جعجع: من اسباب محاولة اغتيالي أني وضعت المسيحيين في قلب الربيع العربي

اكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في مقابلة مع قناة "العربية"، ان محاولة الاغتيال التي تعرضّ لها هي "محاولة جدّية وليست رسالة"، معتبراً ان سبب محاولة اغتياله هو لأنه وضع المسيحيين في قلب الربيع العربي "اذ هناك من يحاول جذب المسيحيين ليرموا بهم على قارعة طريق الأحداث ويجعلونهم ذميين وكأنهم بحاجة دوماً لمن يحميهم".
واشار الى انه "غير نمط حياته واتخذ التدابير اللازمة كي لا يعود بإمكان الجهة التي تقف وراء محاولة اغتيالي التمكن من القيام بمحاولة ثانية"، مشيراً الى ان الجهة التي تقف وراء محاولة الاغتيال "ليست بالطبع جهة شخصية بل يمكن الاستنتاج أنها جهة سياسية من خلال نوعية العملية والاحتراف الموجود والادوات المستعملة، ويُقدر عدد المشتركين فيها أقلهُ بستة أشخاص اذاً هي جريمة منظمة ومركّبة. أما في ما يتعلق بالمكان الذي حصلت فيه الحادثة فهو يستلزم مراقبة طويلة المدى على بُعد 3 أو 4 كلم ولفترات طويلة جداً، مع العلم أنني لست معتاد على المشي في مكان الحادثة الا من وقت لآخر عرضاً".
وأضاف "أما في ما يتعلق بالوضع السياسي، يجب أن نرى من لديه مصلحة في إزاحتي عن الساحة السياسية وهو الفريق الآخر في لبنان وعلى مستوى المنطقة باعتبار ان الأمور صارت متداخلة فيما بينها بين لبنان وما يجري في المنطقة، فمنذ العام 1975 الى اليوم صارت أمور لبنان متداخلة مباشرة مع الخارج بسبب وجود أطراف لبنانية مندمجة بمشاريع دول إقليمية أكان سوريا أو ايران وبالتالي أصبح الوضع اللبناني يتأثر مباشرةً بما يجري إقليمياً".
وعن مدى جدية التحقيقات في محاولة الاغتيال، أكّد جعجع ان "رئيسي الجمهورية والحكومة جديّان في الموضوع، كما ان قائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير عام قوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي والعميد وسام الحسن بالتأكيد جديّون في التحقيق، قد يكون هناك اختراقات عديدة ما دونهم في الأجهزة الأمنية ولكن هذا لا يعني أنه لا أمل اطلاقاً بتحقيق جدّي، ويمكن ان تواجه التحقيق عدة صعوبات، فعلى سبيل المثال لا الحصر في موضوع داتا الاتصالات، أيُعقل ان الأجهزة تصارع الى الآن للحصول عليها؟ فالاختراق الأساسي في هذا الموضوع يقع على هذا المستوى بالتحديد. يقولون ان هذا الأمر متعلق بخصوصية اللبنانيين، ولكن أين حصلت مشكلة مع خصوصية اللبنانيين؟ وقبل أن تنقذ لهم خصوصيتهم، أنقذ لهم حياتهم. واذا كان الأمر فعلاً يتوقف على خصوصية اللبنانيين، هل لم يكن لدى اللبنانيين خصوصية قبل 15-1-2012 موعد توقيف اعطاء الداتا؟ وبعد وقف اعطاء الداتا، صدر قرار عن مجلس الوزراء يُغطي هذا التقصير بتاريخ 1-2-2012 أي بعد 15 يوماً من توقف الوزير المعني عن اعطاء داتا الاتصالات، وبعد ذلك بشهر تقريباً حصلت محاولة الاغتيال، فمن يتحمّل المسؤولية؟". ولفت الى ان "الاختراقات الحاصلة هي بالدرجة الأولى على المستوى السياسي وهذا يُعيق التحقيق، وبالتالي كيف بإمكان التحقيق ان يكون جدياً في وجود هكذا حكومة وحزب الله وحلفائه وحلفاء سوريا الذين يسيطرون على القرار السياسي وعلى ما استطاعوا أن يُسيطروا عليه من الأجهزة الأمنية؟ ولكن في مكان آخر، يبقى بعض اللبنانيين الذين لديهم النيّة الطيبة، طبعاً تُصبح حظوظهم أقل ولكن سنستمر بالمحاولة".
ورداً على سؤال حول ان السلاح الذي استُعمل في محاولة الاغتيال قد استُعمل من قبل حزب الله في حرب 2006 ضد الاسرائيليين، أسف جعجع "ان الخصومة السياسية في لبنان لا يوجد لها حدود الى درجة ان الخصم السياسي مستعد للتكلم وطرح أي شيء دون التحلي بالحدّ الأدنى من الموضوعية السياسية"، كاشفاً "ان التحقيق الى الآن لم يستطع تقدير اذا عيار الرصاصة هو 12.7 أو 14.5، بينما هم عرفوا بواسطة شبكات التواصل الإجتماعي اسم السلاح وأين استُعمل، وهذه البنادق هي من صنع عدة دول وبالتالي كلّ هذا لا يعني شيئا".
