صورٌ تحمي الساحات*/ كريم عبدالله

نصّ متعدد الأصوات ثلاثي الابعاد
مِنْ جديدٍ عادوا يحرسون الساحاتَ بـ بنادقهم بينما الرمل يملأُ فوهاتها الصدئة ... الأجسادُ هربت خرساءَ شوّهتها شمسُ الظهيرةِ تاركةً جيوبهم العسكريّةِ تصفرُ فيها ريحٌ تهمسُ في ذاكرةِ الشوارع .... خضّبني هذا التكرار في مواويلِ الحبيباتِ وهنَّ يغزلنَ حكاياتِ العشّاقِ المغدورين في مدافنِ الأيام ...كلّمتهم كثيراً إشاراتُ المرورِ تحنو على أحلامهم المحنّطةِ .... وأنا أتعكّزُ على شيخوختي ألملمُ أوراقَ السيسبانِ أحشو بها أعشاشَ الزرازير تحتَ قبّعاتهم العريضةِ  يبتسمونَ دائماً وضجيجُ المارّةِ يعلو بينما ملامحهم تبهتُ بالتدريج , حتى بائعُ اللبنِ إستظلَّ بهم منادياً ( إشربْ لبن أربيل )* والأكياسُ المنتفخة بـ اللبنِ الحارّ تنتظرُ الأيدي المشلولةِ لــ تغسلَ ما علقَ مسامعِ أيامهم الغابرة .
 * مدينة أربيل في كردستان العراق مشهورة بصناعة اللبن .
بغداد
العراق

CONVERSATION

0 comments: