جوني عبدو : أناشد قيادة الجيش عدم الانجرار إلى فبركات النظام السوري

استغرب السفير السابق جوني عبدو كيف أنّ رسالة سوريا إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والتي اتّهمت فيها لبنان "بإيواء تنظيم "القاعدة" و"الجيش السوري الحر" والإرهابيين"، لم يتكلم فيها المندوب السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري عن الوضع في بلاده "وكأنّ الأمور هناك بخير".
 وأضاف عبدو: "بل إن الجعفري أخبرنا بكل شيء يتعلق بالداخل اللبناني، وهذا الأمر يذكّرنا ببعض اللبنانيين عندما يتكلمون عن أن الامور في سوريا انتهت، كما فعل (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب) ميشال عون عندما قال إن الازمة السورية ستنتهي الثلاثاء، ولكن أي ثلاثاء؟ الله أعلم.
فميشال عون يصدّق (الرئيس السوري) بشار الأسد في ما يقوله له، ويعلن عن ذلك في لبنان".
وناشد عبدو في حديث إلى إذاعة "الشرق" قيادة الجيش اللبناني بأن "لا تنجر الى هذه الفبركات وإلى مواضيع حساسة من هذا النوع"، مشيراً إلى أن "رسالة الجعفري لن يكون لها مفاعيل على الصعيد الدولي، لأن المجتمع الدولي وكل دول العالم يعلمون مدى تورط النظام السوري في كل أعمال الارهاب".
وعن الوضع في طرابلس والأحداث التي جرت في الأيام الأخيرة، قال عبدو: "ما يحصل في طرابلس بالطبع متّصل بما يحصل في سوريا، ولكن هذا الموضوع ليس بجديد، لأن هناك مخططاً لضرب تيار سيادي موجود وهو تيار المستقبل"، مستذكراً "الهجوم على الرئيس سعد الحريري ومن قبله الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، وأعاد السبب في ذلك إلى أنه "لأول مرة هناك تيار سنّي (المستقبل) يذهب الى هذا الحد بالمطالبة بسيادة لبنان وتثبيتها".
وفي سياق متّصل، سأل عبدو قائد الجيش العماد جان قهوجي عن "سبب انسحاب الجيش من طرابلس ليعود ويدخل إليها بعملية كبيرة"، لافتاً إلى أن "قائد الجيش يعلم جيداً أن تيار "المستقبل" ليس مسلحاً".
كما أبدى عبدو أسفه لأنه "بعد الكلام الذي قاله (المسؤول السياسي في "الحزب العربي الديمقراطي") رفعت عيد ودعوته الجيش السوري للدخول إلى طرابلس لحسم الوضع فيها، لم يحصل أي اعتراض من أي شخص من قوى 8 آذار، من ميشال عون إلى حزب الله".
وإذ رأى أن "الذي يدير لبنان اليوم هم الأجهزة الأمنية اللبنانية بالاشتراك مع الأجهزة السورية"، أوضح عبدو أن "عملية إلقاء القبض على شادي المولوي (الذي استُدرِج إلى مكتب الوزير محمد الصفدي في طرابلس حيث أوقفه عناصر من الأمن العام) لها رائحة مخابراتية"، لافتاً إلى أن "التنسيق السوري اللبناني اليوم هو مباشرةً مع الأمن العام اللبناني"، وسأل عبدو: "لماذا سُلِّم المتهمون قي قضية خطف الإستونيين (السبعة الذين اختطفوا في شهر آذار 2011 في البقاع) إلى الأمن العام؟ وهل الأمن العام هو من تابع هذه العملية في لبنان وحقق فيها؟".
ورداً على سؤال عن إمكانية عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان قريباً، أجاب عبدو: "لا أنصح الحريري بالعودة الآن الى لبنان، لأن الوضع خطير جداً، وما محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلا دليل على خطورة هذا الوضع"، مستدركاً بالقول: "لكن لا شك أن غياب الحريري يشكل خسارة كبيرة لتيار "المستقبل" وهذا أمر صحيح، لكن بعد عودته وفي غضون عشرة أيام يمكنه إعادة الأمور الى نصابها، وإن غداً لناظره قريب، فهناك انتخابات في لبنان" في العام 2013.
وتطرق عبدو إلى محاولة اغتيال جعجع وعدم تصديق بعضهم لهذه المحاولة، بالقول: "الجميع يعرف أن المحاولة أكثر من جدية وهناك عناية إلهية أنقذته من هذه المحاولة".
وعن مواقف عون في مختلف القضايا المطروحة، قال عبدو: "تفكير العماد عون لم يعد سليماً وأتأسف لذلك، فهو يجني مكاسب معينة من خلال تحالفه مع "حزب الله" وهذه المكاسب تجبره على أن يطلق بعض المواقف الغريبة".
وفي حديثه عن الانتخابات النيابية المقبلة، أكّد عبدو أن "الانتخابات ستجري في موعدها إلا اذا حصل موضوع أمني كبير"، مشدداً على أن "لا تمديد للمجلس النيابي، واذا كان هناك فرض للتمديد فهذا الأمر يفرض على 8 آذار ولا يمكن فرضه على 14 آذار".
وعن الاستقرار الذي يقول أطراف الحكومة إنها حافظت عليه وهو من إنجازاتها، قال عبدو: "الاستقرار بالنسبة لـ"حزب الله" يعني أن يكون الجميع مثل الرئيس نجيب ميقاتي وغيره خاضعين له"، معتبراً في سياق آخر أن "عدم تعليق حزب الله على موضوع (الإفراج عن( العميل فايز كرم (بعد خفض السنة السجنية وتخفيف حكمه) أكبر وصمة عار على جبين "حزب الله"، وهذا دليل على ان مقاومة "حزب الله" ليس لها علاقة بقضية فلسطين والصراع مع إسرائيل، بل لها علاقة بكيفية السيطرة على البلد".
وبشأن المواقف التي يطلقها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في لبنان وفي زياراته إلى الخارج، علّق عبدو بالقول: "الخطابات التي يطلقها الراعي في جولاته في الخارج يعلم أنها لن تنفع في لبنان، وإذا كان بال سيدنا (البطريرك) مشغولاً على لبنان، فليقطع زيارته (لأميركا) في هذه الظروف ويعود".
وفي الموضوع السوري ورداً على سؤال عن عدم حسم المعارضة السورية للوضع بعد، أجاب عبدو: "السؤال في سوريا، ليس كيف أن المعارضة لم تسقط نظام بشار الأسد؟ بل كيف لم يستطع بشار الأسد حسم الأمور حتى الآن؟".
(رصد NOW Lebanon)

CONVERSATION

0 comments: