‏بلد أحادية الإتجاه/ ايمان حجازى

منذ عدة أيام يلح علي عقلي فكرة، تطاردني أينما ذهبت، تطرح نفسها علي في كل وقت وحين، تحاصرني مع كل فعل يحدث أمام عيني.
حاولت مرارا وتكرارا الهروب منها متعلله بأنه ليس وقتها، ومبررة لنفسي أن من يفتعل مثل تلك الأفاعيل ربما يمتلك من الأسباب أو يكون لديه من الأعذار ما تشفع له.
وبصراحة فنحن شعب يميل الي تبرير أخطائه، ومنطقة أفعاله، غير أننا نغلف أخطاءنا بغلاف ديني فنتعلل أحيانا بأن أخطاءنا ترتكب من باب النسيان ( وجل من لا يسهو) وعليه فإننا نطالب بعضنا بعضا - اذا أحببنا فقط - بإلتماس حتي سبعون عذرا وعذرا . 
لكن حدث أفعال في الشهر الأخير لا تقبل أبدا أي عذر لفاعليها.
فعندما يخالف قانون المرور ضابط شرطة ويعترض طريق مواطن بسيط برتبة سائق تاكسي ويهينه علي مرآي ومسمع من الناس مستخدما سلطته متحاميا في بذته غير معترفا بخطئه وغير مستجيبا لإعتراض المارة من المواطنين الذي يذكرونه ويوجههونه بفظاعة ما يفعل فيضرب بكل كلامهم عرض الحائط ، فهل هذا حادث يمكن أن نجد لفاعله عذرا !!!!!!!?? 
وعندما يجتمع أمناء شرطة علي إغتصاب فتاه في عربة الشرطه التي وجدت أساسا لحماية مثل تلك الفتاه حين تعرضها لمثل هذا الإعتداء الصارخ من أحد السفهاء أو المتيورين، فهذا فعل بصراحه لا يوجد له محل من الإعراب أساسا !!!!!!! 
وعندما يعقد ضابط شرطه محاكمه وقتيه ويصدر حكم بالموت الفوري علي مواطن بحجة أنه تعرض للرئيس أو للحكومه أو لوزير الداخليه مثلا بالسب أو أبدي إعتراضه علي نظام الحكم فهذا شئ يرفضه العقل ويأباه المنطق .
هذه الأحداث الثلاث من يتفق علي معقوليتها يخلق من جهاز الشرطة،، وخاصة بعض ضباطه الذين يرون في أنفسهم أنهم فوق الشعب وفوق القانون ،، معبدا وثنيا ويصنع لكل منهم صنما ويطالب المواطن العادي البسيط ،، الذي بالمناسبه يدفع راتب الضباط من ضرائبه ،، بالركوع والسجود وعبادة هذا الضابط الإنسان بغير الحق.
لو مردود علي هذه الأحداث الغير مقبوله ولا معقوله ولا منطقيه بأن رجال الشرطة حزانا علي من مات منهم وأعصابهم قلقه ومتعبه، فأعتقد أنه أولا رجالات الشرطه مؤهلين لمثل تلك الأحداث التي تخرج في عادتها عن المألوف، بل هم أكثر قدرة من المواطن العادي والذي بالمصادفة البحته يمر بنفس الظروف ويعيش نفس حالة القلق وربما أصابته يد الأحداث ففقد أخ أو إبن أو صديق أو جار أو زميل عمل وهو غير مؤهل ولا مهيأ للمواجهه والتعامل عكس الضابط.
ولا أجد في نفسي لهذه الأحداث الآتيه من بعض رجالات الشرطه ومن يأيدونهم غير أنها تؤكد أننا كنا ومازلنا شعب أحادي الإتجاه ، شعب يجيز لنفسه ما يحرمه علي غيره، شعب يغفر أخطاءه ويعظم من أخطاء غيره خاصة وأن شماعة الغير موجودة وقد سمح لنفسه بأن يعلق عليها جميع آثامه وموبيقات نفسه. 
لو إستمر بنا الحال علي هذا المنوال، وإستمرينا في تحويل أخطائنا وتحميلها علي الغير فلن ينصلح حالنا أبدا.
يا قوم الرجوع للحق فضيلة 
يا ناس يا خلق هو الإعتراف بالذنب فضيلة
ألا هل بلغت اللهم فإشهد .....

CONVERSATION

0 comments: