سماحة الشيخ حسن نصر الله: وضوح في الموقف ثبات على المبادىء/ راسم عبيدات

هذا الشيخ الصادق وصاحب الوعد الصادق،وهو من قال بان "دولة الإحتلال اوهن من بيت العنكبوت" وإستناداً وعملاً بهذه المقولة بنى حزبه وجيشه على عقيدة المقاومة ضد الأعداء "أسرائيل وامريكا وتوابعهم"،المقاومة كنهج وخيار وثقافة،مما جعل اسرائيل والدوائر الغربية والأمريكية ومشيخات النفط والكاز،تحسب ألف حساب لحزب الله،فهو لم يعد قوة لبنانية فقط،بل غدا قوة مؤثرة وفاعلة في الشان الإقليمي،في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق واليمن وحتى البحرين،وفي تحالفات ومعادلات المنطقة،حزب لا يخذل حلفاؤه ولا أصدقاؤه،ولا يتخلى عنهم،رغم أخطاء البعض منهم وحتى جحوده وتبدل مواقفه وسياساته،فهو لعب دوراً بارزاً في بقاء وصمود النظام السوري،فمعركة القصير الإستراتيجية حسمها مغاوير حزب الله،والتي لعبت دوراً هاماً في بداية سقوط وإنهيار العدوان  على سوريا،فهذا الشيخ عندما يقول"أن المقاومة الإسلامیة جاهزة بکادرها وضباطها وإمکاناتها ومقدراتها لأن تدخل الی الجلیل وما بعد الجلیل"،فهذا يعني أن دوائر الإحتلال وكافة اجهزته ومستوياته العسكرية والسياسية والأمنية،ستعكف على دراسة وتحليل كل ما ورد من جمل وعبارات ومعاني في مقابلة سماحته،فهي تدرك بان هذا الشيخ لا يطلق الكلام على عواهنه،وليس من أصحاب الجمل اللفظية او الثورية او "الديماغوجيا" الإعلامية،ولا من الذين يقولون سيكون الرد مزلزلاً ومجلجلاً،من أمثال "طخيخة" الأعراس والمآتم،هذا شيخ اختبرته اسرائيل في الفعل والميدان،وتعرف انه صادق ومقرن للقول بالفعل،يتحدث فقط عندما يتطلب الموقف الحديث،ولا يبيع الحكي الفاضي وبدون رصيد،فهو عندما أسر الجنديين الإسرائيليين في تموز/2006،من اجل تحرير الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين من سجون الإحتلال الإسرائيلي،وكان ذلك احد الأسباب الرئيسية والذريعة لإسرائيل،لكي تشن حرباً عدوانية شاملة على الحزب والمقاومة اللبنانية،ضغطت عليه الكثير من الأطراف اللبنانية والعربية والإقليمية والدولية،لكي يعيد الجنديين،مقابل وقف العدوان الإسرائيلي،وليستفز سماحته ويقول" والله لو إجتمعت علينا كل دول العالم،فلن اعيد هذين الجنديين"،وسماحته أيضاً يختلف تماماً عن العرب "المستنعجين" الذين منذ القمة العربية التي عقدت في بيروت عام2002،والتي طرحت فيها المبادرة السعودية وأصبحت تسمى المبادرة العربية للسلام،تلك المبادرة التي رفضتها وما زالت ترفضها اسرائيل ومعها امريكا،وكلما رفضتها اسرائيل وركلتها،يجري ترحيلها من قمة عربية الى اخرى والهبوط بسقفها،لكي تقبل بها اسرائيل،ولكنها تصر على الهبوط بسقفها مجدداً،فهي تدرك بأن هؤلاء العربان المهزومي الإرادة،المعزولين عن شعوبهم وجماهيرهم،والذين فقط ربوا جيوشهم على قمع شعوبهم وحماية عروشهم،ولم يعدوهم لحماية اوطان او تحريرها، غير قادرين على فعل أي شيء،من اجل الضغط على اسرائيل وإلزامها بالموافقة او القبول بمبادرتهم،بل هم يتذللون الى اسرائيل وينسقون مواقفهم معها في اكثر من قضية عربية،بما فيها القضية الفلسطينية.

لا شك بأن مقابلة سيد المقاومة سماحة الشيخ حسن نصر الله على فضائية الميادين اتصفت بالشمولية والصراحة والوضوح في الموقف والرؤيا....وفيها الكثير من الدروس والعبر والمعاني والدلالات..حيث اكد سماحة الشيخ حسن على جهوزية المقاومة،وانها رغم انشغالها في أكثر من ساحة،فهي لم يصيبها الوهن او الضعف،وبانها تمتلك كل انواع الأسلحة،وان المواجهة القادمة مع العدو الصهيوني ستكون مختلفة عن  كل المواجهات في الحروب السابقة،ليس فقط لكمية ونوعية الأسلحة التي تمتلكها المقاومة،ولا للقدرات العسكرية والنارية والصاروخية وجاهزية وكفاءة رجالات المقاومة،بل بكون المقاومة لن تكون في حالة دفاع،بل ستنقل المعركة الى أرض العدو،حيث قال بانه على رجال المقاومة ان يكونوا مستعدين لتحرير الجليل الفلسطيني المحتل..

 كذلك شدد سماحة الشيخ حسن نصرالله على علاقات حزب الله مع كل قوى المقاومة التي تقف ضد اسرائيل وامريكا،وبأن تلك العلاقات مع الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية لم تنقطع طوال الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة،بما في ذلك العلاقة مع كتائب القسام،وانه تجري الان عمليات ترميم لعلاقات حماس وجناحها العسكري مع ايران وحزب الله،رغم الخلاف في الموضوع السوري،والخلاف حول علاقات حماس مع محور الدوحة – انقرة- الإخوان المسلمين،وقال:- بأن حزب الله لا يتدخل في الشأن الداخلي لحماس،من يقودها ومن يقف على رأس مكتبها السياسي مشعل او غيره.

أما في الشأن السوري فقد شدد سماحته على ثبات موقف الحزب من القضية السورية بالوقوف الى جانب النظام السوري كطرف رئيسي من اطراف محور المقاومة،وبأن الغارات الإسرائيلية على عدة اهداف في سوريا في السنوات الأخيرة ،هي إستهداف" لمحور المقاومة" والرد عليها "أمر مفتوح" و"قد يحصل في أي وقت"،وأيضاً شدد سماحته على ان الحرب العدوانية التي شنت على سوريا،قد فشلت، وان هذا الفشل، 'یعود إلی صمود القیادة والجیش السوري وصمود القوات الشعبیة وصمود جزء کبیر من الشعب السوري الذي هو في هذا الخیار، وبجزء کبیر یعود الفضل لهم، العالم لا یستطیع القیام بحل عسکري، والمطلوب حل سیاسي بمعزل عن القیادة السوریة لا مکان له..

ولكنه أيضا قال" 'لسنا أمام حل سیاسی للأزمة السوریة في الأشهر المقبلة لکننا أمام خطوات باتجاه هذا الحل،ولیس فقط أصابع اللاعبین بالأزمة في سوریا بدأت تحترق بل أیدیهم وعیونهم ووجوههم'، وقال: إن 'لعبة ورقة داعش في قدرتها علی تغییر المعادلة انتهت، فداعش بدأ یفقد حاضنته الشعبیة في العراق بعد أن قتل حتی من أبناء الطائفة السنیة الکریمة'.

مقابلة متميزة وغنية وشاملة،حملت الكثير من المعاني والدلالات والأهم من ذلك الأمل،الأمل بأن جذوة وشعلة المقاومة،وخيارها كنهج وثقافة،هناك من يرفعها ويحمل رايتها،ويربي حزبه وعناصره عليها.

CONVERSATION

0 comments: