أسباب إستحالة ربيع عربي فلسطيني/ نافزعلوان

الفرق بين الأنظمة العربية ونظام سلطة رام الله  ونظام حركة حماس هو لاشيئ على الإطلاق. جميعها أنظمة قمعية تسلطية لا تخضع ولا تحترم أي قانون إنساني وتخالف أبسط قواعد الديموقراطية والعدل.  ونعلم مالذي يمنع أي من فئات المجتمع الفلسطيني أن تثور على تلك الأنظمة الحاكمة لهم في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، وسنقوم بسرده في هذا المقال، لا نعتقد أن الخوف من الموت هو الذي يمنعهم، بيننا وبين الموت عشرة بل أصبح الموت يخشانا أكثر مما نخشاه لأننا عندما نموت  نزحمه بعدد موتانا فنحن لا نموت واحد أو إثنين ولا حتي ثلاثة .. نحن نموت بالمآتين نسمة ولا تهتز لنا شعرة رأس راجع موت المأتين فلسطيني قبل يومين على متن عبارة، خبر عادي ولا يحرك في رأسنا شعرة ولا حتي العالم شعر بموت هؤلاء الفلسطينيين على الإطلاق.  ثم لماذا يبداء الشعور بموت الفلسطينيين فلقد مات الألاف من الفلسطينيين في المخيمات السورية حديثاً ومات قبلهم الألاف من الفلسطينيين في المخيمات اللبنانية قديماً ولا أعتقد أن أي موت يخيف أو يكون هو السبب الحقيقي في عدم الثورة على رموز حكم الشعب الفلسطيني القائمة اليوم.

ولكن ربما هو من باب إصبر على صاحب السو يا بتنصلح أخلاقه يا ربك بياخده وبيخلصك منه وهذا بالفلسطيني العام، وبالفلسطيني الفصيح هو أن الخوف من أن يأتي على الفلسطينيين من هو أسواء من عباس في الضفة ومن هنية في قطاع غزة.  ودعونا ننظر إلي الخيارات البديلة لنظام رام الله ونظام حركة حماس.  لو سقط نظام رام الله على سبيل المثال فإن البديل من سيكون؟ قريع أم النتشه أو ربما عريقات أو أبو ريالة الأحمد،  وكما ترون لا يوجد هناك من يصلح لإستبدال نظام سلطة رام الله بهم.  وحال الفلسطيني اليوم يقول .. على الأقل إمتلأت خزائن السيد محمود عباس ولم يعد بحاجة لأموال الشعب الفلسطيني على الرغم من أن الواقع والدلائل تشير على أن نهمه هو وأبناءه للحصول على المزيد من أموال الشعب الفلسطيني لم يتغير وهناك أعمال مقاولات للقيام بتوسعة لخزانات أموال السيد محمود عباس وأولاده، المهم، الخوف من أن يأتي الشعب الفلسطيني ناهب جديد لخزانة الشعب الفلسطيني هو ما يخيف الشعب في رام الله أن يثور على حاكم رام الله ويطيح به كما أطاحت الشعوب العربية بزملائه من قادة الأنظمة العربية المزالة.  وأما في قطاع غزة فإن الخوف هو أن يأتي على سكان قطاع غزة حركة إسلامية تضع حركة حماس وتشددها في صرمها ولا مؤاخذة في هذه الكلمة، يخاف شعب قطاع غزة أن تحكمهم حركة سلفية وهابية متشددة تعيدهم إلى إرتداء الثوب وحتي كاحل القدم ومن يتحدثون عن الحجاب فسيكون هذا الحجاب بالنسبة لما سيضع هؤلاء السلفيون النساء بداخله هو عبارة فستان سبور في مخالفة صريحة لتعاليمهم توجب إيقاع القصاص بمرتكبته من النساء الفلسطينيات في قطاع غزة وسيكون نكاح الجهاد فرض عين على كل فلسطينية بلغت الرابعة عشر متزوجة كانت أم مطلقة أو أرملة وذلك لتقوية المجاهدين في سبيل الوصول إلى الأقصي الشريف وتحريره۔ لذلك نجد القوم في قطاع غزة ولسان حالهم يقول إن حركة حماس لديها بعض الليونة وقادتها لا زالوا يرتدون البنطال والقميص وهذا أفضل بكثير ممن يرتدون العماءم والجلابيب.

إذاً المسألة بالنسبة للشعب الفلسطيني هي ليس الخوف من الموت الذي سيوقعه نظامي غزة والضفة الغربية في حال قيام ثورة، الخوف هو من عدم معرفة من سياّتي خلفاً لمن يحكمون الأرض أليوم على الأراضي الفلسطينية.  وربما يتطلع الفلسطينيون أن يقوموا بشيئ متقدم ومتطور عن ما قامت به ثورات عربية مجاورة وكما شاهد الشعب الفلسطيني مدي عجز دول كمصر وتونس وليبيا وهي دول مستقلة منذ زمن ومن المفروض أن لديها أو توفر لديها عبر السنين من هم مؤهلين لتولي الحكم بعد سقوط طغاة تلك الدول ورغم ذلك وكما نشاهد حالة التخبط التي تعاني منها تلك الدول حتي دولة مصر والتي قام ذراعها العسكري القوي بالإطاحة بمن قاموا بأخذ البلاد في تيار ومسار كاد أن يجعل من القاهرة عاصمة رسمية لتنظيم القاعدة الإرهابي وعلى الرغم من ذلك فإن قيادة الجيش المصري لا تجروء مجرد الإتيان على إمكانية تولي الفريق السيسي رئاسة الدولة ولا نعلم إن كان ذلك لضعف في شخصة يعلمه ويعلمه كذلك قادة الجيش المصري من حوله أم أن الإتجاه هو نحو إقامة نظام يحاكي النظام التركي والذي خلقه الجيش التركي وهو نظام أن الجميع في نهاية المطاف يقع تحت إمرة الجيش التركي مهما كانت مدنية تلك الأسماء التي تعتلي رئاسة الجمهورية وحتى رئاسة الوزارة.

إلا أن الشعب الفلسطيني لا يملك هذا ولا ذاك، فهو لا يملك الجيش المهيمن المسيطر على الأمور في حالة ما تهور رئيس ما أو رئيس وزراء ما وقام بعمل أحمق وكذلك فإن الشعب الفلسطيني منقسم من النصف تماماً ومنشق بين المتشددين في تطبيق تعاليم الدين الإسلامي ورغبتهم في قيام دولة إسلامية وليس ذلك من رغبة نابعة من صميم الشعب الفلسطيني ولكن للأسف بناء على تعليمات أتتهم وفرضت نفسها على الشعب الفلسطيني فخرجت الصورة على أن هناك نظام إسلامي يستطيع حكم الشعب الفلسطيني.  وقسمه الثاني أو شقه الثاني فهو وعلى الرغم من أن أغلبيتهم ممن يحرصون على إقامة صلاة الجمعة وحضورها ويحرص عدد كبير منهم والشهادة لله على إقامة الصلاة وإتباع تعاليم الدين الحنيف إلا أن كل ذلك بحدود أن لا تطغي على دنياهم وعلى رفاهياتهم الدنيوية وإهتمامهم وإتباعهم للموضة على أساس أن كل إنسان معلق من عرقوبه من ينغمس في المعاصي فهو حر ومن يعتدل وكفر ساعة ويستغفر ساعة أخري فحسابه على الله وليس على يد إمام المسجد ولا على يد مدرس مادة الشريعة في الكلية الإسلامية.

حتى هنا والأمر واضح ومقبول، ولكن ما هو الحل؟ وهل هناك حل وسط؟  في الحقيقة وعلى ضوء ما هو واضح أن لا يوجد هناك حل ولا يوجد هناك حل وسط، فمن أجل أن يكون هناك حل حقيقي لابد من التخلص من عصابات إرهاب تنظيمية فلسطينية ظخمة شرسة مسلحة من قمة الرأس وحتى أخمص القدمين والتخلص من هؤلاء يستلزم دول قوية للتخلص من هؤلاء وهناك قواعد الإرهاب الإسلامي والتي هي الأخري تربطها بتلك العصابات التنظيمية علاقات وطيدة بل وصلة قرابة من الدرجة الأولى بحيث تجد أن الأخ ينتمي إلي تنظيم فلسطيني والأخ الثاني ينتمي إلى حركة إسلامية متشددة.  مأزق وشرك وقع فيه الشعب الفلسطيني يصعب الخلاص منه دون محو كامل وشامل للشعب الفلسطيني.

الشعب الفلسطيني لا يستطيع سوي البقاء متفرجاً وذلك حتي يقوم فريق منهم بتصفية الفريق الآخر ثم تأتي الدول صاحبة القرار الحقيقي في هذا العالم وتتخلص ممن ستكون لهم الغلبة عل وعسى أن ساعتها نكون قد تهيأنا عقلياً وعلمياً وأن ننشئ نظام حكم فلسطيني يمنحنا الفرصة أن نعيش بكرامة على وطن فلسطين.

 لوس أنجليس

CONVERSATION

0 comments: