جوزيف أبو فاضل: مخطط لاجتياح جبل محسن تمهيدا لإنشاء إمارة إسلامية متطرفة

اشتعال الشمال يعني اشتعال بيروت وسوريا لا تريد حربا في لبنان
حفلة تكاذب تحصل في طرابلس ونأمل أن لا يكون الجيش ضحيتها
طريق صيدا البحرية خط أحمر والأسير يعلم أنه لا يستطيع قطعها
كلام المرعبي خارج المألوف وتيار المستقبل لن يرشحه بعد اليوم
رئيس الجمهورية خرج من حياديته وطاولة الحوار انتهت عمليا
التمديد لسليمان لن يحصل والحكومة باقية حتى لو استقال جنبلاط
الأزمة في سوريا مستمرة لسنوات ومعركة حلب طويلة دون شك
أعلن الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ مخططا لاجتياح جبل محسن أعدّ عشية عيد الفطر السعيد بهدف تهجير أهالي جبل محسن وإحداث فرز سكاني وإقامة الفوضى للبدء بانشاء امارة اسلامية متطرفة، مشيرا إلى أنّ هذه الخطة أرجئت لأشهر معدودة بعد اتصال من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بهذا الخصوص بناء على طلب سعودي، معربا عن أمله في أن لا يحصل هذا المخطط باعتبار أنّ اشتعال الشمال يعني اشتعال بيروت لا سمح الله.
وفي حديث إلى برنامج "إلى أين؟" عبر تلفزيون "ANB" أدارته الإعلامية زينة فياض، اعتبر أبو فاضل أنّ هناك حفلة تكاذب كبيرة جدا تحصل في الشمال وتحديدا في طرابلس، متمنيا أن لا يكون الجيش اللبناني هو ضحيتها، مشدّدا على وجوب عدم المس بالجيش وبكرامته.
واستبعد أبو فاضل استقالة الحكومة الحالية، مشيرا إلى أنها باقية حتى في حال قرّر رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الاستقالة منها، مقللا من حجم ما يقال عن عدم تحقيق أي إنجاز فيها، لافتا إلى استحالة ذلك طالما أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط شكلوا حلفا ضدّ الآخرين.
وفيما أكد أبو فاضل أنّ الحرب الأهلية لن تحصل في لبنان، أعرب عن اعتقاده بأنّ الحرب في سوريا حاصلة، متوقعا أن تمتدّ لسنوات، مشيرا إلى أنّها لن تنتهي قبل أن يقتنع الغرب بوقف دعمه للمسلحين.
العملية مقصودة ومدبّرة ولن أتراجع
أبو فاضل روى في مستهلّ حديثه تفاصيل محاولة الخطف والقتل التي تعرض لها قبل أسبوع على طريق المصنع حين كان عائدا من سوريا فكان عدد من الشبان من قطاع الطرق يتربصون له، وشدّد على أنه لم يكن لديه شك للحظة أنهم قد يستهدفونه خصوصا أن معلوماته أنّهم كانوا يريدون سوريين موالين للنظام وذلك ردا على اعتقال عشيرة آل المقداد لعدد من السوريين المعارضين للنظام أو المنتمين للجيش السوري الحر. وجزم أنّ العملية كانت مقصودة ومدبّرة وأنه استهدِف لشخصه بالتحديد وبالتالي فهي لم تحصل بمحض الصدفة.
وفي سياق روايته للحادثة، لفت أبو فاضل إلى أنّ عددا من الملثمين كانوا ينصبون الخيم بمنتصف الطريق ويحملون العصي والأسلحة ويقفلون الطريق بالحجارة، وقد رأوه عن بعد سيارتين. وعندها، ركض أحدهم طالبا منه أن ينزل من السيارة وفي الوقت نفسه كانت الحجارة تقع على السيارة التي تحطّمت بشكل كامل، لكنه عندها أقلع بشكل سريع وصار يسير على الحجار، ولو لم يكن معي جيب لما استطاع الصمود.
وفيما لفت أبو فاضل إلى أنّ هذه الحادثة حصلت أمام أعين القوى الأمنية التي لم تتحرك بل إنّ أحدا منها لم يقترب لحمايته، الحاجز الذي هاجمه كان يضمّ عناصر من الجيش السوري الحر وحزب التحرير وتيار المستقبل والمسلمون بلا حدود إضافة إلى مجموعات أخرى هي بالمجمل مدعومة من قوى الأمن الداخلي وتحديدا من فرع المعلومات. وأكد أنه مصرّ على متابعة الموضوع حتى النهاية ومحاسبة المتورطين به، معلنا أنه لن يتراجع عن ذلك على الإطلاق. ولفت في هذا السياق إلى أنه "قام بالادعاء لم يتم توقيف احد ولكن ستصدر استنابات بحقهم"، موضحا أن الاجتماع الأخير الذي عقده وزير العدل شكيب قرطباوي مع المدّعين العامين أكد وجوب تسطير استنابات قضية بحق كل المخلين بالأمن. ومع ذلك، أكد أنه يسير وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية وهو مستعدّ لأيّ شيء في سبيلها، مشيرا إلى أنه بقي شهيدا حيا لمدة ساعة وبالتالي فإنّ هذا الوصف ليس حكرا على النائب مروان حمادة.
السوري لا يريد حربا في لبنان
وردا على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ بعض وسائل الاعلام تعمل لكي تؤجج الوضع وتعمل على زيادة الشرخ بمساعدة سعودية تركية ولكنه شدّد على أنّ هذا الخطأ سيعود عليهم، نافيا كل ما يقال عن أنّ التفجير في لبنان يؤدي إلى ارتياح في سوريا، مؤكدا أن الوضع لن يُفجّر في لبنان طالما أنّ الأمن ممسوك في سوريا. وذكّر بأنّ لبنان هو الحديقة الخلفية الآمنة لسوريا، مشددا على أنه "ليس أمام السوريين إلا لبنان"، موضحا أنّ "لا مصلحة للقيادة السورية بالتفجير في لبنان رغم كل ما يقال"، مشدّدا على أنّ سوريا تتنفس من خلال لبنان على الكثير من الجبهات والأصعدة. وأكد أنّ السوري لا يريد حربا في لبنان بل إنّ الرئيس السوري بشار الأسد لا يريد الحرب، لافتا إلى وجود تقاطع مصالح على هذا الصعيد، موضحاً أنّ الأميركيين لا يريدون مشاكل في لبنان وكذلك الأمر بالنسبة لحزب الله وسوريا الذين لا يريدون الحرب والتوتير، متحدثا عن دور للجهات السلفية في المقابل في استدعاء التوتر، واضعا عدم فتح مطار القليعات في هذا الإطار.
وفي قراءته للوضع الأمني شمالا، لفت إلى وجود مناطق هادئة وأخرى ساخنة في الشمال وهذا امر طبيعي يحصل في كل لبنان، ملاحظا مفارقة أنّ هناك بلدات قريبة من الحدود السورية من الشيعة والمسيحيين لا تشهد أي مشاكل تُذكر فيما فريق تيار المستقبل وحاضنته السنية تبدو بعيدة عن الجو. وتحدث عن نية لتكريس الإسلام السياسي الأميركي الإسرائيلي شاء من شاء وأبى من أبى، وقال: "نحن في لبنان لا نتحمل نظام حكم الإخوان المسلمين ولبنان مختلف عن كل البلدان".
مخطط لاجتياح جبل محسن تقرّر عشية الفطر
ونفى أبو فاضل وجود أي علاقة لأحداث طرابلس بمفرقعات نارية كما حاول البعض تصويرها في بادئ الأمر، وكشف في هذا السياق عن مخطّط لاجتياح جبل محسن تمّ إقراره عشية عيد الفطر السعيد، وقال: "عشية عيد الفطر السعيد تقرر اجتياح جبل محسن من اربعة محاور من قبل السلفيين وداعمي الجيش السوري الحر بمقدار 500 عنصر". ونبّه إلى أنّ قرار اجتياح جبل محسن لا يزال قائما حتى اليوم، مؤكدا أنّ الهدف من ذلك طائفي ومذهبي وذلك لتهجير العلويين والقضاء عليهم، رافضا تشبيه هذا الموضوع بما حصل في الطريق الجديدة مع رئيس حزب "التيار العربي" شاكر البرجاوي، مشدّدا على أنّ الأخير هو الذي خرج من مكتبه بقوته ولم يساعده على أحد بعكس ما روّجه البعض، لافتا إلى أنّ الجيش موجود في جبل محسن.
وردا على سؤال، أوضح أبو فاضل أنّ ما أوقف مخطط اجتياح جبل محسن كان اتصالا من رئيس الحكومة السابق من سعد الحريري من المملكة العربية السعودية بهذا الإطار، لكنه لفت إلى أنّ الشارع لا يزال غير مضبوط على الرغم من ذلك، موضحا أنّ المطلوب حصول فرز سكاني. وفيما لاحظ أنّ كل طرف يلقي اللوم على الآخر، موضحا أنّ تيار المستقبل يلقي اللوم على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والأخير يحيل كلام عضو المكتب السياسي في التيار النائب السابق مصطفى علوش للنيابة العامة باعتباره إخبارا، تساءل: "من يحمي رفعت عيد اليوم؟". ولفت إلى أنّ الأخير يشيد بالجيش لأنه لم يبق إلا الجيش.
الهدف.. إنشاء إمارة إسلامية متطرّفة
وأشار أبو فاضل إلى أنّ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري طلب توقيف تنفيذ مشروع اجتياح جبل محسن بناء لجلسة بين الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز والرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، متحدثا على هذا الصعيد عن تسوية طويلة الأبد تخضع في هذه المرحلة لاختبار الثقة، مشيرا إلى أنّ سوريا متروكة اليوم وإن كان الجيش السوري يقوم بنشاطه. وشدّد على أنّ من طلب من الحريري ان يطلب توقيف الاحداث هو النظام السعودي وهذه معلومات وليست تحليلا، وقال: "عندما يتهم النائب السابق مصطفى علوش رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بدعم جماعات معينة بباب التبانة، فهذا يعني أن القصة فالتة وأنّ أطراف النزاع لم يعودوا يردون على احد".
وردا على سؤال، أقرّ أبو فاضل بوجود بعض "التمايز" لعضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر عن سواه من نواب "المستقبل" عن عاصمة الشمال، لافتا في هذا السياق إلى وجود بعض الأمور في طرابلس التي لا يستطيع ابن الجسر أن يحملها، خصوصا أنّ الاجتياح المعدّ هو بهدف تهجير أهالي جبل محسن وإقامة الفوضى للبدء بإنشاء إمارة إسلامية متطرفة.
سليمان استبق التحقيقات بتهنئة ريفي والحسن
أبو فاضل اعتبر أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان استبق التحقيقات في قضية الوزير والنائب السابق ميشال سماحة، مستغربا مسارعته لاستقبال المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن وتهنئتهما على ما أسماه "الانجاز"، دون أن ينتظر استكمال التحقيقات وبالتالي كلمة القضاء في هذا الموضوع. وذكّر بما سبق أن قاله اللواء أشرف ريفي عن نفسه سابقا بوصفه منتجا لقوى الرابع عشر من آذار، موضحا أنّ اللواء ريفي أصبح بهذا الكلام لواء مسيّسا فيما هو موظف في الدولة، علما أنّ أبو فاضل أبدى عتبا على هذا الصعيد باعتبار أنّ أحدا من قوى الأمن الداخلي لم يسأله عن الاعتداء الذي تعرّض له الأسبوع الماضي على طريق المصنع.
وفيما تحدّث عن أزمة كبيرة على هذا الصعيد، عاد أبو فاضل بالحديث عن المخطط الذي كان ولا يزال معدا لجبل محسن، موضحا أنّ المخطط هو لاجتياح جبل محسن وتصفية العلوين لإقامة الإمارة السنية المتطرفة، متحدثا عن حالة فوضى يسعى البعض لتكريسها تمهيدا لإقامة هذه الإمارة.
أيّ جمهورية هي هذه التي تقبل بإهانة الجيش بهذا الشكل؟
وإذ دافع أبو فاضل عن مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار باعتبار أنه رجل يُحترم ويعرف أن طرابلس لا تقوم إلا على التنوع، شدّد على وجوب عدم المس بالجيش اللبناني بأيّ شكل من الأشكال، رافضا كسر كرامة الجيش. واستعرض ما حصل بقضية مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد على حاجز ظرفي للجيش، متسائلا في أي جمهورية في العالم يمكن أن يحصل ما حصل مع ضباط وعناصر الجيش اللبناني على هذا الصعيد. وذكّر كيف تمّ توقيف عدد من ضباط وعناصر حاجز الجيش الذي أطلق النار على الشيخ عبد الواحد بعد رفضه الامتثال لأوامر الجيش وكيف قامت القيامة ولم تقعد بعد أن قرر قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا إخلاء سبيلهم، لافتا إلى حصول تسوية في الحكومة تقضي بإعادة توقيفهم، وهو ما حصل بالتحديد بعد ذلك، واعتبر أنّ ذلك يدلّ على أنّ الدولة "فارطة" بكلّ ما للكلمة ممن معنى، متسائلا: "كيف يحصل ذلك؟ أين كرامة الضباط؟".
من جهة أخرى، أشار أبو فاضل إلى أنّ المجلس العدلي، الذي هو محكمة استثنائية وُجِدت منذ وُجِد لبنان الكبير وقراراتها مبرمة لا تقبل أيّ طريق من طرق المراجعة العادية وغير العادية باستثناء الاعتراض وإعادة المحاكمة، هو في الواقع مجلس ملي باعتبار أنه يمثل الطوائف اللبنانية الكبيرة – الأساسية ما يشكّل غطاءً للسياسة تستبيحه لحسابات وغايات سياسية انتخابية ومحلية. ورأى أن المقصود من طلب إحالة الجيش على المجلس العدلي هو أن تكون أحكامه مبرمة وتشكل إدانة صارخة للجيش اللبناني، وهذا هو محور الخلاف بين من يتمسّك بالقضاء العسكري وبين من يصرّ على محاكمة عسكريين أمام المجلس العدلي في سابقة لم يشهدها لبنان في تاريخه وحاضره وربما لم تحصل في أي دولة من دول العالم، مشدّدا على أنّ هذا الأمر مرفوض، وإنّ ضرب الجيش والطعن بمصداقيته بهذا الشكل يعني انتهاء البلد.
لا ضرر على آل كرامي على الأرض
أبو فاضل، الذي لفت إلى أنّ المطلوب معالجة سريعة للوضع في الشمال ورفع الغطاء عن كل المخلين بالأمن، قلل من شأن كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على هذا الصعيد باعتبار أنّ "ميقاتي بيحكي شي وبيعمل شي" على حدّ تعبيره. ورأى أنّ "هناك حفلة تكاذب كبيرة جدا تحصل في طرابلس"، معربا عن أمله في ان "لا يكون الجيش اللبناني ضحيتها"، مستبعدا أن يسيطر الهدوء بشكل نهائي في عاصمة الشمال، متحدثا عن هدنة ممكنة لشهر أو شهرين.
وفيما لفت إلى أنّ الأكثرية الساحقة في طرابلس وعكار هم من السنّة، أكد أنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سيكون طبعا من الخاسرين في حال استمرّ الوضع على حاله في طرابلس، لكنه أشار إلى أنّ الوزير فيصل كرامي لن يُترك، معربا عن اعتقاده بأنّ "لا ضرر على آل كرامي على الارض". ولفت إلى أنّ ميقاتي ليس لديه اي مشروع في لبنان وهو رجل متموّل، وقال: "اذا حصلت الانتخابات وبقيت الامور هكذا لا يفوز ميقاتي".
وشدّد أبو فاضل على أنّ طرابلس لا تشبه عكار، مشيرا إلى أنّ في عكار هناك عشائر والامر مختلف تماما، لافتا إلى أنه في طرابلس هناك ثقل سلفي كبير وثقل اخواني.
طريق صيدا البحرية.. خط أحمر
وردا على سؤال، جدّد أبو فاضل التأكيد على أنّ إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا الشيخ أحمد الأسير ليس إلا فصيلا من فصائل تيار المستقبل، مذكّرا بمشاركة مسؤول التثقيف السياسي في تيار "المستقبل" محمد سلام في أول تحركات الأسير في ساحة الشهداء. كما ذكّر أيضا بما حصل عندما أقفل الأسير الطرقات في صيدا، وزار النائبة بهية الحريري جميع فاعليات المدينة بمن فيهم رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب السابق أسامة سعد وكذلك رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري، وعندما رأت أنّ المدينة كلها ضد الاعتصام، أرسلت ابنها الذي اجتمع بالأسير سريا وحصل بعد ذلك إخراج لموضوع فك الأسير بحضور وزير الداخلية مروان شربل.
وشدّد أبو فاضل على أنّ  احمد الاسير لا يستطيع اقفال الطريق البحرية، مؤكدا أنّ الأمور اختلفت بعد الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مقرا في الوقت عينه بوجود مخطط لافشال زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر إلى لبنان وذلك عبر إما إلغائها أو إفشالها من خلال التشويش عليها عبر افتعال حدث معين على غرار إقفال الطريق البحرية. وأكد أنّ حزب الله مستعد للقيام بعملية 7 أيار خاطفة لفتح الطريق، موضحا أنّ هناك خطا أحمر اسمه الطريق البحرية، داعيا من يريد إقفالها ليتحمل المسؤولية.
نصرالله وجّه رسالة للدولة بقوله أن الأمور خارج السيطرة
ولفت أبو فاضل إلى أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وجه في خطابه الأخير رسالة للدولة بقوله أنّ الأمور باتت خارج السيطرة، مؤكدا أنّ الطريق البحرية لن تُقفل وكذلك طريق المصنع، مستغربا القول أنّ أحمد الأسير سيتمكن من التأثير على "حزب الله" في وقت تُشن على الأخير وعلى سلاحه حرب كونية تجلّت خصوصا في حرب الـ33 يوما في تموز 2006، كما أكد أنّ طاولة الحوار انتهت عمليا.
وفيما لاحظ أبو فاضل أنّ العسكري الاسرائيلي في الجولان يتفرج على البلاد العربية تحترق، مذكّرا بما حصل بين العرب والأتراك بعد حادثة سفينة مرمرة التي نصّبت فيها تركيا نفسها أمام العرب في خانة الدفاع عن القضية الفلسطينية ووصل البعض لحد اعتبارها أنموذجا، في حين لم تتأثر المناورات التركية الاسرائيلية بهذه التطورات لا من قريب ولا من بعيد. وجزم أنّ سوريا لن تسقط والرئيس الاسد لن يسقط وليفعلوا ما يريدون.
كلام المرعبي بحق الجيش خارج المألوف
وإذ أكد أبو فاضل أنّ الجيش هو الضمانة الوحيدة، توقف عند حديث عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي ضدّ الجيش اللبناني بوصفه "خارج المألوف". ورأى أنّ من يرفع السقف ويحمّس هؤلاء النواب على رفع السقف وتخطي كل الحدود هو فريق النائب وليد جنبلاط. وردا على سؤال، أشار إلى أنّ دفاع "14 آذار" عن المرعبي أمر طبيعي، وألمح إلى أنّ من يدافع عن المرعبي لا يمكن أن يكون مع الجيش. وجزم، من جهة أخرى، أنّ تيار المستقبل لن يرشح المرعبي بعد اليوم وهو لا يستطيع الترشح منفردا، مؤكدا أنّ النائب المرعبي لن يترشح مرة اخرى على لائحة تيار "المستقبل" بعد أن أصبح عبئا على الأخير بكل ما للكلمة من معنى.
وشدّد أبو فاضل على أنّ أحدا لا يمكنه أن يحتمل ما قاله المرعبي لا قائد الجيش ولا اي عنصر من الجيش، ولفت إلى أنّ عملية رفع الحصانة تسير على قدم وساق لكن هناك مساع في الوقت نفسه لمصالحة بين قيادة الجيش وتيار المستقبل، مشددا على أنّ كل الناس تحب الجيش، لافتا إلى أنّ الدعوى التي رفعتها قيادة الجيش ضدّ المرعبي ليست "طق حنك" كما وصفها المرعبي.
رئيس الجمهورية خرج من حياديته..
وردا على سؤال آخر، أكد أبو فاضل أنّ رئيس الجمهورية أصبح طرفا، موضحا أنه خرج عن اعتداله بل حياديته التي كان يتغنى بها، مستغربا قوله أن أحدا ليس لديه فضل عليه، مذكرا بأنّ الرئيس السابق العماد إميل لحود والسوريين هم الذين رشحوه لقيادة الجيش، كما أنّ جميع الأفرقاء اتفقوا عليه رئيسا للجمهورية باعتباره حياديا، وأنّه ما كان ليصبح رئيسا للجمهورية لو أنّ رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون لم يترك له المقعد، علما أنّ الأخير ليس "كاريتاس"، وإن كان يغلّب المصلحة الوطنية العليا على ما عداها، وقال: "لا نقبل أن ينمّر أحد على العماد عون".
وفيما أكد أبو فاضل أنّ التمديد لرئيس الجمهورية لن يحصل، أقرّ، ردا على سؤال، باستحالة تحقيق قوى الأكثرية لإنجازات فعلية في ظلّ الحكومة الحالية، لافتا إلى أنّ تحالف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس جبهة "النضال الوطني" داخل الحكومة ضدّ قوى الأكثرية، ولا سيما تكتل "التغيير والإصلاح"، يحول دون تحقيق هذه الإنجازات. وقال: "رئيس الحكومة ضدنا وكل الصلاحيات بيده وكذلك رئيس الجمهورية والنائب جنبلاط ضدنا".
الحكومة باقية حتى لو استقال جنبلاط منها
وأشار أبو فاضل إلى أنّ الحكومة مستمرّة وباقية حتى في حال استقال فريق النائب وليد جنبلاط، موضحا أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري لن يعين في هذه الحالة جلسة لمجلس النواب لإسقاط الحكومة. ولفت، ردا على سؤال، إلى أنّ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري يختلف تماما عن سلفه رئيس كتلة "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة، معتبرا أنّ السنيورة محنك ويفهم اللعبة في لبنان وهو يريح أميركا والسعودية وكل الناس لكن السعوديين لا يخاطرون في هذه المرحلة.
وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لا يمكن أن يستقيل، لافتا إلى أنه "لبس جلد تمساح ولا يمكن ان يستقيل". وأكد عدم إمكانية قيام أي حكومة بعد هذه الحكومة، مشيرا إلى أنّ هذه الحكومة التزمت النأي بالنفس ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة، مشددا على أنّ أيّ حكومة أخرى قد لا تلتزم بكلّ ذلك.
وردا على سؤال، أكد أبو فاضل أنه لا يزال هناك دولة "إلى حدّ ما"، لافتا إلى أنّ البلد كما هو اليوم لا يزال واقفا، محذرا من أنه إذا أتى السنيورة أو الحريري إذا سدّة السلطة تنفجر الأزمة مع سوريا. وقال: "لا نريد ان يقف احد بوجه فخامة الرئيس لكن هناك أمور يخطئ فيها".
من جهة أخرى، أشار إلى أنّ حزب الله حزب على مستوى دولة، ونبّه إلى أنه "إذا بقي الوضع كما هو اليوم لن تحصل انتخابات في لبنان إطلاقا".
الأزمة السورية مستمرة لسنوات ولا حرب أهلية في لبنان
بالانتقال إلى الملف السوري، أكد أبو فاضل أنّ التوتر باق في سوريا ولن يتوقف قبل الانتخابات الأميركية، مشيرا إلى أنّ الغلبة ليست لقوة السلاح في سوريا، موضحا أنّ سوريا تشهد حربا وهناك معارك تحصل، مشدّدا على أنّ ما يحصل في سوريا مختلف عن كل المنطقة. وقلّل من شأن الانشقاقات التي تحصل في الداخل السوري، مستشهدا بانشقاق رئيس الحكومة السورية رياض حجاب وهو انشقاق لم يعد له أي قيمة اليوم.
وفيما أكد أن الطريق لا تزال طويلة، أعلن أبو فاضل أن "لا ثقة بالأخضر الابراهيمي، وهو الذي أشعل لبنان منذ زمن"، وذكّر كيف أنّ مبادرة المبعوث العربي الدولي كوفي أنان تعرضت لإطلاق نار من كل أطياف المعارضة السورية على مدى الأشهر الماضية، لافتا إلى أنّ السيناريو نفسه يتكرّر اليوم. وإذ حذّر من أنّ المنطقة تتفجر بكاملها، أشار إلى أنّ من يحاضر بالعفاف في سوريا اليوم هو من سرق من خيراتها وكانوا زعماء في حزب البعث.
وختاما، جزم أبو فاضل أنّ الأزمة في سوريا مستمرة لسنوات، موضحا أنّ المعركة في حلب طويلة وبالتحديد إلى أن يقتنع الغرب بوقف دعمه للمسلحين في سوريا. وطمأن، في المقابل، إلى أنه في لبنان لن تحصل حرب أهلية، معلنا أنّ "اجتياح جبل محسن أرجئ لشهرين أو ثلاثة"، معربا عن أمله في أن لا يحصل باعتبار أنّ إشعال الشمال يعني إشعال بيروت لا سمح الله.

CONVERSATION

0 comments: