فلسطينيات/ د. إبراهيم حمّامي

(1)
غريب أمر هذا التبلد الذي أصاب شعبنا...
يتحدثون أن الأسير سامر العيساوي يحتضر وأنه قارب على مفارقة الحياة الدنيا...
بعبارة أخرى ينتظرون موته حتى يكون هناك رد فعل، إن كان هناك رد فعل!
ربما سيدعون بعدها لتوحيد "البروفايل" و"اللوغو" وفتح صفحات التضامن والادانة، ويا دار ما دخلك شر...
هذا هو مفهوم المقاومة السلمية فيما يبدو...
أي تدجين وصله شعبنا؟ أي تبلد هذا؟
لم تعد تحركه إلا قضايا الراتب والغلاء أما ما دون ذلك هباء وجفاء...
يبدو أن عباس ومن معه قد نجحوا فيما فشل فيه المحتل...
قتل كل شعور جميل مهما كان...
لو بقيت ذرة كرامة ووطنية وحياء عند أي من هؤلاء لقلبوا الدنيا رأساً على عقب من أجل مواطن واحد...
ونحن لسنا أفضل منهم إطلاقاً، لأننا قبلنا بأن نرى، نسمع، نشاهد، نراقب، ثم نلعن!
سامحنا يا سامر العيساوي فإن رحلت فإنك لست من تموت، بل كرامتنا وعزتنا ونخوتنا وإحساسنا من يموت!
(2)
وجهان لعملة واحدة.. النظام الفاشي في رام الله والنظام المجرم في دمشق!
قلنا أن وفد فتح برئاسة الآغا ذهب للقاء نظام الاجرام في سوريا فقط للحديث عن الأموال والأملاك...
وقلنا أنهم لا يهمهم لا الدماء السورية ولا الفلسطينية ولا تدمير سوريا...
قالوا إنما هم هناك لبحث تجنيب اللاجئين مخاطر الأزمة السورية...
لن نقول من كذب ومن صدق، لكن ننقل الحقائق التالية:
- لم يزوروا مخيماً فلسطينياً واحداً
- لم يلتقوا وفداً شعبياً فلسطينياً واحداً
- لم يلتقوا أياً من الأطراف الأخرى باستثنا النظام
- لم يغيروا أي حقيقة ولو صغيرة على الأرض
لكنهم ناقشوا وبإسهاب أملاك المنظمة وفتح وعقاراتها وأموالها...
غادروا دمشق بعد أن أسبغوا شرعية على نظام القتل والإجرام...
تخلوا عن قطيعتهم من أجل الأموال والعقارات...
هذه هي فتح اليوم للأسف، متاجرة وسمسرة بكل شي وأولها العذابات والدماء
(3)
منظمة التحرير الفلسطينية تدين قيام حكومة الاحتلال بوضع التصاميم لبناء مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية المحتلة
قال منظمة تحرير قال!
لو بيستحوا بياخدو موقف مش تعليق على طريقة المعلقين الرياضيين...
لا موقف ولا فعل ولا رد فعل بل استمرار في المفاوضات ونهج التفريط، وما زال اسمها منظمة "تحرير"...
هل من يدلني تحرير ماذا بالضبط؟؟
ديناصورات وخراتيت وكأننا في قسم رعاية العجزة - هذا هو حالهم - فاتهم القطار!

(4)
حول موقف حركة حماس من لقاء القاهرة الأخير
علّق القيادي في حركة حماس عزت الرشق صباح اليوم في 21 تغريدة متتالية على "فشل" اجتماعات القاهرة، مؤكداً أنها لم تفشل.
وفي معرضه رده سرد أكثر من 10 نقاط خلافية أساسية ومحورية، لم يتم الاتفاق بشأنها أو أُجلت أو تُركت، إضافة لنقاط أخرى تريد بعض "الفصائل" إعادة مناقشتها.
لم يخرج الاجتماع بأي اتفاق بحسب ما طُرح إلا الاتفاق على مواصلة اللقاءات والحوارات.
ولنتذكر أن تواريخاً محددة قد تم الاتفاق عليها مسبقاً لم يتم احترامها (30/01/2013) واتفاقات أجمع عليها المشاركون في جولات سابقة وتم التنصل منها وإعادة فتحها للنقاش وهكذا دواليك.
بالتأكيد تحول الحوار إلى "عملية حوار" على طريقة وأسلوب "عملية السلام"
التغريدات المتتالية للسيد الرشق وإن حاولت استدراك ولملمة ما جرى لكنها أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن اللقاء كان فاشلاً وبامتياز، وهو ما سبق وأكدته تصريحات حواتمة التحريضية وخليل عساف الذي دعا لرفع الرايات السود في الضفة بسبب الفشل!
لم تسرد التغريدات توافقاً واحداً حقيقياً ومفصلياً، وجاءت على طريقة "العملية نجحت لكن الأم والجنين ماتوا"
رغم ذلك نقول أن حركة حماس أبلت بلاءً حسناً في الجولة الأخيرة ومنعت الانزلاق نحو تمييع وتزوير ارادة الناخب الفلسطيني، وليس مطلوباً منها تبرير مواقف الآخرين.
إلى اللقاء في جولة جديدة وحوار جديد وبيان جديد و"فشل" جديد.
ولا ننسى أنه في ظل المصالحة المفترضة يزداد تغول ميليشيات فتح في الضفة ويزداد معها كشف التهم التي وصلت حد "إطالة اللسان والتطاول على مقامات السلطة العليا"، لكن من أجل عيون المصالحة تكرم كل العيون!
ولا ننسى أيضاً:
عاشت المصالحة، عاشت...عاشت...عاشت

CONVERSATION

0 comments: