الفارس عبد الرزاق المجايدة يودع فلسطين ويرحل ..!/ شاكر فريد حسن

ببالغ الحزن والأسى ودعت جماهير شعبنا الفلسطيني المناضل والقائد الفريق الركن عبد الرزاق المجايدة ، أحد رجالات الثورة والمقاومة وقيادات القوات العسكرية الفلسطينية ، الذي وافته المنية اثر مرض عانى منه في السنوات الأخيرة ، تاركاً في قلوب شعبنا لوعة فقد قاسية وصعبة .
انضم الراحل المجايدة الى صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية وهو في زهرة وريعان شبابه ، وخاض كل معارك الثورة والنضال دفاعاً عن الأرض والوطن والمخيمات الفلسطينية ، وساهم في ارساء اسس الثورة الفلسطينية وتأسيس جيش التحرير الفلسطيني ، وتقلد مناصب عسكرية ومهام رئيسية عديدة في مرحلة بالغة الدقة وتتسم بتحديات على درجة عالية من التعقيد ، لكنه بحنكته وخبرته وتجربته العسكرية المتراكمة على مدى عقود استطاع أن يؤسس لمرحلة جديدة من العمل النضالي العسكري الموحد الواضح الاهداف والمعالم صوب تحقيق هدف وآمال وطموحات شعبنا بالحرية والاستقلال الوطني. وهو ينتمي الى جيل الثورة والبطولات في بيروت وطرابلس والوطن المحتل ، جيل أبو عمار وجورج حبش وأبو علي مصطفى وأبو جهاد وأبو اياد ونايف حواتمة وقائمة طويلة من المجاهدين والمناضلين والمقاتلين .
عاش المجايدة ومات نظيف الفكر واليد ، وحفلت حياته بالعطاء والعمل الثوري العسكري دون كلل أو ملل ، واحراز الانجازات الكبرى للقضية التي عاشها ، وللوطن الذي أحب وعشق . ولم تعرف حياته الفصل بين الحياة الشخصية والعمل الوطني والنشاط العسكري ، فكان مفعماً بالحيوية والنشاط رغم كبر سنه ، وحريصاً على تنفيذ المهام والدفاع عن مصالح وقضايا الشعب . تميز بالصلابة والجرأة والحكمة والشجاعة وقوة العزيمة والصبر ورحابة الصدر وببصيرة نافذة ، وعرف بالتواضع والخلق العظيم والنقاء الثوري ، وجسد ّفي سيرته الحياتية ومسلكه اليومي كل معاني الصدق والعزيمة والوفاء للوطن والقضية المقدسة والعادلة ، وظل طوال حياته وفياً ومخلصاً للقيم والمثل والمبادئ ، التي آمن بها وتربى عليها ، قيم النضال والثورة والمقاومة والحرية والعدالة والتقدم . ولذلك أحبه رفاقه وحظي بالتقدير والاحترام ونال ثقة واعجاب أبناء شعبه وقواه المناضلة الحية .
عبد الرزاق المجايدة مناضل ومحارب ومقاتل شرس وعسكري من طراز خاص وفريد ، وهب عمره لشعبه وقضية تحرره واستقلاله ، وسيبقى نموذجاً يحتذى للمحارب الفذ المتميز بالشجاعة والاقدام والثبات على المبدأ والموقف والاصرار على المقاومة والمواجهة .
وفي النهاية ، رحم اللـه عبد الرزاق المجايدة ، وستظل ذكراه العطرة في قلوب رفاقه وشعبه وجميع المناضلين الاحرار، وفي ذاكرتنا الشعبية لحين تحقيق الاهداف ، التي حارب وقاتل وناضل من أجلها وفي سبيلها .

CONVERSATION

0 comments: