السيسي وضرب "حماته" بالشلوت‎/ احمد خيري

(1 )

علي طريقة " الحماة اللعوب " .. لا قوانين أو قيم تحدد تصرفاتها نحو عريس إبنتها .. مهمتها في الحياة التفنن والإبتكار في شوي وقلي وإخراج العفاريت من جسده.. تغيير جلدها أسرع من الثعابين .. وتبدل لونها مثل الحرباء .. مخادعة .. قبل قراءة الفاتحة تغرد مثل البلابل.. صوتها ينافس رقة وأنوثة الفنانة غادة عبد الرازق .. وبعد الزواج فمها يتمدد بشكل أطول من زلومة الفيل .. وصوتها يتحول للفنان محمد سعد في دور اللمبي .. هكذا علاقة مجلس الشعب القادم بالرئيس عبد الفتاح السيسي ... فعلي سبيل المثال الدستور رهن تشكيل الحكومة بمجلس الشعب .. ومنح الحكومة والبرلمان القدرة علي محاربة وإجهاض ومجابهة أي قرارات من الرئيس خاصة فيما يتعلق بسياساته الداعمة للعدالة الاجتماعية وحياة الفقراء وفرض الضرائب ووقف النهب .. وما تتطلبه العدالة من منظومة تشريعية لن تأتى فى صالح رجال الأعمال الفاسدين أو عصابات الأحزاب المنحلة " الوطني والحرية والعدالة " .. هو ما يلقي المسئولية علي عاتق الشعب في إختيار أعضاء المجلس الجديد .. لكي يساهموا في دعم  الوطن بحكومة وتشريعات وطنية

(2 )

كأنه مكتوب علي جبيننا .. وفي ألواح أقدارنا .. نفس اللعبة السياسية .. وبنفس المخططات والألاعيب .. في مصر أحزاب قديمة وجديدة لا يعرف برامجها غير مجلس إداراتها .. ومن باب الفشخرة بواب الفيلا وسائق رئيس الحزب.. جميعها يعاني من حزمة أمراض .. أقلها أمراض الشيخوخة والزهايمر .. مرورا بفقدان الذاكرة وعلاقتها بالواقع .. تكذب وتصدق كذبتها .. والدليل علي ذلك " جرب " أن  تسأل مواطن بسيط في الشارع..  هل تعلم بأن هناك 4 أحزاب مجمدة .. 52 حزب قانوني .. 1 حزب تم دمجة في الآخر .. 12 حزب وقوى غير معترف بها من قبل الحكومة ؟ ولكن إحذر, فإجابته لن تكون أبعد من خلع الحذاء – لو يملكه – وقذفك به .. أو تجميع طوب الشارع فوق رأسك وكأنك مجنون.. وإعذره في ذلك فهو لا يشعر بها في واقعه .. أو مشاكله .. ويراها بأنها سبوبة ومصالح وربنا يعوض .

إذا كان هذا هو حال الأحزاب التي تستعد لخوض إنتخابات مجلس الشعب الجديد .. فهناك سؤال يجب أن نفكر فيه جميعا: كيف ستنجح الأحزاب والشعب لا يعرفها ؟ وبعد نجاحها ما هي التشريعات التي سوف تقاتل لإقرارها ؟ .. بالتأكيد أن بنائها جاء مدفوعا ومصبوغا بالمصالح الشخصية .. أصحابها كأنهم تجار في سوق الخردة بوكالة البلح .. كل صاحب " مخل " يتخيل بأن ما يمتلكه من قطع سيارات خردة مسروقة .. ومحركات مضروبة .. تتيح له تكوين سيارة سباق .. تخلب القلوب وتأكل الطريق وتكسب كأس فورميلا كفر الدوار .. ولأنهم تجار لا يخسرون .. ويبيعون الهواء في زجاجات .. فإما أن يفوزوا بمقاعد مجلس الشعب  أو يؤجرون سياراتهم القديمة لمن يدفع أكثر .

( 3 )

قاموس  الرئيس السيسي لا يشتمل علي معنى لكلمة رشوة .. ومفتقد لهوس تحويل أولاده لرجال أعمال بأموال الشعب .. وزوجته لا تتزين بالمجوهرات والمشروعات الوهمية التي تجعل منها " سيدة مصر الأولى " .. وقضيته الأولى الفقراء والعدالة الإجتماعية والوقوف أمام الجشع والنهب .. ولا يمكن أن تتم إلا بحزمة من القوانين والإجراءات ستكلف الفاسدين الكثير من الضرائب والإلتزامات.. كل ذلك يجعل  من مجلس الشعب القادم الملاذ الأخير لعدد من رجال الأعمال الفاسدين.. وخط الدفاع  النهائي عن مصالحهم الإقتصادية .. يرصدون الآن مليارات الجنيهات كميزانية لخوض الإنتخابات القادمة .. وجعل مفاتيحها في يد من يخدمهم في مجلس الشعب .. سواء كانوا أعضاء أحزاب منحلة أو منتمين للجماعات الإسلامية .. ويمكن تحريكهم بإستخدام ريموت التليفزيون .. للتحكم فى الأجندة التشريعية ضد ما يعتبرونه تهديدا مباشرا من الرئيس السيسي المنحاز لقيم العدالة الاجتماعية والذى يستعد لمجابهة جشعهم.

الآن .. والآن فقط وليس غدا .. الكلمة الأولى والأخيرة للشعب في إستكمال ثورته .. ودعم الرئيس السيسي في خوض حربه الضروس مع عدد من رجال الأعمال الفاسدين الذين مارسوا العربدة الاقتصادية والسياسية فى عهود سابقة .. ويمثل السيسى المنحاز للشعب تهديدا مباشراً لمصالحهم .. الآن يتكتلون من أجل إعاقته وتقويض سياساته التى تستهدف تحقيق أحلام الشعب .

فالدور الآن علي شباب مصر .. بمساعدة السيسي علي إعطاء الفاسدين " الحماة اللعوب " بالشلوت .. وفضحهم وكشف أسماء الناخبين التابعين لهم ..

مدير تحرير لغة العصر - مؤسسة الاهرام
القاهرة

CONVERSATION

0 comments: