تقدّمت جداً في مضمار بقية البنود ولا سيما على صعيد الصحافة والإعلام حيث أن سوريا تخطو خطوات نحو الحرية والديمقراطية وما إلى هناك. وأكد أن الشعب السوري ليس ضد المظاهرات السلمية ولكنّه ضدّ المظاهرات المسلحة، ولفت إلى عدم إمكانية خروج الجيش من الشوارع في ظلّ مسلحين يمتلكون كافة أنواع الأسلحة، مشدداً على أنّ هذا الأمر لن يحصل.
أنان جزء من المجموعة المتآمرة
ورداً على سؤال عن سبب عدم التجاوب مع المطلب السوري المتمثل بضمانات دولية بعدم تهريب الأسلحة والمسلحين، لفت أبو فاضل إلى أنّ كوفي أنان هو رجل يعمل في الأمم المتحدة مثله مثل بان كي مون (الأمين العام للأمم المتحدة)، موضحاً أنه جزء من هذه المجموعة المتآمرة، ملمحاً إلى أنّ أنان لن يكون كالفريق الدابي وهو يلعب اليوم لعبة قذرة أهم ما فيها أنه يريد أن يأخذ بالحيلة والإنسانية ما لم يستطع الغرب أخذه بالقوة. واعتبر أنّ قرار كوفي أنان مسبق وما زيارته في العاشر من نيسان لمخيمات اللاجئين السوريين في تركيا إلا لتحريك الجانب الإنساني من أجل تحريض العالم على هذا الصعيد.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ الغرب يستغرب لماذا لم تسقط سوريا بعد، موضحاً أن للمسؤولين في الغرب حساباتهم الانتخابية وهم ينظرون إلى سوريا كرقم وهم يريدون تفتيت سوريا خدمة لإسرائيل. وأكد أن هؤلاء لن يقتنعوا بأنّ النظام السوري لن يسقط، موضحاً أنهم موظفون عند الأميركيين وهؤلاء يسعون ليلا نهارا لشن ضربات عسكرية على سوريا وهم يريدون منطقة عازلة، معتبراً أنّ زيارة كوفي أنان إلى تركيا للمخيمات تأتي في هذا السياق إذ إنه يريد خلق مناطق عازلة. وأشار إلى أنّ تركيا قلصت حديثها عن المناطق العازلة لكنها لا تزال مؤيدة لهذا الطرح، لافتاً إلى تصريحات رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية أحمد داوود أوغلو وما تتضمّنه من تهديد ووعيد بصورة دائمة وحديثهم الدائم عن إمكانية وصول عدد اللاجئين إلى نصف مليون في محاولة لضرب الرئيس بشار الأسد.
أردوغان يحلم بأن يكون أحد السلاطين العثمانيين
وذكّر أبو فاضل بانسحاب الجيش السوري من لبنان في العام 2005، مشيراً إلى أنّ الرئيس الأسد لم يكن لديه خيار آخر بعد أن قاطع الجميع سوريا ولم يعد أحد يتحدث معها إلا قطر وتركيا، وقال: "بقي الأسد خلفهم حتى النهاية إلى أن انقلب عليه أمير قطر ومن ثمّ رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان". وأشار إلى أنّ أردوغان يحلم بأن يكون أحد السلاطين العثمانيين الجدد، ولكنه حذر من أنه "في حال حصول أي مكروه لسوريا وفي حال تقسّمت أو تفتّتت سوريا، فإنّ الأمر سيطال فوراً تركيا"، موضحاً أنّ هناك 25 مليون كردي ينتظرون الفرصة للانقضاض على أردوغان وعلى حكومة حزب العدالة والتنمية وكل شيء عدا العلويين.
وفيما تحدث عن مشاكل داخلية في تركيا، أشار إلى أنّ اجتماع اسطنبول الأحد المقبل بين إيران والدول الخمس زائداً واحداً سيتبعه اجتماع آخر في العراق. ولفت إلى أنّ العراق استطاع أن يحقق انتصاراً كبيراً في القمة العربية بمجرّد انعقادها في العاصمة العراقية بغداد، بغضّ النظر عن التمثيل، ملاحظاً أنّ التمثيل السعودي مثلاً كان هزيلاً جداً وقبل به العراقيون. ولفت إلى أنّ الورقة الرئيسية في هذا المحور هي خسارة قطر لرئاسة الجامعة العربية ليصبح الأمر بيد الرئيس جلال طالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي وهما من سيحرّكان الوضع العربي بانتظار أن تتمّ التسوية الداخلية في العراق.
بين قطر والسعودية..
ورداً على سؤال عن انعكاسات التورط التركي في سوريا على مستقبل دور تركيا في المنطقة عموماً وبالتالي عندما يتبلور انتصار سوريا، أشار أبو فاضل إلى أنّ لتركيا مصلحة بتبني ضرب سوريا. وقال: "تركيا أردوغان هي الإخوان المسلمون، أما السلفيون فهم في السعودية وهناك انقسام". وتحدّث في هذا السياق عن خلاف قطري سعودي حيث أن الإخوان المسلمين يذهبون إلى قطر فيما يذهب الوهابيون والسلفيون إلى السعودية، معتبراً أنّ هذا الأمر يمنع تركيا من أن تصبح لها الهالة الكبرى في المنطقة، موضحاً أنّ السعودية ليست راضية على نمو الحجم التركي إلى هذا الوضع. ولفت إلى أنّ "تركيا لو تتحدث بالعربية لحكمت العرب أجمعين"، مؤكداً أنها ليست محسوبة لا على العرب ولا على الغرب وهي وحيدة، مستبعداً إمكانية دخولها إلى الإتحاد الأوروبي، لافتاً إلى أنّ الأميركيين يمنعونها من ذلك، وقال: "مهما فعل أردوغان في سوريا، لن يقبلوا به في الإتحاد الأوروبي". وأشار إلى أنّ خسارة أردوغان أكيدة، لافتاً إلى أنّ بقاء النظام السوري متماسكاً مع الجيش والشعب سيؤدي لتأثر الوضع في تركيا في نهاية المطاف، مشيراً إلى أنّ إيران أفهمت أردوغان أنه سيدفع ثمن التطرف في المنطقة خارج نطاق الحضارة والتقاليد. وأكد أنّ الإيرانيين لن يعطوا أردوغان ورقة يستطيع من خلالها أن يقوى عليهم، مشيراً إلى أنهم يعتبرون أن دمشق تسقط عندما تسقط طهران.
مرحلة خداع سوريا!
ولفت أبو فاضل إلى أنّ المرحلة المقبلة هي مرحلة خداع سوريا عبر خطة أنان بأي طريقة ممكنة. ورداً على سؤال، أكد أن الجيش السوري لن ينسحب ولن يوقف إطلاق النار باتجاه المسلّحين، معتبراً أن خلاف ذلك سيعني تنازل هذا الجيش عن دوره، مشدّداً على أنّ الجيش السوري وقوى حفظ النظام والرئيس بشار الأسد لن يعود لهم مبرر وجود في هذه الحالة وعندها تنتهي سوريا وتفرط. وتوقع أن يزداد إطلاق الرصاص والعمليات العسكرية، لافتاً إلى أنّ مصلحة أميركا اليوم تكمن في تفتيت المنطقة. وأشار إلى أن الجيش لا حق له بوقف عمليات وسط استغاثة الشعب لإنقاذه، مؤكداً أن لا مصلحة للجيش بارتكاب المجازر لكنه لن يوقف القتل، مشيراً إلى أنّ الأسباب الموجبة لعدم وقف القتال موجودة خصوصاً أن ذلك يعني أنّ الدولة تنتحر لمصلحة المسلحين والجيش الحر. وسأل: "هل تقبل هيلاري كلينتون أن يكون هناك مناطق مسلحة داخل أميركا؟ هل يقبل أردوعان بذلك أو أمير قطر أو ملك السعودية؟". وقال: "يريدون أن يفرضوا على سوريا ما لا يستطيعون أن يرفضوه لفظاً".
ورداً على سؤال آخر، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ المسألة طويلة في سوريا، متحدثاً عن ألف خطوة مطلوبة، مشيراً إلى أنّ انتزاع العراق رئاسة الجامعة العربية من قطر ليس سوى خطوة واحدة يفترض أن تتبعها 999 خطوة صعبة، مشيراً إلى أنّ الموضوع معقّد عسكرياً وأمنياً وسياسياً. وأشار إلى أنّ الرئيس السوري وافق على خطة أنان بالمبدأ لا من حيث التطبيق ليستطيع الروس والصينيين بإقناع الأميركيين بتوقيف إرسال السلاح للمسلحين تمهيداً لتسليم السلاح لمنع حصول السيناريو الليبي.
السوري بات معتاداً على العقوبات
أبو فاضل علّق على مواقف الدول الصلبة الداعمة للنظام السوري برئاسة الدكتور بشار الأسد وتحديداً موقف قمة البريكس وروسيا وإيران، فلفت إلى أنّ الدول العربية تداعت لتبدو سوريا وحدها واقفة وهذا الأمر لا يريح الأوروبيين والأميركيين، مشيراً إلى أن سوريا واقفة لأن روسيا واقفة إلى جانبها وكذلك الصين ودول البريكس وإيران حيث شكّلوا قوة عظمى سواء لناحية الفيتو أو لناحية القوة الاقتصادية. واعتبر أنّ تشابك المصالح بين الاقتصاد والسياسة جعل هؤلاء يقفون بوجه أميركا التي تنهار أمورها اقتصادياً مثلها مثل أوروبا ايضاً، وتحدّث عن ضغوطات اقتصادية على هذا الصعيد ومحاولات غربية لتطويق سوريا اقتصادياً.
وحذر من أنّ الوضع السياسي في سوريا يتجه إلى المزيد من التأزّم والضغوطات الخارجية خاصة من الدول التي كانت موجودة في مؤتمر اسطنبول وقبلها في مؤتمر تونس. وأشار إلى أنّ الوضع الاقتصادي في سوريا ليس مريحاً، مشدّداً على أنّ أهم شيء أن لا يستورد السوري، لافتاً إلى أنّ أهميته تكمن هنا خصوصاً أنه بات معتاداً على العقوبات.
الضغط سيستمرّ دبلوماسياً وسياسياً
وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ الضغط سوف يستمرّ دبلوماسياً وسياسياً واقتصادياً على سوريا، وقال: "بما أنّ العراق استلم رئاسة الجامعة العربية، أرى أنّ الجامعة ستنقسم إلى قسمين قسم يقوده نوري المالكي وقسم آخر موجود في قطر والقاهرة". ولفت إلى مطالبة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي باستصدار قرار دولي عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع، مشيراً إلى أنّ رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو نفسه لم يسبقه على هذا العمل. واعتبر أنّ الجامعة العربية هي في الواقع الجامعة العبرية، وقد أصيبت بالإسهال في العمالة حيث تبيّن أنّ معظم أعضائها عملاء. وقال: "حين انتقدنا الجامعة العربية، لم نكن نقصد العرب الشرفاء، لكن عندما تكون الجامعة بهذا المستوى من الانحطاط، لا تعود مرجعاً". واعتبر أنّ الجامعة مقسومة اليوم، حيث أن مكاتبها في القاهرة في مكان ورئاستها في العراق في مكان آخر تماماً. ورأى أنّ كل شيء سوف يحصل في المنطقة سوف يثبت هزالة الجامعة العربية، معتبراً أن السعي لغطاء أممي يقع في هذا الإطار.
الأسد لن يفاوض القتلة..
ورداً على سؤال عن الدور الروسي المتصاعد من نافذة الأزمة السورية وعما إذا كان هناك تحضير لحوار برعاية موسكو يمكن أن يشمل مختلف أطياف المعارضة السورية، جدّد أبو فاضل التأكيد أنّ الرئيس السوري بشار الأسد لن يفاوض الإخوان المسلمين لأنه يعتبرهم قتلة وهذا أمر مفروغ منه. واعتبر أنّ المعارضة الداخلية في سوريا لم تُوفّق، مشيراً إلى أنّها من أهل البيت وإن لم تكن من أركان النظام. ولفت إلى أنّ مطلب تنحّي الرئيس الذي لم ترفعه المعارضة الداخلية لم تعد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون نفسها تطالب به إلا من باب رفع العتب.
وأشار إلى أنّ الاتفاق مع أنان ينهي الرئيس الأسد، معتبراً أنّ الإخوان المسلمين ينفذون نفس السياسة منذ الثمانينات، مذكّراً أنّ قيادتهم الحالية هي من حضّرت الانقلاب في العام 1979-1980 ضدّ الرئيس الراحل حافظ الأسد، مشدّداً على أنّ الموضوع مع الاخوان المسلمين عسكري وكذلك الأمر بالنسبة للمجلس الاسطنبولي الذي يتحكّم به الإخوان.
وفيما رأى أنّ زيارة المعارضة الداخلية إلى روسيا لن تقدّم ولن تؤخّر، أكد أن الرئيس السوري لن يقبل الحوار مع المجلس الاسطنبولي وهو لا يمكنه أن ينزل لهذا المستوى.
خدام رجل حقير لا يستحقّ أن ننزل لمستواه
من جهة أخرى، توقع أبو فاضل ازدياد العمليات العسكرية على الجيش السوري خلال المرحلة المقبلة، وأشار إلى أنه ينتظر في الوقت عينه أن يتحرّك الجيش السوري لإنهاء هذه المظاهر، لافتاً إلى أنّ المسألة قد تمتدّ لسنة وربما أكثر. وفيما نفى أن يكون ما حصل على الأرض السورية عبارة عن حرب أهلية، أشار إلى أنها الحرب الباردة وقد انعكست على سوريا كما كانت في لبنان سابقاً. ولفت إلى أنّ الوضع لا يزال ممسوكاً في سوريا إلى حدّ ما.
وتعليقاً على تحذير نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام من أن عدم اتخاذ قرار بالحرب على سوريا فسوف يتطلب إسقاط الرئيس بشار الأسد حرباً عالمية، اعتبر أبو فاضل أنّ خدام تبيّن أنه "بلا أصل وبلا وفاء"، مستغرباً كيف يتحدّث رجل بحجم خدام عن الفساد والسرقة في سوريا، مشيراً إلى أنّ الصداقات الزائفة باتت واضحة، مذكّراً بقوله أنّ لبنان غلطة تاريخية. وقال: "هذا الرجل فاقد كل شيء، وهو يطلب حرباً عالمية ليعود عبد الحليم خدام". وأضاف: "هذا رجل حقير لا يستحق أن ننزل لمستواه، وقد انتهت صلاحيته وكل فكره اليوم أن يقدّم جرعات".
الضربات العسكرية بعناوين إنسانية واردة
واستبعد أبو فاضل حصول حرب عالمية، مشيراً إلى أنّ الضربات العسكرية تبقى خياراً وارداً بشعارات إنسانية، ولفت إلى أنّ الضربات لن تحصل إلا على الجيش العربي السوري وعلى مناطق معيّنة، وقال: "سيتدخل الروس والإيرانيون سريعاً وتنتهي". ولفت إلى التصريحات الرافضة للتدخل العسكري الأحادي في سوريا التي تصدر عن روسيا وحتى عن تركيا. وقال: "نحن أمام مرحلة جديدة في سوريا ابتداء من 10 نيسان"، واستبعد الوصول إلى حل على هذا الصعيد "إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً". وأضاف: "لا طائف في سوريا وكل هدف أميركا تقسيم سوريا وهدف روسيا بقاء سوريا على ما هي عليه، وكذلك إيران وكل الدول".
وشدّد على أنّ حماية الرئيس بشار الأسد شخصياً وجسدياً ضرورية للمرحلة، وقال: "زيارة الرئيس لبابا عمرو هو للقول أن بابا عمرو ليس ستالينغراد، وكذلك زيارته لجبل العرب لطمأنة المحرّضين في لبنان، وهو أعطى رسالة لكل العالم بأنّ حل المشكلة في سوريا يقضي بوقف تسليح المعارضة". ونفى أن يكون الدروز في سوريا ضدّ الرئيس بشار الأسد، لافتاً إلى أنّ ما قدّمه الرئيس السوري للدروز لا يستطيع أن يقدّم لا وليد جنبلاط ولا غيره 5 % منه فالدروز بالنتيجة سوريون وهم أساس الثورة العربية في سوريا". وخلص إلى أنّ زيارات الرئيس الأسد الخارجية تعني أنه قرّر النزول إلى الشارع ليربح سوريا، وعندها تخسر تركيا أردوغان وتتساقط الأنظمة العربية في حال انتصر النظام في سوريا. وقال: "على النظام في سوريا أن يبقى صامداً وأن ينتظر فكما يقول الرئيس الأسد سوريا الله حاميها وعليهم أن يطولوا بالهم إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً لأن المؤامرة هي بالفعل كونية على سوريا شاء من شاء وأبى من أبى".
0 comments:
إرسال تعليق