كلمة دكتور أنطوان وديع الصافي في الحفل التأبيني للفنان الراحل وديع الصافي

بدعوة من مؤسسة "إنماء الشعر العامي العربي في اوستراليا والوطن العربي" 
سيدني- استراليا، في 10-11- 2013

أحباءَنا و إخوتـَنا الكرام في أوستراليا أدامَكم الله

ماذا عسايَ أن أقول بخسارة والدي الحنون وقد خلـَّف لي ملايينَ المُحبين؟ ماذا عسايَ أن أقول بخسارة والدي المعطاء أمام الذي أعطاني إيّاه محبُّوه من وفاء و عزاء لا محدودَين.

ماذا عساي أن أقول بخسارة والدي الفنان وهو الملهـِمُ الأكبر بعد الله عز وجل، للكتـّاب والشعراء والملحنين والمنشدين على حد سواء؟

ماذا عساي أن أقول بخسارة والدي؟... إنني لم أخسرْه، فوديعُكم الصافي باق  في كل واحد أحبَّه،

فمدرسة وديع الصافي ليست فنيةً فحسب، بل هي إنسانيةٌ بإمتياز تُحاكي الخيرَ في كل واحد منا... ترتقي بالإنسان فرداً و جماعة، آباءً وأبناء، أمهاتٍ وبنات، مواطنين ومهاجرين، كباراً وصغاراً - كل من مشى على درب وديع الصافي قد سار على درب الكمال.

نهلَ وديع الصافي من أعماق ِينابيع وتراكم ثقافة الأخلاق والفضائل والقيم في حضارتنا الإنسانية عبر التاريخ، وقدّمها بالأسلوب الفني الرائع والسهل الذي عرفناه، واختصر كل الثقافات الموسيقية والغنائية التي سبقته في مشرقنا الغنيّ بفنونه، وعَلـّى سقفَها حتى أصبحت السمَوات حدودَها، وأبدعَ ألواناً جديدة، وأضفى على فنونِنا صفةً كونيّة. فغدا الجسرَ الثقافيَّ بين ماضينا الجميل والحاضرِ المتجدد دائماً.

لم يكن وديع الصافي موظـَّفاً أو عاملاً في المجال الفني، بل وظـّفَ الفنَّ وسخّره في كل أصقاع الأرض، لنشر فكرِه الجامع، مرتكِزاً على قيَمِ المحبّةِ وثقافتِها بأسلوبِه الفني الرفيع و الفريد معاً، فاتـَّسمتْ أعمالـُه و موسيقاه بقدسيةٍ لم يعرفْها الفنُّ الشعبيُّ من ذي قبل وأصبح الرمز.    أنتم الإستمرارية وأنتم وديع الصافي

نعم فكلُّ مَن سمع وعمل بنهج وديع الصافي هو من مدرستِه حتى لو لم ينتمِ إلى العائلة الفنية...

أشكرُكم جميعاً على تعاطُفكم معنا، وعلى إقامة هذا الحفل،تكريماً لوالدنا الراحل الكبير،نخص بالشكر جمعيّة إنماء الشعر العامّي في أستراليا والعالم العربي وجميع أعضاءِ لجنتها، ورئيسة الجمعيّة المحامية الأستاذة بهية أبو حمد التي حبّت والدَنا الراحل وأحبّتنا حبّآ كبيرآ  دفعها إلى إقامِة هذا الحفل. الشكر لوزير الثقافة اللبناني الأستاذ غابي ليّون، القناصل والدبلوماسيّين، الوجوهِ الدينيّة  والاجتماعيّة والسياسيّة، الشعراء والكتّاب من لبنان والمهجر، المجتمع الأسترالي والجالية اللبنانية والجالياتِ العربيّة عموما، وجميعِ الضيوف الكرام، وكلّ من أحبّ والدنا وقدّر إرثَه الحضاريّ والغّنيّ.
 مع شكرِنا الكبير لوفائِكم و دُعائِكم ودمتـُم عن عائلة الراحل وديع الصافي 
د. أنطوان وديع الصافي

CONVERSATION

0 comments: