مصباح الاحدب: التواصل مقطوع مع المستقبل ولكل طرف في البلد جهازه الامني

 المرده ـ حسناء سعادة
رأى رئيس لقاء الاعتدال المدني النائب السابق مصباح الاحدب في حديث خاص لموقع المرده انه اذا تأمنت مصالح بعض الضباط, لا تكون مصالح الطائفة السنية كلها قد تأمنت، مشيراً الى عدم وجود قاعدة في طرابلس ولا حزب الله كذلك "لان الجميع هم من ابناء طرابلس"، معتبرا ان هناك صراع اجهزة والمواطن هو الذي يدفع الثمن.
واوضح انه لا يجوز ان نطلق على كل مسلم سني متدين صفة ارهابي، مطالبا الجيش اللبناني بأن يضرب بيد من حديد وان يكون مرجعية "لاننا لا نقبل اي اعتداء عليه رغم ملاحظاتنا الناتجة عن القرار السياسي غير الواضح"، داعياً لان تكون الاجهزة الامنية للجميع بدل ان يكون لكل طرف في البلد جهازه.
واذ اكد الاحدب ان التواصل مقطوع مع تيار المستقبل رأى ان هناك غيابا للسياسيين في تيار المستقبل وان التواجد محصور فقط باجهزتهم الامنية.
ونورد نص الحوار كاملاً:

س: لقد اطلقتم صفة شهداء على من قلتم ان الجيش اللبناني قتلهم في طرابلس فهل تجوز هذه التسمية؟

ج: بالامكان القول انهم ضحايا ، هم قتلوا في منطقة باب التبانة اما في الشارع او على حاجز، منذ 14 سنة، وان اهلهم يتساءلون دائما لماذا لم يكن هناك اي تحقيق، واذا كانت هناك تحقيقات او تحقيق سري لماذا لا يقولون ويتم تحديد المسؤولية ، نحن لن نغضّ الطرف عن الموضوع لا سيما وان العملية يجب الا تفهم وكأن الجيش منحاز وهذا ما لا نقبل به فالجيش هو مرجعية. لدي ملاحظات كثيرة ضد الجيش اقولها بصراحة ولكنها ناتجة عن القرار السياسي غير الواضح.


س: دائما تدافعون عن الموقوفين الا تثقون بالقضاء ؟

ج: العدالة في لبنان غير موجودة مع الاسف، والقضاء متصدّع، ونحن منذ احداث الضنية نطالب علنا بمحاكمة الارهابيين، وان يدفعوا ثمن الخلل الامني الذي قاموا به، ولكن لا شيء يبرر ان يكون هناك تحقيقات تمتد لست سنوات، واشخاص يخرجون من السجن بعد اربع سنوات من دون ان يكون عليهم اي شيء، هناك فريق ملتزم ولكن لا يجوز ان نطلق على كل مسلم سني ملتزم دينياً صفة ارهابي وتكفيري وخطير، والكل يعلم ان الاكثرية السنية هي مع الاعتدال والتجارب اثبتت ذلك خلال الاقبال الذي حصل في انطلاقتنا ، من هنا ندعو للاسراع في ختم التحقيقات ليخرج الابرياء ولتعود ثقتنا بالقضاء الذي لا يجب ان يكون مسيسا ولكننا لا زلنا نعاني تفاوت في الرؤية في كل مؤسسات الدولة، فكيف يمكن لرئيس مجلس القضاء الاعلى ان يبدو وكانه من حصة احد، بينما هو منصب يجب ان لا يكون مسيسا لانه مفترض ان يكون الحكم؟ كيف ستكون لنا ثقة بالقضاء، والتسويات تكون ملائمة عند اشخاص وغير ملائمة لاشخاص اخرين؟.


س: تردد ان هناك صراع اجهزة في الشمال ماذا تعني في هذا الاطار؟

ج: هناك حملة ضد الجيش في مدينة طرابلس وكأن الجيش منحاز وهو مع فئة ضد فئة، وما يحصل على الارض هو ان مخابرات الجيش تحمي فريقا وفرع المعلومات يحمي فريقا اخر، وهذا امر غير مقبول لان الدولة يجب ان تكون مع الجميع، انا مطلبي الاساسي هو سحب السلاح، ولكن ممكن ان يكون الامر معسّراً في هذه المرحلة، لعدة اسباب يعرفها الجميع، لكن على الاقل يجب ان نعمل على منع المظاهر المسلحة وعندما نقوم بهذه الخطوة لا يستطيع عندها اي شخص التذرع بانه مقاوم، من هذا المنطلق نقول انه يجب ان يكون هناك وجود لكل القوى الامنية بالتساوي في كل المناطق في طرابلس، ولا يجب ان يوضع الجيش بين طرفين متنازعين يطلقان النار على بعضهما البعض فيدفع الجيش الثمن، لا سيما وان السيارات المتنقلة تطلق النار عشوائيا، والجميع يعرف من هم هؤلاء فلماذا يصار الى حمايتهم، نحن لا نقبل ان يكون هناك اي اعتداء على الجيش اللبناني، ولكن بالمقابل اول ما يجب ان يقوم به الجيش هو الضرب بيد من حديد وعلى مسافة واحدة من الجميع وعدم التراخي مع احد لمصلحة احد اخر، يجب ان يكون هناك معالجة للمواضيع في العمق تفاديا لتكرار هذه الاعمال وتصبح الناس كلها الى جانب الجيش، ليكون مرجعا للمواطن العادي، وانا اعتبر ان التوازن الذي وضع بعد اتفاق الدوحة اخذ فريق 8 اذار مخابرات الجيش، فيما اخذ فريق 14 اذار فرع المعلومات، فالامن في البلد مقسوم، خاصة عند الاطراف السياسية فكل طرف لديه جهازه الخاص به، في وقت يجب ان تكون الاجهزة للجميع، ولحماية مؤسسات الدولة من دون اي انحياز.


س: اي قانون انتخابي ترى انه الافضل؟

ج: انا مع قانون انتخابات يشبه اللجنة التي ترأسها الوزير السابق فؤاد بطرس والذي يعالج المشكلة السياسية في لبنان ويعطي هامشا لاشخاص كي يتمثلوا في المجلس النيابي، والا يكون هناك افرقاء تمثل فقط الطوائف، والحقيقة ان قانون ال 1960 يعيدنا الى الوراء، وانا اكيد اننا سوف نبقى عليه، لان الاكثرية تفضله لانه يخدم مصالحهم .


س: أين ستكون في الانتخابات المقبلة؟

ج: من المبكر التحدث عن هذا الموضوع الان، لان هناك وقت بعيد ليس بعدد الايام وانما بما قد يحصل، فالاوضاع متقلبة جدا. لقد كان هناك جهات اقليمية تعمل على هذا الموضوع وهي الآن منشغلة، وانا دفعت اثمانا باهظة في الانتخابات وغير الانتخابات لانني لم اساوم على بعض ما اعتبره مبادىء بالنسبة لي، وانا لم ازل عند هذه المبادىء فاذا كان هناك من مجال للتفاهم حولها والتوصل الى قاسم مشترك فلا مشكلة لدي بالتحالف مع اي شخص.


س: هل هناك امكانية للتحالف مع تيار المستقبل ؟

ج: لا ارى ان الامور تسير بهذا الاتجاه، ولكن كل شيء ممكن، ولكن التواصل مقطوع معهم، والطريقة التي تعالج بها الامور غير مشجعة نحن لا نسمع الا وثائق وهذا الامر غير مشجع، واذا كانت الوثائق تريد اقناعي بالقضية فانا مقتنع بها منذ زمن، واثبتنا اننا مقتنعون بالقضية، وانا ارى ان هناك غيابا للسياسيين في تيار المستقبل وان التواجد محصور فقط باجهزتهم الامنية، وانا لا ارى نفسي في تحالف مع جهاز امني، ان تيار المستقبل يمتلك وجوها جيدة في المدينة اين هي اليوم، لا احد يسال عنهم او يحاورهم بل على العكس نراهم مهمشين، وفي كل مرة نعود الى التقليد وهذا ما ارفضه.


س: ماذا عن التحالف مع الرئيس نجيب ميقاتي ؟

ج: بالنسبة الى الرئيس ميقاتي استبعد التحالف معه، ومن اليوم وحتى الانتخابات يمكن ان يكون هناك الف تركيبة وقد تعودنا ان نخلق تركيبات جديدة ووجوها جديدة.

س: كيف تنظر الى الوضع في طرابلس؟

ج: هنالك من يريد ان يطلق معركة في طرابلس ونحن لا نريدها ومن هم مع حزب الله اليوم كانوا سابقا مع المستقبل، لاسباب عديدة غيروا، والحل ليس بتسمية فريق بالقاعدة وهو من سيلغي حزب الله من طرابلس، فلا هؤلاء حزب الله ولا اولئك قاعدة. لا يوجد قاعدة في طرابلس، ولا يوجد حزب الله فيها ايضا، هناك تنظيم مسلح من قبل حزب الله لمقاتلين طرابلسيين ولكن الاثنين هم اولاد طرابلس ولا امكانية لطرح اي حل عسكري. هناك اخطاء من قبل اصحاب القرار السياسي ولم تؤخذ خطوات فعلية لمصالحة بين الجيش وبين اهل طرابلس وعكار( السنة عامة) واذا وصلنا لمرحلة واصبح الناس ضد الجيش فهذا امر مرفوض، وان الناس اثبتت على مدى سنوات طوال انها مع الدولة ومع الاعتدال ولكن مع الاسف الجميع يسال اين الدولة؟، واقول ان من يستطيع ان يجلس في مجلس الوزراء لساعات لدراسة موضوع بواخر الكهرباء وغيرها، يستطيع ان يعطي من وقته ايضا لحل مشكلة طرابلس خاصة وان رئاسة الوزراء من طرابلس وكذلك الوزراء، وانا تحدثت مع وزراء طرابلس حول هذا الموضوع، وكان الجو ايجابي وهذا غير كاف. يجب ان ننتقل الى التطبيق والا سوف يكون صوتنا عاليا، ولا احد يستطيع ان يقول اننا لا نستطيع ان نقوم بشيء .


س: كيف تنظر الى الازمة في سوريا وموضوع النازحين وتأثير هذا الملف شمالاً؟

ج: يجب فصل الامور عن بعضها البعض، فالمشكلة بين الجبل والتبانة هي مشكلة مواقع مخابراتية، وقلتها سابقا "الاجهزة وانيرغاتهم" قد يتطلب قرارا سياسيا وحتى تشكيلات، ولا احد لديه رغبة ان يحصل تقاتل بين ابناء طرابلس. هناك انقسام في الرؤية "ناس مع النظام وناس مع الشعب"، هذا الانقسام اذا ترجم عسكريا على الارض، واي من الفريقين اذا ربح، لن يستطيع ان يغير شيئا في سوريا، من هنا اقول لا مصلحة لاحد بفتح جبهة هنا. اما بالنسبة الى اللاجئين، فالكل يعرف النسيج الاجتماعي والتواصل العائلي الواحد بين اللبنانيين الشماليين والسوريين، يجب ان يكون هناك قرار سياسي بمقاربة الموضوع بواقعية. في المقابل لا احد يقبل ان يكون لبنان ساحة لتصدير السلاح وغيره الى سوريا، كما لا يجوز مضايقة اللاجئين تحت ذريعة نقل السلاح . نحن مع انشاء مخيمات للاجئين لكن ان تكون مضبوطة على كل المستويات. هناك منظمات دولية جاهزة للتمويل وعلى الدولة ان تسهل هذه العملية. وانا لا اخشى ان يتحول هؤلاء الى لاجئين على غرار اللاجئين الفلسطينيين لان الفلسطينيين فقدوا ارضهم اما السوريين فسوريا باقية وان حصل فيها تقسيم ستبقى مناطقهم. في سوريا هناك عدة اجندات تتصارع، وهناك مصالح دولية تتخطى بكثير مصالح سوريا، مع الاسف كل هذه المصالح تحصل في ظل غض نظر من المجتمع الدولي ومن يدفع الثمن هو المواطن السوري".


س: ختاماً لماذا لقاء الاعتدال المدني ؟

ج: الاعتدال المدني وجد في هذه المرحلة لاننا لم نجد انفسنا بين 8 او 14، والوسطية لا ارى انها تناسبنا، فكان لا بد ان نضع مبادىء ليست جديدة وهي التي دفعنا ثمنها وحافظنا عليها، نحن لا نثق باحد من السياسيين كي نمشي معه على العمياني فكان لا بد من اطلاق "لقاء الاعتدال المدني" واعطاء الدور لطاقات موجودة في المدينة كي تبرز .


CONVERSATION

0 comments: