ســـيدي الرئيس الشـــهيد رفـــيق الحريري/ فادي الحاج

تسع سنوات... فترة من الزمن لا تحتسب من عمر الاوطان, لكنها بالنسبة الينا فترة طويلة عرفنا فيها لوعة غيابك المفاجئ وترجلك عن حصانك الأبيض باكراً كفارس قل نظيره في هذا الزمان. تسع سنوات ونحن نعد الساعات والثواني حتى تنحلي الحقيقة ونعرف من هم هولاء المجرمون الذين اغتالوك في وضح النهار لأنهم ارادوا اغتيالا يودي بالوطن.

تسع سنوات .... والغياب المؤثر والحزين يلقي بظلاله على ساحتنا الوطنية, والوطن يعيش في مهب الريح, ورياح الفتنة تتعالى فوق سمائنا والأيادي السوداء تأبى الا ان تكمل المؤامرة بنحر الوطن بعدما نحروك غيلة وحقدا.

تسع سنوات... وهل نصدق أنك غائب وأن المجرمين ما زالو يسرحون ويمرحون, وهل نصدق أن تلك الطلة البهية قد رحلت. لكن سنكمل المسيرة مع وريثك الشيخ سعد الحريري, مع اصراره لجلاء الحقيقة وسوق الطغاة الى مقصلة العدالة. ومع تصميمه على الحفاظ على كل ما بنته يداك وارادتك ومع نظرته الثاقبة التي ورثها عنك.

تسع سنوات ... فترة طويلة عشناها جميعا وعرفنا فيها لوعة فراق ذاك الفارس المقدام الذي ترجل عن حصانه باكرا وقهرا في جريمة العصر التي هزت العالم وغيرت معالم كثيرة. تسع سنوات...  فترة كانت حبلى بالأحداث المؤلمة.. فلقد سقط الشهداء وحدا تلو الأخر فداء للوطن وكأنهم كانوا يريدون بأفعالهم الشنيعة واصطيادهم الرجال العودة بعقارب الساعة الى الوراء لكن ارادة هذا الشعب الذي أمن بثورة الارز وبمسيرة 14 أذار التي جمعت الساحات والمواقف. هذه الارادة وقفت سدا منيعا أمام مخططاتهم فلجأوا الى تعطيل الحياة الاقتصادية في الوسط التجاري ونادوا بالويل والثبور وعظائم الأمور وعطلوا مجلس النواب أمام ممثلي الشعب وحاولو تعطيل اقرار المحكمة الدولية بشتى الوسائل بعد أن خططوا لاجتياح الوطن ولاسقاط الدولة الحرة والمستقلة المستمدة شرعيتها من الشارع ومن الدعم العربي والدولي. وهاهم اليوم يحاولون الوصول بالوطن الى حافة الهاوية عبر خلق الفراغ الذي يؤمن لهم مصالحهم وأهدافهم المريبة.

تسع سنوات... لقد انتظروا بفعل سياستهم المافياوية أن ينهار الوطن وتسقط هياكله على أبنائه فيندثر ويصبح نسيا منسيا,  لكن فاتهم أن رجلا كمثلك قد بنى مؤسسات ورعى رجالا, وفتح طريقا أمام الحلم , فكانت لحظة الوداع فرحة تاريخية لتذرف الدموع عليك, وكان الرابع عشر من آذار استفتاء شعبيا عارما قل مثيله وندر, ليجددوا البيعة ويطالبوا بالحقيقة من أجل حرية وسيادة واستقلال غير منقوض من أجل وطن مزدهر مستقل عن كل المحاور, وطن عربي سيد بكل معنى الكلمة.

رفيق الحريري يا شهيد الوطن اسمك يتردد اليوم كما الأمس على كل لسان. كنت خير رمز للمناضل والقائد الذي ألتصق بشعبه وثورتة ضد الظلام والذي لا يتراجع ولا يلين امام الصعاب رحمك الله يا سيد الشهداء يا ابا بهاء. تسعة سنوات مضت، وطيفك لم يغب يوماً، بل يواصل تنقلاته على امتداد حدود الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ويلامس حدود الخارج بإنجازاته وحنكته. وتأتي الذكرى التاسعة لاستشهادك سيدي الرئيس رفيق الحريري وسط ازمات داخلية واقليمية ودولية ترسم محاور جديدة في المنطقة والعالم. اما على الصعيد الداخلي، فإن رجالك الاوفياء الشيخ سعد الحريري واللواء أشرف ريفي ما زالوا على العهد والوعد للتصدي لكل الازمات الحكومية وما زالوا مستمرين رغم كل السجالات الحادة مع الاطراف التي تعمل وفق اجندات اقليمية والصعوبات الى ان تنجلي الحقيقة ويعلوا علم لبنان عاليا ويتربع على عرش الحرية والسيادة والاستقلال بكل ما تعنية هذه الكلمة من معنى.

أليست هذه أحلامك التي دفعت دمائك الطاهرة ثمنا لها؟؟ نم قرير العين.  فالمسيرة يحملها رجال أوفياء. أما نحن فسنبقى على العهد دائمآ, نشرب من ينبوع محبتك, ونناضل وصولآ الى حقيقة لن نرضاها الا كاملة,.نبني وطنآ كما كنت ترغب, نرفض الفتنة., ونرفض الابتزاز, نكافح كما كافحت من أجل هذا الوطن.

عاش لبنان سيدا حرا مستقل.

CONVERSATION

0 comments: