تحية وتقدير للجزائر العربية/ عبدالواحد محمد

دوما ودائما تكتب الجزائر العربية صفحات خالدة عبر تاريخها العريق الذي منحنا من ربوعها الخضراء وجبالها الشاهقة  ونضال  احرارها ثورة فجرت كثيرا من ملكات الإبداع  العربي من ملكات الفكر الإنساني الجزائري  الذي جاهد من اجل الاستقلال عقود طويلة  ضد فرنسا المغتصبة للأرض المباركة للأرض المقدسة من أجل حرية وطن  من أجل حرية أوطان ؟
وعندما دعوت من قبل الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي والتي يرأسها الصديق الشاعرالكبير الاستاذ توفيق ومان للمشاركة في ( قسنطينة عاصمة الثقافة العربية والأمازيغية  لعام 2015 م )  كنت كالطائر المسرور الذي سيحلق في سماء جزائرية سماء احرار الجزائر وشهداءها المليون ونصف المليون شهيد الذين دفعوا من دماءهم الذكية الكثير والكثير من أجل استرداد الارض المقدسة والغالية علي كل عربي من المحيط إلي الخليج !
كنت  تواقا لرؤية الجزائرالعربية  رغم إنني زرتها من قبل لكن  للجزائر نكهة  وطن تشعر بها في كيانك العربي تسري كالدماء والانهار بلا حدود  وتوجهت من مطار القاهرة الدولي للسفر الي العاصمة الجزائرية صباح  يوم  الاحد 7 من يونيو الجاري  علي متن الخطوط الجوية المصرية في رحلة طويلة قاربت الساعات الاربع لكنها ممتعة مع حلم جزائري مع لقاء الاصدقاء والاحبة مع لقاء وطن ! ووصلت إلي مطار العاصمة الجزائرية في تمام الساعة 12 ظهرا بتوقيت العاصمة الجزائرية وسط استقبال رسمي ورائع من قبل الاخوة في الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي برئاسة الشاعرالكبير  توفيق ومان وكان لقاء تجدد من حلم إلي واقع وسط اعناق حارة تؤكد وحدتنا العربية وحدتنا الإنسانية وفي دقائق انهت سلطات مطارهواري بومدين اجراءات الخروج  بكل الترحاب العربي  المعهود في كل جزائري لاجد نفسي  تحت سماء العاصمة الجزائرية التي حطمت الاسطورة الفرنسية سماء العاصمة الجزائرية التي تتآلق في اسمي صور الابداع العربي  الكل يتحدث باللغة العربية الكل يحمل تلك المشاعر التي تلمحها في عيون جزائرية اهلين ومرحبا وسط البيوت الجزائرية المرتبة والمحيطة بالاشجارالباسقة والخضراء  وصاحبني الي الفندق الاخ العزيز الاستاذ  توفيق ومان وكان معنا من مصر الزملاء الاعزاء الشاعر سامح العلي والباحث الاستاذ حمد شعيب وكان الحديث عربيا بنكهة جزائرية  ووصلنا فندق الرايس في منطقة البرج البحرية وهي منطقة جميلة تطل علي البحر ويحيط بفندق الرايس البيوت العتيقة ذات الحدائق الخلابة  وتمتاز باسماكها الشهية  واستقبلنا الاخوة في فندق الرايس بكل سعادة وعلي رأسهم الاخت فضيلة فاتح والاخ نصر الدين المباركي والشاعر الرائع الاستاذ كمال شرشار  والصحفي الشاب رمزي ومان  وانهوا اجراءت تسكيننا في الغرف بكل حفاوة  وكان معي في الغرفة الاديب الاردني الدكتور فيصل مثقال والذي جمعتني به الغرفة رقم 305  وهو شخصية هادئة ولا تفارق الابتسامة وجهه الخمري  ويتحدث بلكنة تجمع بين المصرية والاردنية الفصيحة  وتناولنا طعام الغذاء وسط مشاعر عربية وكان معنا علي نفس المائدة الدكتور محمد العريبي من لبنان  وفيلسوفها الذي يتغني بحكمة ابن رشد وزهد ابن عربي  والدكتورة الجزائرية جويد  من جامعة الجزائر مختبر الفلسفة  واهديتهما روايتي الجديدة حارس مرمي وسط مشاعر عربية وحبلي بحب الوطن والصديق توفيق ومان  يمنحنا بلغته  العربية بهجة وجودنا في بيت العرب الجزائر كان  شاعرا وإنسانا يفيض عذوبة مثل الانهار رقيقا واثقا من نفسه وتحدثت معه كاتب تلك السطور المتواضعة  في كثير من قضايا وطن ووعدته أن يكون حوارا صحفيا  شاملا بعد عودتي إلي مصر أن شاء الله لاننا تطرقنا إلي كثير من القضايا التي تشغل العقل العربي اليوم ما يحدث في ليبيا   اليمن العراق  سوريا لبنان   فلسطين والعالم  ودور مصر والجزائر في كثير من تلك القضايا التي تبدو احيانا بدون حلول ؟
 كما  يؤلمه ويؤلمني  ويؤلم كل عربي  أي أن كان فكره او انتماءته السياسية  ورقة الطائفية  التي تعد اليوم هي وسيلة الضعف والتفتيت التي يعاد بها تشكيل منطقة الشرق اوسطية وسط استقرار اسرائيلي ! 
ودعم امريكي بأمتياز لكل من يسعي للهدم والفرقة تحت شعارات الوهم المعروفة الآن لأصغر طفل عربي !
الطائفية لغة ولعنة سيدفع الجميع ثمنها  الكل خاسر الكل خاسر !
وتمر الساعات سريعة لكن مع وصول ضيوف اعزاء  جاءوا تباعا  من تونس الخضراء الدكتور صالح علواني  والشاعر الكبير صالح رياني من ليبيا  والشاعر الليبي الكبير محمد دنقلي وفاكهة الشعر المغربي احمد لمسيح  والسهل الممتنع الشاعر المغربي ادريس بن العطار والشاعرة التونسية الشابة هاجر الساحلي  والباحث التونسي مولدي العنيزي  وشاعرها الكبير والمثقف الموسوعي  همامي الطيب  المتدفق عروبة وبملامحه التي تشبه أهل الصعيد في مصر  وصوت تونس الشاب انيس اللجمي  والباسمة دوما  فضيلة الفاتح  المديرة  الإدارية  للجمعية الجزائرية للادب الشعبي التي تحملنا جميعا إلي ضفاف وطنها الجزائر بعاطفة كل احرار الجزائر ترحابا  ومودة  بتذليل كل  طالبتنا بابتسامتها  الصافية مثل  صوتها الهادئ لم نشعر بالساعات  تمر وسط مشاعر عربية حبلي بكل قصائد الوطن وقصيدة الجزائر الخالدة الحرية وحل الليل سريعا  ليشرق نهار جديد  لنلحق بالسفر عبر حافلة  خاصة علي رأسها الشاعر الكبير توفيق ومان الرئيس الليبرالي جدا  متوجهين الي قسنطينة  التاريخ  فجر اليوم الثامن من جوان ( يونيو ) الجاري  ودعنا فندق الرايس وكلنا نترقب وصولنا الي قسنطينة   بلهفة وشوق  بلد الشيخ عبدالحميد باديس الذي اعاد للعقل الجزائري حريتة  اعاد له لغته العربية وأحد دعاة الجزائر الذين الهموا كل جزائري كيف يكون النضال  من اجل وطن  من أجل مستقبل عربي  والطرق الجزائرية تمتاز بالنظافة  واليسر فلا تشعر بمتاعب الطريق ومعنا العذب الشاعر توفيق ومان  يقوم بدور المرشد السياحي  وبعد حوالي ستة ساعات وصلنا الي بلد عبدالحميد باديس واحرار الجزائر قسنطينة التي تشبة القاهرة في شكلها التاريخي  تشعر بحنانها العربي جمال وروعة مبانيها العريقة نظافتها ورونقها المعماري قلاعها الحصينة  احتضننا فندقها أوربي الملامح  يتوسطها في آنفة وكرم عربي   والذي يطل علي جسور قسنطينة  المعلقة  بشكل دائري فتشعر إنك في مدينة للاحلام مدينة قادرة علي أن تتصدي لكل غزاة العالم ؟
وتعزف الالحان الجزائرية  في حميمية وسط مشاعر عربية جاءت من اوربا والعالم لتحتفي بوردة أميرة الطرب العربي في ذكراها كان من مصر المطربة غادة رجب الملحن المعروف حلمي بكر وآخرون  لكن جذبتني قسنطينة الجزائرية  لم امكث في غرفتي بالفندق رغم الاجهاد من عناء الرحلة واخذت جولة عابرة  بمفردي بين عالمها المفتوح ليل نهار وجلست علي احدي المقاهي القريبة من المسرح الجهوي الاثري   والذي سيستقبل حفل افتتاح الملتقي الرابع للجمعية الجزائرية للادب الشعبي  وسط نشوة قادم من بلد النيل إلي بلده  الثاني الجزائر استدعيت من ذاكرتي صفحات من تاريخ جزائري وصفحات أبنها البار هواري بومدين الزعيم العربي التاريخي  الذي فجر كثيرا من ملكات الإبداع الجزائري وكان أول خطاب له بعد استقلال الجزائر باللغة العربية رغم اجادته للفرنسية ووسط نداء الحق الله أكبر الله أكبر يعلو سماء البرلمان الجزائري أمام العالم أجمع  والحوار الداخلي بيني وبين التاريخ ينتقل  تدريجيا إلي بعض الشباب الجزائري الذي جمعتني بهم  المقادير بجلسة ودية علي مقهي الفن بوسط قسنطينة  فكانت كل اوطاننا العربية حاضرة ومعنا روح عبدالحميد باديس وهواري بومدين  جميلة بوحريد  وكل احرار الجزائر
وتصافحنا علي أمل اللقاء غدا وتوجهت إلي الفندق للاسترخاء بعدما اوشكت الساعة علي الثامنة مساء  ولم استرخي  كعادتي جمعتنا جلسات الحوار الدافئ مع الاصدقاء والصديقات من ربوع الوطن العربي  علي مائدة العشاء وبترحاب  عظيم من الشاعر الكبيرتوفيق ومان  الذي بذل جهدا كبيرا في اثراء جلساتنا  العربية  بكل فنون الثقافة  الجزائرية  واستدعاء  جوهرها التاريخي  فبدت  قسنطينة  فاكهة  لا تعرف غير عزف  فيه الحرية  حاضرة ولا تغيب يطيب لنا حتي الثمالة  كانت من روائع قصائدنا العربية فاتنة الفاتنات   فكانت الجلسات  جزائرية بل هي جلسات وايام ومانية عربية   فيها الشعر والشعراء يتسامرون مع اشعار سامح العلي وهمامي الطيب  محمد دنقلي  احمد لمسيح  صالح الرياني  توفيق ومان ابن الجزائر الشهم  أبن ولاية بسكرة بلد النخيل والتراث  ومع افتتاح  الملتقي مساء يوم 9 جوان ( يونيو ) في قاعة المسرح الجهوي بقسنطينة التاريخية وسط حضور اعلامي وجمهور جزائري عربي والابتسامة لا تفارق شفاة  توفيق ومان ومدير المسرح الجهوي  الاستاذ محمد ومستشار وزير الثقافة الجزائرية الاستاذ فؤاد  وممثلة المكتبة الولائية لولاية قسنطينة ومحافظ قسنطينة السيد  ياسر عرفات  وعزف تراثي هز كل الحضور علي انعام وربابة الفرقة الشعبية الموسيقية للمسرح الجهوي القسنطيني  وكثيرا منا شارك الفرقة افراح  قسنطينة عاصمة الثقافة العربية والامازيغية بالرقص علي مسرحها العريق وسط نشوة وطن  كان الافتتاح  بحق عروس جزائري عربي وتم تكريم أكثر من 7 شخصيات عربية  من المغرب تونس مصر ليبيا الجزائر  من قبل مسؤولي الثقافة الجزائرية  ورئيس الملتقي الرابع للادب الشعبي الشاعر توفيق ومان بعدما عزف النشيد الوطني الجزائري اسمي روائع الحرية في حميمية وطن  ؟
لنعيش افراح الشعب الجزائري العربي طوال ثلاث ليالي عربية من 9 جوان حتي 11 جوان  ولنسعد بصحبة كل هؤلاء المبدعين والمبدعات تحت سماء كل اعلامنا العربية التي كانت باسقة في  ميادين قسنطينة 
وتألف الجمع الكريم  الذي شارك في احتفالية قسنطينة  عاصمة الثقافة العربية  والأمازيغية  كمال شرشار شاعر من الجزائر مسعود طيبي شاعر من الجزائر محمد عباس شاعرمن الجزائر. عمر زعير شاعر من الجزائر حسان بلعبيدي شاعر من الجزائر العاقل بن عامر .عويشة بومدين. محي الدين قار. كمال فليج. فراحتية نور الدين.سليمان قاصد.عبد الله براكين. محمد لحمر. لزهر عجيري. ..الشعراء العرب هم محمد لعريبي من لبنان.حمد خالد شعيب جبريل من مصر.سامح العلي مصر. عبدالواحد محمد  مصر .احمد المسيح من المغرب دريس بلعطار من المغرب. طيب الهمامي. من تونس هاجر ساحلي من تونس صالح العلواني دكتور في الأدب من تونس مولدي العنيزي باحث من تونس أنيس اللجمي مطرب من تونس.محمد علي الدنقلي شاعر من ليبيا.صالح محمد غرودة من ليبيا. فيصل مثقال عجيان من الأردن. والهيئة التنظيمية تتكون من . نصر الدين مباركي سلسبيل بغدادي ملحن ومان أحمد رمزي.فضيلة فاتح  وجليل  دلهامي والشاعر الفيروزي  كما اعتز بشاعر تونس الاستاذ أحمد العباسي الذي حل ضيفا علي المهرجان  هو والشاعرة المبدعة التونسية  فوزية حرابي جاءوا من تونس الخضراء  وشاركونا افراح جزائرية عربية بروعة  قصائدهما  التي منحتنا جميعا مشاعر قسنطينة  مشاعر عربية  ومعهما  الشاعر الكبير احمد المسيح  وادريس بن العطار من المغرب  وسامح العلي من مصر   والهامي الطيب  من تونس  وآخرون  لكن كانت قسنطينة  مدينة الجسور المعلقة تحمل أرث تاريخي كتبت عبر قلاعها التي حطمت الاسطورة الفرنسي المغتصب لبلد عربي عريق كانت قسنطينة متحدية وباسلة عبر تضاريسها الشابة  عبر انفاقها التي تشبه  مغارات علي  بابا في الاسطورة العربية الشعبية  لا تعرف مستحيل تؤمن بحريتها وحرية العقل الجزائري العربي لذا حمل مصطلح ( الفلاجة ) اي المنشق دلالة علي الجهاد الذي كتب في صفحات التاريخ الجزائري ليكون شاهدا  علي روح المقاومة الباسلة  ضد المغتصب الغرنسي والتي اعادت لمدينة الجسور المعلقة حريتها  حرية  قسنطينة الي احضان الوطن الجزائري  وكانت تجسد تلك المشاعر الباحثة الشابة سعيدة حمداوي  في ورقتها البحثية حول دور المصطلح  ( الفلاجة )  والاغنية الوطنية في ورق بحث د محمد العريبي  د حمد شعيب من مصر  في ورقته البحثية حب الوطن  وجاءت ورقة مولدي العنيزي من تونس  ترجمة في حب الوطن وأيضا الباحثة  الجزائرية  فيروز بن رمضان  لتبقي اشعار الزجال الكبير توفيق ومان في حب الجزائر والوطن تعانقنا جميعا علي انغام عود  سلسبيل بغدادي ابن الجزائر وصوت ابن تونس الشاب ومطربها انيس اللجمي في رائعة كلمات توفيق ومان (فرح بضيوفي ) وصوت المستقبل التونسي والعربي الشاب الموهوب انيس اللجمي وعود الفنان الجزائري والمبدع سلسبيل البغدادي  وسط مشاعر عربية  اعادت للوطن  بعض من إيمان بالغد  إيمان بالمستقبل مع استقبال طيب من المتلقي العربي الجزائري كانت يوميات الثقافة الجزائرية في قسنطينة  يوميات ومانية عربية  كانت يوميات وليالي  جزائرية عربية  ؟!
بقلم 
عبدالواحد محمد 
كاتب وروائي عربي 
جمهورية مصر العربية 
abdelwahedmohaned@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments: