تعليق حول مقال شربل بعيني: اين يجلس المطران انطوان شربل طربيه؟/ موسى مرعي

عزيزي وعميدنا الأستاذ شربل بعيني
تحية خاصة و من القلب الى سيادة المطران أنطوان شربل طربيه
الناس نوعان..
نوع مؤمن ومتواضع ويفهم معنى الفلسفة الاجتماعية المرسلة من السماء والعقيدة التي يعتنقنها الوطني الثائر نحو الحرية والعدالة ويحترم العلم وقيمة الشهادات التي يحصل عليها بجهد و كفاح مع الليل و النهار.
والنوع الآخر تجده او تجد معظمهم يحملون شهادات عليا ويحسبون انهم بتلك الشهادات او المناصب هم فقط أبناء المجتمع يمشون على الأرض مرحا وينسون ان الله فوقهم قابض على ارواحهم متى يشاء ومنزلهم في حفرة لا تختلف عن حفرة الانسان المتواضع  والمؤمن، ولا تختلف عن حفرة  من كان بالأمس ملكا او رئيسا او اميرا او حاكما ديكتاتوريا مغرورا.
اول من بدأ يجلس في الصف الامامي ويعلو على الناس هم الملوك و الرؤساء و الامراء وحين ماتوا دفنوا في حفرة ومعظمهم سقطوا على حافة الطرق وداستهم أقدام الاحرار، وعبرت من فوقهم ارجل طالبي الحياة، أبناء الحياة،  وشاهدنا بحياتنا و بالأمس القريب من سقط منهم وراح سحقا تحت الاقدام. والأيام آتية على الباقين ممن تجبروا وتعالوا على الأرض وأذاقوها ترفاً.
كيف يكون المسؤول او الزعيم او القائد المحب والمقبول من الرعية او الأبرشية، او من عامة الناس؟،
ويمكن للرعية اكتشاف المسؤول والعمل معه من خلال  قيمه الأخلاقية ومسلكيته وخبرته الإدارية واحترامه للرعية او لمن حوله من أبناء الرعية: يجلس بينهم ويسكن قريبا منهم. ويتخذ القرار الذي يتناسب مع رضى و مصالح هؤلاء الناس .
أيضا من خلال خبرته و قدرته و اذا نقصه شيء من المعرفة يحترم رأي  من معه ويثبت لهم انه يثق بهم كما يثق بنفسه,
بعد ذلك تثق بهالناس  وتلتف حوله، كيف لا؟ وهذه المواصفات مطبقة على شخص مثل سيدنا المطران طربيه حفظه الله .
هو جلس بين الناس في الحفل لانه يعلم ان في يوم الحساب أي يوم الدينونة،  سيقف جميع البشر امام ربهم الأعلى صفا صفا ورؤوسهم منحنية اجلالا له واكبارا.
لا يوجد في هذا اليوم دكتور فلان ولا الملك الفلاني والرئيس لاكبر دولة. الكل يصغر امام الله. هكذا علمنا القرآن الكريم و الانجيل وتعلمنا من النبي محمد صلى الله عليه و آله وسلم حين قال حديثا عن أخيه سيدنا المسيح انه كان يجالس الفقراء والمرضى ويساعدهم وكان يرتاح لمساعدتهم ويسعد بهم.
سيدنا المطران انطوان شربل طربيه يحمل رسالة الأنبياء المقدسة أتمنى على الجميع وعلى انفسنا ان نتعلم من سيادته و لو القليل من التواضع.
تحية تجمع الوطنيين الاستراليين العرب الى سيادة المطران  أنطوان شربل طربيه والى كل المسيحيين في استراليا ولبنان.
موسى مرعي

CONVERSATION

0 comments: