تشردق بدموعه وتبلّلت الصفحاتُ ,فهاجت صارخةً من تحمُّلِ هسترتهِ ,وما لبثت أن عادت وسكَتتْ ...
بعدَ دهرٍ كان القلمُ مازالَ غارقاً بالبكاء على صدر الورقة فسألتهُ :
ألم ينتهي الغضبُ الاحتجاجُ بعد ؟
تمنّيتُ أن ترسمَ ابتسامةً على وجهي منذ زمنٍ , ابتسامة واحدة ولم تفعل!
فردَّ : لستُ النّاقمَ أنا ..ولما كنتِ أسيرتي لو لم أكن أسيرهُ ......
ذلكَ الهائجُ المرهق منذُ سنين الذي لا يتوقف عن الأنينِ والشّدِّ على خنُقي بغضبٍ
وهسترةٍ مأسورةٍ بضميرٍ يتمزّقُ ألماً من زمنٍ يحكمهُ الجشعُ وهمسُ الجحيمِ !
لقلوبٍ تائهةٍ تتخبّطُ في بلدِ يشبهُ العدمَ وعقولٍ منهكةٍ غفت سهواً في عشِِّ الشرِّ ..
يعتصمُ ضدَّ قذاراتٍ ملكت أنفسّ البشر فهربت منها الأخلاقُ والمبادئ
منذ أول لحظةٍ لولادة الوحي فيه وحتى آخر شهقةٍ بروحه ..يستمر..
فلا تحتجّي بعد الأن يا ورقة!
لأنّهُ طالما مازالَ يتنفّس سيظلُّ حزنهُ وجنونهُ وغضبهُ يُبكيني ...
بل تعمّدي بدموعي .. وصلّي لكي لا تدخلي في خطيئة هجري ..
فلا يكونُ لك إلّا الهلاك !
0 comments:
إرسال تعليق