وحول اذا ما كانت محاولة الاغتيال هي نتيجة أنه أصبح زعيماً وطنياً ومتحالفاً مع الطائفة السنّية ولأنه زار السعودية وقطر واستُقبل جيداً من قبل دول عربية عديدة، أو لأنه وضع نفسه في قلب الربيع العربي، أجاب جعجع "هناك سبب إضافي هو لأنني وضعت المسيحيين في قلب الربيع العربي، فهناك معركة ومواجهة كبرى في الشرق الأوسط اذ هناك من يحاول جذب المسيحيين ليرموا بهم على قارعة طريق الأحداث ويجعلونهم ذميين وكأنهم بحاجة دوماً لمن يحميهم، في مقابل نظريتنا المعروفة ما هي. كما ان هناك سبباً آخراً هو ان جماهير 14 آذار تستمد معنوياتها مني في ظل الظروف القاهرة التي أجبرت سعد الحريري على البقاء في الخارج وابتعاد آخرين منذ مدة عن قوى 14 آذار".
وعمّا اذا كان خائفاً من تعرُض النائب وليد جنبلاط لمحاولة اغتيال، قال جعجع " بحسب قراءتي لعقل وكيفية تصرف الفريق الآخر، نعم أنا أخاف عليه جدياً الا اذا اعتبر هذا الفريق ان الانتقام بمثابة طبق يؤكل بارداً أي ليس من ضمن أولياته الآن باعتبار ان محاولة اغتيال جنبلاط أم عدمها لن تؤثر في الأوضاع".
ورداً على سؤال حول منع التحركات الشعبية لمساندته على أثر محاولة الاغتيال، أوضح جعجع أنه "كان من المفترض أن يحصل تحرك شعبي كما جرت العادة في هكذا ظروف لينزل الناس الى الشوارع للتعبير عن غضبهم ولكن نحمدُ الله ان "القوات اللبنانية" هي حزب منظّم جداً الى أبعد حد، وقد يكون البعض يُعيب علينا هذا الأمر، فمن أول لحظة بعد محاولة الاغتيال كان اهتمامي الفعلي هو ملاحقة الجريمة والفاعلين اذ يجب أن نضع ولو لمرة واحدة يدنا مباشرةً على كيفية تنفيذ إحدى هذه الجرائم التي تطالنا، وانطلاقاً من هنا طلبت من الأمانة العامة في حزب القوات بمنع أي تحرُك لأننا نعلم جميعاً ما قد يجر وراءه أي تحرك شعبي فنحن لسنا بحاجة لثورة لإثبات محاولة الاغتيال بل جلّ ما قمنا به هو التعبئة السياسية اللازمة باستثناء منطقة واحدة لم أستطع الا أن أُعطي الإذن للقيام بتحرك صغير ومحدود وهي زحلة".
ورداً على سؤال حول اتصال البطريرك الماروني به لتهنئته بالسلامة، أجاب جعجع " لقد اتصل بي النائب البطريركي المطران بولس صياح من قبله".
وعن امكانية العودة الى صراع داخلي في لبنان، قال جعجع "لا أعتقد لأنه على الأقل هناك فريق 14 آذار، الذي أصبح اليوم أكبر من ذي قبل بخلاف ما يعتقد البعض انطلاقاً من ممارسات الفريق الآخر والثورات العربية والفساد الذي أظهره الفريق الآخر بعد استلامه السلطة بالرغم من كل ما لحق بنا من كبوات،  مصرٌّ على الحفاظ على السلم الأهلي ولو على حسابه أحياناً"، مشيراً الى أنه شخصياً لن يحمل السلاح مجدداً "فهناك حدّ أدنى من الدولة اللبنانية وحتى لو تعرضت للضغوط لا يوجد امكانية لأن تتفكك كما حصل في العام 1975، وهذا ما دفعنا حينها الى حمل السلاح، مع الاشارة الى ان البعض حمل السلاح حينها عن سابق تصور وتصميم بينما كنا نحن مكرهين على حمله للدفاع عن أنفسنا أي "مكرهٌ أخوك لو بطل"، مشيراً الى ان "وجود الفريق الآخر بترسانته وسلاحه وطريقة عمله يُعيق العمل الديمقراطي ونحن مستعدون للانتظار الى ان تأخذ العملية الديمقراطية مداها على أن نقع في المحظور".
وأكّد أنه " لا بديل في الوقت الحاضر عن اتفاق الطائف أقله في المرتكزات والنقاط الرئيسية والمبادئ التي يتمتع بها"، لافتاً الى ان "الطائف يحتاج الى بعض التعديلات أو العمليات التجميلية فقط".
وأوضح أن "لا علاقة لسقوط النظام السوري بالجلوس على طاولة الحوار ولكن موضوعياً ان الفريق الآخر لن يجلس على الطاولة بشكل جدي الا بعد سقوط النظام في سوريا وسقوط السلاح من يده أيضاً".
واعتبر "ان النظام السوري عندما يتوقف عن استعمال العسكر سيسقط فوراً"، متوقعاً استمرار الأزمة السورية الى فترة ليست ببعيدة "الا في حال طرأ تغيير ما على مواقف بعض الدول الأجنبية وقررت التصرف بوضوح أكبر". ورأى ان المشرق العربي سيشهد مخاضاً طويلاً لسنوات عديدة مترافق مع آلام الولادة ولكنه مخاض بالاتجاه الصحيح، متوقعاً ان "تتحول المواجهة في الشرق بين المعتدلين والليبراليين المؤمنين بالحرية بكلّ معناها من جهة وبين المتعصبين او المتطرفين أو الأصوليين أو التقليديين، دون أن أقصد استعمالها بالمعنى السلبي، من جهة أخرى ولكن في النهاية سنصل الى شرق حر تأخذ فيه اللعبة الديمقراطية مداها وهذه ستكون قيامة الشرق الفعلية".
وعن توقعه ضربة على ايران، قال "ان موضوع ضربة جوية على ايران مطروح بشكل جدّي ولكن لا أعلم ان كانت ستحصل وبالتالي أي ضربة عسكرية اسرائيلية أو غيرها على ايران سيليها للأسف بتقديري حرباً كبيرة ومدمّرة على لبنان".

CONVERSATION

0 comments: