التافهون/ عبدالقادر رالة

ابتسمت المذيعة ثم تابعت أسئلتها قائلة:ـ لكن الكثيرين من النقاد قالوا أنك تكتب أدبا تافها...وأرجوا المعذرة عن هذا الوصف.....
ابتسم الضيف : ـ ربما ...لا ...رأي النقاد صائب....أنا دائما أحس بأن ما أكتبه تافها ! وبعض أبطالي تافهين...لكن الذنب ليس ذنبي...
ـ لم أفهم يا سيدي...هل تستطيع أن توضح للسادة المشاهدين أكثر؟
ـ أي كاتب هو ابن عصره...وأي كاتب هو مرآة لعصره ومجتمعه.....أنا لا أستطيع إلا أن أكون ابن عصري وأعبر عن مجتمعي...الجاحظ كان ابن عصر العبقرية العباسية...والمازني ابن عصر النهضة...نجيب محفوظ عبر عن الأمال الوطنية والقومية...وأنا ابن عصري الذي تحددت معالمه بعد غزو صدام للكويت...وغزو الامريكان للعراق....لو عاش معي أو عشت مع أناس عظماء أو اتقياء أو وطنيين لكنت احتفيت بهم وكتبت عنهم....حياتنا أصبحت رتيبة...ومملة...لو لم يكن الانتحار حراما لكان نصف
امتنا فضل الانتحار على الحياة التي نحياها !
ـ لكن يا استاذ لماذا أنت متشائم؟ ومهمة الأديب بث التفاؤل....الأدب أكبر من الواقع.. لأنه يتلمس المستقبل الجميل...
ـ أنا من طبعي أن أكون صادقا مع قرائي....ولا أتعمد الكذب عليهم...لو كتبت عن أشياء غير موجودة لقالوا كذاب مفتري... أو طوباوي حالم...وفي أحسن الأحوال رجعي...أريد من أدبي أن يكون وثيقة عن هذا العصر...وميزة هذا العصر أن كل شيء جميل فيه تحطم....ولم تبقى الا التفاهة في كل مكان....

CONVERSATION

0 comments: