الوجه الحضاري لمصر/ أنطوني ولسن

أراد أصحاب الربيع العربي الذين مهدوا له واستخدموا أسوأ جماعة عرفها التاريخ لتكون الأداة التي ينفذون بها مخططهم الشيطاني وأعني بها جماعة الأخوان الغير مسلمين بكل أذرعتها الأخطوبوتيه والمنتشرة في العالم .

حقيقة أنهم بالفعل قد إختاروا خير صديق لهم يمكن أن يعتمدوا عليه لخراب منطقة الشرق الأوسط لثقتهم في مقدرة هذه الجماعة بالقيام بهذه العملية دون إراقة نقطة دم واحدة من جنودهم ومعداتهم ، ولا تهم التضحية المالية التي سينفقونها عليهم . المهم أن ينجحوا في الوصول لمآربهم مع الحفاظ على ربيبتهم إسرائيل لثقتهم العمياء أن هذه الجماعة هي خير من سيحافظ على إسرائيل خاصة بعد تشجيعهم على نقل كل التيارات الأسلامية المتشددة مثل القاعدة وغيرها من تيرات تتمركز في أفغانستان وباكستان إلى شبه جزيرة سيناء المصرية . بهذا تقسم سيناء بين إسرائيل وحماس والقاعدة وتنكمش مساحة مصر في سيناء ويمكن بسهولة تحويل مجرى نهر النيل إلى إسرائيل ولتذهب مصر إلى الجحيم فشعبها قد أصبح شعبا لا رجاء فيه ، ولم يعد يصلح لشيء . إذن الأفضل القضاء على مصر كما القضاء على المنطقة بتمكين الجماعة وذيولها من السيطرة والحكم والتحكم في بلدان المنطقة بعد الأطاحة بحكامها وإحلال الخونة الأخوان محلهم في الحكم الذي هم يحلمون به منذ زمن بعيد .

نجحت قوى الغدر والأحتلال الغربية بزعامة تيتا أميركا التي شاخت وترهلت وأصبحت لا تصلح لأن تكون ماما أميركا كما كان ينظر إليها من قبل .

لن نختلف كثيرا حول25 يناير 2011 إن كانت ثورة حقيقية أم إنتفاضة . لكن نكمل المسيرة مع مخطط الشيطان الذي إستخدم أيضا القوة العسكرية للجيش المصري الممثلة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة كل من المشير طنطاوي والفريق سامي عنان التي حكمت بعد تنحي مبارك والتي سلمت مصر على طبق من ذهب إلى جماعة الخونة ومن يتبعها .

إستسلم الشعب للقضاء والقدر وقبل حكمهم لكنه وضعهم تحت مجهر تلسكوبي لم يتخيلوا أن المصريين الجوعى والعرايا ورؤساء الأحزاب الذين سالت لعاب البعض منهم بالتقرب إليهم لينال البعض منهم منصبا أو مشاركة في صفقة أو ما شابه ذلك .

في أول تجربة للمصريين مع الخونة والأرهابين كانت في يوم بدء العمل في " البرغيرأمان " . صدم الناس في أعضاء ذلك البرلمان الذين في أول ظهور لهم لم يرى الشعب المصري فيهم أية صلة لهم بمصر ولا بالشعب المصري لما ظهروا به من تخلف وكذب وهمجية .

وهنا بدأ الشعب المصري في إتخاذ الحيطة وزيادة المراقبة لأفعال وأعمال أعضاء ذلك " البرطمان " ونجح في في حله وإلغاء ذلك المكان المسمى باطلا بالبرلمان المصري .

لم يتوقف الشعب المصري عند هذا الحد خاصة بعد نجاح " بالتزوير " تولى رئاسة الجمهورية واحد منهم .

مرت مصر بعد ذلك بفترة قلق حقيقي لم تمر به خلال حكم محمد على حتى حكم مبارك .

ظهر بوضوح ليس فقط التخلف والرجعية والبعد عن الوضع الثقافي لمصر إبان ظهور أعضاء برلمان قندهار وليس مصر والذي إستمر بنفس الشكل بعد تولي مرسي الحكم . بهذا الشكل الذي لا يحتاج إلى أي تأجيل دفع شباب مصر الذي ظن الغير إخوان والأرهابين أنهم مغيبون ولا أمل فيهم بعد سيطرتهم أو محاولة سيطرتهم على مفاصل الدولة المصرية . فقام الشباب بالتمرد على اللاإخوان والرئيس الغير مصري ونجحوا في الحصول على الشرعية الأنتخابية من جميع طوائف الشعب المصري الذين وقعوا على ضرورة عزل وتنحي الرئيس وقد نجحوا في ذلك ونجحت شرعية الشعب في إقصاء رئيس سبق إنتخابه بشرعية الشعب . الشعب الذي إختار والشعب هو الذي أقال ولا قول بعد هذا القول .

لم تهدأ الأمور في مصر بعد ذلك على الرغم من وجود رئيس جمهورية مؤقت ورئيس وزراء ووزراء مؤقتين . ومازالت المقاومة ضد اللاإخوان والأرهابين وأتباعهم من الجيش والشرطة إن كان في سيناء أو في جميع أنحاء مصر . مما لا شك فيه ستعبر مصر هذه الفترة بسلام وستنجح في العودة إلى ما كانت عليه إبان الزمن الجميل الذي عشناه وتعايشناه وكنا بحق خير أمة في الشرق ، بل في العالم .

قد يسأل ساءل ما الذي جعلني أستبشر خيرا بهذا الشكل المفاجيء وأنت الذي ألصق العار بكل مسئول في حكم مصر ؟

الحقيقة الذي غيرني هو المشهد الذي إفتقدته منذ سنوات وسنوات وخاصة فترة حكم اللاإخوان والأرهابين " الله لا يعدها تاني لا على مصر ولا أي بلد أخر " ، ألا وهو الوجه الحضاري لمصر أم الدنيا .

نعم الوجه الحضاري لمصر الذي شاهده العالم بأثره يوم السبت 14 ديسمبر عام 2013 والذي أعلن فيه الرئيس عدلي منصور تاريخ ويومالأستفتاء على الدستور الذي تمت لجنة الخمسين منذ أيام من الأنتهاء منه .

من يرى المكان والمتواجدون فيه من سيدات ورجال ، من رجال دين ودولة ، من سيدات و رجال من السياسيين ، ومن رجال القوات المسلحة والشرطة يرى أن كلمة الوجه الحضاري لمصر إسم على مسمى . هكذا تكون الدولة المتحضرة وهكذا يكون شكلهم وتكون هيئتهم .

لفت نظري وجود فضيلة الشيخ الدكتور الطيب شيخ الأزهر الشريف في الصف الأول " وليس كما أجلسه اللاإخوان والأرهابين " ، وعن يمينه الفريق أول عبد الفتاح السيسي نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، وعن يساره الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء . هذا المشهد وحده كقيل بأن يكون صفعة على وجه اللاإخوان والأرهابين الذين حاولوا إقصاءه . لكن الله كان لهم بالمرصاد .

كذلك السيد عمرو موسى في كلمته التي ألقاها ، كانت تشرح بكل وضوح وشفافية ما يحتويه هذا الدستور وأضغط هنا على توضيح أن الدستور ينص على مدنية الدولة ومدنية الحكم ومدنية الحكام . وبهذا يكون قد أقصى كل شائبة شابت الدستور .

أما عن المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية الذي ألقى كلمته وهو رجل القانون وأثبت في خطابه أنه رجل دولة من الدرجة الأولى ، وقد أعلن عن موعد الأستفتاء في يومي 14 و 15 يناير القادم لعام 2014 .

هذا الوجه الحضاري الذي شاهدته على شاشة التلفزيون أثبت دون أدنى شك أن مصر ستبقى أم الدنيا ولو كره الكارهون .

شيء أخر أختم به وهو ذلك اللقاء الذي أجراه الأعلامي الأستاذ أسامه كمال خلال برنامجه القاهرة 360 وإستضافته لوزيرالتربية والتعليم وما سمعته من سيادة الوزير عن مواعيد الأمتحانات للطالبات والطلبة في شهر يناير القادم حيث ستتوقف الأمتحانات في أيام السادس والسابع والثامن من الشهر بمناسبة عيد الميلاد المجيد . أيضا يومي 14 و 15 يناير لأعطاء فرصة للأستفتاء على الدستور . شيء أخر وهو توقف الأمتحانات يوم 19 يناير لأنه يوم مقدس عند المسيحيين .

شكرا سيادة الوزير .. الطريق طويل لكن بدايته هذه الخطوات التي إتخذتموها .    

CONVERSATION

0 comments: