المناضلة الدانمركية الشهيرة إيرين كلاوس: قاطعوا إسرائيل.. وفلسطين دولة رغم أنف الإحتلال

أجرى المقابلة حسن العاصي 
كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك

توم هيرندال وراشيل كوري وجيمس ميللر  ، أسماء لشهداء أجانب سقطوا وهم يواجهون عدوانية وهمجية قوات الإحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ، كلهم جاءوا من أجل التضامن مع الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، وهم جزء من جيش كبير من الشباب الأوروبي والأمريكي الذي  يتحدٌي غطرسة اسرائيل إمٌا بركوب الطائرات والوصول إلى مطار بن غوريون ليقوم الجيش الإسرائيلي باعتقالهم وترحيلهم في نفس اليوم، وإمٌا بالمشاركة في قوافل الإغاثة وسفن الحرية من أجل كسر الحصار على غزة فيقوم الجيش الاسرائيلي بمنعهم وإرسال قوات كوماندوز تقتل من تقتل منهم وتعتقل الآخرين وتصادر أجهزة الكمبيوتر والكاميرات الخاصة بهم . فعلى الرغم من كل العقبات والصعوبات والمخاطر التي تواجه المتضامنون مع الفلسطينيين إلا أنهم يتدفقون  جواً وبراً ، ولم تمنعهم القنابل المسيٌلة للدموع ولا تعرضهم للضرب المبرٌح ولا الإعتقال من الوصول كل عام إلى قرية بلعين لدعم أهلها  ،ولم تمنعهم الدبٌابات الإسرائيلية من  تنظيم  الفعٌاليات  الرٌافضة لجدار الفصل العنصري ، فهم دائما في حركة ونشاط ، ويعبٌرون عن تيٌار وحركة عالمية هي في النهاية نتاج طبيعي لعولمة القضية الفلسطينية
ولعلٌ قيام إسرائيل بقتل عدد منهم يظهر المخاطر الكبيرة التي يعمل من خلالها المتضامنون مع فلسطين ، هي المخاطر ذاتها التي ساهمت في ولادة جيل من الشباب العالمي عازم على المضي دون خوف لإظهار تضامنهم مع الفلسطينيين ، كما أن ردٌات فعل الحكومات الإسرائيلية ضد هؤلاء المتضامنون والتي وصلت في بعضها إلى مراحل هيستيرية ، جعلت أنظار كل العالم تتجه صوب هذه القضية ، ولعل صورة قائد الفرقة العسكرية الإسرائيلية شالوم أزنر وهو يضرب بعقب بندقيته دون اي رادع متضامن دانمركي ، الصورة التي تداولتها وسائل الإعلام العالمية أظهرت الوجه الحقيقي للإحتلال .
ولايقتصر نشاطهم التضامني على تواجدهم في فلسطين ، بل هم يعبٌرون عن رفضهم لسياسة الإحتلال الإسرائيلي من خلال قيامهم بحملات لدعم صمود الشعب
الفلسطيني في بلدانهم ، يسلٌطون من خلالها الضوء على القضية الفلسطينية ويفضحون عدوانية إسرائيل ، ويشكلون جبهة ضاغطة على الإحتلال ،و من أهم هذه الحركات العالمية حركة أنترناشيونال فوروم ومقرها الرئيسي في كوبنهاغن العاصمة الدانمركية ، الحركة التي تفتخر بتاريخها الطويل في دعم قضايا الشعوب العادلة وابرزها القضية الفلسطينية ، هذه الحركة كانت سبٌاقة في حملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية
برلمانيون وأساتذة جامعات وطلاب ومثقفون وساسة ونقابيون ، رجالاً ونساءً وشباباً ،يتوزعون في شوارع الدانمرك الرئيسية ، بمناخ شديد البرودة يرفعون أعلام فلسطين ويافطات تدعو إلى عدم شراء المنتجات الإسرائيلية ، ويندٌدون بالممارسات الغير إنسانية الإسرائيلية بحق المزارعين الفلسطينيين .
قبل عشرة أعوام بدأت مجموعة " أنترناشيونال فوروم " العالمية حملتها في الدانمرك لمقاطعة البضائع الإسرائيلية ، وقبل بضعة  أيام اقامت تظاهرة سياسية وفكرية وفنية في مدينة كوبنهاغن لهذه المناسبة التي حضرها وشارك في فعٌالياتها عدد من ممثلي الأحزاب والقوى اليسارية والديمقراطية العالمية .
على هامش هذا المؤتمر أجرت مجلة الهدف لقاءً مع الشخصية الأبرز في هذه الحركة ورئيستها ، المناضلة الدانمركية الشهيرة مع القضية الفلسطينية ( إيرين كلاوس ) فكان هذا الحوار :

س 1: نرحب بك في بداية هذا اللقاء باسم مجلة الهدف وباسم الشعب الفلسطيني ، ونرغب بداية أن نقدٌم للقارئ الفلسطيني والعربي لمحة عن منظمتكم ؟
ج1 : انترناشيونال فوروم هي منظمة التضامن ضد الإمبريالية ، تشكٌلت منذ أكثر من أربعون عاماً ،وشهدت فترة السبعينيات من القرن الماضي نشاطاً متميزاً للمنظمة في دعم حركات التحرر الإفريقية ، في نضالها ضد الإستعمار الأوروبي .
والمنظمة تدعم أيضاً حركات التحرر في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وفي مقدمتهم حركة التحرر الفلسطيني ،وتنتشر المنظمة في عدة مدن دانمركية ، وتضم أكثر من 500 عضو فاعل ولدينا الكثير من الأصدقاء ، ونتعاون مع عدة قوى وحركات سياسية واجتماعية داخل الدانمرك وخارجها ، وكذلك مع بعض النظمات الغير حكومية ، ولدينا عدة فروع ومكاتب في العديد من المدن داخل الدانمرك ، وننظم في كل عام العديد من الأنشطة السياسية والفكرية والإجتماعية والفنية ، ونصدر العديد من المطبوعات الدورية والملصقات التي ترتبط بنضالنا .

س2 : ماهي حملة مقاطعة إسرائيل ؟
ج2 : حركة مقاطعة إسرائيل في الدانمرك تأسست قبل عشرة سنوات ، وقد احتفلت المنظمة بذكرى تأسيسها في نهاية أكتوبر 2012 ، من خلال تنظيم مؤتمر دولي للتضامن ضد الإمبريالية ، المؤتمر الذي حضره وشارك في أعماله والحوارات التي دارت ، الرفيق عمر شحادة ممثلاً عن فلسطين ، وشارك بهذا المؤتمر عدة أحزاب وقوى يسارية عربية وعالمية تحت شعار " النضال ضد الإمبريالية بعد الحادي عشر من أيلول " .
إن حملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية تقوم على محاولة خلق وعي جمعي لدي الشعب الدانمركي لأهمية مقاطعة إسرائيل على كافة الأصعدة السياسية والإقتصادية والثقافية ، لإجبارها على الإنصياع للقرارات الدولية ،ونعمل على تشكيل جبهة واسعة داخل الدانمرك وخارجها وبالتنسيق والتعاون مع عدة حركات ومنظمات ، لممارسة الضغوط على إسرائيل في المحافل الدولية ، وعبر علاقة إسرائيل الثنائية مع الدول الأوروبية ، من أجل أن تتوقف جميع سياساتها العدوانية بحق الشعب الفلسطيني ، والإقرار بحقوقه الإنسانية والسياسية ، وإقامة دولته الوطنية .

س3 : احتفلتم منذ ايام بمرور عشرة سنوات على بدء حملة مقاطعة إسرائيل
كيف تقيٌمون هذه المسيرة ؟
ج3 : خلال كل تلك السنوات العشر الماضية تواجد نشطاء حركة مقاطعة إسرائيل أمام كبريات المحلات التجارية في المدن الدانمركية ، لدعوة المواطنين مقاطعة البضائع الإسرائيلية ، مثل البرتقال الذي يزرع في مدينة يافا ، والخضراوات التي تزرع في جبل الكرمل ، وكذلك النبيذ المستخلص من كروم العنب التي تمت مصادرتها من أصحابها الفلسطينيين .
إن الشعارات واليافطات التي نرفعها في الشوارع الدانمركية ، والتي ترافق حملاتنا ويشاهدها الناس الذي يستخدمون الحافلا العامة والقطارات ، ويشاهدها الآلاف من المارة ،قد أسٌست لحوارات عميقة وجادة  في المجتمع الدانمركي ، بين المواطنين ، وداخل مؤسسات هذا المجتمع المدنية والحقوقية ، وهذا الجدل حول إسرائيل يمنحنا الإمكانية للتحدث حول عدوانية إسرائيل وممارساتها غير الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني ،وحول معاناة الفلسطينيين في شتى مناحي الحياة ، وعن قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ، وعن حق اللاجئين في العودة ، ونعمل على كشف زيف الإدعاء الإسرائيلي كونها بلد ديمقراطي كما تتبجح في وسائل إعلامها الموجهة للأوروبيين .
وهذا أيضاً يُظهر للشعب الفلسطيني أنهم ليسوا وحدهم ، وأن هناك الكثيرون من الشرفاء والمناضلون في جميع أنحاء العالم يدعمون نضالهم ضد الإحتلال الإسرائيلي وضد سياساته العنصرية .
كما أننا نقوم بمراقبة الشركات الأوروبية التي تتعامل مع إسرائيل ، وننظم حملات لمقاطعة منجات هذه الشركات ،ووقف التعامل معها ونضعها على اللائحة السوداء ، مثل مؤسسة " موريتس " السويدية ، ومنتجات " تايغر " لمستحضرات التجميل ، وكذلك شركة " جي فور اس " الأمنية والتي تقوم بتزويد مصلحة السجون الإسرائيلية بمنتجاتها الإلكترونية .
إلى جانب ذلك نقوم بدعوة المواطنين إلى مقاطعة المباريات الرياضية التي تكون إسرائيل طرفاً فيها ، وكذلك مقاطعة الحفلات الفنية للفنانين والموسيقيين الإسرائيليين ، وحين قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بزيارة الدانمرك قبل بضع سنوات ، نظٌمنا حملة واسعة ضد هذه الزيارة كان شعار الحملة " إذهب إلى بيتك " و " أنت غير مرحب بك في الدانمرك " .

س4 : كيف تنظرون للتضامن الدانمركي والأوروبي مع القضية الفلسطينية ؟
ج4 : إن التضامن الدانمركي والأوروبي مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة تأخذ اشكالاً متعددة من خلال دعم نضال هذا الشعب لنيل حريته وكرامته وبناء دولته الوطنية ، الدعم السياسي والمالي ، ومن خلال فضح سياسة إسرائيل العدوانية والتوسعية ، ونناضل ضد المستوطنات وهمجية المستوطنين ، وضد تجريف ومصادرة الأراضي ، والتضامن مع المزارعين الفلسطينيين الذينتقوم إسرائيل بسرقة أراضيهم الزراعية وتقتلع أشجارهم ، والنضال التضامني مع الأسرى الفلسطينيين .
وهناك العديد من أشكال التضامن الأوروبي مع الشعب الفلسطيني ، وكل هذه الأشكال من التضامن مهمة جداً لأنها تشكل جبهة ضاغطة ليس فقط على إسرائيل وحكوماتها المتعاقبة ، بل أيضاً تشكل ضغطاً على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى الحكومات الأوروبية الداعمة لدولة إسرائيل الصهيونية ، ولاننسى أن حركة المقاطعة ضد نظام التمييز العنصري في جنوب إفريقيا في ثمانينيات القرن الماضي ، بدأت كحركة شعبية قوية من قبل شعوب العالم المتضامنة مع شعب جنوب إفريقيا ومناضليه ضد سياسات التمييز العنصري ، ومن ثم إنتقلت هذه المقاطعة إلى مستوى الحكومات تحت تأثير الضغط الشعبي ، وتم سحب الإستثمارات الأوروبية من جنوب إفريقيا ، وتم فرض العقوبات الإقتصادية على الحكومة العنصرية ومحاصرتها سياسياً وديبلوماسياً ، إلى أن إنتصرت إرادة الشعب وتمت هزيمة النظام العنصري .
هذه التجربة تجعل إسرائيل تخشى كثيراً منظمتنا وحركة مقاطعة إسرائيل في الدانمرك ، التي هي جزء من إطار عالمي واسع يضم حركات وقوى وأحزاب داعمة ومساندة للشعب الفلسطيني في كل أنحاء العالم .

س5 : ماهي أهم أسباب تراجع التضامن الرسمي الأوروبي مع القضية الفلسطينية ؟
ج5 : إن الحكومات الأوروبيةهي جزء من الإمبريالية العالمية ، وهي حكومات مؤيدة بمجملها لإسرائيل ، حتى لو كانوا يجاهرون بأنهم محايدون .
خلال السنوات العشرين الماضية توسعت قاعدة الأحزاب اليمينية في أوروبا مستفيدة من ضعف القوى اليسارية نتيجة التحولات العالمية بعد سقوط المعسكر الإشتراكي ، ونتيجة لذلك وصلت إلى سدٌة الحكم أحزاب يمينية مؤيدة لإسرائيل ، هذه الحكومات الأوروبية تقدم مستويات مختلفة من الدعم لدولة إسرائل ، وإسرائيل ترتبط مع الإتحاد الأوروبي باتفاقبة التجارة الحرة ،هذه الإتفاقية التي تطالب حركة التضامن العالمية مع فلسطين بوقف العمل بها .
ولكن على المستوى الشعبي ، فإن مستويات التضامن مع الشعب الفلسطيني في ارتفاع وإن كان ببطء ،وأضحت إسرائيل تتعرض لإنتقادات متزايدة من شرائح مختلفة في المجتمعات الأوروبية ، وبات مستوى التعاطف معها أقل بكثير مما كان عليه سابقاً .

س6 : كيف هي علاقتكم مع الجالية الفلسطينية في الدانمرك ؟
ج6 : بالنسبة لي شخصياً وللمنظمة التي أعمل بها ، فإن القمع المستمر للشعب الفلسطيني من قبل الدولة الصهيونية لإسرائيل وبدعم من الإمبريالية الأمريكية ، هي واحدة من القضايا الدولية الأكثر أهمية التي تشغلنا .
إن عدالة القضية الفلسطينية تمس ضمير الإنسانية جمعاء ، فهي قضية تختصر حقوق الإنسان وكرامته وحريته ، ونحن على ثقة كبيرة أن فلسطين ستكون دولة رغم أنف الإحتلال الإسرائيلي ، وأن الشعب الفلسطيني سينعتق من ظلام الإحتلال ، وعنجهية إسرائيل في تعاملها مع المتضامنين لن يمنعنا من مواصلة حملاتنا التضامنية مع فلسطين وشعبها ، ولن نرضخ لسياسة الأمر الواقع التي تحاول إسرائيل فرضها علينا وعلى العالم .
ومن أجل تحقيق هذه الأهداف نحن بحاجة إلى جهود كل المخلصين والناشطين الفلسطينيين في الدانمرك ، وغيرهم من أجل مواصلة نضالنا ، ومن أجل زيادة الضغوط على حكومتنا ، لتمارس بدورها الضغط على إسرائيل لوقف سياساتها العنصرية .

س7 : هل يمكننا القول أن اليسار في أوروبا بدأ يستعيد بعض مواقعه التي فقدها في العقد الأخير من القرن الماضي ؟
ج7 : لاشك أن إنهيار الإتحاد السوفيتي وتفتت المعسكر الإشتراكي قد أضعف الأحزاب اليسارية العاملة ومن ضمنها القوى اليسارية في أوروبا ، وظهور الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عالمية وحيدة تربعت على عرش العالم لسنوات حين حاولت إعادة ترتيب البيت العالمي ، هذه التطورات وفٌرت من جهو أخرى للأحزاب اليمينية مناخاً للتوسع والتمدد والوصول إلى السلطة .
لكن قوى اليسار بدأت تتعافى وإن ببطء ، ويمكن رصد وملاحظة مؤشرات هذا التعافي من خلال وصول الفريق الأحمر في الإنتخابات البرلمانية الدانمركية التي جرت في الربع الأخير من العام الماضي ،وفوز مرشح الحزب الإشتراكي بالإنتخابات الرئاسية في فرنسا  وهزيمة حزب المحافظين وحليفه حزب الليبراليين الديمقراطيين في الإنتخابات المحلية في بريطانيا وخسارتهما لمئات المقاعد لصالح حزب العمال وهزيمة الحزبين الحاكمين في اليونان أمام أحزاب جديدة يطلق عليها مسمى "اليسار"، وتراجع شعبية الأحزاب المشاركة في ائتلاف يمين الوسط في ألمانيا بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل في الانتحارات المحلية.
إن من صنع هذه الأحداث الهامة هم الغاضبون والمتضررون من السياسات التي انتهجتها الأحزاب اليمينية في أوربا، بالتعاون مع حلفائها على الطرف الآخر من المحيط الأطلسي، والتي كان من نتائجها الكارثية انجرار العالم كله إلى أزمة اقتصادية، سببت تراجعاً في اقتصادات بعض دوله وركوداً في اقتصادات دول أخرى، ولم يستفق العالم بعد من تداعياتها منذ اندلعت في الربع الأخير عام 1908.
كما أننا نلاحظ أن هناك مئات الآلاف من الشباب انخرطوا خلال السنوات الماضية في النشاط السياسي ، في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوروبا ، وهم يناضلون ضد الإمبريالية وضد الإستغلال ، وضد كبريات الشركات التي تجني الأرباح الطائلة على حساب مستقبل الطبقات الفقيرة ، نحن متفائلون بالمستقبل .

س8 : كيف تتعاملون مع قوانين مكافحة الإرهاب التي أصدرتها عدة بلدان أوروبية خلال الأعوام الماضية؟
إن قوانين مكافحة الإرهاب التي أوجدتها الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث الحادي عشر من أيلول ، وتبنتها فيما بعد حكومات الإتحاد الأوروبي بضغط مباشر من الولايات المتحدة ، لم يكن لها أي تأثير على الحماس الذي يبديه المتضامنون مع فلسطين ، ولم تتأثر قناعاتنا ورغبتنا الأكيدة في إظهار تعاطفنا وتضامننا ودعمنا لحركات التحرر في العالم وأهمها القضية الفلسطينية ، ماتغير هو ظروف وأشكال النضال وآليات العمل ، فعلى سبيل المثال لاتستطيع ان تجاهر بأنك تدعم منظمة مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بعض الدول الأوروبية ، وكذلك الأمر ينطبق على القوات المسلحة الكولومبية على سبيل المثال ، لأنهما منظمتان مدرجتان على لوائح الإرهاب ، كما أنك لاتستطيع أن ترفع شعار الجبهة الشعبية دون أن تطالك العقوبات والمحاكمات في دول أوروبية أخرى .
في الدانمرك نحن نظهر تضامننا ودعمنا السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، لكن القانون يمنعنا من تقديم مساعدات مالية لها ، وحالياً تنظر المحاكم الدانمركية في أربعة قضايا متعلقة بتقديم مساعدات مالية لمنظمات إرهابية ، حيث تحدى بعض الناس قوانين الإرهاب وأرسلوا أموالاً إلى بعض المنظمات المدرجة على لائحة الإرهاب ومن ضمنها الجبهة الشعبية .
نحن نتجنب الإصطدام المباشر مع هذه القوانين ما أمكن ذلك ، وأصبح بعض الناس أكثر حذرا فيما يقولون وفيما يفعلون ، لكننا ماضون في ابتداع أشكال جديدة كي نستمر في تضامننا ودعمنا لقضايا العالم العادلة .

س9 : قبل أسابيع توفي هنا في الدانمرك أحد المتضامنين مع فلسطين ، نرغب ان نرد له جزء يسير مما قدمه لفلسطين عبر تعريف القارئ الفلسطيني والعربي
بشخصية هذا المناضل
ج9 : إنه المناضل الأممي "باتريك ماك مانوس " وكان صديقاً وفياً لفلسطين وشعبها وداعما لقضيتها العادلة ،ولد باتريك في إيرلندا عام 1944 ، وتلقى تعليمه في الفلسفة والتاريخ في دبلن وفي ألمانيا ، ثم انتقل ليعيش في الدانمرك عام 1970 ، وعين رئيساً للجنة العمل ضد نظام التمييز العنصري في جنوب إفريقية بين عامي " 1986 -1990 " وساهم من خلال موقعه في قيام العديد من الفعاليات التي كانت تناصر حق الشعب في جنوب إفريقية في التخلص من نظام الفصل العنصري .
باتريك كان المتحدث الرسمي باسم مجموعة " أنترناشيونال فوروم " في الدانمرك خلال الأعوام الأخيرة .
تحدى قوانين الإرهاب التي أصدرتها الحكومة الدانمركية وقام بإرسال مساعدات مالية إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وإلى منظمة القوات المسلحة الكولومبية ، الأمر الذي عرضه للمحاكمة التي أصدرت بحقه حكما بالسجن مع وقف التنفيذ .
كان باتريك مناضلا ذو عزيمة وناشطاً سياسياً ، وكان كاتباً وشاعراً ، كتب عدة قصائد وقصص قصيرة عن الفقراء وعن المناضلون في العالم وعن الشعب الفلسطيني وكذلك عن الشعب الكردي .
كان باتريك يتٌسم بالتفائل والأمل بالمستقبل ، وكان شديد الإيمان بقيمه وقناعاته ، وحين مات نعته المنظمة بشعار تمت استعارته من الكتاب الذي تضمن حياة القائد الكبير جورج حبش ، كتاب " الثوار لايموتون أبدا " .

س10 : نشكرك على هذه المقابلة باسم مجلة الهدف ونترك لك كلمة أخيرة لقرٌاء المجلة
ج10 : يحيا التضامن الدولي ضد الإمبريالية
ايها المناضلون قاطعوا إسرائيل
فلسطين حرة

CONVERSATION

0 comments: