لا تراني واحداً، تحت لساني أمّةٌ ـ مقاطع من قصائدي البائية رويّاً/ كريم مرزة الأسدي

المقدمة :
أ - من قصيدة  مطولة للشاعر عقبى الانتفاضة الجماهرية 1991م من (الكامل التام ) :
وتجاهلُ الشـــعراءِ ظلمُهُ باسلٌ
يمضي الزمانُ  ونورهمْ  يتوضّحُ
إذْ يكشفونَ إلى الأواخر ِ ما جرى
أو همْ لســانُ الدّهر ِ وهو الأفصحُ
لغةٌ  أطوّعها  كبعض ِ أناملي
 أنـّى أشــــــاءُ   وأيُّ  قـول ٍ   يملحُ
إنـّي من البلدِ الذي قد  شُرّفتْ
 فيهِ  العظامُ  وكلُّ نبــــــــتٍ   يُفلحُ
****
ب - مقطوعة من  (الرمل) :
لا تراني واحداً ، تحتَ لساني**** أمّةٌ ،ذرّاتها صـــاغتْ كياني
لغةُ الضّادِ وربّي قـد حباني **سرّها المكنون في حسن المعاني
فتجلّتْ  درراً  درّتْ  بيـــاني **** بانســيابٍ وشجونٍ وافتنــــانِ
ياعراقٌ أنتَ ينبوع المعانـــي ***طيبكُ الغافي ولا طعمُ الجنــان
****

مقاطع من قصائد  ( مختارات الديوان ) الذي سيصدر قريباً-   (من حرف الروي الباء)
 كلّها تمجد العراق ، وشعب العراق ، فكيف ببقية حروف الروي ؟  سجل يا تاريخ !!       
نشرت جميعها في العديد من الصحف والمواقع العربية والعراقية.  
1 - من قصيدة لي موشحة بحزن العراق ( بلادي وأحزانها)  / من (مشطور الرجز) .
 لوأطلقتنـي في سما رحابِها
أطيرُ في زهــو ٍ الى قبابِــها
ألـتمــسُ اللهَ عــى محرابــها
وأسكبُ الوجدَ علـى أعتابـها
وألثـمُ الطهـــرَ ثـرى ترابـهــا
لمـا نظمتُ الحزنَ في غيابهــا
****
لو جنّـــة ُ اللهِ علــى ترابـها
وتعبــقُ الأزهارُ مـنْ أطيابها
ويلعــبُ النسيمُ في جلبابــها
والخمــرُ والكوثرُ منْ شرابها
ولــم ترَ الأيـّـامَ في مصابـها
ويكــرعُ الطفلُ عنا أوصابـها
والبسمة َ الصفراءَ منْ كعابها
وتكتسي الحـدادَ مــنْ ثيابــها
لما نظمتُ الحزنَ فـــي غيابها
****
لو أمّلتنــي في دجى انتحابها
قد أُنزلَ الآمانُ فــي حسـابـها
وحـلَّ اســمُ اللهِ فــي شعابــها
وتأنسُ الريـــمُ أســـودَ غابـها
ويستظلّ ُ الطيـرُ مــنْ عقابها
وكــلّ ُ إنسـان ٍ لها أولى بهــا
وسادَ فعلُ الخيرِ في آحتسابها
لما نظمتُ الحزنَ فــي غيابـها
****

 2 - من قصيدة مطولة عن الجزائر  من (مجزوء الكامل المرفل) : 
إيهٍ (جزائرُ) والسرائرُ قـُلـّبٌ عنــــــد الغلوبِ
أبكيكِ أم  أبكي العــــراقَ وشعر قلبي للوجيب
أرض ُالعراقُ كأرضكِ الحمراءِ  من نزفِ القلوبِ
كلُّ الطيور ِ تحط ُ في أوكـــــــارها وقت الغروبِ!
وأنــــا أطيرُ بلا هجوع ٍ يا لدهري من قلـــــوبِ!
فخرجتُ من أرض ِ الجدودِ مشرّداً  وبلا نصيبِ
وزعتٌ نفسي للبـــرايا زاهياً وَقـْــــــدَ الشــبوب
ومعي قناديلي التي أوقـــــــــدتـُها لغـــدٍ قريبِ
وجريرتي  للناس ِما كانتْ سوى  حبّي وطيبي
تبّــــــاً لكِ يا لعبة َ الأقدار ِ إنْ ترمــــي  تصيبي
****
3 - من قصيدة بمناسبة المولد النبوي الشريف - من ( الوافر) :
وما أنْ شبتُ منْ كبر ٍولكنْ ***رأيتُ من المظالمِ ما أشابا
 ولمّا لمْ أذقْ أمناً بوكري *** قنعتُ بأنْ أعيشُ هنا اغترابا
أغرّدُ ما أشاءُ بلا رقيبٍ ***ولكنْ أينَ من يعــــــــطِ الجوابا؟
أردّدُ في قرارةِ نفسِ ِ حرٍّ *** كفـــى , فالفردُ أصغرُ أنْ يهابا
إذا ما المرءُ حرٌّ في قرار ٍ *** بفيهِ علقمُ الأيّــــام ِ طابـــــــا
وإنْ حكمَ العبيدُ بأصغريهِ ***يـــرى فــــي لذّة الدّنيا عذابـــا
****

4 -  - من قصيدتي عن الجواهري التي نظمتها عند تقلده الوسام السوري من الدرجة الممتازة  ، (من البسيط ) :
 وا خيبتاه غربتً الأمسَ عن وطن ٍ*** خالي الوفاض ِصريع ِالهمِّ مُكتئبِ
إنَّ العراق َقريبُ الشـــأو ِموقعهُ*** والبعدُ في القربِ مما عزَّ في الطلبِ
يـــــــا للعراق ِكأنَّ الليلَ سرمدهُ***  * هلْ يستفيقُ بصبح ٍآخــــر الحُقبِ!!
ما أنْ فطمنا فحــــــلَّ الظلمُ كلكلهُ****  بالنائباتِ  وراحَ  العمرُ للســــلبِ
إنْ ضاقتِ الناسُ ذرعاً في مسالكها***للهِ لطـــــــفٌ بصرفِ الدّهر ِوالكـُربِ
****
5 - من قصيدة (نعيماً أيّها العربُ ..!!) (مجزوء الوافر)
وكمْ بعروبهٍ نشــدو **أليس لحسّـها عصبُ؟!
كأنَّ الدّهـرَ أقنعــنا ***لعقبى كـُربةٍ كـُــــربُ !
فإنْ خارتْ عزائمنا ***فمنْ أمـــواتنا نثــبُ !
وإنْ سبتتْ ضمائرنا**ستبعث ٌروحَها الحقبُ
وإنْ جمدت جوارحنا**فمن أصــــلابنا اللهبُ 
فلا يأسٌ ســيركعنا*** ولا غاصتْ بنا الرّكـبُ
وإنّ عراقُ هــارون ٍ*** ومعتصم ٍومَــنْ نجبوا
سيبقى والسحابُ الجو**نُ رهنَ الكفِّ إذْ طلبوا
****
 6 - من قصيدة (من ألفِ ليلتها لألِفِ ربيعها) - (البحر: الكامل)  
هـــــذا العراقُ بأرضِهِ وبشعبهِ
وبرافديهِ  ،إذا ْ توهّــــــجَ لاهبا

كمْ مـــــــرّتِ الأيّامُ تثقلُ جُهدَها
لــــــتعودَ تلكَ الشامخاتُ خرائبا

والحـــــائراتُ الهائماتُ فريســةً ً
لمنْ ارتدى ثوبَ الرزايا  راهبا

ذي سُنـّة ُالخـَلـْق ِالتي من يومها
خـُلِقَ   الوجودُ  أفاعياً وعقاربا

وطني تشقـّقَ أفقـُــــــهُ   بأصابع ٍ
قد زجـّها حقــــــــدٌ لتغدو ثعالبا

صلـّوا معي لمنْ ارتقى مجدّالعلا
لولاهُ ما عرفَ الشموخُ تعــاقبا

هذا الذي قدْ طلَّ منْ أفقِ السما
ليشيرَ  نحوّ اللهِ  وجداً  ذائبـــا

وروى أديمَ الأرضِ منْ بركاتهِ
خيراً   يجودُ  سنابلاً  وأطايبــا

منْ  لامني   في  حبّهِ  متجنـياً
قدْ  زدتـُهُ  حبّاً  ودمعاً    ساكبا
****
بغدادُ رمــــزُ وجودكمْ منْ أعصر ٍ
نسجتْ على دنيا الوجودِ سحائبا

(هارونُ) يرفدها بحكمةِ دارهِا(1)
فتشـعَّ  نـــــــــوراً للعوالم َ ثاقبا

فغدا بساحتها كشمس ٍأشرقتْ
دفئاً وبددتِ الجهامَ الكــــــــاذبا

من ( ألفِ ليلتها) لألِفِ (ربيعها)
ســـــنحتْ لبارحها يفيءُ مناقب
ا
فتحـــــتْ قلـــــوباً للأحبة ,حلمُها
قدْ جــــــــادَ في نبع ِالعروبةِ ذائبا

قد طاب (دجلة ُ) للشقيق بطيبهِ
فلكمْ ســـقى من ضفتيهِ  حبائبا

والشعرُ ما  مرَّ السباتَ   حياتـَهُ
في  كلِّ طور ٍ  يستجدُّ  مواهبـــا

أنا عزمُهُ  لا   أستكيــنُ  لكبــــوةٍ
أنـّى  رأيتُ من الزمــــان ِ   مقالبا

خذ ْما تشا مــــــنْ فيض ِبحر ٍأحرفاً
سطـّرتـُها  درراً  وقـــولاً  صائبا

تبقى على ذمــــــم الأنام ِ ِ قصائدي
سيّانَ  تذهبُ  صادقـــــاً أمْ   كـــاذبا !
****

7  - من  قصيدة (مناجاة شريكة الحياة) - من (البسيط ) :  
يا أمًّ زيدٍ وطــــــبعُ الدّهر ِينقلبُ
أمرٌ مــــــن اللهِ ما نحيــا ونغتربُ

يا أمَّ زيدٍ  وبالآهــــــــاتِ   نقتسـمُ
كأسَ الحياةِ بنفس ٍدونــها الشـّهبُ

يا أمَّ  زيــــــــــدٍ وما الدّنيا  بخالدةٍ
ولا العبادُ إذا مـــــــا تُرفــــعُ الحجبُ

يا أمَّ زيدٍ وليسَ المـــــوتُ منقصــــة ً
النـّقصُ في الناس ِإدْ للمـــــوتِ تقتربُ

جمْعُ الخلائق ِفــــــــــــي قرن ٍتعودُ إلى 
تربائها ثمَّ تبعث ُغيرَهــــــــــــــا الحقبُ

لا ينفعُ المشمخرَّ الرأسَ رفعتـُهُ
فالرأسُ ذراتـُهُ الغبراءُ والذ ّنــبُ

أينَ المفرّ ُ؟ خيوط ُالســــرِّ خافية ٌ
كلٌّ إلى أمرهِ المحتوم ِينســــــحبُ
****
طلبتُ من غربتي الآمـــالَ أرقبـــــها
قدْ ضعتُ في الرّيبِ حتـّى أُجهـِدَ الطلبُ

اسنسهلُ الصّعبَ في المعنــــــى واوردهُ
لمَّ الحروفِ لســـــاني ناطــــــــــقٌ نحبُ

نفسي لساني وذراتي ومــــــــــــــا حبكتْ
إرثٌ تواصلهُ الأجيـــــــــــالُ والغيَـــــــــبُ

شعرٌ يُعــــدّ ٌمــــــــــــن الأيّــــــــــام ِ أدمعها
لو ينفدُ الشـــــــــــــــــــّعرُ لي ربّ ٌ ولي أدبُ !

****
8  - من قصيدة (وهلهلَ الشعرُ يشـدو في علا الرّتبِ...!!)  - من (البسيط) : 
دعْ عنْكَ ما ضاعَ منْ أيّامِكَ النّـُجبِ
وعــشْ بدنيــــاكَ بيـنَ اللهِ  والكُـتبِ

كفاك جيلانَ عمراً رحـتَ تحملهُ 
 بين الضياعِ وبينَ الحاقدِ الخَرَبِ

لهفي على زمنٍ قد فـــــاتَ مطلبـهُ 
لمّــا أصابكَ شركُ النصْبِ والكَذِبِ

هـا قد مضى أفـــقٌ فــــي طيّهِ نكدٌ
وهلهلَ الشعرُ يشـدو في علا الرّتبِ

يا صاح ِلا ترتجي من شــاعرٍ هزلاً 
جدّي بجدّي ، وجدّي في ذرى اللعبِ

لقــد كهلتُ ، ولا فـــي سلّتي عنـــبٌ
حاشـــاكَ لستُ بذي لهــوٍ ولا  طربِ

ليس الكواعبُ من همّي  ولا نشـــبٌ
فالباقيـاتُ لبــــابُ الفكر فـــي الحِقبِ

هـَــدّ ُالزّمــــانِ لجسمي لا يطوّعني 
ولا أقـــرُّ لطـــــولِ الشوطِ  بالتّعبِ

حتّى سموتُ ولا فـــــي قادمي كللٌ
ها ..فد وردتُ عيونَ المنهلِ العذبِ

أكـــــادُ مـــنْ ثقــــةٍ بالنفسِ أختمُهــا
لمْ يبــــــدع ِاللهُ إلاّ لغّــــــة العــربِ !!

 الشاعر العراقي / كريم مرزة الأسدي

CONVERSATION

0 comments: