الإسلام صانع الرجال/ محمد محمد علي جنيدي

إن أحداث الإبادات الجماعية في العالم عندما نقرأ عنها وعلى سبيل المثال الإبادة الجماعية في رواندا، وضحايا مجاعة أيرلندا والذي كتب عنها المؤرخ الايرلندي ( تيم بات كوغان ) في كتابه (  مؤامرة المجاعة ) وأوضح فيه كيف لعبت بريطانيا دورا في إبادة الشعب الايرلندي، وكذلك إبادة سكان أمريكا الأصليين بعد أن أرادوا الأوروبيين الانتفاع بمواردها الطبيعية، وعملية التطهير العرقي للمسلمين في البوسنة، وجرائم الهولوكست الشهيرة، وغيرها من العمليات الإجرامية الكبيرة والكثيرة والتي تحدث في بورما بحق المسلمين حتى الآن، ثم الأطماع الدولية التي كانت شرارة الحرب العالمية الأولى والثانية، والهجوم النووي على هيروشيما وناجازاكي، والاحتلال البربري تحت تهديد السلاح للضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء وهضبة الجولان، وما تقوم به إسرائيل بحق سكان غزة من وقتٍ لآخر، انتهاءً بالسفاح الأمريكي الذي قتل ثلاثة مسلمين من أسرة فلسطينية بولاية نورث كارولينا، وقالوا عنه بأنه مختل!، ولم ينعتوه بأنه إرهابي، وما يحمل في ثناياها من عنصرية بالغة الوضوح،، كل هذه الجرائم التي يندى لها الجبين – العالم اليوم - قد غض الطرف عنها وتركها جميعا ولا مجال للحديث فيها، وأصبح المسلم بكل أسف، والمسلم فقط هو هذا الإرهابي الذي يهدد العالم كله،، لماذا إذا المسلمون هم من ينعتون بالإرهاب دائما رغم أن جرائم هؤلاء لن تغفرها لهم محكمة التاريخ عبر عمر هذه الأرض!!.
نحن كمصريين بعد احتلال سيناء قمنا بحروب الاستنزاف وحرب أكتوبر 73 لتحريرها، فهل كنا حينئذ أرهابين ونحن نحارب من أجل تحرير الوطن!، ولماذا يصبح الفلسطينيون بغزة إرهابين، أو لم تزل الضفة الغربية والقطاع تحت قبضة الاحتلال الإسرائيلي!!، وإذا ما قامت سورية بحرب لتحرير الجولان فهل تعد حربهم حينها إرهابا للإسرائيلين!!، ما هذا العبث بعقول الناس وكيف ينطلي على إنسان لم تتبدل فطرته ويغيّب وعيه هذا الخلط الفاضح الغير مقبول!.
ودعونا نتحدث جدلا.. إذا ما قامت دولة ما باحتلال ولاية أمريكية  ومضى الزمن مهما مضى ألا يحق لأمريكا أن تقوم بحرب لتحريرها باعتبار أن الحق قديم لا يسقطه مرور الزمن، أم سيقولون عن أمريكا حينئذ بأنها دولة إرهابية!.
على كل مسلم ما يزال له عقل رشيد وقلب لم تلوثه البوق الإعلامية العميلة في أي مكان في العالم، أن يعتز بدينه، وإن كان مذنبا يقترف من الآثام ما يقترف، فهو المستهدف، وهو المراد القضاء عليه، وذلك لأن الإسلام هو الدين الوحيد والمنهج والنظام الذي حكم قرابة نصف الأرض لأكثر من ألف عام حكما عادلا رشيدا، وهم يعلمون ذلك جيدا، ويخشون اليقظة الإسلامية في قلوب ونفوس المسلمين، خشية عودة هذا الدين الذي سيمنع عليهم عند نهوضه بالأمة وبكل تأكيد مقدرات الأوطان ومكتسباتها.
ولأن الإسلام هو صانع الرجال ولأنهم لا يريدوننا كذلك، فلن يطرف لهم جفن إلا إذا نجحوا في القضاء عليه تماما، وهم واهمون، وتلعب برؤوسهم الشياطين، وعليهم أن يعترفوا بأنه كلما سقط رجل أنهض الله به عشرة آخرين، ولأننا نؤمن بمراد الله فينا وفي مسيرة الحياة فلسوف يعود هذا الدين القيم، وترفرف رايته في جميع بقاع الأرض لينشرة الرحمة والإخاء والكرامة والعزة ويقيم العدل بين الناس لينصف المظلوم ويقيم القصاص العادل على من ظلمه.
( ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا ) صدق الله العظيم.
 - مصر
m_mohamed_genedy@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments: