وماذا بعد؟/ وفاء القناوى

   
....فى خلال ثلاثةِ أعوام قام الشعب المصرى بثورتين عظيمتين غيرت مجرى الحياة فى مصر, وغيرت الخريطة السياسية فى الوطن العربى   ,وبعد وضع الدستور الجديد للبلاد و ماكان له  أو عليه , ننتقل إلى المحطة الأبرز والأهم فى المرحلة الإنتقالية وهى الإنتخابات الرئاسية , كثير من الأسماء عادت لتظهر على الساحة السياسية  مرة ً أُخرى على الرغم مِن أنها  لم تقدم شئ مفيد للبلد فيما مضى أو تأتى الآن ومعها خطط مستقبلية مُبَشرة وواعدة ,الكل يطمع والكل يطمح ولا يهم سوى الكرسى ولا يوجد خريطة للنهوض من الكبوة التى نحن فيها  ,وبنظرة سريعة للمشهد نجد أن أغلب المرشحين أتى وهو خالى الوفاض من الفكر الذى يخرج الشعب المصرى  من عنق الزجاجة الذى اتخنق فيه , الأيدى خاليه ألم يكفينا الأيدى المرتعشه أم كتب علينا أن نُجِرب كل أنواع الأيادى , الكل مشغول بالسباق الرئاسى والتورتة التى تُغرى الجميع بإلتهامها سريعا وبدون مشاركة من أحد , الآن ومصر تدخل أهم مرحلة فى الحياة السياسية وكنتيجة طبيعية لقيام تلك الثورات  وهى الإنتخابات فهى دليل على تطور سياسى وفكرى ومنهجى لمرحلة هامة فى حياة الشعب المصرى ,وإن كُتب لهذه المرحلة أن تنتهى نهاية طبيعية بإختيار الأجدر والأفضل والأنسب لهذه الفترة العصيبة التى تَمُر بها البلاد , لإنه يجب علينا أن لاننجرف وراء شِعارات قد تكون لها خلفيات ورواسب معينة لسنا فى حاجة إليها الآن لأن ما يهم هو  حاضر مصر ومستقبلها   , ويجب اليقظة للمخططات الإجرامية الإرهابية التى تحاك بحنكة  سياسية صهيونية  لتقسيم الأمة العربية بوقوع مصر تحت يد الإرهاب  وتقسيمها  فنهاية مصر هو نهاية للأمة العربية ,يجب أن يَعرِف ويَعلم كل مَن يَحلم بكرسى السُلطه أنه يَدخُل معركة تحدى لصالح الشعب وليس من وراء هذا المنصب لا تُورتة ولا حتى قطعة جاتوه , فلا ينجرف وراء بريق الكرسى لأن الشعب لن يرحم أحد فقد تغير هذا الشعب  بعد الثورة   ولم يعد سهل التسييس كما كان  فى السابق  , حتى الإعلام يجب أن يتغير دوره ليلعب بمصداقية وحيادية بعيداً عن الإنتماءات السياسية والفكرية, لأن له دُورمُؤثر وحيوى  فى تغير عقول وأفكار , ونحن نبحث عن الأفضل للجميع كفى الشعب  أن يكون مُتلقيا فقد عبر تلك المرحلة , نُريده مُشاركاٍ حتى يكون هناك تَغيِر حقيقى , نُريد  أ ن نَنعم بالإستقرار مثل باقى الشعوب المُستقرة  ,نُريد الحياة بِكرامة لنا مِن الحقوق كما علينا مِن الواجبات وأن يُنظر إلى إنسانِيتنا وآدَميتنا بِعَين الإعتبار والإحترام , والعمل على إزكاء رُوح الإنتماء التى كادت تَضِيع وتَتُوه فى بحر الحياة المُتلاطم بأمواج الفقر والبطالة وعدم تكافؤ الفرص , نُريد نزاهة العقول والضمائر فى مَن يتحكم فى مَقدرات الشعب فقد سئمنا مِن الخيانة والعمالة والإنتهازية , نُريد يَد تَحمى وتَبنى ولا تَهدِم ولا تُخَرّب  , نُريد مُستقبل واعد لأبنائنا وأحفادنا لكى نَطمئِن أنّ الأرواح لم تَذهب هَباء وأنّ الدم لم يُسال سُدى  , نُريد مِساحة مِن الحرية لكى نتقدم ونتقدم لإن شَعب مِن غِير حُرية عَبيد مِن غِير عِقول  فى بلد يَحكُمه الظُلم والجبروت , نُريد مَن  يُفكر فى شعبه قبل أن يُفكر فى نفسه وفى عائلته وله فى قِصص السابقون عبر وعظة , ولن يكون  مِن الصَعب على شعب قام بثورتين أن يَقوم بثالثة ورابعة مهما كانت هناك مِن مَواد تُكمم الأفواه أو تُقيد الحُريات  ,فالعيون ستكون سِيوف مُسلّطه على رقاب الحُكام ولن نُصفق إذا أحسن الحاكم فهذا واجبه ولكننا قد نُعلق المشانق إن أخطأ  فقد كفانا أخطاء فى حقنا  , عانَينا على مَر السنين وما زلنا نُعانى   فهل نطمع أن يكون رئيس مصر القادم هو حِلم الشعب بعيداً عن كلمة مدنية أو عسكرية وبعيداً عن تَحقيق مَصالح شخصية , و بعيداً عن إرضاء الجميع لأنه مستحيل والعمل لمصلحة مصر وتوحيد كلمتنا تحت علم مصر فهل هذا ببعيد!!!!!!!


CONVERSATION

0 comments: