بعد الغروب/ عبدالقادر رالة

الآن فقط أحس بالعزلة القاتلة التي عاشها بطل تلك الرواية المنسية في ذاك الزقاق المظلم... بطل استمتعت بمصاحبته ثلاث ليالي بالتمام ....
كان يحب الأزقة المظلمة كأنه خفاش ... إذ كان يتحاشى السير في الطرقات المُضاءة بأعمدة الإنارة .... احساس قاتل تملكني وانا ألج الأزقة...ولجت أربعة أزقة ضيقة بعد الغروب ... الظلام دامس!... 
البطل عاش في كتاب ، على صفحات ابتدعها كاتب عبقري ... وأنا أعيش أحاسيسه الآن في الواقع بين الأزقة أو هكذا يُخيل إلي...
كلما تثقل خطواتي أتذكره ، وكلما أقف تحت عمود إنارة معطل ترد إلى ذهني أحلامه وهواجسه التي عبر عنها الكاتب باقتدار وأسلوب فني عالي ...
وحينما يمر بجانبي قط ضال أتذكر ذاك الكلب الأسود الشرس الذي كان ينبح فيه كل ليلة!...
ولما ألمح صاحب المقهى يُغلق باب مقهاه الألمنيومي أستحضر البطل وهو يهدي ولاعته العزيزة على قلبه الى أحد المتشردين....
ولما أصل الى البيت أتذكر أخر عبارة وردت في الرواية : وخُيل اليه انه يرى في أعماقه أماله التي ماتت ، تبعث من جديد!

CONVERSATION

0 comments: