ما بين سعادة الزعيم ووتد خيري شلبي/ فاطمة الزهراء فلا‏

السعادة شئ نسبي يختلف من شخص لآخر إليك عزيزي القارئ عدة أقوال عن السعادة بحكم  الخبرة في الحياة فقالوا عنها : لسعـادة هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن تقدّمه بدون أن تملـكه
السعـادة هي أضخـم رصيد يملكه الإنسـان ولا يفقده ما دام حيـا  , من هنا
حرص الزعيم  عادل إمام هذا العام على تقديم مسلسله الإنسانى «صاحب السعادة» مع المخرج رامى إمام، ويوسف معاطى، فى محاولة منه لبث السعادة للناس، وإدخال روح الفرح والمرح عليهم، وراح ينقب وراء الأبواب ويبحث عن أسرار الأسر المصرية ويناقشها بحس إنسانى كوميدى، وحاز إعجاب الجماهير وأصبح الأبناء والأحفاد يتمنون أن يكون لهم أبا وجدا كـ«بهجت أبوالخير» بالفعل تجمع الناس حول عمل اعتبروه خياليا ليس علي الأرض , وإنما هو في المدينة الفاضلة التي يعيش فيها الناس بأخلاق الملائكة , يسمون بلا أحقاد هي دعوة للأحلام المستحيلة , عودة للأسرة الريفية منذ أربعين عاما , تلك الأسرة التي يعيش فيها جميع أفرادها بلا خوف , فالأب  هو مدبر أحوالها يرسي قواعد البيت الكبير ليكبر الأبناء تحت كنفه , ويشارك في اختيار زوجة ابنه , كي تستقر أمور داره , ويختار الحجرة التي يعيش فيها ويؤثثها بالعزال  يعني الأثاث البسيط الذي  يفي بالغرض , ويعيش الابن سعيدا بعروسه الجديدة , وهلم جراا ...وتكبر الأسرة يوما بعد يوم , ويفرح الجد بالأحفاد وهم يلتفون حوله في انسجام  وهو أسعد إنسان بهذه العزوة , هذا هو الإنسان المصري منذ قديم الزمان يحتضن نهر النيل الذي وهبه الحياة , من هنا وجدنا ، الكثير من الكتاب يدقون بشدة علي وتر أن السعادة تكمن في دفئ الأسرة , وسعادتها لن تكون إلا بوجود أب يعشق هذا الدفء , ومن بين هذه الشخصيات شخصية فاطمة تعلبة في قصة الوتد للأديب الكبير خيري شلبي , وكيف كانت محور الأسرة التي ترسم خريطة واضحة المعالم لا يحيد عنها فردا ,  وكم كانت تكمن سعادتها حين  يجتمع الجميع تحت سقف واحد , وتمر الأيام وتضرب الأسرة أموال الانفتاح والغربة , فيتفرق شملها , ويغيب الأب في بلاد الله باحثا عن قوت يومه الذي فقده في بلده , ونجد أن الأسرة أصبحت في خبر كان , ونجد أفرادها في صالات القمار , والبنات في صالات الرقص , والغلابة في العشوائيات , وظل المبدعون  يناقشون هذه القضايا ليل نها , وبين سجن النساء  والاتهام والمرافعة ,  والعد التنازلي , والإخوان , والدعارة , وفتيات الليل ,  وبرامج الاستخفاف بعقل المشاهد والشخصيات نصف المشهورة التي تقبل ذلك طالما أن هناك مقابل مادي , المهم المشاهد يضحك والإعلان يزيد في هذا الكم من الغباوة نجد عملا عملا فنيا يليق بتاريخ الزعيم عادل إمام , هذا النجم الذي
 لا يضاهيه أحد سواء من جيله أو الأجيال المتعاقبة التى احترق بعضها قبل أن يصل إلى النجومية، التى يقف الزعيم على قمتها، وصدق تنبؤ صديقه العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ له بأنه سيحتل عرش الكوميديا، عندما قال عنه: «عادل إمام أجمل اختراع للقضاء على الحزن
وبالفعل استطاع الزعيم أن يصل برسالته للسعادة , فاسستوعبها المشاهد بنوع من الدروشة , فهولايصدق ما يراه أن تعيش ابنته الموسيقية و ابنته الإعلامية وزوجته المترجمة وأزواج البنات ,’ الجميع في بيت واحد  بلا مشاكل ولا خيانة ولا شكوي , كل أسرة في جناح ..إنه الحلم الذي يريده الشعراء والكتاب ويوسف معاطي الزعيم هو أيضا بأعماله التي أصبحت علامة متميزة في عالم الإبداع , أعود لعيشة ( لبلبه ) هذه الفنانة التي قامت بدورها بشياكة وتلقائية برغم أننا كمشاهدين توقعنا العكس تماما علي اعتبار أننا نشاهد مثل هذه النوعية في المسلسلات ليل نهار فهي تعيش علي  اختلاق المشاكل , والبروتوكول الكاذب , ولا تقبل أن تعيش مع زوج بهذه العقلية  وهي بنت الباشا , ثم موافقة الجميع علي قبول الحياة في حي شعبي مكتظ بالسكان دون اعتراض أي شخص ومع ذلك تابعنا المسلسل دون اعتراض , وهذه عظمة عادل إمام ( فنان الشعب ) الذي جعلنا نحبه الجميع بلا استثاء  و الأحفاد يهللون حين رؤيته قائلين بهجت أهه 

CONVERSATION

0 comments: