العربية.نت
عزا إياد علاوي أسباب انسداد أفق الحل السياسي للأزمة السياسية التي يعيشها العراق إلى تخلي شركائه بالعملية السياسية عن تنفيذ التعهدات التي وردت بالاتفاقات المبرمة معهم وإلى التدخل الإقليمي والدولي بالشأن العراقي إلى حد استحالة تحقيق الحل إلا من خلال تفاهم الأطراف الخارجية المؤثرة بالساحة العراقية وفق الطريقة اللبنانية، جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة "العرب اليوم" الأردنية.
ووصف علاوي ورقة الإصلاح السياسي التي أعدها التحالف الوطني بأنها للتسويف والمماطلة ومحاولة لإنقاذ المالكي من عملية الاستجواب والمساءلة، مشيراً إلى أن البنود التي تضمنتها ورقة الإصلاح تحتاج إلى 70 عاماً لمناقشتها.
وكشف علاوي النقاب عن محاولة لاغتياله في بغداد أبلغ بتفاصيلها من قبل دولة عربية وأخرى أجنبية لم يفصح عن اسميهما، ما عدّها سبباً لتواجده الدائم خارج العراق.
ولم يخف علاوي قلقه من تعثر مشروع سحب الثقة عن المالكي والحشد البرلماني له، ما دفع التحالف الوطني إلى محاولة أخذ زمام المبادرة بطرح وثيقة الإصلاح الذي شكّك ببنودها.
ورغم أنه استبعد أي تصدع في ائتلاف "العراقية" إلا أنه خيّر مكوناتها ما بين الالتزام بالمشروع الوطني أو سلوك أي خيار يرونه، لكنه شدد على أن قيادة "العراقية" متماسكة وملتزمة ومتوافقة على التمسك بثوابت مشروع بناء الدولة المدنية العابرة لدولة الطوائف والأحزاب.
وأكد أن أي محاولة لتجديد ولاية المالكي التي تنتهي مطلع عام 2014 لن يكتب لها النجاح ومرفوضة من "العراقية" والأكراد والتيار الصدري وقوى مستقلة أخرى.
ويرى رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي أن المثل العربي القائل "آخر الدواء الكي" مخرجاً لحل الأزمة العراقية إذا تعثرت جهود الحل السياسي عبر الانتخابات الحرة والنزيهة من دون تدخل خارجي لفتح الثغرة في جدار الأزمة المغلق.
- سحب الثقة من حكومة المالكي.. استجوابه.. تحديد ولايته.. خيارات اصطدمت برفض الطرف المستهدف.. ماذا أنتم فاعلون؟
* قرارنا هو الاستمرار بتبني مسألة الاستجواب بعد رمضان المبارك إن شاء الله، ونجري الاستعدادات اللازمة لذلك، وكذلك نحن مؤيدون وداعون موضوع اقتصار الرئاسات على ولايتين فقط فضلاً عن ذلك فإن كل الخيارات الدستورية مطروحة أمامنا.
- آخر تصريح لكم كشفتم أن مسؤولاً أمريكياً أبلغك أن إيران ترفض تسلمكم رئاسة الحكومة؟
* نعم.
- هل تعتقد أن تطابقاً أمريكياً-إيرانياً على إبعاد "العراقية" عن استحقاقها الانتخابي؟
* نعم.
* نعم.
- وبماذا تفسر ذلك؟
* لا أملك غير الاعتقاد والمبني على أن برنامج "العراقية" السياسي والمشروع الوطني الذي تتمسك به هو يهدف إلى عبور الطائفية السياسية والجهوية ويؤمن في بناء الدولة المدنية التي تستند إلى العدل وسيادة القانون. لقد كان واضحاً أن كلاً من إيران والولايات المتحدة ولكل أسبابه الخاصة والمختلفة ربما كانوا على اتفاق وتجاهلوا القرار العراقي عبر صناديق الاقتراع والاستحقاق الانتخابي المبني على الأغلبية السياسية (التي تفوز بالانتخابات) وليس على الأغلبية المذهبية والتي لم تتشكل على شكل كتلة حينها، لكنها تكونت بعد أشهر عدة من الانتخابات هذه ليست ديمقراطية إنما مؤشر واضح على أن البعض لا يريدون بناء الدولة المدنية المعتمدة على الديمقراطية الحقيقية.
- هل وصلتكم ورقة الإصلاح السياسي التي أعدها التحالف الوطني؟
* كلا لم تصل ولا أظن إلا أنها وسيلة لتمييع وتسويف الأمور. الإصلاحات أقرت في المجلس النيابي السابق ولم تنفذ وأقرت في اتفاقيات أربيل ولم تنفذ لحد الآن ولم تنفذ لعدم وجود حسن النوايا ولا الرغبة بالالتزام بما تم التوافق عليه من قبل بعض القوى المؤثرة في الوضع العراقي بذلك.
- يلاحظ تواجدكم خارج العراق.. لماذا؟ هل أنت قلق من محاولات استهدافكم في بغداد؟
* هناك عدة محاولات وخطط لاغتيالي في العراق وخارجه، وهذا ما نبهني إليه إخوة أعزاء ودول كثيرة شقيقة وصديقة وكذلك نزولاً عند رغبة وإرادة القيادات في العراقية وحركة الوفاق، حيث أنجزت أعمالاً سياسية وتواصلاً سياسياً مرتبطاً بالعراق وبالمنطقة كذلك تابعت بعض الأمور الصحية والعائلية هي أسباب غيابي ليس فقط بسبب التهديد إنما كنت مهدداً منذ عهد صدام واستمر التهديد بعد سقوط النظام. والحكومة الحالية اضطرت قبل أقل من سنتين إلى الاعتراف رسمياً بوجود خطط لاغتيالي من قبل قناصة أو متفجرات في المطار أو في طريقي منه أو إليه بعد أن منعت من استعمال الجزء العسكري من المطار.
- القائمون على دولة القانون أكدوا أن أي تحديد لولاية المالكي ينبغي ألا يكون بأثر رجعي.. كيف ستتعاملون مع هذا التفسير؟
* كلا لا بد أن تكون بأثر رجعي.
- ما حقيقة الموقف الأمريكي من الأزمة السياسية؟ وهل تخلت واشنطن عن حيادها المزعوم مع أطراف العملية السياسية؟
* منذ زمن طويل فقدت واشنطن توجهها وبسبب انكفاء سياساتها في العالم الإسلامي والعربي مما يجعلنا ملزمين بشرح حقائق الأمور للولايات المتحدة والدول المهمة الأخرى.
- هناك اعتقاد بأن الأزمة التي يعيشها العراق لا تحل إلا بتفاهم إقليمي؟
* هذا مؤسف حقاً، لكن به جزء من الصحة مع هذا فإني على ثقة من أن العراق سينهض بقوة ليستعيد قراره بالكامل إن شاء الله.
آخر الدواء الكي
- ما هي رؤيتكم لأفق حل الأزمة السياسية؟ وهل الإصلاح ممكن؟
* وفق الأوضاع الراهنة المتدهورة وطريقة التعامل الإقصائية وفقدان النوايا الحسنة والثقة لا يمكن حل مشاكل العراق ولربما الحل ممكن من خلال انتخابات حرة نزيهة (إن حصلت وإن كان ذلك ممكناً) لا تلوثها المواقف الإقليمية والدولية ولا استعمال نفوذ السلطة. هذا بتقديري هو الحل ولربما الأوحد ليس للأزمة السياسية إنما لأزمة العراق ككل.
- هل تعتقد أن الموقف الرسمي من الأزمة السورية واضح ويعبر عن الموقف الشعبي حيالها أم أنه يتأثر بمواقف أخرى؟
* كلا غير واضح، أما موقف الشعب العراقي والعالم أجمع من الكارثة في سوريا فنحن في غاية الوضوح رفضنا قطعا لما يرتكب من جرائم.
0 comments:
إرسال تعليق